هديل غبّون- منطقة البحر الميت، الأردن (CNN)--  قالت مديرة الإعلام والاتصال في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، جولييت توما، إن اليوم الثاني في تطبيق الهدنة بقطاع غزة، سيكون "صعبا" وقد يوازي في صعوبته "الحرب الجارية"، لما سيتطلبه من عمل مختلف من الوكالة "يستدعي معالجة و شفاء الناس من الصدمات"، وكذلك العمل على إعادة نحو 600 ألف طفل فلسطيني إلى التعليم.

 

وأضافت توما، في لقاء مع موقع CNN بالعربية على هامش مؤتمر "الاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة" الذي عقد في منطقة البحر الميت الثلاثاء، أن إعادة الإعمار يجب أن "تبدأ بتعافي الناس وإعمار الأذهان، من الكوارث التي يمر الفلسطينيبن بها في غزة"، وتابعت أن التحدي الأكبر الآن هو"تنفيذ قرار وقف إطلاق النار" الذي وافق عليه  مجلس الأمن مؤخرا.

وذكرت أنه من مسؤولية الوكالة في اليوم الثاني للهدنة، التركيز على مشروع التعافي الإنساني والنفسي من "كابوس الحرب" للفلسطينيين من رجال ونساء وأطفال، وعلى إعادة الأطفال للتعليم حيث كان يتلقى التعليم في المدارس التابعة للوكالة في غزة قبل الحرب، نحو 300 ألف طفل فلسطيني .

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الأونروا الحكومة الإسرائيلية حركة حماس غزة مجلس الأمن الدولي فی غزة

إقرأ أيضاً:

الخلل القاتل في الشرق الأوسط الجديد

قالت مها يحيى، مديرة مركز مالكولم كير- كارنيغي للشرق الأوسط، إن الشرق الأوسط محاصر بحلقة مفرغة من العنف والدمار، دون مسار واضح للسلام الدائم أو الاستقرار.

أعادت الحرب في غزة المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة إلى مستويات عام 1955

وأضافت الكاتبة في مقالها بموقع مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، أنه على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، دمرت الحروب في غزة ولبنان وليبيا والسودان وسوريا واليمن المنطقة، مما أسفر عن مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين وتدمير البنية الأساسية والتعليم وأنظمة الرعاية الصحية.

وعلى سبيل المثال، أعادت الحرب في غزة المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة إلى مستويات عام 1955. وستتطلب إعادة بناء المنطقة ما يقدر بنحو 350 إلى 650 مليار دولار، وتحتاج غزة وحدها من 40 إلى 50 مليار دولار.

 تأجيج المزيد من العنف

وتابعت الكاتبة أن المقترحات الحالية لحل الأزمات في الشرق الأوسط، تتجاهل الحقائق السياسية والديناميكيات المحلية، مما يجعل من غير المرجح أن تنجح. وبدلاً من ذلك، تخاطر بتأجيج المزيد من العنف.

وعقدت الكاتبة مقارنة بين الدمار الحالي في الشرق الأوسط وأوروبا ما بعد الحرب العالمية الثانية.

وفي عام 1945، كانت أوروبا في حالة خراب، لكن خطة مارشال بقيادة الولايات المتحدة ساعدت في إعادة بناء القارة من خلال ربط إعادة الإعمار بالتكامل السياسي والاقتصادي، وعزز هذا النهج السلام والازدهار.

وفي المقابل، يفتقر الشرق الأوسط إلى رؤية موحدة، إذ انقسمت القوى الإقليمية وتجاهلت مقترحاتها حل التحديات الأساسية مثل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والتدخلات الخارجية خاصة من إيران.

الجهات الفاعلة الرئيسة

وانتقدت الكاتبة نهج الجهات الفاعلة الرئيسة، إذ تركز الولايات المتحدة على إضعاف إيران لكنها تتجاهل الحاجة إلى حل سياسي للفلسطينيين. وتفتقر رؤيتها لإعادة إعمار غزة إلى إطار سياسي واضح، مما يعرضها لمزيد من عدم الاستقرار.

