لبنان ٢٤:
2025-02-07@04:12:12 GMT

إسرائيل أعجز من أن تشنّ حربًا شاملة ضد لبنان

تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT

إسرائيل أعجز من أن تشنّ حربًا شاملة ضد لبنان

 
ما يمكن استنتاجه مما خلصت إليه القمة الفرنسية – الأميركية التي جمعت الرئيسين إيمانويل ماكرون وجو بايدن في قصر الإليزيه في باريس السبت الماضي، بالنسبة إلى الملف اللبناني، هو أن إسرائيل لن تجسر على شنّ حرب شاملة على لبنان، وستكتفي بما تقوم به من اعتداءات واسعة على القرى الحدودية.
فإذا كانت يد تل أبيب غير مقيّدة في قطاع غزة على رغم الاعتراضات التي تواجهها عالميًا وحملات الشجب والادانة، فإنها تبدو عاجزة عن جرّ لبنان إلى مواجهة مفتوحة، وذلك بسبب أن وضعية لبنان تختلف عن وضعية القطاع، وإن حاول "حزب الله" ربط الجبهة الجنوبية بالجبهة الغزاوية انطلاقًا من مبدأية "وحدة الساحات".


فإدخال لبنان في حرب مفتوحة على غرار ما هو حاصل في قطاع غزة يعني بالنسبة إلى العالم الغربي ضرب الاستقرار في المنطقة، مع ما يمكن أن يكون لذلك من تأثير مباشر على الاستقرار العالمي. من هنا جاء الاهتمام الأميركي – الفرنسي في قمة باريس، من حيث تقدّم الملف اللبناني في أولويات الدولتين لا سيما لجهة الموازاة والتساوي بين السعي الى منع الحريق الإقليمي من الامتداد الى لبنان والإلحاح على انتخاب رئيس للجمهورية، وهو أمر بالغ الدلالات لجهة اقتران الجهود المشتركة للتوصل الى حل مزدوج للملف اللبناني بهذين الشقين.
إلاّ أن الملف الرئاسي، على رغم أهميته بالنسبة إلى الأميركيين، فقد تّركت تفاصيله إلى اللقاء الذي سيجمع الرئيس الفرنسي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على هامش قمة الدول الصناعية، الذي سيعقد في روما، مع اقتناع باريس بالدور المهم، الذي يمكن أن تقوم به الرياض في دفع الجهود المبذولة لتسريع إتمام الاستحقاق الرئاسي، وعدم ترك لبنان مشرّع الأبواب على كل الاحتمالات السيئة، التي يمكن أن تنجم عن استمرار الفراغ في سدّة الرئاسة.
فباريس المهتمة بالوضع اللبناني من بوابة الملف الرئاسي عبر موفدها جان ايف لودريان تعوّل كثيرًا على الدور السعودي في هذا المجال، وذلك نظرًا إلى العلاقة الوطيدة، التي تربط بين المملكة ومختلف الشرائح اللبنانية، وبالأخص الفريق الذي يتماهى مع السياسة الانفتاحية، التي تنتهجها المملكة بعد اعلان بكين، مع نظرتها الشاملة لقضايا المنطقة، خصوصًا أن الرياض لم تتعاطَ مع الأزمة الرئاسية اللبنانية من زوايا ضيقة، بل حرصت منذ اللحظة الأولى للشغور الرئاسي على عدم الدخول في تفاصيل الأسماء، وبقي دورها محصورًا من ضمن سقوف اللجنة الخماسية، مع تشديدها على أهمية التوافق اللبناني – اللبناني على اختيار الرئيس، الذي يستطيع أن يعيد لبنان إلى الحضن العربي.
وعليه، فإن تحرك لودريان الخارجي بوجهه اللبناني، سواء عبر المحادثات التي أجراها في الفاتيكان، أو عبر التواصل المستمر مع الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين، ستكون له تأثيرات مباشرة على الملف الرئاسي في مرحلته المتقدمة، على رغم الضباب، الذي يلف المنطقة الفاصلة بين "ساحة النجمة" وقصر بعبدا، وذلك لكثرة ما يثار من غبار سياسي لا بدّ من أن ينجلي في أسرع وقت، لأن ما تراه فرنسا من بعيد لا يستطيع أن يراه الذين يتعاطون بالملف الرئاسي من مسافة قصيرة، خصوصًا في ما يتعلق بالمستقبل السياسي للبنان، إذ أن ما حذّر منه لودريان في آخر زيارة له لبيروت عن خشيته من زوال لبنان السياسي كما هو عليه راهنًا لم يكن مجرد زّلة لسان، بل نتيجة قراءة فرنسية واقعية لما يُعدّ للبنان من ضمن التسويات الكبرى في المنطقة، والتي قد يعاد فيها رسم الخارطة السياسية لدولها.
من هنا، فإن ما يجري على الجبهة الجنوبية من مناوشات لا تخلو من الحماوة، لا يمكن فصله عن المسار العام، وما له علاقة بما يُرسم ويُخطَّط له، بدءًا من البحث الجدّي عن حل مستدام للقضية الفلسطينية، وصولًا إلى تكريس حيادية لبنان. وهذا ما يطالب به الفاتيكان، الذي يبدي حرصًا شديدًا على بقاء الصيغة اللبنانية على فرادتها كنموذج للتعايش الحضاري، الذي يميزّ اللبنانيين عن سواهم من شعوب المنطقة، وهو النقيض لمفهوم الأحادية المطلقة في التجّذر التاريخي بمنطق عرقي قاتل ومدّمر. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

