من سيفوز برئاسة أميركا في 2024؟.. حقائق عن التنبؤ المعقد
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
ما يجري يوم الاقتراع لانتخابات الرئاسة الأميركية يثير اهتمام العالم، إذ تنشغل كبريات المحطات الأميركية ووكالات الأنباء العالمية بعرض شاشات مليئة بروسومات الغرافيكس، والخرائط التي تتبدل فيها الأرقام كل دقيقة.
تتميز تلك الشاشات بأنها مقسومة بين لونين، الأزرق الذي يرمز للمرشح الرئاسي الديمقراطي، والأحمر رمز المرشح الرئاسي الجمهوري.
في يوم الاقتراع، ومنذ أن تفتح صناديق الاقتراع أبوابها ينطلق سباق آخر مثير للاهتمام وشيق، إنه سباق التوقعات: من سيفوز برئاسة أميركا؟ فهناك فائز برئاسة أميركا، وفائز آخر بسبق إعلان النتيجة.
قبل شهور من يوم الاقتراع في نوفمبر، تعمل المحطات الإعلامية ووكالات الأنباء العالمية على تجهيز فريق من الخبراء ومحترفي الإحصاء يدعمهم فريق من الباحثين الميدانيين، وكلهم يبحثون عن السبق لإعلان المرشح الفائز برئاسة الولايات المتحدة، وكلهم يريدون أن يكونوا الفائزين.
تعد الاستطلاعات وتنبؤات نتائج التصويت صناعة معقدة، ويعمل عليها خبراء وشركات مجتمعة، وتنفق عليها ميزانيات كبيرة، وهامش الخطأ فيها ضيق جدا إن لم يكن معدوما.
يوم الاقتراع في انتخابات الرئاسة الأميركية يعمل خبراء بشكل مكثف لتوقع الفائز قبل إعلان النتائج رسميا تجربةلنأخذ شبكة "سي.أن.أن" مثالا لشرح هذه العملية. العالم يراقب شاشة هذه الشبكة الأميركية الضخمة، وتلفت انتباه المتابعين خرائط ورسوم الغرافيكس، فهل فكرت يوما في السؤال: كيف تصنع "سي.أن.أن" كل هذا الجهد؟
قبل يوم الاقتراع بأشهر، يبدأ خبراء الانتخابات العمل في أروقة الشبكة والإعداد لخطة تشمل تفاصيل الإجراءات الإحصائية العلمية التي سيتم اعتمادها لإجراء تقديرات لعدد الأصوات النهائية في كل سباق رئاسي.
يرافق ذلك إقرار مجموعة من القواعد الصارمة التي تتبناها الشبكة. على سبيل المثال، لا تعلن اسم الفائز برئاسة أميركا إلا بعد مراجعة شاملة وصارمة للبيانات من عدد من المصادر، وإجراء اختبارات على ثبات النتيجة.
وتحظر السياسة التحريرية لشبكة "سي.أن.أن" بشكل صارم إعلان الفائزين على مستوى الولاية قبل الموعد المقرر لإغلاق جميع صناديق الاقتراع في كل دائرة انتخابية.
مراكز الاقتراع تكون ساحة لتطبيق استطلاعات تتنبأ بمن سيفوز كيف يجمع الراصدون البيانات؟عادة ما توفر الشبكات ووكالات الأنباء العالمية مثل أسوشيتد برس ورويترز وفرانس برس بيانات عن إجمالي الأصوات أولا بأول.
هذه الوكالات تجمع الأرقام والبيانات عبر المراسلين الموزعين في كل مقاطعة أو ولاية، حيث يتابع هؤلاء عملية التصويت بشكل دقيق.
لكن الوكالات الإخبارية العالمية والمؤسسات الإعلامية لا يمكنها إجراء بعض العمليات الإحصائية المعقدة، لذا يدخل لاعب آخر على هذه المشاهد المعقد، وهو المراكز البحثية المتخصصة في الإحصاءات، مثل مركز إيدسون للأبحاث، الذي يجمع الملعومات التي توفرها الوكالات والمراسلون، ويعمل على معالجتها وتقييمها الخبراء.
يساهم مركز إيدسون والمراكز المشابهة له بالمهمة الأكثر تعقيدا، وهي توقع الفائز بالانتخابات قبل الإعلان عن النتائج الرسمية.
