لبنان ٢٤:
2025-02-07@04:28:51 GMT
قلق فاتيكاني وفرنسي على لبنان: لا الرئاسة فقط
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
بعدما أنهى جولته في لبنان، زار الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الفاتيكان، حيث التقى أمين سر الفاتيكان بيترو بارولين وأمين سر الفاتيكان للعلاقات مع الدول بول ريشارد غالاغر.
وكتبت هيام قصيفي في" الاخبار": اللقاء ليس الأول بين المسؤولين الثلاثة الذين يعرفون لبنان جيداً. خلال مهمته وزيراً للخارجية في الولاية الأولى للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التقى لورديان الذي كان قد بدأ خطاباً متشدّداً تجاه الوضع اللبناني، في كانون الأول 2020، بارولين وغالاغر، وكان لبنان أحد ملفات البحث بينهم.
وهذه الخلاصة هي جوهر زيارته للفاتيكان بتنسيق ثنائي، فيما تتحدث معلومات الطرفين عن مصلحة مشتركة في اللقاء بينهما. فالفاتيكان يريد استطلاع الوضع اللبناني، وما يمكن القيام به بما يتعدى الملف الرئاسي، وإن كان ذلك أولوية. لكن مستقبل لبنان يعني الكرسي الرسولي من خلال الاتصالات المكثفة مع العواصم المعنية ولا سيما واشنطن، كما مع فرنسا في شكل دائم، والحفاظ على زيارات دورية على أعلى المستويات إلى لبنان، إذ يريد الفاتيكان استيضاح موقع لبنان في التحولات في المنطقة، ومستقبله، وكيفية الحفاظ عليه وعلى مكوّناته والحضور المسيحي فيه وفي المنطقة. في المقابل تريد فرنسا، بعد التطورات الأخيرة، طمأنة القوى المسيحية - المارونية التي تعترض على أداء الدبلوماسية الفرنسية في السنوات الأخيرة، وتلمح إلى مؤامرة سلكتها إدارة ماكرون على حضور هذه القوى في الخريطة السياسية. كما تريد فرنسا، بالتواصل مع الفاتيكان، تأكيد سياستها المتوازنة وعدم الانحياز لأي طرف، وسعيها إلى ضمان مستقبل لبنان وتحييده عن الصراعات في المنطقة.
في أحيان كثيرة تلعب شخصيات المتحاورين وتوجهاتهم الشخصية دوراً أساسياً في إدارة التفاوض حول قضايا جوهرية. وقد ينطبق ذلك على اللقاء بين لودريان وبارولين، وكلاهما يبديان اهتماماً بلبنان في شكل لا لبس فيه، ويحرصان على توجيه رسائل واضحة حيال ما يمكن القيام به بما هو أبعد من ملف الرئاسيات. وإذا كانت فرنسا منشغلة حالياً في أوضاعها الداخلية، فإن تحرك الفاتيكان على أكثر من مستوى من شأنه أن يحافظ على وتيرة فاعلة في العمل على منع تفلت الوضع اللبناني وانجراره إلى ما يُحضّر للمنطقة من تحولات. المشكلة في المقابل أنه بقدر سعي الفاتيكان وفرنسا - بعد عودتها إلى خط اللجنة الخماسية - إلى إيجاد مساحة مشتركة ومقاربة الوضع اللبناني بطريقة فاعلة، لا يجد الطرفان من يلاقيهما في لبنان في منتصف الطريق، وهذا من مآخذهما على القوى السياسية.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الوضع اللبنانی
إقرأ أيضاً:
تفاوض أو ابتزاز الرئيس المكلف!