أمنياً.. ما الذي أضعف حزب الله؟


يُعتبر يوم 23 شباط الجاري الموعد المُحدّد لتشييع أمين عام "حزب الله" الشهيد السيد حسن نصرالله بمثابة "نقطة الانتقال" من مرحلةٍ إلى أخرى لاسيما على صعيد "حزب الله" ونمطية عمله الفعلية عسكرياً وسياسياً وأيضاً شعبياً.


في الواقع، يعتبر "حزب الله" اليوم أمام خطوات مُتصلة بمستقبله المرتبط بتوجهات المنطقة، الأمر الذي يستدعي الكثير من التساؤلات عن أدواره المقبلة وما يمكن أن يكرسه من سلوكيات وخطوات تساهم في الحفاظ عليه أقله ضمن البيئة الحاضنة له.

ثغرات

على مدى مرات عديدة، كرّر أمين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم الكلام عن "تحقيق داخلي" في "حزب الله" لتقييم المرحلة السابقة واستقاء الدروس والعبر. المسألة هذه مطلوبة في إطار "نقد ذاتي" باعتبار أن الخسائر التي حصلت كبيرة وفي غير متوقعة.


تقول المعلومات إنَّ "حزب الله" يعمل حالياً على إعادة تقييم بنيته الداخلية عسكرياً وأمنياً وما يجري الآن أيضاً يرتبط بإعادة تكوين بنى تحتية جديدة خاصة به ومغايرة لتلك التي كانت موجودة سابقاً، ذلك أنَّ الخروقات التي حصلت أوجدت ثغرات خطيرة استغلها العدو الإسرائيلي لتنفيذ اغتيالات وضربات مُستهدفة تطال بنى تحتية عسكرية وأماكن قيادية.


كل ذلك، وفق المصادر المطلعة على أجواء الحزب، يمثل خطوة أساسية نحو اكتشاف "حقائق" كثيرة يحتاج الرأي العام لمعرفة مصيرها، لكن ما لا يُعرف الآن هو نتائج ما ستتوصل إليه التحقيقات الداخلية بشأن شبكات العملاء التي خرقت "حزب الله"، فيما تبيّن أن هناك انكشافات خطيرة قد ظهرت أساسها يرتبطُ بأسلحة نوعية كان يمتلكها "حزب الله" وتعرّضت للقصف لقاء خروقاتٍ مفاجئة ساهمت بتسريب معلومات قيّمة وحساسة للعدو الإسرائيلي بشأنها.

من ناحيتها، تقولُ مصادر معنية بالشأن العسكري لـ"لبنان24" إنَّ "حزب الله" واجه مشكلتين، الأولى وتتمثل بعدم مراكمة العمل الإستخباراتي والأمنيّ انطلاقاً من تعزيز الداخل والأمن الإستباقي كما يجب، والثانية ترتبطُ بعدم خوض حرب استخباراتيّة أكثر جديّة كتلك التي خاضها العدو ضدّه.

