لم تبدل صورة كثافة التحركات السياسية الداخلية من مضمون الانسداد بحيث ظلت المواقف السياسية الأساسية تدور حول نفسها بما يستبعد معه أي توقعات متفائلة في إمكان إيجاد فسحة وسطية في الخلاف العميق الحاد بين "الثنائي الشيعي" تحديداً وقوى المعارضة لا سيما منها "القوات اللبنانية" حول موضوع التشاور أو الحوار .
وذكرت «الأخبار» أن جعجع تواصل في اليومين الماضيين، مع باسيل، عبر القناة الرسمية المعتمدة بينهما، طالباً من الأخير تأييد ترشيح قائد القوات لرئاسة الجمهورية!فبعد دعوة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، الأحد الماضي، القوى المسيحية إلى التوافق على انتخاب رئيس حزب القوات اللبنانية لتكون المنازلة بينهما في مجلس النواب، يبدو أن الدعوة دغدغت أحلام جعجع الرئاسية، إذ سارع قائد القوات إلى التواصل عبر القنوات الرسمية المعتمدة مع رئيس التيار الوطني الحر، أكثر من مرة، طارحاً إلزام فرنجية بما ألزم به نفسه بدعوته إلى حصر المنازلة بينه وبين جعجع.

وفي المعلومات أن رسائل جعجع تضمّنت إقراراً بـ«صعوبة انتخابي رئيساً»، إلا أنه طلب من باسيل دعمه بحجة «التسكير على فرنجية».
اضافت" الاخبار": ان حركة باسيل تهدف في جانب منها إلى سحب ورقة المعارضة من يد جعجع، مع سعي لجمع كتلة نيابية كبيرة يمكن من خلالها أن يفرض تخلي المعارضين عن دعم ضمني لترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون، وأن يستخدم هذا الوزن النيابي لإقناع الثنائي أمل وحزب الله بسحب ترشيح فرنجية.
وما يقوم به باسيل لا يختلف في جوهره عما بدأه الحزب التقدمي الاشتراكي وقبلهما تكتل «الاعتدال»، وهو محاولة لملء الفراغ الناجم عن جمود الاتصالات الخارجية بشأن لبنان، ومحاولة للاستفادة من آخر رسالة نقلها المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان بالدعوة إلى خيار جديد خارج المرشحين الحاليين. لكن مشكلة هذه المحاولات ليست في استمرار الانقسام السياسي الداخلي حول الرئاسة، بل في كون التحرك لا يأخذ في الاعتبار الظروف الإقليمية والدولية الحاسمة في ملف الرئاسة، سيما أن أبرز اللاعبين يقرون حالياً بأن الملف الرئاسي عالق فعلياً بين استمرار الحرب ودخول الولايات المتحدة مدار انتخاباتها الرئاسية وانشغالها عن الملفات الأخرى.
ولم تحقق مشاورات باسيل في يومها الثاني، وفقَ ما أكّدت مصادر مطّلعة، أكثر من تثبيت نفسه في موقع الطرف الثالث الذي يريد أن يكون صلة وصل بين الثنائي حزب الله وحركة أمل وحلفائهما من جهة والمعارضة التي تقاطع معها على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور. وقالت المصادر إن غالبية الأطراف حذرة في التعاطي مع باسيل، ولا سيما فريق المعارضة الذي لا يزال مقتنعاً بأن رئيس التيار يستهدف من حراكه هذا «الضغط على حزب الله لسحب ترشيح فرنجية ليس إلا، ولا يمانع في الاتفاق مع الحزب على رئيس ثالث لا يستفزّ الحزب»، علماً أن «المعارضة بغالبيتها، لا القوات حصراً، تسعى إلى الإتيان برئيس مواجهة». وأشارت المصادر إلى أن «تراجع بعض قوى المعارضة عن المطالب السابقة والقبول بالحوار ليسا دليلاً على جدية أو تحوّل. فقد بات كل طرف ينتظر من الطرف الآخر تعطيل المبادرة لتقاذف المسؤوليات مع اقتناع الجميع بعدم فائدة أي تحرك».
وكتبت" الديار": ينقل زوار الرئيس بري عنه انه «عندما يصبح لديه ٨٦ نائبا سيدعو للحوار الذي قد يكون لساعات او يوم او كحد اقصى ٧ ايام» معربا عن جهوزيته للدعوة لجلسة انتخاب حتى في يوم احد. ويشير زوار الرئيس بري الى انه «اذا ادى الحوار الى التفاهم على اسمين او ٣ يتم الانتقال فورا بعده الى جلسة انتخاب».
ويتجاهل رئيس المجلس النيابي الرد على رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع وهجومه المتواصل عليه.
وعما اذا كانت انتقادات جعجع المستمرة بخلفية سعودية، يعتبر انه «سؤال يوجه لجعجع وليس لي».
وردا على سؤال، يوضح رئيس البرلمان ان «القطريين لديهم افكار لا مبادرة موسعة بخصوص الرئاسة» نافيا ان يكونوا طرحوا  «تعديلات بالنظام اللبناني».
وعن الوضع في الجنوب، يؤكد الرئيس بري ان «هناك اتفاق مع الاميركيين على تطبيق القرار 1701 فور انتهاء الحرب في غزة» مشيرا الى ان «الهدنة في غزة سوف تنتقل اوتوماتيكيا الى الجنوب اللبناني». كما يشير الى ان الفرنسيين نقلوا تهديدات اسرائيلية الى لبنان».
واوضحت المصادر لـ «الديار» ان «هناك رأيين بين قوى المعارضة: رأي يدعو للقبول بتشاور شرط الحصول على ضمانات مسبقة من الرئيس بري ورأي يمثله  حزب  «القوات اللبنانية» الذي يرفض جملة وتفصيلا الحوار او حتى التشاور الذي يسبق جلسة الانتخاب ويدعو لان يحصل التشاور خلال جلسة الانتخاب». واضافت: «لكن ما يمكن حسمه ان كل المبادرات الحاصلة اشبه بحركة بلا بركة بغياب الارضية المهيأة فعليا في الداخل والخارج للانتخابات».

