رؤية مغايرة.. كيف ينظر الإسرائيليون إلى الحرب في غزة؟
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على الحرب في غزة، ومقتل ما يزيد عن 37 ألف فلسطيني جراء الحرب التي شنتها إسرائيل عقب هجوم حماس في السابع من أكتوبر، تضاءل التعاطف الدولي مع إسرائيل، وأضحت تعيش في ما يشبه العزلة السياسية، غير أن الإسرائيليين، الذين فقدوا مئات الأشخاص في هجوم حماس، يرون الحرب من منظور آخر.
ولدى محاولتها "القضاء على حماس" التي تقف وراء الهجوم، "تورطت إسرائيل في أطول حرب خاضتها منذ الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948"، وفق تعبير تقرير لمجلة "فورين بوليسي".
وتعليقا على الوضع الراهن ورؤية العالم لإسرائيل، قالت مديرة الأبحاث في منتدى السياسة الإسرائيلية، شيرا إيفرون، للمجلة إن "إسرائيل بدأت الحرب مثل أوكرانيا، وبعد سبعة أشهر، أصبحت تُرى على أنها روسيا"، في إشارة إلى تغير نظرة العالم لها من مُعتدى عليه إلى مُعتد.
"ضرورة وجودية"في المقابل، ينظر الإسرائيليون للحرب في غزة بعيون مختلفة ويصفونها بعبارات مغايرة تماما لما هو سائد في بقية أنحاء العالم، إذ يرى كثيرون منهم أن الحملة في غزة "ضرورة وجودية" وفق تعبير المجلة.
وقال أفنير غولوف، نائب رئيس الأبحاث والتحالفات في مركز الأبحاث مايند إسرائيل ومقره تل أبيب "بالنسبة لنا، إنها حرب لن تتكرر أبدا".
وأضاف "يواجه جيلي الآن سؤالا لم أكن أعتقد أنني سأواجهه أبدا، وهو ما إذا كان من الممكن وجود دولة يهودية في الشرق الأوسط المعادي". ومضى مؤكدا "نحن بحاجة للتأكد من أن الإجابة هي نعم".
تقرير: مقتل المدنيين في "النصيرات" يثير تساؤلات قانونية ضد إسرائيل ذكر تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الثلاثاء، أن الخسائر البشرية الناجمة عن عملية تحرير الرهائن الأربعة التي نفذتها إسرائيل، السبت، تثير تساؤلات مجددا حول قيام إسرائيل بما يكفي لحماية المدنيين في الحرب ضد حماس.ورغم تحول الاهتمام العالمي نحو غزة، ما زالت إسرائيل غارقة في صدمة السابع من أكتوبر والإخفاقات الأمنية التي تركت آلافا من الإسرائيليين في مواجهة مقاتلي حماس.
و"هناك خوف متزايد من أن يتم نسيان سفك الدماء الناتج عن الهجوم أو حتى إنكاره"، يقول تقرير المجلة.
ونقلت "فورين بوليسي" عن ياردن جونين، الذي أُخذت شقيقته، رومي جونين، البالغة 23 عاما، رهينة في مهرجان نوفا الموسيقي "أشعر ألا أحد يُصدقنا بما فيه الكفاية".
وفي بلد يقل عدد سكانه قليلا عن 10 ملايين نسمة، يعرف الجميع تقريبا شخصا نجا أو قُتل أو أُخذ رهينة.
واندلعت الحرب إثر هجوم شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، وأسفر عن مقتل 1194 شخصا، غالبيتهم مدنيون، وفق بيانات رسمية إسرائيلية.
وخلال الهجوم، احتجز المهاجمون 251 شخصا، ما زال 116 منهم محتجزين في غزة، من بينهم 41 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم.
وردت إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرية أدت حتى الآن إلى مقتل ما لا يقل عن 37164 شخص في غزة، معظمهم مدنيون، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة في القطاع.
ورسائل التذكير بالرهائن الـ 120 الذين ما زالوا لدى حماس، والذين يُعتقد أن حوالي 80 منهم فقط ما زالوا على قيد الحياة، منتشرة في كل مكان في جميع أنحاء إسرائيل.
