“الكشافة”.. 6 عقود في خدمة ضيوف الرحمن
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
البلاد ــ مكة المكرمة
في نهج طموح، وخطوة تاريخية جديدة تعكس مدى حرص جمعية الكشافة العربية السعودية بالتعاون مع قطاعاتها المختلفة، على التطوير المستمر، والعمل على كل ما يعزز ريادتها وتميزها، تباشر “الجمعية” خدمة حجاج بيت الله الحرام هذا العام بعمل مؤسسي منظم تهدف منه إلى رفع كفاءة الأداء للعمل، وتحسين فاعليته، مع الالتزام بتطبيق ورفع جميع أبعاد الجودة الشاملة، تحقيقًا لمستهدفات برامج رؤية المملكة 2030.
وبخطى حثيثة عملت “الكشافة السعودية” لمجاراة تطورات العصر وتقنياته المتسارعة، ووفرت البيئة المناسبة التي تتوافق وسياسة الحماية من الأذى التي تنشدها المنظمة الكشفية العالمية، ورفعت من كفاءة القائمين بالعمل من القيادات الكشفية من خلال التدريب، وحضور الدورات المتخصصة من أجل إكسابهم المهارات والمعارف الجديدة التي تساعدهم على تحسين الأداء الذي يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتحقيق الأهداف المنشودة. وتساند الجمعية العربية السعودية للكشافة في موسم الحج هذا العام العديد من الجهات، ومنها: وزارة الحج والعمرة، ووزارة الصحة، ووزارة التجارة، وأمانة العاصمة المقدسة، والبنك الإسلامي للتنمية، وذلك من خلال إرشاد التائهين، وتنظيم المراجعين داخل المستشفيات، وإيصال المتعافين إلى مخيماتهم ومقار سكنهم، وعلاج الحالات الإسعافية البسيطة من الجوالة طلاب كليات الطب، إضافة إلى مراقبة الأسعار، والتأكد من توفر المواد الغذائية، ومنع الافتراش والمباسط العشوائية، والتنظيم داخل المجازر. وتتيح “الجمعية” عبر موقعها الرسمي تحميل برامج الإرشاد الإلكتروني للهواتف الذكية، تتضمن برنامج الإرشاد، ودليل مشعري منى وعرفات الإرشادي، والخرائط الإرشادية للمنطقة المركزية للحرم المكي، والمسجد النبوي، ومشعري منى وعرفات، وحي العزيزية بمكة المكرمة، كما يقدم الكشافة خدمة الإرشاد المتجول من خلال استحضار المعلومات من على أسورة الحجاج، وإرشاد الأطفال التائهين من خلال نشر صورهم على موقع “الجمعية” الإلكتروني.
وتاريخيًا تعود خدمة الكشافة لضيوف الرحمن إلى أواخر السبعينيات الهجرية بمجموعة اجتهادية من كشافي العاصمة المقدسة بلغ عددهم 100 كشاف، كان عملهم مقتصراُ حين ذاك على التعاون مع جهاز وزارة الحج بالأراضي المقدسة، ثم شاركهم مجموعة من كشافي محافظتي جدة والطائف إلى عام 1382هـ حيث بدأت الخدمة رسمياً برعاية جمعية الكشافة العربية السعودية، حيث اتسعت دائرة الخدمة لتشتمل الإسهام مع جمعية الهلال الأحمر السعودي في تقديم الخدمات الطبية.
وكان من الطبيعي بعد أن اكتسبت الجمعية الصفة الدولية بالاعتراف بها عضواً بالمنظمة الكشفية العالمية عام 1383هـ، وبعد ما امتلكت الخبرة في الخدمة العامة بالحج أن تتجه بتفكيرها إلى الشباب المسلم الذين ينتمون إلى الحركة الكشفية بمختلف بلاد العالم؛ ليقفوا جنباً إلى جنب مع الشباب السعودي في تنفيذ المشروع لتتوطد أواصر الأخوة بينهم جميعاً.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: من خلال
إقرأ أيضاً:
” عندما يكون الفن القوة التي تتحكم في التعايش السلمي ونبذ الاعراف البالية “فصلية “
بقلم : سمير السعد ..
” فصلية “الاغنية التي اثارت جدلا واسعا في احترام المرأة اوائل السبعينات
الذائقة في الاستماع واصالة الماضي بعبقها الجميل وحين كان الفن في صراع لايصال الصوت النقي واللحن الذي يرتقي بأي صوت من اجيال العظماء والسلسة طويلة لجادة الفن العربي برمته حيث كانت الكلمة هي القوة التي تسكن القلب والاذن وتؤثر في استلاب روحك لتكن انت مؤديها دون ان يشغلك شاغل او هاجس هكذا انطلق عبادي العماري كما يحلو للبعض تسميته انذاك.حيث تُعَدّ أغنية “فصلية” للفنان عبادي العبادي من أشهر الأغاني في عقد السبعينات، وهي من كلمات الشاعر جودت التميمي. تميّزت هذه الأغنية ليس فقط بجمال لحنها وكلماتها، بل بإثارتها لجدل مجتمعي هام حول احترام المرأة وحقوقها، الأمر الذي ساهم في تغيير بعض المواقف تجاه النساء ورفع الوعي بقيم احترامهن.وكان المستهل فيها :
جابوها دفع للدار
لا ديرم ولا حنة ولا ملكة
ولا دف النعر بالسلف
لا هلهولة لا صفكة
سألت الناس عن قصة هابنية
عجب جارو عليها لغير حنية
رديت بقلب مكسور
من كالولي فصلية
جاءت الأغنية في وقت كان المجتمع بحاجة إلى هذا الصوت الفني الذي يدعو لاحترام المرأة بشكل أوسع، حيث أُحدثت ضجة في الرأي العام واستدعت مراجعة سلوكيات وقيم اجتماعية من شأنها أن ترفع من مكانة المرأة في المجتمع. وهذا الدور الذي قامت به أغنية “فصلية” يجسد بوضوح كيف يمكن للفن أن يكون رسالة سامية إذا تم توظيفه بشكل صحيح، إذ أن الفن ليس مجرد وسيلة ترفيه، بل هو أداة لنشر القيم وتعزيزها.
