هوكشتاين يعود سريعاً لتنفيذ المرحلة الأولى من مقترحه؟
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
كتبت دوللي بشعلاني في" الديار": بعد تبنّي مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2735 الذي قدّمت مشروعه الولايات المتحدة الأميركية، ويدعو الى وقف فوري تام وكامل لإطلاق النار في قطاع غزّة وانسحاب قوّات الإحتلال الإسرائيلي بالكامل منه، مع الأمل بانعكاسه إيجاباً على الوضع في جنوب لبنان بعد بدء تنفيذه، سيسعى كبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون أمن الطاقة والإستثمار آموس هوكشتاين الى أن يكون "اليوم التالي" لوقف الحرب في غزّة، بداية لاستكمال مفاوضاته غير المباشرة لترسيم، أو بالأصحّ لتحديد الحدود البريّة بين لبنان والعدو الاسرائيلي.
أمّا هدف زيارته فسيكون أولاً إعادة الأمن والإستقرار الدوليين الى هذه الحدود، على الأقلّ على النحو الذي ساد منذ 14 آب 2006 حتى 7 تشرين الأول 2023، رغم كلّ الإعتداءات والخروقات والأحداث التي شهدتها على مرّ هذه السنوات، وصولاً الى تنفيذ القرار 1701 بالكامل، للوصول الى استقرار مستدام في الجنوب اللبناني. علماً بأنّ هوكشتاين صرّح عشية انعقاد القمة الأميركية- الفرنسية في النورماندي، بأنّ أي إتفاق بين الطرفين لن يؤدّي حتماً الى سلام أبدي ودائم، لعلمه بأنّ تأجيل البتّ بمسألة الإنسحاب "الإسرائيلي" من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، من شأنه تأجيل التوصّل الى الحلّ النهائي، وإن جرى إظهار الحدود.
مصادر سياسية مطّلعة قالت أنّه بات على هوكشتاين اليوم بعد وقف إطلاق النار، أن يُقنع حزب الله بالذهاب الى هذه المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البرية، لا سيما بعد ما أعلنه الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله في شباط الماضي أن "لا شيء إسمه ترسيم الحدود البرية والحدود البرية مرسّمة"، وما كرّره في أحد خطاباته الأخيرة عن أنّه لا ترسيم للحدود البرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، وقال: "هناك تطبيق للحدود المُرسّمة، وهناك أماكن يحتلّها العدو ويجب أن يخرج منها".
وترى المصادر نفسها بأنّ الموفد الأميركي حاول من خلال تقسيم مقترحه الى مراحل عدّة، طمأنة حزب الله لا سيما في المرحلة الأولى منه، من دون أن يعطيه "ضمانات ملموسة". فهو لم يأتِ في مضمونها على ذكر "قوّة الرضوان"، ولا على ضرورة تراجع هذه الفرقة الى بضعة كيلومترات عن الحدود، على ما كان سُوّق في وسائل الإعلام، إنّما تحدّث عن العودة الى ما قبل 7 أو 8 تشرين الأول. وقد يكون أراد الإشارة ضمناً الى أنّ هذه الفرقة لم تكن موجودة في هذه البقعة من قبل، بل جرى استجلابها بعد أن أصبحت الجبهة الجنوبية "جبهة إشغال ومساندة" لحركة حماس في غزّة، وهي حُكماً لن تتواجد بكثافة فيها بعد أن تعود الأمور الى مجاريها عند الحدود.
أمّا المرحلة الثانية، على ما تابعت المصادر، فتتعلّق بدعم لبنان لتحسين وضعه الإقتصادي والمالي، والإفراج عن مشروع استجرار الغاز والطاقة من مصر والأردن عبر سوريا، والذي سبق وأن اصطدم بـ "قانون قيصر" المفروض على سوريا من قبل الولايات المتحدة الأميركية. ومن المفترض أن يجد هوكشتاين مخرجاً لهذه العقوبات التي طالت لبنان، وأعاقت تزويده بالكهرباء طوال الفترة الماضية.
أمّا المرحلة الثالثة، فهي، بحسب رأي المصادر، الأهمّ لتأمين الأمن والإستقرار الدائمين على الحدود. وتتناول مسألة تحديد الحدود البريّة بين لبنان و"إسرائيل"، إنطلاقاً من الإطار العام للقرار الأممي 1701. وهنا لا بدّ من أن يجد هوكشتاين المخارج المناسبة للطرفين لتطبيق القرار المذكور، ما يقوده الى إنجاز "الإتفاق البرّي للحدود بينهما". علماً بأنّ هذه المرحلة لم تتضمّن الإنسحاب من المزارع وتلال كفرشوبا وسواها، الأمر الذي لن يقبل به لبنان، بل يُطالب "الإسرائيلي" بالإنسحاب من جميع الأراضي والأماكن اللبنانية التي يحتلّها. في المقابل، يُواجه أيضاً بعدم موافقة "الإسرائيلي" على وقف طلعاته الجويّة التي تخرق السيادة اللبنانية والقرار 1701.
وأشارت المصادر ذاتها الى أنّه يُمكن تنفيذ المرحلة الأولى من مقترح هوكشتاين، الذي لا علاقة له بإظهار الحدود سريعاً، من خلال عودة الهدوء الى المنطقة الجنوبية، غير أنّ المصادر ترى بأنّ المرحلة الثانية ستكون أكثر صعوبة، في حال لم ترفع بلاده العقوبات عن سوريا. أمّا المرحلة الثالثة فستكون أكثر تعقيداً، سيما وأنّ هوكشتاين يريد تحديد الحدود وترك المزارع والتلال الى مرحلة لاحقة، ما يجعل الخط المرسّم ليس حدود لبنان الفعلية والنهائية.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
مدبولي: توجيهات رئاسية بتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع محطة الضبعة النووية دون تأخير
التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إليكسى ليخانشوف، المدير التنفيذي لهيئة الدولة للطاقة النووية الروسية (شركة روسآتوم)، والوفد المرافق له، وذلك بحضور المهندس محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وأحمد كجوك، وزير المالية، واللواء أحمد العزازي، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والدكتور أمجد الوكيل، رئيس هيئة الطاقة النووية، والسفير شريف الجمال، نائب مساعد وزير الخارجية لشئون شرق أوروبا، ومسئولي الوزارات والجهات المعنية.