ويواجه المسافرون الذين يصلون إلى مطار بن غوريون في تل أبيب صور الأسرى على ماسحات جوازات السفر البيومترية، وأجهزة الصراف الآلي، ومجموعة من الملصقات التي تصطف على طول المنحدر وصولا إلى مراقبة الجوازات.
120 hostages, 249 days.
Does this seem normal to anyone?
Bring them HOME, now! pic.twitter.com/GoAi99baxK
ونفذت حماس هجومها بينما كانت إسرائيل تعيش أعمق أزمة سياسية منذ عقود بسبب مقترحات الإصلاح القضائي التي قدمتها حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو والتي يخشى المنتقدون من أنها ستقوض السلطة القضائية المستقلة في البلاد.
تغير الرؤى في إسرايلرغم أن الإسرائيليين احتشدوا معا في أعقاب هجوم حماس، لم يُترجم ذلك إلى دعم لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، بل بالعكس، تصاعد الإحباط بسبب فشل الحكومة في تأمين حرية الرهائن أو تقديم مسار عملي للخروج من الحرب.
وقال شموئيل روزنر، الباحث في معهد سياسة الشعب اليهودي، والذي يجري استطلاعات رأي أسبوعية للرأي العام الإسرائيلي، إنه لم تكن هناك زيادة في معدلات تأييد الحكومة في أعقاب 7 أكتوبر.
وقال "لم تكن هناك حالة تعرضت فيها دولة لهجوم من دولة أخرى أو من منظمة إرهابية، ولم تحصل فيها قيادة البلاد على ذرة واحدة من التقدم في استطلاعات الرأي".
وتشير استطلاعات رأي، أجراها في الفترة التي أعقبت هجوم حماس معهد الديمقراطية الإسرائيلي ومؤشر السلام التابع لجامعة تل أبيب، إلى أن المواقف الإسرائيلية تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أصبحت أكثر تشددا من أي وقت مضى في الذاكرة الحديثة.
وأُجري كلا الاستطلاعين بعينة من حوالي 600 شخص لكل منهما.
وتعتبر استطلاعات الرأي جزءا من سلسلة يتم إجراؤها عدة مرات سنويا وتحاول أن تكون ممثلة لمختلف فصائل المجتمع الإسرائيلي، بما في ذلك المواطنين الإسرائيليين من أصل فلسطيني.
وعلى الرغم من تجمع آلاف المتظاهرين في تل أبيب للمطالبة بالإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حماس، قال 10% فقط من الإسرائيليين في استطلاع معهد الديمقراطية الإسرائيلي إنهم سيؤيدون وقف القتال من أجل تبادل الرهائن.
في غضون ذلك، قال 44.3% من الإسرائيليين إنهم يريدون أن تتفاوض الحكومة من أجل إطلاق سراح الرهائن فورا دون وقف القتال.
ويقول يوسي ميكيلبيرغ، زميل مشارك في تشاتام هاوس متخصص في الكتابة عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لمجلة تايم إنه في حين أن العديد من الإسرائيليين يريدون عودة الرهائن إلى ديارهم، فإنهم يشعرون بالقلق أيضًا من أن إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين سيؤدي إلى مزيد من الهجمات مثل تلك التي ارتكبت في أكتوبر.
ووجد استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث في شهري مارس وأوائل أبريل أن ما يقرب من 40% من الإسرائيليين يرون بأن الرد العسكري لبلادهم في غزة كان صحيحا، في حين يرى ما يزيد قليلا عن الثلث بأنه لم يذهب بعيدا بما فيه الكفاية.
وأظهر الاستطلاع انقاسامات حادة في الطريقة التي يرى فيها اليهود والعرب الإسرائيليون الحرب.
ويرى ما يقرب من 75% من العرب الإسرائيليين، الذين يشكلون حوالي خمس سكان البلاد، أن الحرب ذهبت أبعد من اللازم، مقارنة بـ 4% من اليهود.
وقالت عينات ويلف، عضوة الكنيست السابقة التي عملت مسؤولة عن السياسة الخارجية "لقد عدت للتو من كندا والولايات المتحدة، ورأيت أنه حتى الأشخاص الأذكياء للغاية تبنوا هذا الشيء المتمثل في أن حرب غزة هي حرب نتانياهو".