بالنسبة للمصادر، صحيحٌ أنَّ "حزب الله" كان ذا بنية أمنية كبيرة، لكنّ المشكلة هي أن ذاك الأمن لم يكن موجهاً بالقدر الكافي لتحصين الحزب تجاه إسرائيل، والدليل على ذلك سلسلة الخروقات التي حصلت.

وفق المصادر عينها، فإن "حزب الله" عمل على مراكمة الماديات العسكرية مثل الصواريخ المختلفة، لكنه في المقابل لم يتطور استخباراتياً إلى الدرجة التي وصلت فيها إسرائيل، علماً أنه كان قادراً على استغلال التكنولوجيا لصالحه مثلما فعل مع الطائرات المُسيرة.

عملياً، فإن ما يعمل عليه "حزب الله" الآن، وفق المصادر المعنية بالشأن العسكريّ، يجب أن يكون مكرساً لفهم طبيعة عمله الاستخباراتي لاحقاً، وذلك في حال سلمنا جدلاً لأمر واحد وهو أنّ الحزب سيوصل عمله العسكريّ داخل لبنان. وإذا كان هذا الأمر سيتحقق فعلاً، فإن الحزب، وفق المصادر، سيكون أمام اختبارين جديدين، الأول وهو حماية نفسه داخلياً والثاني كيفية استغلال الحرب الاستخباراتية لنقلها إلى داخل إسرائيل مثلما فعلت الأخيرة ضدّ لبنان.

خلال الحرب، ما ظهر هو أن "حزب الله" استطاع جمع معلومات استخباراتية عن مواقع ومنشآت عسكرية إسرائيلية بواسطة "طائرات الهدهد"، لكن هذا الأمر لا يعتبر كافياً مقارنة بالانكشافات التي مكّنت إسرائيل من قتل قادة الحزب.

من جهة أخرى، فإن قدرات الحزب قد تكون معروفة من حيث الفعالية، فإسرائيل حينما نفذت اغتيالاتها، كانت تتحرك ضمن أجواء مفتوحة فوق لبنان، لكن هذا الأمر ليس متاحاً فوق إسرائيل بالنسبة للحزب، ما يعني أنّ المقارنة بالقدرات والاستخبارات لن تتحقق، وفق ما ترى المصادر المعنية بالشأن العسكري.

وعليه، وبالنسبة للمصادر عينها، فقد أصبح لزاماً على "حزب الله" البحث عن "حرب بديلة" لحماية نفسه وليس لشنّ الهجمات الجديدة استخباراتياً، إلا إذا تمكن من ذلك، وهو الأمر الذي قد يعتبر صعباً حالياً بسبب التضييق الذي يعيشه ناهيك عن انقطاع طريق العبور بين إيران وسوريا إلى لبنان.


في خلاصة القول، بات "حزب الله" في موقع أمام "حربين" داخلية وخارجية أساسها استخباراتي.. فهل سينجح بهما وما هي الخطوات التي قد يتخذها لترميم ما تصدّع؟ الأيام المُقبلة ستكشف.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • أمنياً.. ما الذي أضعف حزب الله؟
  • الرئيس اللبناني يشدد على ضرورة انسحاب إسرائيل وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين
  • جوزيف عون: نُقدر دور مصر في اللجنة الخماسية لإنهاء الشغور الرئاسي بلبنان
  • اليونيفيل: ضرورة انسحاب إسرائيل الكامل من جنوب لبنان لضمان استقرار المنطقة
  • "اليونيفيل": ضرورة انسحاب إسرائيل الكامل من جنوب لبنان لضمان استقرار المنطقة
  • الرئيس اللبناني يدعو فرنسا للضغط على إسرائيل للانسحاب الكامل من البلاد
  • إسرائيل تختطف مواطنًا لبنانيًا في الجنوب
  • الجيش اللبناني يدخل بلدة حدودية مع إسرائيل
  • على بعد أسبوعين.. هل تنسحب إسرائيل من الجنوب اللبناني كما هو متفق عليه؟
  • الجيش اللبناني ينتشر في بلدة الطيبة بعد انسحاب إسرائيل