ما تقوم به هذه المراكز المتخصصة هو إجراء استطلاعات رأي تستهدف الناخبين الخارجين من مراكز التصويت. وهذا النوع من الاستطلاعات معروف باسم (مسح اقتراع الناخبين) أو (Exit Poll).
يتنافس بايدن مع ترامب للفوز برئاسة اميركا 2024 كيف يجري مسح اقتراع الناخبين؟تنشر المراكز المتخصصة في مسوحات اقتراع الناخبين مندوبين تابعين لها في مراكز الاقتراع التي يتم اختيارها لتمثل عينة من الناخبين.
في الانتخابات الرئاسية الأميركية، لا يمكن نشر مندوبين لإجراء المسوحات في كل المراكز الانتخابية لأن عددها كبير جدا، وبدلا من ذلك يتم اختيار عينة عشوائية من المراكز ليشملها المسح.
الاختيار العشوائي للدوائر الانتخابية التي تشملها العينة يتم بأسلوب يشبه عملية "اليانصيب". هذه المنهجية العلمية في تحديد المشمولين بالعينة، تعطي لكل دائرة انتخابية في الولايات المتحدة فرصة متساوية لتكون في العينة.
وهذا النهج العلمي العشوائي في اختيار العينة يمنح النتائج صدقية أكثر، لأن الاختيار العشوائي بما يضمن منح كل دائرة انتخابية فرصة متساوية لتكون ضمن العينة، يعني أن الاختيار لا يتم وفق أغراض أو معايير محددة مثل اختيار مناطق انتخابية مؤثرة أو رئيسية.
والأهم أنه لا يمكن التعامل مع النتائج بشكل مجزأ، فكل مركز انتخابي لا يعكس التصويت في الولاية أو المنطقة، بل إن العينة مجتمعة هي التي تعطي نتائج يمكن تحليلها والاستدلال من خلالها على الفائز بالانتخابات.
في يوم الانتخابات، يقف هؤلاء الموظفين خارج الدوائر الانتخابية، في المواقع التي وقعت ضمن العينة المختارة عشوائيا.
ويعمل الفريق الضخم وفق منهجية علمية موحدة لا يجوز الخروح عنها. وهؤلاء مكلفون بسؤال الناخبين عن آرائهم حول مجموعة متنوعة من القضايا ذات الصلة، وتحدد كيفية تصويتهم، وطرح عدد من الأسئلة الديموغرافية للسماح للمراكز بتحليل أنماط التصويت حسب كل مجموعة.
تنفذ المراكز البحثية والشبكات الإعلامية مسوحات للناخبين كي تتوقع الفائز بالانتخابات الرئاسية الأميركية جمع البياناتباستخدام نتائج استطلاعات الرأي "مسح اقتراع الناخبين" في الدوائر الانتخابية المختارة علميا ضمن العينة، ونتائج التصويت من الوكالات الإخبارية العالمية مثل أسوشييتد برس ورويترز وفرانس برس، وعدد من تقنيات التحليل المتطورة التي يتم الاستعانة بها من المراكز المتخصصة، تستطيع وسيلة الإعلام الحصول على التوقعات الأكثر ترجيحا للفائز، وتعلنها بعد التحقق الصارم، لتقول لجمهورها من هو رئيس الولايات المتحدة، قبل أي مصدر آخر، وهذا بحد ذاته يعد نجاحا لوسيلة الإعلام المعنية.
قد لا يشعر الناخب بما يجري حوله. ففي الواقع هناك عمليات معالجة سريعة ودقيقة لمعلومات وبيانات يكون الناخب نفسه هو مصدرها.
والناخب الذي يقع عليه الاختيار في عينة الاستطلاع يعطي وقتا لا يزيد عن ثلاث دقائق للباحثين الذين ينتظرونه خارج مركز الاقتراع.
يعطي الباحثون كل ناخب يقع عليه الاختيار استبيانا بسيطا وسريعا، يستغرق إكماله دقيقة أو دقيقتين فقط. ويجيب الناخب عن أمرين أساسيين، لمن صوت، وما هي معلوماته الديمغرافية، وأي أسئلة أخرى مفيدة ومعدة مسبقا.
هذه الإجابات لا تنتظر، بل ترسل فورا إلى قاعدة بيانات في حاسوب يتبع المركز البحثي الذي يجمع ويحلل البيانات.
