منير أديب يكتب: أوروبا بين صعود اليمين المتطرف وتهديدات داعش
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
الزلزال الذي أحدثته الأحزاب اليمنية المتطرفة في أوروبا ربما يكون انعكاسًا لتنامي جماعات العنف والتطرف، ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط، وإنما تنامي هذا الصعود داخل قارة أوروبا.
تعرضت أوروبا خلال الفترة الأخيرة لتهديدات كبيرة وكثيرة من قبل تنظيم داعش وفرعه في أوروبا؛ هذه التهديدات لخصها مجمع الاستخبارات الفرنسي والذي طلب منذ أكثر من شهرين من الحكومة الفرنسية تأجيل عقد دورة الألعاب الأولمبية بعد أنّ وصله بأنّ داعش قد ينجح في تنفيذ عمليات إرهابية ضد الفاعلية الرياضية وضد المدعوين إليها.
المعلومات الاستخباراتية التي التقطها داعش مبنية على تحرك فعلي من قبل التنظيم لمهاجمة المدعوين لهذه الدورة وتنفيذ عمليات إرهابية، وليس مجرد تكهنات، وهو ما يُعقد الوضع الأمني، وهنا تُراهن فرنسا على نجاح المواجهة، وهو أمر قد لا يكون دقيقًا.
وهنا يبدو واضحًا تهديد داعش إلى قلب أوروبا وإلى فرنسا التي طالما تعرضت لعمليات إرهابية قام بها تنظيم داعش في العام عام 2014 وما تلاه، وهو ما دفع الحكومة الفرنسية لمواجهة التنظيم لمدة سنوات طويلة، هذه المواجهة امتدت للتنظيم حيث بؤر وجوده في أفريقيا.
ولذلك يبدو الدور الفرنسي في مواجهة داعش والإرهاب المعولم دفع التنظيم المتطرف لتنفيذ عمليات انتقامية ضد فرنسا، كما أنّ الأخيرة قامت بتوسيع دائرة مواجهة التنظيم بعد تهديد أمنها القومي، ولكن يبقى أنّ باريس ما زالت في دائرة نار داعش وغيرها من التنظيمات المتطرفة.
هذه الروح دفع الناخب الفرنسي والأوروبي لاستعادة الأحزاب اليمنية المتطرفة، اعتقادًا من هذا الناخب بأنّ هذا اليمين هو القادر بصورة أكبر على مواجهة الخطر الزاحف على فرنسا، خاصة وأنّ برامج الأحزاب اليمنية قائمة على مواجهة الإرهاب الإسلاموي.
صحيح اليمين المتطرف في أوروبا لديه تخوفات شديدة من الإسلام عمومًا وليس من الإسلاميين فقط، وهو ما نترجمه بمفهوم الإسلاموفوبيا، هذه التخوفات دفعت بعضهم لمعاداة العرب، ولكن تأييد الأحزاب اليمنية في القارة العجوز من قبل الناخب مبني على ضرورة الاستدعاء في ظل التهديدات التي تتعرض لها أوروبا، وليس في ظل معادة العرب أو المسلمين.
تهديدات التنظيمات المتطرفة عابرة الحدود والقارات تعدت فرنسا إلى تهديدات أخرى إلى ألمانيا وإسبانيا وإلى قلب الولايات المتحدة الأمريكية، حيث حذر مكتب التحقيقات الفيدرالي من خطر تنظيم داعش على أمن أمريكا.
ويمكننا أنّ نتخيل الصورة هنا، أمريكا التي أنشأت التحالف الدولي لمواجهة داعش في العام 2014، وأعلن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب سقوط دولته في 22 مارس من العام 2019، وصل خطر التنظيم إلى قلب أمريكا، وهنا انتقلت المعركة من مواجهة داعش خارج أراضيها إلى مواجهة داعش لأراضي الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا يُمثل صعود ملحوظ ومتنامي للجماعات المتطرفة.
