عالم أزهري يوضح روشتة نبوية لعلاج الهم والحزن
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
قال الشيخ أحمد تركي أحد علماء الأزهر الشريف، إنه يجب على المسلم أن يثق في ربه عندما تخذله الدنيا وتضيق عليه، ويعلم في اللحظة التي يشعر فيها بالهم والحزن أن الله سيجبر بخاطره جبرا يليق بكرمه ولطفه، كما سيحول حزنه إلى فرح، وكربه إلى فرج، وفقره إلى غنى، وضعفه إلى قوة.
ماذا يجب على المسلم عند شعوره بالهم والحزن؟وأوضح «تركي» في تصريحات لـ«الوطن»، أن هذا المعنى العميق يتجسد في مناجاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لله جل شأنه عندما عرض دعوته على أهل الطائف قبل الهجرة، وقوبل بالإيذاء حتى سالت دماه الشريفة في تلك اللحظة؛ ليتوجه رسول الله بالدعاء قائلا:
«اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين: أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري، إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو تحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك.
ونوه تركي أنه عندما استعان النبي الكريم بربه نصره الله، وانتشر نور الإسلام بين العالمين، وأنزل الله قوله تعالى: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا» (المائدة: 3).
وأشار إلى أنه عندما يشعر المؤمن بالهم والحزن يمكن له أن يردد: «يَا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذِي لا يَنْقَضِي أَبَدًا، وَيَا ذَا النِّعَمِ الَّتِي لا تُحْصَى أَبَدًا، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى سيدنا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سيدنا مُحَمَّدٍ، اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى دِينِي بِدُنْيَايَ، وَعَلَى آخِرَتِي بِتَقْوَايَ، وَاحْفَظْنِي فِيمَا غِبْتُ عَنْهُ، وَلا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طرفة عين».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الهم الحزن الشيخ أحمد تركي الأزهر الشريف
إقرأ أيضاً:
أستاذ فقه يوضح الإعجاز القرآني في «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ»
أكد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن هناك نقطة عجيبة في بداية سورة الإسراء، وهي أن الله سبحانه وتعالى بدأ السورة بالتسبيح فقال: «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ».
وقال تمام، خلال حلقة برنامج «مع الناس»، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد: «ما كان ينبغي أن نغفل عن هذا التبديع من الله في الحديث عن هذه الرحلة العظيمة التي تمت في جزء من الليل، وهي رحلة الإسراء والمعراج للنبي صلى الله عليه وسلم، رحلة تخرق نواميس الكون، حيث طوى الله سبحانه وتعالى الزمان والمكان لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم».
العرب كانوا يستخدمون التسبيح للتعبير عن التعجبوأضاف: «ربنا بدأ السورة بالتسبيح بدلًا من الحمد لسبب عجيب، العرب كانوا يستخدمون التسبيح للتعبير عن التعجب، وهو ما نجده حتى الآن في قولنا سبحان الله عندما نُصاب بدهشة أو استغراب من أمر ما، فالله سبحانه وتعالى بدأ بهذه الطريقة ليثبت للناس أن هذه الرحلة هي منحة إلهية محضة، وليس للنبي صلى الله عليه وسلم أي تدخل فيها، هو فقط عبدلله سبحانه وتعالى، ولذلك بدأ سبحانه وتعالى بالتسبيح الذي يعني التنزيه، أي تنزيه الله عن أي نقص أو عيب».
وتابع: «هذه الرحلة المباركة تدل على قدرة الله المطلقة، وأنه لا يعجزه شيء، فالله سبحانه وتعالى يخرق نواميس الكون متى شاء، ولذلك ما من شيء يستحيل على الله، في الوقت الذي كان العرب فيه يسافرون المسافة بين مكة والقدس في شهر كامل، جاء الله سبحانه وتعالى ليُسري بالنبي صلى الله عليه وسلم في جزء من الليل، وهذا درس آخر نتعلمه من هذه الرحلة: أن حسابات البشر لا تُقاس بحسابات الله»، وأضاف: «ما يُستغرب أو يُستحيل بالنسبة للبشر هو ممكن على الله سبحانه وتعالى، فلا يجب أن نتوقع أي شيء عجز أو مستحيل من قدرة الله».
هذه الرحلة هي حدث فاق عقول البشرأكد الدكتور هاني تمام أن هذه الرحلة هي حدث فاق عقول البشر، ومع ذلك كان القرآن الكريم ثابتًا في إثباتها كحدث حقيقي حدث للنبي صلى الله عليه وسلم، بما لا يدع مجالًا للشك.