وكتبت" اللواء": نقل زوار الرئيس نبيه بري عنه قوله، عندما تتأمن مشاركة 86 نائباً والتزامهم بحضور الجلسات ادعو الى الحوار، وهذا الامر ليس مؤمناً الى الآن.
يعتقد الرئيس بري انه «عندما تقف الحرب في غزة، ستقف في لبنان اتوماتيكياً، ونحن ملتزمون بقواعد الاشتباك وبتطبيق القرار 1701، واسرائيل تمتنع عن تطبيقه، موضحاً أنه منذ اليوم الاول تصلنا رسائل تبدي تخوفها من توسع الحرب، وهذا صحيح، ولكن «نحن ما منخفش» ومعودين على التهديدات، ومن انجازات المقاومة من الحرب ان السماء لم تعد لهم وحدهم (اشارة الى سلاح المسيَّرات)».
وقالت مصادر نيابية معارضة لـ«اللواء»:إن الإصرار على التشاور من دون أية ضمانات لإجراء الانتخابات الرئاسية لن يجد أي تجاوب له، وأكدت أن التشاور المطروح يجب ان يكون مبنيا على أسس واضحة وإن التعاون القائم اليوم بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لن يطول لأنه مبني على مصلحة، معتبرة أنه ما لم يخرج إعلان واضح برغبة الممانعة في البحث بمرشحين جدد، فإن الملف الرئاسي سيظل متأخرا. 
ونفت المصادر وجود أية مبادرة لدى المعارضة  لأن المطلب الوحيد هو عدم التعطيل واللجوء إلى العملية الدستورية في الإنتخاب، مبدية انفتاحها لكل مسعى في هذا المجال.
واكدت مصادر الاشتراكي لـ»البناء» ان المبادرات المطروحة اليوم ايجابية لكن الأهمية تكمن في الوصول الى تفاهمات والابتعاد عن منطق التعطيل، مشددة على اهمية الحوار كمدخل لأي حوار، ورداُ على سؤال حول ما يطرح عن كتلة تضم الاشتراكي والاعتدال والتيار الوطني الحر والتي من شأنها ان تكون بيضة القبان في البرلمان، شددت المصادر على ان الاشتراكي يرفض هذه المقاربة ولن يكون تحت خيمة أحد، فهو يعمل على إيجاد قواسم مشتركة بين المكونات السياسية.
وفي إطار الجولة التي يقوم بها منذ أيام التقى رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل النائب فيصل كرامي الذي اعتبر أن "علينا أن نبقي خطوط التواصل مفتوحة للخروج من الأزمة الرئاسية التي هي مفتاح كل الحلول، والحوار أو التشاور هو المخرج الوحيد وما طرحه الرئيس بري خارطة طريق ونذهب من دون شروط مسبقة".

بدوره، أشار باسيل إلى أن "لا حل إلا بالتفاهم والتوافق على رئيس "لأن غير هيك ما حدا حيقدر يوصل رئيس" وأي رهان على فوز فريق على آخر هو فشل". أيضاً، في اطار جولته على القوى السياسية، التقى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط على رأس وفد من اللقاء الديموقراطي في منزل الرئيس عمر كرامي، أعضاء تكتل "التوافق الوطني"، فيصل كرامي ومحمد يحيى وعدنان طرابلسي وحسن مراد. واجتمع رئيس مجلس النواب نبيه بري مع وفد من تكتل "التوافق الوطني النيابي" ضم النواب: فيصل كرامي، حسن مراد، عدنان طرابلسي ومحمد يحيى الذي أكد "أن رأينا ورأي الرئيس نبيه بري أننا لا نستطيع أن نصل الى انتخاب رئيس للجمهورية إلا بالحوار".

