عربي21:
2025-03-10@13:21:22 GMT

هل هناك حاجة لتركيا في البريكس؟

تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT

هل هناك حاجة لتركيا في البريكس؟

نشرت صحيفة "فزغلياد" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن استكمال قائمة المشاركين المحتملين في مجموعة البريكس بعد إعلان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان رغبة بلاده بالانضمام إلى المنظمة.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مبادرة أنقرة أثارت موجة من الانتقادات، تراوحت بين طعن الناتو من الخلف وتغيير أنقرة سلم أولوياتها من الاتحاد الأوروبي إلى البريكس.



وتضيف الصحيفة أنه ينبغي لمجموعة البريكس في حال تم أخذها كنموذج أولي لأحد مجالس إدارة عالم متعدد الأقطاب ضم دول من القادة الإقليميين، وتركيا نموذج لذلك، فكما هو الحال بالنسبة لروسيا والهند ومصر وإيران؛ تلعب أنقرة دورا رئيسيا في سياسة الشرق الأوسط والسياسة الأوروبية، وتعمل أيضا بنشاط في القارة الأفريقية.

علاوة على ذلك؛ لا يتعين على مجموعة البريكس ضم زعيم إقليمي واحد، بل أن تضم العديد من القادة الإقليميين من أجل تحقيق التوازن وحل خلافاتهم دبلوماسيًّا من خلال تواجدهم ضمن نفس المنظمة.



وفي حال كان أحد القادة الإقليميين عضوا في مجموعة البريكس دون غيره فإن مثل هذا السيناريو يفاقم الصراعات، ليس فقط بين بلدين معنيين، ولكن أيضًا بين هذا البلد ومجموعة البريكس بأكملها.

وفي الوقت الراهن؛ تضم البريكس ثلاثة من قادة الشرق الأوسط، وهم إيران والسعودية وتركيا، فطهران والرياض موجودتان بالفعل في البريكس. 

ومع انضمام تركيا إلى المنظمة، سيحظى ثلاثي الشرق الأوسط بمنصة فعالة لتنسيق سياساته الإقليمية.

وإضافة إلى ذلك، من بين الدول العشر الأعضاء في البريكس، لا توجد حتى الوقت الراهن دولة واحدة تنتمي إلى الكتلة الغربية، ما يعني غياب اعتراف ولو دولة واحدة تنتمي إلى "الغرب الجماعي" رسميا بأن مجموعة البريكس مؤسسة مساوية للحوكمة العالمية وأكثر أهمية من تلك التي تحكمها واشنطن.

وأوردت الصحيفة أن تركيا أصبحت المثال الأول، بحيث ستجبر مبادرتها واشنطن وبروكسل على معارضة انضمام أنقرة إلى مجموعة البريكس علنا، وهو ما يؤدي بدوره إلى تشويه سمعة الأمريكيين والأوروبيين في نظر البلدان النامية، مما يعمق الصدع بين الغرب الجماعي والجنوب العالمي.

من ناحية أخرى؛ فإن للمبادرة التركية عدد من التداعيات السلبية والتي قد تفوق حتى الإيجابية. 



وتعدت البريكس منذ فترة طويلة حدودها كمجتمع من الدول ذات السيادة وأضحت نموذج أولي لمجلس إدارة، وأداة لتحويل عالم أحادي القطب إلى عالم متعدد الأقطاب، ولكن من أجل عمل المجلس، ينبغي امتلاك نظام فعال لصنع القرار. تقوم البريكس على أساس الإجماع، مما يعني أنه كلما زاد عدد الدول الأعضاء في مجموعة البريكس، كلما أصبح تحقيق هذا الإجماع أكثر صعوبة.

ووفق الصحيفة؛ يعتبر رجب طيب أردوغان شريكا صعبا للغاية في التفاوض، كونه قادر على إلغاء الاتفاقيات في اللحظة الأخيرة أو تفسيرها بما يراه مناسبا. 

