لا يزال المشهد السياسي الداخلي يدور في دوامة العقم الرئاسي وتعدّد الوساطات والتحركات بلا أي افق جديّ لبلوغ أي اختراق إيجابي وشيك.
في المقابل عاد التصعيد الميداني في الجنوب الى واجهة التحديات في ظل خطورة التطورات التي سجلت في الساعات الماضية، ومن ابرزها اغتيال اسرائيل القيادي في حزب الله طالب سامي عبد الله، الملقب بـ«أبو طالب».


وحضر الواقع الميداني للجنوب في الكلمة التي القاها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في الأردن متطرقاً الى ارتدادات حرب غزة على أرض لبنان قتلاً وتهجيراً وتدميرا.
وقال في "مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة" الذي انعقد في البحر الميت أنّ "نهج التدمير الذي تتبعه إسرائيل لا سابق له في التاريخ ونختبره يومياً في لبنان على أرض جنوبنا الغالي". وأكّد أنّ "لبنان مستعد اليوم لإغاثة مصابي غزة خاصة الأطفال في مستشفياته ومؤازرتهم تعبيراً عن تضامنه معهم إضافة الى المساعدة في تجهيز كوادر طبية وتأهيلها للتعويض عن قتل إسرائيل لمئات العاملين في القطاع الصحي".
وتابع: "لكم أن تتخيلوا حجم الأضرار الحاصلة في لبنان نتيجة العدوان المستمر منذ الثامن من تشرين الاول الفائت. جنوبنا وأهله في نكبة حقيقية لا وصف لها والعدوان المستمر يُمعن في القتل والتدمير والحرق الممنهج محوّلاً جنوب لبنان أرضًا قاحلة ومحروقة".
وكتبت" الاخبار": وجّه العدو الاسرائيلي أمس ضربة لئيمة وقاسية للمقاومة الإسلامية في عملية امنية - عسكرية استهدفت أحد القادة البارزين في المواجهة الجارية منذ ٨ تشرين الاول الماضي، ومعه ثلة من المجاهدين، بعدما أغارت مسيّرات اسرائيلية على ثلاث دفعات مستهدفة منزلاً في بلدة جويا قضاء صور.ونعت المقاومة «الشهيد المجاهد القائد طالب سامي عبدالله (الحاج أبو طالب)»، وهو من مواليد عام 1969من بلدة عدشيت في جنوب لبنان.
وتعد عملية الاغتيال تصعيداً نوعياً وخطيراً من جانب العدو ما يفتح الباب امام توقعات بادارة مختلفة للمواجهة التي تحولت في الأسابيع الستة الماضية إلى جبهة ضغط كبير على جيش الاحتلال في كل المنطقة الشمالية وصولا إلى عمق ثلاثين كيلومتراً.

وقالت المصادرمصادر اشترطت عدم نشر أسمائها لوكالة «ويترز»، إن دور «أبو طالب» لا يقل أهمية عن دور وسام الطويل، القائد الكبير بـ«حزب الله» الذي قتل في غارة إسرائيلية في كانون الثاني ).
وقُتل حوالي 300 من مقاتلي «حزب الله»، بمن فيهم قادة وأعضاء ذوو مسؤوليات رئيسية، في الغارات الإسرائيلية على لبنان منذ تشرين الأول فور اندلاع حرب غزة.

وأكدت مصادر دبلوماسية لـ«اللواء» ان الوضع اللبناني، جنوباً وعلى صعيد الرئاسة ليس متروكاً، بل هو على ترابط قوي مع ما يجري في عموم المنطقة، في ضوء التحركات الاميركية الرامية الى وقف النار في غزة، والبدء بترتيبات ما بعد اليوم التالي، ليس في القطاع وحسب، بل ايضاً في لبنان.