وتسعى إسرائيل إلى "نزع التطرف" عن الفلسطينيين وفرض الحكم الفعال قبل إعادة بناء غزة، وهي رؤية خاطئة أخلاقياً وغير قابلة للتطبيق، وفق الكاتبة، حيث أدت سياسات إسرائيل العدوانية، بما في ذلك توسيع المستوطنات والقمع، إلى تفاقم التوترات.
وفيما تفشل إيران تفشل في معالجة سلوكها المزعزع للاستقرار، مثل دعم الميليشيات الطائفة في المنطقة.

مخاطر التدخل الأجنبي وسلطت الكاتبة الضوء على مخاطر التدخل الأجنبي في الصراعات الإقليمية، مشيرة إلى أن دعم الفصائل المتنافسة يؤدي دوماً إلى تعميق الانقسامات وإطالة أمد العنف.
وأضافت الكاتبة: في حين أن التدخل الخارجي قد يسهل السلام أحياناً، مثل تدخل الصين لإعادة العلاقات بين إيران والسعودية، يجب على القوى الإقليمية أولاً حل خصوماتها لتكون وسيطاً فعالاً.
وأكدت مها يحيى أهمية العدالة الانتقالية. فالعفو الشامل قد يؤدي إلى مظالم مستمرة واضطرابات دورية كما رأينا في الحرب الأهلية في لبنان. وتعد محاسبة المسؤولين الرئيسين عن الفظائع في سوريا أمراً ضرورياً لمنع عمليات القتل الانتقامية وضمان السلام الدائم. تحديات تواجه المنطقة وتتباين التحديات في جميع أنحاء المنطقة، حسب الكاتبة، إذ يحتاج لبنان إلى إعادة بناء نظامه السياسي ونزع سلاح حزب الله وتعزيز المؤسسات الوطنية. وتحتاج سوريا إلى تسوية سياسية جديدة تأخذ في الاعتبار الديناميكيات المحلية وتتجنب إعادة مركزية السلطة.
وتواجه غزة تحديات عميقة بسبب افتقارها إلى السيادة والموارد والحكم. وقد تكون السلطة الانتقالية التي تديرها الأمم المتحدة ضرورية في الأمد القريب، لكن الحلول طويلة الأجل تتطلب حكماً بقيادة فلسطينية.
وخلصت الكاتبة إلى أنه دون حلول سياسية فإن جهود إعادة الإعمار ستفشل في معالجة ما أفسدته الحرب، مشيرة إلى أن المساعدات الإنسانية ضرورية لمعالجة المعاناة الفورية، لكنها لا تستطيع حل اختلال التوازن في القوة، أو التوترات العرقية، أو المؤسسات المنهارة.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: غدا سيكون يوما صعبا لدولة إسرائيل
  • نتنياهو: غدا سيكون يوما صعبا وحزينا على إسرائيل
  • حقوقي فلسطيني: الحرب على غزة أسوأ من أي كارثة معاصرة
  • في ثاني أيام إيجبس 2025.. نقاشات حول أمن الطاقة وخفض الانبعاثات الكربونية
  • الخلل القاتل في الشرق الأوسط الجديد
  • ‌‏إعلام إسرائيلي: رئيسا الموساد والشاباك لن يعودا لمفاوضات الهدنة بغزة
  • قيادي بحزب العدل: نجاح مصر في استكمال الهدنة يؤكد ثقلها السياسي
  • حزب العدل: نجاح مصر في استكمال الهدنة يؤكد ثقلها السياسي والدبلوماسي
  • مسؤولة أممية: ترامب قد يتسبب في وفاة الملايين من مرضى الإيدز
  • ترامب: زيلينسكي سيكون جزءًا من مفاوضات السلام