ويتجلى ذلك في مثال انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي، فعند توصل الولايات المتحدة إلى اتفاقيات أولية مع تركيا وليْ رجب أردوغان أذرع الجميع لمدة عام والحصول على تنازلات بشأن قضايا حقوق الإنسان من هلسنكي وخاصة ستوكهولم، بحسب الصحيفة.

وفي الحقيقة لا يوجد دليل على أن تركيا، فيما يتعلق بالانضمام إلى البريكس، لا تسترشد بمبدأ "الساموراي ليس له هدف، بل طريق فقط". وعليه؛ من المستبعد انضمام أنقرة إلى مجموعة البريكس.

وتقوم سياسة تركيا الخارجية برمتها على التوازن، من وجهك نظر التقرير، ففي حين تفتقر أنقرة إلى موارد طبيعية كثيرة وجيشًا فائق الكفاءة وموارد طاقة، غير أنها تتمتع بموقع جغرافي ويحكمها رئيس مغرم جدا بـ"البوكر الدبلوماسي"؛ حيث يحصل أردوغان على الموارد عن طريق الموازنة بين مراكز القوة، وهو العامل الذي من  دونه تواجه أنقرة معارضة إما من طرف الغرب باعتباره الشريك التجاري الرئيسي أو من طرف الشرق.

وبحسب الصحيفة؛ فإن إطلاق المبادرة مجرد وسيلة للضغط على الغرب وهو طريقة لزيادة الأهمية الجيوسياسية لتركيا بالنسبة للولايات المتحدة والحصول على تنازلات من الأمريكيين بشأن القضايا الفلسطينية والأرمنية والأوكرانية وغيرها. 



وفي حال كان هذا هو الحال فلا ينبغي لموسكو دعم المبادرة لأن تركيا لن تنضم إلى مجموعة البريكس أو ستدخل بوضع شريك صعب يوجد ما يكفي منه في المنظمة.

وفي ختام التقرير نوهت الصحيفة إلى أن الإيجابيات لن تفوق السلبيات إلا في حال أصبح العالم متعدد الأقطاب وتحولت العضوية في مجموعة البريكس إلى غاية لأي زعيم إقليمي وادراك القادة أنه من أجل الحفاظ على السلام والازدهار الجماعي هناك حاجة إلى التفاوض وليس إلى لعب البوكر الدبلوماسي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية البريكس الناتو انضمام تركيا تركيا الناتو انضمام البريكس سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی مجموعة البریکس فی حال

إقرأ أيضاً:

‏اندفاع العراق نحو العالم يجعله يستعيد نفوذه

مارس 10, 2025آخر تحديث: مارس 10, 2025

محمد حسن الساعدي

‏بعد سقوط نظام صدام عام 2003 تمكن العراق من إعادة ترسيخ وجوده السياسي ومحاولة فرض نفوذه على علاقاته بالمنطقة من خلال شبكة عنكبوتية من العلاقات السياسية والاقتصادية والتبادل التجاري بينه وبين الدول الإقليمية والعالم لذلك ازدادت وتيرة العلاقة والمصالح الاقتصادية بينه وبين الغرب ما يجعلنا نسلط الضوء على المشاركة الغربية المتزايدة في قطاع الطاقة المهم والحيوي في العراق الأمر الذي أدى إلى زيادة التأثير السياسي والاجتماعي والاقتصادي للعراق في عموم القضايا العربية وساعدت في إشعال شرارة التحول الديمقراطي وتأثيره على الوضع الإقليمي والدولي .