وأضافت "إنه خطأ نتانياهو، أعتقد أنه المسؤول إلى حد كبير عن القيام بذلك بشكل سيئ للغاية.. لكن الحرب؟ هي حرب شعبنا".
وحتى قبل أن يدعو المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية إلى اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، كان الإسرائيليون يشعرون بالقلق إزاء صورة بلادهم العالمية.
وقال ما يقرب من ستة من كل عشرة في استطلاع للرأي أجري هذا الربيع أن إسرائيل لا تحظى بالاحترام في جميع أنحاء العالم.
إلى ذلك، يشعر معظم الإسرائيليين أن معاداة السامية وكراهية الإسلام أمران شائعان وأن كلا النوعين من التحيز آخذان في الارتفاع على مستوى العالم، وفقا لمسح أجراه مركز بيو ونشر نتائجه الثلاثاء، شمل 1001 إسرائيلي في الفترة من 3 مارس إلى 4 أبريل 2024.
תודה למאות האזרחים שהגיעו היום לשיירת החופש והצטרפו לדרישה לחתום על עסקת נתניהו, עכשיו.
ריגשתם אותנו!????️
קרדיט צילום: שב״פ pic.twitter.com/68kaL0Nnlj
وتقول غالبية المستجوبين (الإسرائيليين) والتي تبلغ 58% أن إسرائيل لا تحظى بالاحترام في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك 15% يقولون إنها "لا تحظى بالاحترام على الإطلاق".
وتقول نسبة أقل من الإسرائيليين (40%) أن إسرائيل تحظى باحترام دولي، بما في ذلك 9% يقولون إنها تحظى باحترام كبير.
ومن المرجح بشكل خاص أن يقول الإسرائيليون الذين يصنفون أنفسهم على أنهم من تيار اليسار إن بلادهم لا تحظى بالاحترام على المستوى الدولي.
ويتبنى ثلثا الإسرائيليين من اليسار هذا الرأي، بما في ذلك حوالي الربع (27%) الذين يقولون إن إسرائيل لا تحظى بالاحترام على الإطلاق في الخارج.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: من الإسرائیلیین بما فی ذلک هجوم حماس تل أبیب فی غزة
إقرأ أيضاً:
صحف عبرية: قلق متزايد بشأن حالات انتحار الجنود الإسرائيليين وتأثيرات الحرب النفسية
ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم ، أن الجيش الإسرائيلي يرفض في الوقت الحالي الكشف عن العدد الكامل للجنود الذين أقدموا على الانتحار خلال الحرب، مشيرة إلى أن الآثار النفسية الحقيقية على الجنود المشاركين في العمليات القتالية ستظهر بشكل أكبر بمجرد انتهاء الحرب.
وأفاد التقرير بأن عدد الجنود الذين يطلبون العلاج النفسي شهد ارتفاعًا ملحوظًا في الأسابيع الأخيرة، مما يعكس تصاعد الضغط النفسي الذي يعاني منه أفراد الجيش في ظل العمليات العسكرية المكثفة في غزة وجنوب لبنان.
وكانت الصحيفة قد كشفت سابقًا عن انتحار ستة جنود إسرائيليين على الأقل خلال الأشهر الأخيرة، ممن خدموا لفترات طويلة في تلك العمليات، ما أثار قلقًا واسعًا داخل الأوساط العسكرية والسياسية في إسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عسكريين أن الجيش الإسرائيلي بدأ تحقيقًا شاملاً في تلك الحالات لفهم الأسباب التي دفعت الجنود إلى الانتحار، وأشارت إلى أن التركيز ينصب على تحليل الضغوط النفسية التي تواجه الجنود أثناء وبعد العمليات القتالية.
في محاولة لمواجهة هذه الظاهرة، قام الجيش بتكثيف برامجه لدعم الصحة النفسية وتعزيز التأهيل النفسي للجنود العائدين من ساحات القتال، وتشمل الجهود توفير استشارات نفسية أكثر شمولاً وإنشاء برامج لمساعدة الجنود على التعامل مع الضغوط الناجمة عن العمليات العسكرية.