حين تغلق صناديق الاقتراع أبوابها، يجمع مندوبو المراكز البحثية حصيلة الأصوات من كل دائرة انتخابية مشمولة بالعينة، وهي الأصوات الفعلية التي يتم عدها بعد إغلاق صناديق الاقتراع. وينشر مسؤولو الانتخابات النتائج حتى تكون متاحة لأي شخص.
لكن هذه النتائج جزئية ومفتتة، لا تعطي مؤشرات على الفائز النهائي برئاسة أميركا ما لم تعالج إحصائيا عبر الخبراء.
وهناك مجموعة أخرى من البيانات التي تأتي من عمليات فرز الأصوات التي يشرف عليها مسؤلو الانتخابات في تلك المراكز.
في هذه المرحلة تصبح الأرقام والمعطيات المحلية أكثر اكتمالا مع إعلان مزيد من الدوائر عن نتائج الأصوات بعد الفرز.
تعمل المركز البحثية مثل مركز إيدسون على وضع نتائج تصويت المناطق الانتخابية في نماذج إحصائية. بعد ذلك يجري الخبراء عمليات تحليل تمكنهم من بناء تقديرات وتوقعات.
يبدأ العز والفرز بعد إغلاق صناديق الاقتراع ابوابها التوقعاتفي المؤسسات الإعلامية الكبرى، مثل "سي.أن.أن"، والوكالات العالمية مثل رويترز وأسوشييتدبرس وفرانس برس يتم العمل على التحليل النهائي للنتائج للخروج بالتوقعات.
في هذه المرحلة سيقوم فريق مستقل من المحللين السياسيين والخبراء الإحصائيين بتحليل البيانات التي ستؤدي إلى القرارات النهائية بشأن التوقعات، وإعلان الفائز.
تكون هذه المرحلة حساسة، والقرارات فيها حاسمة ومصيرية بالنسبة لمصداقية المؤسسة الإعلامية أمام جمهورها.
والقرار الأهم هو متى وكيف تتتخذ القرار بشأن نتائح تحليل البيانات، والإعلان عن الفائز. وهناك عوامل تؤحذ بالاعتبار لتحديد هذا الأمر.
في السباقات الانتخابيئة الرئاسية التي تظهر تباعدا بين نتائج المرشحين، قد يكون كافيا الاعتماد على نتائج مسح الاقتراع (Exit Poll)، مع الاستناد إلى بعض المعطيات.
لكن التعقيد يظهر حين تكون النتائح متقاربة بين المرشحين، وهنا تنتظر المؤسسات الإعلامية والمراكز البحثية إغلاق صناديق الاقتراع، والحصول على أكبر قدر ممكن من النتائج المحلية لعمليات العد في صناديق الاقتراع، لأن هوامش الفروقات تكون ضئيلة ويصعب توقعاها، كما أن مفاجآت اللحظة الأخير قد تقلب كل شيء.
في بعض الأحيان، وحين يبدو المشهد ضبابيا، تعتمد الجهات التي تحلل المعطيات الانتخابية على مقارنة نتائج المسوحات والبيانات التي حصلت عليها يوم الاقتراع بما قدمته الاستطلاعات التي أجريت في شهور سبقت يوم الانتخابات بهدف إجراء مقارنات قد تساهم في تبديد هذا الغموض.
تكتسب الانتخابات الرئاسية الأميركية 2024 زخما كونها تمثل جولة ثانية بين بايدن وترامبفي المحصلة، فإن الإعلان عن المرشح الفائز بالسباق الرئاسي يعتمد أساسا على اليقين الإحصائي قدر الإمكان، ولكن هذا لا يعني أن الخطأ لا يمكن أن يحدث، لذلك تأخذ وسيلة الإعلام والمراكز المتخصصة كل الاحتياطات للتأكد من عدم ارتكاب أي خطأ.
ويبقى الإجراء الأكثر أمانا بالنسبة لكل تلك الجهود، هو أن هذه المؤسسات الإعلامية تحرص على ألا تعلن فوزا محققا لأي من المرشحين، لأن هذا الإعلان يعود إلى مسؤولي الانتخابات، وبدلا من ذلك تقدم توقعات مبنية على أفضل تقدير لديها لمن هو الفائز برئاسة أميركا.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المراکز المتخصصة صنادیق الاقتراع المراکز البحثیة اقتراع الناخبین یوم الاقتراع سی أن أن لا یمکن
إقرأ أيضاً:
وزير الري يناقش تنفيذ مشروع سد «مابانكانا» لتوليد الطاقة في الكونغو
ناقش هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، اليوم، خلال زيارته لدولة الكونغو الترتيبات الخاصة بتنفيذ مشروع سد «مابانكانا» لتوليد الطاقة الكهرومائية، والمقرر تمويله من خلال الآلية التمويلية التي أطلقتها الدولة بمخصصات تمويلية محددة لدراسة وتنفيذ المشروعات التنموية والبنية الأساسية بدول حوض النيل .