كتبت روزانا بو منصف في" النهار": ليس جديدا ما يواجهه رئيس الحكومة المكلف نواف سلام قياسا بما واجهه رؤساء حكومة سابقون في تأليف حكومات كانت تستنفد جهودا كبيرة تحت وطأة مماحكات وألاعيب سياسية ومطالبات بحصص لا تعد ولا تحصى. هناك توازنات إقليمية جديدة على القوى السياسية أن تفهم أحجامها فيها كما في متغيرات العالم والمنطقة. لكن هذه القوى تعمل وفق الزمن القديم وتسعى إلى استعادته، إن لم يكن الإبقاء على مرتكزاته كما هي، ويتجاهل معظمها، وفي مقدمهم الثنائي الشيعي، كل المعطيات الجديدة.وقد واجه سلام ولا سيما تحت وطأة رغبته في تأليف سريع لحكومة كفايات وحكومة "مهمة" ومختلفة وتحظى بالرضى السياسي، فضلا عن الضغط الداخلي والخارجي، عمليات تفاوض صعبة، والبعض يقول إنها عمليات ابتزاز سياسية واضحة ومكشوفة، وخصوصا في اللحظات الأخيرة الممهدة لإعلان الحكومة. ويخشى في ضوء ذلك تظهير قدرة اللاعبين السياسيين التقليديين على مراوغة الداخل والخارج معا وعدم الاهتمام بعامل الوقت الضاغط على اللبنانيين من أجل حفاظهم على القدرة على إعادة إنتاج أنفسهم وفق الحد الأقصى للهامش المتاح لهم. وهذا العامل وحده كفيل بالإيحاء بالبقاء ضمن أساليب الماضي أو العودة إليها، وهو ما ينذر بحكومة لن تسهل عليها قيادة المرحلة المقبلة في ملفات معقدة تتعلق ببسط سيادة الدولة في الجنوب واستعادتها في كل لبنان، ، فضلا عن إدارة انتخابات بلدية ونيابية وإعادة إنهاض الاقتصاد.
والواقع أن ما يجري في عملية التأليف لم يجار الانتخاب الرئاسي والتكليف الحكومي في وتيرته فيما المفترض أولا، أن الضغط الخارجي الذي ساهم في إعطاء دفع واضح لانتخاب العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية وعبر رسائل مباشرة وضعت أمام القوى السياسية بعدم وجود خطة أخرى غير انتخاب قائد الجيش والدعم الخارجي الذي غاب عن إعادة تسمية الرئيس نجيب ميقاتي وأفسح في المجال أمام نواف سلام، لا يزال زخمه قائما في تأليف الحكومة. فرفعت القوى السياسية شروطها ومارست ابتزازها، وخصوصا أن نجاح الإعلان عن تأليف الحكومة ظهر الخميس كان سیستبق زيارات ديبلوماسية أميركية وسعودية للبنان تردد أنها ستحصل، بحيث يجري استبعاد أي تأثير خارجي على تأليف الحكومة أو طبيعتها.
وليس خافيا أن هناك معايير خارجية للحكومة العتيدة يخشى أن ينعكس عدم التزامها أو توسيع الهامش في شأنها، سلبا على التعامل الإيجابي مع لبنان في المرحلة المقبلة. ويبدو الكباش واضحا في هذا الإطار لجهة سعي الثنائي الشيعي إلى التصدي لذلك وإبقاء ورقة المساومة قوية بين يديه على هذا المستوى حفاظا على نفوذه وقوته ولترك هامش كبير لإيران.
ثانيا، إن القوى السياسية التي يفترض أن تظهر وعيا لما يجري في المنطقة على أقل تقدير لا تقيم وزنا لمدى الإلحاح الداخلي على إنهاء كوارث المرحلة السابقة، وتمارس ترف الاستغلال والتقاط ما يمكنها من فرص لتعزيز موقعها وأوراقها ومصالحها، أيا تكن الانعكاسات السلبية على لبنان، وربما تستدرج تدخلا خارجيا للوساطة تحت وطأة الحصول على أثمان معينة على مستويات مختلفة.
لازمت المخاوف : على إقلاع الرئيس المكلف بحكومة يريدها مغايرة عن كل ما سبقها، وتقود المرحلة الجديدة في لبنان، أصدقاء ومؤيدين كثرا له رأوا بداية أنه لم يكن جزءا من التفاهم الذي انضم فيه الثنائي الشيعي إلى انتخاب العماد جوزف عون للرئاسة الأولى. فيما المشاورات العميقة التي فتح الرئيس المكلف بابها أتاحت دخول الحسابات السياسية، ولاحقا توازناتها، ما جعله يخسر الزخم المستقل الذي طمح إليه هو والرأي العام اللبناني، وهذا ما رفع مستوى الإحباط الداخلي ولم يثر حماسة اللبنانيين في الخارج، بما يهدد بالانعكاس على رد الفعل الديبلوماسي الخارجي على الحكومة وما ستحتاج إليه من جهد بالغ لإثبات قدراتها وفاعليتها.
في المقابل، يخفف البعض وطأة ذلك ربطا باعتقاد أن انطلاق الحكومة على خلفية وفاقية قوية قد يدحض بسرعة هذه الانطباعات الحادة راهنا.