يعيش العالم حالة من الترقب بعد عدد من الحروب والإخفاقات؛ الحروب التي ضربت شرقه وغربه بدءًا من الحرب الروسية في أوكرانيا قبل أكثر من عامين ومرورًا بحروب في منطقة الشرق الأوسط، ولعل آخرها الحرب الإسرائيلية في غزة قبل أكثر من ثمانية أشهر، وكلها تصب في فكرة تنامي خطر التنظيمات المتطرفة.
فضلًا عن إخفاقات المجتمع الدولي في مواجهة داعش سواء عندما نجح التنظيم في إقامة دولة له في منطقة الشرق الأوسط وتحديدّا في 29 يونيو من العام 2014 أو حتى بعد سقوط دولته؛ فمازال التنظيم يُمثل تهديدًا كبيرًا لأمن وسلامة العالم، وهنا يتحمل هذا العالم اخفاق المواجهة أو على الأقل عدم وجود رؤية تتعلق بمواجهته على المدى القريب والبعيد أيضًا.
وهنا يمكن القول، بأنّ العالم سقط مرتين، الأولى في مواجهة داعش وأخواتها في تجربة مواجهة ليست الأفضل بدليل ظهور التنظيم مرة أخرى، والسقوط الثاني، بأن تهديدات داعش باتت موجهة لقلب القارة العجوز وداخل الولايات المتحدة الأمريكية، بما يُعني تراجعُا في المواجهة وصعود نجم هذه التنظيمات في نفس الوقت.
وهذا ما يدفعنا للقول، إنّ صعود اليمين المتطرف في أوروبا هو بمثابة رد فعل لتهديدات التنظيمات المتطرفة، حيث نجحت داعش في تكوين حركة جهادية في شرق أوروبا على خلفية الحرب الروسية في أوروبا وما يُهدد كل القارة العجوز، فقد باتت داعش خرسان التهديد الأول والأهم والأكبر، وهو ما استدعى اليمين المتطرف وسط إخفاق أحزاب اليسار ولكنه لم يكن السبب الأهم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: اليمين المتطرف صعود اليمين المتطرف في أوروبا التنظیمات المتطرفة الأحزاب الیمنیة الیمین المتطرف مواجهة داعش فی أوروبا وهو ما
إقرأ أيضاً:
مواجهات نارية في دور 16 بدوري أبطال أوروبا
عواصم - الوكالات
أسفرت قرعة دور 16 من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم التي سحبت اليوم الجمعة عن مواجهات مثيرة، إذ سيلعب ريال مدريد حامل اللقب ضد منافسه المحلي أتليتيكو مدريد، بينما أوقعت القرعة فريق بايرن ميونيخ ضد باير ليفركوزن منافسه على لقب دوري الدرجة الأولى الألماني.
وحقق ريال مدريد فوزا ساحقا 6-3 على مانشستر سيتي بطل الدوري الإنجليزي الممتاز في المرحلة الفاصلة، وسيواجه أتليتيكو جاره في العاصمة الإسبانية في الدور القادم.
وفاز ريال مدريد على أتليتيكو في نهائي دوري أبطال أوروبا في عامي 2014 و2016.
ويواجه بايرن ميونيخ، الذي فاز باللقب آخر مرة في 2020، فريق ليفركوزن بقيادة المدرب تشابي ألونسو الذي تفوق عليه في الموسم الماضي ليحقق لقب الدوري الألماني لأول مرة.
ويتقدم بايرن على ليفركوزن بفارق ثماني نقاط هذا الموسم وتعادل الفريقان بدون أهداف في الدوري الأسبوع الماضي.
ويسافر ليفربول، الذي حقق اللقب ست مرات مثل بايرن ميونيخ وأنهى مرحلة الدوري في الصدارة، لمواجهة باريس سان جيرمان في ذهاب دور 16، بعدما أذل الفريق الفرنسي منافسه المحلي بريست بالفوز 10-صفر في مجموع مباراتي الذهاب والإياب بالمرحلة الفاصلة.