دعت منظمات حقوقية ونفسية في إسرائيل إلى فتح نقاش أوسع حول تأثير الحروب الطويلة على الحالة النفسية للجنود، وطالبت هذه المنظمات الحكومة بتخصيص موارد إضافية لتحسين خدمات الصحة النفسية داخل الجيش الإسرائيلي ومعالجة ما وصفته بالقصور المزمن في هذا الجانب.
يُشار إلى أن الجيش الإسرائيلي تعرض لانتقادات في السابق بسبب افتقاره للبرامج الكافية لدعم الجنود نفسيًا بعد انتهاء العمليات العسكرية، ما يزيد من الضغوط على القيادة العسكرية لاتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة هذه الظاهرة المتنامية.
منظمة الصحة العالمية: قلق عميق إزاء توقف نظام الأكسجين في مستشفى كمال عدوان بغزة
أعربت منظمة الصحة العالمية، اليوم ، عن قلقها البالغ بشأن توقف نظام الأكسجين في مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، بعد تعرضه لقصف من قبل طائرة مسيرة إسرائيلية، مما أدى إلى تعطيل الخدمات الطبية الحيوية في المستشفى.
وقالت المنظمة في بيان لها: "نشعر بقلق عميق إزاء سلامة المرضى والطواقم الطبية في مستشفى كمال عدوان بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في محيط المستشفى".
وأكدت أن هذا التوقف يهدد حياة المرضى الذين يعتمدون على الأكسجين الصناعي، خصوصًا في ظل الظروف الإنسانية المتدهورة في القطاع، ودعت المنظمة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان سلامة المستشفيات وتأمين الخدمات الصحية الحيوية.
وأضاف البيان: "يجب وقف الأعمال العدائية فورًا في محيط مستشفى كمال عدوان وتأمين وصول البعثات الإنسانية لضمان استمرارية تقديم الخدمات الطبية الأساسية".
يُشار إلى أن المستشفيات في قطاع غزة تعاني من نقص حاد في الإمدادات الطبية نتيجة الحصار والعمليات العسكرية المستمرة، مما يزيد من معاناة السكان ويُهدد حياة المرضى، خاصة مع انقطاع التيار الكهربائي ونفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات.
ودعت منظمة الصحة العالمية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لتوفير الحماية للمنشآت الصحية في غزة وضمان الالتزام بالقانون الدولي الإنساني الذي يحظر استهداف المستشفيات والطواقم الطبية.
انتحار 6 جنود إسرائيليين قاتلوا في غزة ولبنان خلال الأشهر الأخيرة
ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت ، اليوم ، أن ستة جنود إسرائيليين على الأقل، ممن خدموا لفترات طويلة في العمليات العسكرية بغزة ولبنان، أقدموا على الانتحار خلال الأشهر الأخيرة.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الحالات أثارت قلقًا واسعًا في الأوساط العسكرية والسياسية الإسرائيلية، حيث تم تسجيل هذه الحوادث بين صفوف الجنود الذين شاركوا في العمليات القتالية المكثفة، ما يعكس التأثير النفسي الكبير لتلك المهام على الجنود.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الجيش الإسرائيلي قولهم إن القيادة العسكرية بدأت تحقيقًا معمقًا لدراسة الظروف التي دفعت الجنود إلى الانتحار، مع التركيز على الضغوط النفسية التي يعانون منها أثناء وبعد المشاركة في العمليات القتالية.
وأضاف التقرير أن الجيش الإسرائيلي يقوم بتكثيف جهوده لتحسين الرعاية النفسية للجنود، مع تعزيز برامج الدعم النفسي والتأهيل للعائدين من الجبهات القتالية، وأشار إلى أن هذه الحالات تُسلط الضوء على الحاجة الملحة لتحسين خدمات الصحة النفسية في صفوف القوات المسلحة.
من جهتها، دعت منظمات حقوقية ونفسية في إسرائيل إلى فتح نقاش عام حول تأثير العمليات العسكرية الطويلة على الصحة النفسية للجنود، مع مطالبة الحكومة باتخاذ خطوات عاجلة لمعالجة هذه الظاهرة المتزايدة.
يُذكر أن الجيش الإسرائيلي كان قد واجه انتقادات سابقة بسبب عدم كفاية الدعم النفسي المقدم للجنود بعد العمليات العسكرية، وهو ما قد يزيد الضغط على القيادة لاتخاذ إجراءات حاسمة.