والتقى «سويلم»، إيف بازاييبا ماسودي وزيرة البيئة والتنمية المستدامة بجمهورية الكونغو الديمقراطية، لمناقشة سبل تعزيز التعاون المشترك في مجالات الموارد المائية والري بين البلدين.
وأكد سويلم تطلعه لتعزيز التعاون والتكامل بين البلدين، لا سيما في مجال التنمية المستدامة للموارد المائية، واستعداد مصر الدائم لنقل خبراتها في مختلف المجالات إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية .
وأشار «سويلم» إلى أن جلسة المباحثات الموسعة التي تم عقدها تناولت مناقشة عدد من القضايا المتعلقة بمياه نهر النيل بما يحقق مصالح كافة الدول، ومجموعة من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك على المستويين الثنائي والإقليمي.
إنشاء 12 محطة مياه شرب جوفية في مقاطعة كينشاساوأوضحت وزارة الري أنه جرى مناقشة موقف سير العمل في البروتوكول الموقع بين البلدين لتنفيذ مشروع الإدارة المتكاملة للموارد المائية في الكونغو الديمقراطية والممتد حتى عام 2027، والذى يتضمن أنشطة تنموية متعددة مثل إنشاء 12 محطة مياه شرب جوفية في مقاطعة كينشاسا لتوفير مياه شرب نقية للمواطنين.
تابعت الوزارة أنه تم خلال المباحثات متابعة موقف تشغيل مركز التنبؤ بالتغيرات المناخية والأمطار في العاصمة الكونغولية كينشاسا والذى تم تجهيزه بأحدث نظم التنبؤ، وتدريب عدد من الكوادر الفنية الكونغولية لتشغيل المركز وإكتساب الخبرات المطلوبة في تقنيات التنبؤ بالفيضانات، حيث حقق هذا المركز نجاحات كبيرة داخل الكونغو الديمقراطية والدول المجاورة.
وفى إطار العمل على نقل الخبرات المصرية في مجالي الري والزراعة للجانب الكونغولى، فقد تم مناقشة إجراءات التنسيق المشترك لتطبيق نظم الري الحديث في إحدي الأراضي التابعة لوزارة البيئة والتنمية المستدامة الكونغولية لتكون نموذجاً رائداً يتم التوسع به لاحقاً، بالشكل الذى يعمل على زيادة فرص الاستثمار الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي .
وأشاد الوزراء ببرامج التدريب المتنوعة التي قُدمت للكوادر الفنية من الكونغو الديمقراطية خلال الفترة الماضية، حيث أوضح «سويلم» أنه خلال الفترة من عام 2012 وحتى عام 2024 تم تدريب عدد كبير من الأطقم الفنية بالجانب الكونغولى، مشيراً لوجود خطط لمبادرات تدريب إضافية ضمن اتفاقيات التعاون الثنائي أو من خلال مشروع "مركز القاهرة للتعلم والتميز في التكيف والمرونة (CCLEAR)" ، أو البرامج التدريبية التي تُعقد بالمركز الإفريقي للمياه والتكيف مع المناخ (PACWA) .
مصر أصبحت مركزاً إفريقياً للتدريب وبناء القدرات في مجال التكيف مع التغيرات المناخيةوأشار الدكتور سويلم أن مصر أصبحت مركزاً إفريقياً للتدريب وبناء القدرات في مجال التكيف مع التغيرات المناخية تحت مظلة مبادرة AWARe من خلال مركز التدريب الإفريقي للمياه والتكيف المناخي (PACWA) ، والذي يقدم مجموعة من الدورات التدريبية للأشقاء من الدول الإفريقية في مجالات متعددة تشمل إدارة المياه، أنظمة الإنذار المبكر، التنبؤ بالفيضانات، ونظم الري الحديثة، لتعزيز قدراتهم الفنية ودعم جهود التنمية المستدامة في القارة .