‏يمكن القول أن الغرب خسر في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والذي تركز هذه المرة حول غزة وخسر الإسرائيلي لأنه في الوقت الحاضر لم تستطيع اسرائيل من اقناع العالم وحلفائها الرئيسيون من إثبات قدرتها على تحقيق نقاط قوة أو على الاقل إعلان نصر أثناء الصراع مع الفلسطينيين أو اللبنانيين وفتح جبهتين في أن واحد، أو أن يكون لواشنطن لها تأثير في الصراع (الروسي-الأوكراني) ويبدو إن الغرب لم يتمكن من فعل شيء في هذه الصراع واللي بعضه يتركز في الشرق الأوسط أو كان خارج منطقة نفوذه والتي ركز فيها على تايوان.

‏لقد أثبتت الإطاحة السريعة والغير متوقعة بالنظام السوري إن الولايات المتحدة وحلفائها ما زالوا قادرين على تغيير الأنظمة وحشد ونشر مجموعة واسعة من الأصول السياسية والاقتصادية والعسكرية والاستخبارية لإزالة زعيم حكم سوريا لفترة طويلة الأمد ليس من خلال الأدبيات الديمقراطية التي تنادي بها بل من خلال التآمر وحشد القوة الظلامية والخارجة عن القانون كما أنه أظهر أنه قادر على قلب توازن القوة الراسخ منذ فترة طويلة عند الضرورة وهذه دروس بسيطة وقويه يمكن أن تستفيد منها دول كالصين وروسيا وإيران وجميع اللاعبين الرئيسيين الآخرين في الشرق الاوسط.

‏العراق عقد مؤخرا العديد من الاتفاقيات مع الشركات البريطانية وتحديدا مع شركة شل لمناقشة فرص توسيع التعاون بين العراق وشركة الطاقة العملاقة بالإضافة إلى توقيع العراق مع بنك ستاندرد تشارترد البريطاني والمصرف العقاري للتجارة إلى جانبي اتفاقيات أخرى في مجال المياه والبنى التحتية بالإضافة إلى التعاون التعليمي وتبادل البعثات الأكاديمية اتفاقية أخرى مع شركة هاليبرتون لتطوير حقلي نهر ابن عمر وسندبان النفطيين.

‏يعد العراق أعظم جائزة إلى الغرب في الشرق الاوسط بسبب الاحتياطي النفط المهول التي يمتلكها والتي تعد الأرخص في المنطقة وأثبت العراق أنه كنز لا يمكن تفويته من الطاقة سواء الغربي أو الشرق على حد سواء وموقعه الجغرافي المهم الجاذب في قلب الشرق الأوسط.

حالة الانفتاح الذي يمارسها العراق على العالم تعزز فرص نفوذه الى المنطقة وتجعله محطة من محطات التفاهم والحوار بين مختلف الدول الاقليمية والدولية وهذا فعلاً ما تحقق خلال السنوات القليلة الماضية في حلحلة الكثير من الملفات العالقة بين دول المنطقة، وتجعله يأخذ مكانه الطبيعي في تهدئة المنطقة وإبعاد العراق عن ساحة الصراع ليكون نقطة الالتقاء لا ساحة صراع.

 

مقالات مشابهة

  • ‏اندفاع العراق نحو العالم يجعله يستعيد نفوذه
  • أنقرة ومصالحها في شمال العراق.. الأسباب الحقيقية لبقاء القوات التركية
  • هل ينهي حل حزب العمال الوجود التركي في العراق؟
  • لعنة ميونخ تعود من جديد
  • اتهم الإسلاميين والموالين لتركيا..قائد "قسد" يطالب الشرع بمحاسبة مرتكبي المجازر في سوريا
  • تركيا وسياسة انتهاز الفرص.. لماذا عرضت أنقرة إرسال جنودها إلى أوكرانيا؟
  • رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك يزور تركيا
  • سؤال في الدولة والمجتمع
  • مسلسل كامل العدد++ الحلقة8.. دينا الشربيني تمنع ابنها حمزة دياب من السفر لتركيا
  • العمل في إسبوع.. فرص عمل بالداخل والخارج.. وجهود لتعزيز المساواة بين الجنسين.. وبحث سياسات التشغيل مع البريكس