في المقابل رد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ضمناً على المواقف الأخيرة للرئيس بري، فكتب على حسابه عبر منصة "إكس": مرتا مرتا، تطرحين كل يوم أموراً عدة، ومواضيع شتى، واقتراحات جمّة، وتتعبين نفسك وتتعبين الشعب اللبناني معك، وهذه الاقتراحات كلها لا علاقة لها بالموضوع الرئيسي… المطلوب واحد: الدعوة إلى جلسة انتخابية بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية. مرتا مرتا، إذا كنت تصرّين على الحوار جدياً، مع أنه ليس معروفاً عن العديد من حلفائك أنهم جماعة حوار، فبيوتنا جميعاً مفتوحة، وممثلونا يلتقون ممثليكم كل يوم وكل لحظة، ونحن جاهزون لأي تشاور كما يجب أن يكون التشاور قبل أي جلسة انتخابية".

وفي موقف لافت جديد رأى نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، أن "كل ما نقوم به لن ينتظم من دون انتخاب رئيس جمهورية، وهو أمر لن يحصل من دون الكلام مع بعضنا البعض بأي صيغة كانت". وقال في تصريح بعد جلسة اللجان المشتركة: "أخشى مجددًا ألّا ينتخب هذا المجلس رئيسًا للجمهورية، وأن نبدأ التحضيرات لاقتراح قانون يرمي إلى تمديد ولاية المجلس النيابي الحالي" .

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: التیار الوطنی الحر القوات اللبنانیة مجلس النواب انتخاب رئیس جلسة انتخاب الرئیس بری نبیه بری من دون الى ان

إقرأ أيضاً:

رئيس المركز الأوكراني للحوار: على موسكو وكييف الوصول لتوافق لوقف الحرب

قال الدكتور عماد أبو الرب رئيس المركز الأوكراني للحوار، إنّه يأمل في وجود مقاربات ومبادرات تستطيع أن تجمع أوكرانيا وروسيا للتفاوض، مشيرًا إلى أن الرئيس الأوكراني زيلينسكي يرى أن قدر بلاده أنها أصبحت بوابة الدفاع عن أوروبا، وأنها مهددة بسبب عدم التفاهم مع روسيا، وأوروبا اختارت دعمها وأعطتها ضمانات بأنها ستدعمها إنسانيا واقتصاديا وعسكريا.

وأضاف أبو الرب، في مداخلة هاتفية مع الإعلامية هاجر جلال، عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ كل جانب يريد إظهار أنه مع التفاوض وإنهاء الحرب، ولكن لا يبين السطر الأخير من هذا الحديث والتصريح والشروط التي يضعها.

وتابع رئيس المركز الأوكراني للحوار: «حتى نخرج من هذه المتاهة والدائرة المغلقة منذ بداية الحرب لا بد من وجود توافق بين الجانبين الروسي والأوكراني على جهات قد تكون لجنة دولية بإشراف الأمم المتحدة تأخذ دور الوساطة، وهذه اللجنة تدرس طلبات الجانبين وتتوافق مع القانون الدولي وتحدث نوعا من المقاربة إلى أن تفتح المجال لتقليل التخوف».

وواصل: «ربما لو استمع الجانب الروسي بشكل مباشر إلى الجانب الأوكراني يرى أن هناك فرصا للقبول والتوافق، والعكس صحيح، فلو استمعت أوكرانيا إلى روسيا بخصوص فترة ما بعد الحرب، ربما تكون هناك آلية للتوافق ما لم يكن هناك تدخلات وضغوط».

مقالات مشابهة

  • نائبا رئيس الإمارات يهنئان المنفي بذكرى استقلال ليبيا
  • رئيس جامعة أسيوط يقرر تكليف إكرام نائباً لمدير مستشفي الإصابات والطوارئ
  • رئيس المركز الأوكراني للحوار: الهجمات الروسية على البنية التحتية والطاقة كبيرة
  • رئيس المركز الأوكراني للحوار: الهجمات الروسية على البنية التحتية والطاقة «تهديد واسع»
  • رئيس المركز الأوكراني للحوار: الهجمات الروسية على البنية التحتية والطاقة «تهديد واسع»
  • مشاركة 250 متسابقا في "سباق اختراق الضاحية" بشمال الباطنة
  • عن جلسة انتخاب الرئيس.. هذا قاله باسيل من بكركي
  • رئيس الأوكراني للحوار: مبادرات جديدة قد تمهد للتفاوض بين كييف وموسكو
  • رئيس المركز الأوكراني للحوار: مبادرات جديدة قد تفتح باب التفاوض بين كييف وموسكو
  • رئيس المركز الأوكراني للحوار: على موسكو وكييف الوصول لتوافق لوقف الحرب