وكتبت" النهار": ومع أن العالم يترقب مصير أقوى حملة ديبلوماسية ضاغطة تتولاها الديبلوماسية الأميركية عبر الجولة الثامنة لوزير الخارجية الأميركية انتوني بلينكن في المنطقة منذ اشتعال حرب غزة، إلا أن لبنان بدا معنياً على نحو أساسي بجلاء نتائج هذه الحملة الهادفة إلى وقف الحرب بما سينسحب حتماً على الجبهة اللبنانية كما سبق للمسؤولين الأميركيين أنفسهم أن اكدوا مراراً. ولذا أثارت موجة تبادل تسديد الأهداف البعيدة المدى التي شهدتها الجبهة اللبنانية- الإسرائيلية ليل الاثنين وفجر الثلثاء مخاوف متزايدة في ظل تطورين اثنين: الأول، غلبة الطابع الإستراتيجي الحربي على الغارات الإسرائيلية التي طاولت للمرة الأولى البعد الأعمق في لبنان في منطقة الهرمل ردا على تكثيف "حزب الله" في الآونة الأخيرة استخدام "سلاح كاسر" عبر منظومة صواريخ أرض - جو المضادة للطيران الحربي الإسرائيلي. وبذلك فتحت المواجهة على مزيد من الشراسة واستدراج أسلحة ومفاجآت جديدة يمكن أن تتسع معها المواجهات إلى حدود وسقوف غير مسبوقة منذ الثامن من تشرين الاول الماضي. والتطور الثاني أن الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية بدت كأنها تسابق بتداعياتها الخطيرة مجريات الحرب في غزة بدليل أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لم يتمالك في كلمته أمام مؤتمر عمان لإغاثة غزة أن يُطلق نفير طلب الاستغاثة للجنوب اللبناني المنكوب أسوة بغزة نفسها.
وكتبت" الديار": يبدو ان حزب الله ارسى معادلة ردع جوي جديدة قد تشكل عاملا اساسيا يمنع «اسرائيل» من المغامرة باتجاه توسيع الحرب على لبنان. اذ اعلن يوم امس ان «وحدة الدفاع الجوي ‏في المقاومة الاسلامية تصدت منتصف ليل الاثنين الثلاثاء لطائرة صهيونية معادية انتهكت الاجواء ‏اللبنانية، وأطلقت باتجاهها صاروخ أرض -  جو، مما أجبرها على التراجع باتجاه فلسطين المحتلة ومغادرة ‏الاجواء اللبنانية على الفور».‏
وهذه المرة الثانية التي تتصدى دفاعات الحزب الجوية لطائرة حربية اسرائيلية بعدما عمدت ايضا الى إسقاط 7 طائرات إسرائيلية مُسيّرة.
وقالت مصادر معنية بالملف لـ «الديار» ان «هذا التطور الكبير في مجرى المعركة المحتدمة جنوبا من شأنه ان يجعل الاسرائيليين يعيدون كل حساباتهم، وبخاصة لجهة توسعة الحرب على لبنان»، لافتة الى انه مع مرور الوقت تصبح الحرب الموسعة ابعد بعد تيقن الاسرائيلي ان المفاجآت التي لم يفجرها بعد حزب الله كثيرة وان المغامرة معه ستهدد الكيان بأسره، بخاصة مع خروج طهران للتأكيد ان الحزب لن يكون وحيدا في هكذا مواجهة».

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: على لبنان حزب الله فی لبنان

إقرأ أيضاً:

محلل إسرائيلي: تأخر إنهاء الحرب في لبنان سيسمح لحزب الله باستعادة قدراته

#سواليف

حذر المحلل العسكري الإسرائيلي #آفي_أشكنازي من أن تأخر المستوى السياسي في إسرائيل في #إنهاء #الحرب على #لبنان، سيسمح لـ ” #حزب_الله ” بإعادة تأهيل نفسه وقدراته.

وقال أشكنازي: “في بداية الأسبوع، هطلت أول أمطار غزيرة خلال فصل الشتاء في الجليل وجنوب لبنان، فتغير شكل الأرض البنّية بعد فصل الصيف وأسابيع من القتال بالدبابات والمدرعات والمدافع والمركبات ومجموعة من الأدوات الحربية. وحولت الأمطار التي هطلت الأرض إلى وحل، وأصبح الوحل اللبناني ملموسا ليس فقط بسبب الأمطار، بل لأن إسرائيل تسمح لحزب الله بإعادة تأهيل وإعادة ملء مستودعاته وإمكاناته التي تضررت بشكل قاس في الحملة العسكرية”.

وأضاف: “جاء الجيش الإسرائيلي إلى هذه الحرب وهو يعرف بالضبط كيفية تحقيق أهداف العملية. وقد تم تقديم #القتال كعملية منظمة شملت تفكيك قدرات حزب الله القيادية، وتدمير قدراته النارية والصواريخ الدقيقة والبعيدة المدى. وفي الوقت نفسه، تدمير الأنظمة اللوجستية”.