وسيكون على أرنه سلوت مدرب ليفربول التفكير في نهائي كأس الرابطة الإنجليزية المحترفة ضد نيوكاسل يونايتد، والذي سيقام بعد أيام من مباراة الإياب ضد سان جيرمان.
وسيلعب برشلونة، الفائز باللقب خمس مرات، أمام بنفيكا مرة أخرى بعدما تواجه الفريقان في مباراة مثيرة بمرحلة الدوري الشهر الماضي انتهت بفوز الفريق القطالوني 5-4 بفضل هدف رافينيا في الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع.
وسيواجه أرسنال، الذي يعاني من أزمة إصابات جعلت الفريق بدون أي مهاجم، فريق أيندهوفن المنافس على لقب دوري الدرجة الأولى الهولندي.
وأوقعت القرعة بطل أوروبا السابق أستون فيلا، الذي لم يصل لأدوار خروج المغلوب منذ عام 1983، في مواجهة كلوب بروج الذي تغلب على فريق المدرب أوناي إيمري في مرحلة الدوري.
ومع تحديد قرعة دور الثمانية وقبل النهائي أيضا، قد يلعب ليفربول ضد أستون فيلا في الدور التالي.
وربما يواجه إيمري، المتخصص في المسابقات الأوروبية والذي فاز بأربعة ألقاب في الدوري الأوروبي، فريقه السابق باريس سان جيرمان.
ويلعب بروسيا دورتموند ضد ليل، بينما يواجه فينوورد ثاني فريق هولندي يتأهل لمرحلة خروج المغلوب فريق إنتر ميلان وصيف بطل دوري الأبطال في عام 2023، وهو الفريق الإيطالي الوحيد المتبقي في المسابقة بعد خروج ميلان ويوفنتوس وأتلانتا في المرحلة الفاصلة.
وفيما يلي نتيجة قرعة دور الستة عشر..
* كلوب بروج البلجيكي ضد أستون فيلا الإنجليزي
* بروسيا دورتموند الألماني ضد ليل الفرنسي
* ريال مدريد الإسباني ضد أتليتيكو مدريد الإسباني
* بايرن ميونيخ الألماني ضد باير ليفركوزن الألماني
* أيندهوفن الهولندي ضد أرسنال الإنجليزي
* فينوورد الهولندي ضد إنتر ميلان الإيطالي
* باريس سان جيرمان الفرنسي ضد ليفربول الإنجليزي
* بنفيكا البرتغالي ضد برشلونة الإسباني
وتقام مباريات الذهاب في الرابع والخامس من مارس آذار المقبل على ملاعب الفرق المذكورة أولا، بينما تقام مباريات الإياب يومي 11 و12 من الشهر نفسه.
قرعة دور الثمانية..
* الفائز من مواجهة باريس سان جيرمان وليفربول ضد الفائز من مواجهة كلوب بروج وأستون فيلا
* الفائز من مواجهة أيندهوفن وأرسنال ضد الفائز من مواجهة ريال مدريد وأتليتيكو مدريد
* الفائز من مواجهة بنفيكا وبرشلونة ضد الفائز من مواجهة بروسيا دورتموند وليل
* الفائز من مواجهة بايرن ميونيخ وليفركوزن ضد الفائز من مواجهة فينوورد وإنتر
تقام مباريات الذهاب على ملعب الفريق الفائز من المواجهة الأولى أحد يومي الثامن والتاسع من أبريل نيسان المقبل، على أن تقام مباريات الإياب يومي 15 و16 من نفس الشهر.
قرعة قبل النهائي..
الفائز من المواجهة الثانية في دور الثمانية ضد الفائز من المواجهة الأولى
الفائز من المواجهة الثالثة في دور الثمانية ضد الفائز من المواجهة الرابعة.
وتقام مباراتي الذهاب على ملعب الفريق المنتصر من المواجهة الأولى أحد يومي 29 و30 أبريل نيسان، وتقام مباراتي الإياب يومي 6 و7 مايو أيار المقبل.
وتقام المباراة النهائية يوم 31 مايو أيار في ميونيخ.