فيما حضر الاجتماع من الجانب الروسي كل من جيورجي بوريسينكو، سفير روسيا الاتحادية لدى القاهرة، وأندري بيتروف، نائب المدير العام لوكالة روسآتوم، وعدد من مسئولي شركة روسآتوم.
واستهل رئيس الوزراء الاجتماع بالترحيب بإليكسى ليخانشوف والوفد المرافق له، في القاهرة والعاصمة الإدارية الجديدة، بعد أشهر قليلة من آخر لقاء جمعهما في مدينة العلمين الجديدة.
مدبولي يؤكد أهمية مشروع محطة الضبعة النوويةوأكد مدبولي أهمية مشروع محطة الضبعة النووية الذي تُنفذه شركة روسآتوم الروسية، ويُسهم في تنفيذه عدد كبير من الشركات المصرية بمشاركة آلاف العمال المصريين.
وأضاف رئيس الوزراء، في هذا الصدد، أن أهمية المشروع تتمثل في اعتبار الطاقة النووية مُكونا مُهما في إنتاج الكهرباء من الطاقة النظيفة، ما يتماشى مع مستهدفات الحكومة المصرية لزيادة نسبة الطاقات النظيفة في مزيج الطاقة إلى 42% بحلول عام 2030.
وشدد على أن هناك توجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بضرورة تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع محطة الضبعة النووية دون أي تأخير، مؤكدًا التزام الحكومة بالتعاون مع الجانب الروسي بإنجاز المرحلة الأولى وفقًا للبرنامج الزمني المُحدد للمشروع الذي يُعد بمثابة هدف إستراتيجي ومحوري للدولة المصرية.
توطين صناعة مكونات بعض المعداتوتطرق الدكتور مصطفى مدبولي إلى المقترح الخاص بتوطين صناعة مكونات بعض المعدات والأجهزة التي تُستخدم في إنشاء محطة الضبعة النووية، في إطار توجه الدولة لتوطين العديد من الصناعات محليًا، مؤكدًا: نحرص على تحقيق نجاح حقيقي في تنفيذ محطة الضبعة النووية الذي يمثل شراكة إستراتيجية بالنسبة للدولة المصرية في ضوء العلاقات التاريخية بين القاهرة وموسكو، ونحرص على أن نسطر بهذا المشروع قصة نجاح جديدة في العلاقات المتميزة بين بلدينا.
وأكد رئيس الوزراء أنه يحرص على متابعة تنفيذ المشروع بشكل دوري، وأنه يعتزم زيارة موقع المشروع خلال الفترة المقبلة.
بدوره، أعرب إليكسى ليخانشوف، المدير التنفيذي لهيئة الدولة للطاقة النووية الروسية (روسآتوم) عن تقديره لحسن استقباله والوفد المرافق له في مصر، مشيرًا إلى أنه منذ اللقاء السابق له مع رئيس الوزراء قبل بضعة أشهر، جرى تنفيذ عدد من الإجراءات المُهمة المُتعلقة بتنفيذ مكونات محطة الضبعة النووية.
وأكد ليخانشوف أن الرئيس فلاديمير بوتين، رئيس جمهورية روسيا الاتحادية، يحرص على تنفيذ مشروع محطة الضبعة النووية وفق البرنامج الزمني للمشروع، مضيفًا: «الرئيس بوتين له تكليفات واضحة في هذا الشأن وروسآتوم ملتزمة بتنفيذ هذه التكليفات، ونعمل على تنفيذ المشروع دون تأخير يوم واحد».
وتابع: «نحرص على أن يكون مشروع محطة الضبعة النووية مشروعًا ناجحًا من خلال التعاون بين الجانب المصري وروسيا الاتحادية وشركة روسآتوم، وسنكون عند حُسن ظنكم».
وأعرب عن تقديره للدعم المُقدم من الدكتور مصطفى مدبولي ووزيري الكهرباء والمالية، لتسريع وتيرة تنفيذ المشروع، مشيرًا إلى أن مصر وروسيا تربطهما علاقات تاريخية وتعاون مشترك منذ عقود.
وفي غضون ذلك، استعرض المدير التنفيذي لهيئة الدولة للطاقة النووية الروسية مساهمات الشركات والعمالة المصرية المُشاركة في تنفيذ مشروع محطة الضبعة النووية، حيث يوجد العشرات من الشركات المصرية والآلآف من العمال المصريين الذين يعملون في المشروع.
وخلال الاجتماع، أكد وزير الكهرباء والطاقة المتجددة أن مشروع محطة الضبعة النووية يُعد مشروعًا إستراتيجيًا للدولة المصرية، في ضوء توجهاتنا لتنويع مزيج الطاقة، وزيادة نسبة الطاقة النظيفة به.
فيما أشار وزير المالية إلى أن هناك تواصلا ومشاورات دائمة مع الجانب الروسي بشأن جميع الأمور المالية المتعلقة بالمشروع، في ضوء الاستثمارات الضخمة التي يتم ضخها بمحطة الضبعة النووية، مشيدًا بما تم إنجازه بالمشروع حتى الآن.