مقالات ذات صلة تجربة الإثارة والتشويق مع Betway: أفضل كازينو اون لاين 2024/11/08

وتابع أشكنازي: “كانت الخطوة التالية هي دخول الأراضي اللبنانية، إلى المنطقة التي بنى فيها حزب الله البنية التحتية لاحتلال الجليل. وتمكن الجيش الإسرائيلي من تحييد وتدمير هذه القدرات”.

وأوضح المحلل العسكري: “كان ينبغي على المستوى السياسي أن يتحرك منذ عدة أسابيع لتسوية الأمور في لبنان، على ثلاثة أسس: أولا، أن الحكومة اللبنانية ستسيطر عبر جيشها على جنوب البلاد. ثانيا، ستحتفظ إسرائيل بالقدرة على التصرف في أية محاولة لتغيير الوضع الأمني. وثالثا، الدعم الدولي لكل خطوة”، مشددا على أنه “كان ينبغي على إسرائيل أن تفعل ذلك ليس غدا، بل بالأمس”.

ولفت إلى أن “حزب الله يدرك جيدا أن المستوى السياسي في إسرائيل يواجه صعوبة في اتخاذ القرار، بسبب الضغوط السياسية التي تشل قدرته على اتخاذ القرار”، مضيفا “شاهدوا في لبنان كيف تسير الأمور في غزة، وكيف يتجول الجيش الإسرائيلي وهو غارق في وحل غزة حتى رقبته، ويخرج من شمال قطاع غزة ثم يعود ليحتل جباليا وبيت لاهيا للمرة الثالثة، ومعظم الوقت كان يعمل على تأمين ممر نتساريم ضد العمليات الفدائية التي تقوم بها فرق حماس التي تعمل تقريبا بدون توجيه قيادة عليا”.

وأضاف أشكنازي محذرا: “طالما أن المستوى السياسي لا يتحرك لإنهاء الحرب، فإنه سيسمح لـ “حزب الله” بإعادة تأهيل نفسه، وقد ظهرت بالفعل أولى علامات التعافي هذا الأسبوع”.

ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على لبنان، حيث كثف القصف الجوي والمدفعي تزامنا مع التوغل البري لليوم الـ51 تواليا، فيما يواصل “حزب الله” التصدي لتوغلات القوات الإسرائيلية، وقصف المواقع العسكرية والبلدات الإسرائيلية في الشمال.

وبحسب وزارة الصحة اللبنانية، “ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على لبنان منذ 8 أكتوبر 2023، إلى 3189 شهيدا و14078 جريحا، بينما استشهد أكثر من 40 لبنانيا وأصيب 31 آخرون في غارات إسرائيلية على بلدات بجبل لبنان ومنطقتي الجنوب والبقاع”.

مقالات مشابهة

  • كيف نفهم عقلية الأمين العام الجديد لحزب الله نعيم قاسم؟
  • إسرائيل: قصف طرق تهريب السلاح لحزب الله بين لبنان وسوريا
  • مقتل 6 من لواء غولاني بكمين لحزب الله من المسافة صفر جنوب لبنان (شاهد)‏
  • مقتل 6 من لواء غولاني بكمين لحزب الله من مسافة صفر جنوب لبنان (شاهد)‏
  • إسرائيل تغتالُ قيادياً من حماس في لبنان.. من هو؟
  • خبير عسكري: لهذه الأسباب يستحيل أن تقضي إسرائيل على القدرات الصاروخية لحزب الله
  • تحذيرات إسرائيلية من تأخر إنهاء الحرب في لبنان: يسمح لحزب الله باستعادة قدراته
  • محلل إسرائيلي: تأخر إنهاء الحرب في لبنان سيسمح لحزب الله باستعادة قدراته
  • استنفار إسرائيلي بعد ضرب مستوطنة بمسيرة تابعة لحزب الله
  • رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي: أخاطبكم باسم لبنان للتعبير عن هول الكارثة التي نعيشها هذه الأيام جراء العدوان الإسرائيلي الذي نشر الموت والدمار في انتهاك صارخ للقانون الدولي