الفن “كوسيلة لتعزيز التعايش السلمي ومكافحة التطرف”
إلى جانب قضايا المرأة، يمكن أن يمتد تأثير الفن إلى تعزيز قيم التعايش السلمي ومحاربة الأفكار المتطرفة التي تؤدي إلى العنف. وبوصفه يدعو إلى السلم والاعتدال ونبذ العنف. ومن هنا، يمكن للفنانين والشعراء توجيه رسائل تعزز من هذه القيم، وإثارة الوعي حول مخاطر التطرف بأشكاله المختلفة.
إن تجربة أغنية “فصلية” في السبعينات تعد نموذجًا حيًا على قدرة الفن على التأثير في مسار المجتمع، فالأغاني والقصائد التي تُعنى بقضايا مجتمعية أساسية يمكنها أن تكون سببًا في تغيير نظرة المجتمع، وترسيخ قيم تتماشى مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف. الفن هنا ليس مجرد رسالة ترفيهية، بل دعوة إلى احترام الآخر، وتجنب التطرف، واحتضان قيم التسامح والاعتدال.
يتجلى دور الفن كصوت للضمير المجتمعي، ليكون رسالة
أمل وسلام، وليحمل في طياته قيمنا الأصيلة ويعزز الوعي بأهمية احترام المرأة ونبذ العنف والتطرف. الفن، حين يتم توجيهه بحكمة، يبقى وسيلة فعّالة لبناء مجتمع أكثر تماسكًا وسلامًا، قادرًا على التعايش بسلام مع اختلافاته، ورافضًا لكل أشكال العنف والتعصب.
في سياق تكريس الفن كأداة لتعزيز القيم الإيجابية في المجتمع، تأتي أعمال الفنانين والمبدعين كرسائل سلام ودعوات للتعايش، بما يتماشى مع روح العصر التي تدعو إلى الوسطية. إن الفن قادر على التأثير في العقول والقلوب، وهو وسيلة فعّالة لنشر الذائقة التي تسمو بالجمال والتسامح، لا سيما عندما تتبنى الأغاني والشعر والدراما مواضيع اجتماعية تمس القضايا التي يعاني منها المجتمع، كنبذ العنف والتطرف.
إن تأثيره لا يقتصر على التسلية أو التعبير عن المشاعر، بل يتعداه ليصبح موجهًا للمجتمع نحو تبني سلوكيات إيجابية، وحافزًا للتغيير. ففي السبعينات، كانت أغنية “فصلية” نموذجًا رائدًا لتحدي المفاهيم التقليدية السائدة حول المرأة والمطالبة بتعزيز مكانتها وحقوقها. ومع تكرار مثل هذه الرسائل في الأعمال الفنية، يُزرع في المجتمع وعي جديد وراسخ حول أهمية احترام الآخر، بغض النظر عن جنسه أو فكره أو خلفيته الثقافية.
يمكن النظر إليه على أنه مرآة للمجتمع، تعكس قضاياه وتطلعاته وتعبر عن همومه. فعندما يستخدم الفن في نقل القيم النبيلة ،والتجذر من أسس واعية وبذلك يكون وسيلة فعالة للارتقاء بالمجتمع. إن الأغاني التي تناولت قضايا المرأة في السبعينات، كأغنية “فصلية”، كانت خطوة جريئة وضعت النقاط على الحروف بشأن ضرورة احترام المرأة ومكانتها في المجتمع.
لقد حملت هذه الأغاني رسائل واضحة تدعو لإعادة النظر في المعايير الاجتماعية، وتأكيد أهمية المعاملة العادلة والمساواة. ومع مرور الوقت، بدأت هذه القيم تأخذ حيزها في وعي المجتمع، لتصبح جزءًا من ثقافته وتطلعاته نحو بناء مجتمع أكثر اعتدالاً وتسامحًا.
في النهاية، يمكن القول بأن الفن هو بوصلة أخلاقية تعبر عن ضمير المجتمع، وتشكل أحد أهم الوسائل لإيصال الرسائل الإنسانية السامية. فعندما يعبر الفنان عن قضايا مهمة مثل احترام المرأة، والتعايش السلمي، ونبذ العنف والتطرف، فإنه لا يقدم مجرد أغنية أو قصيدة، بل يبني جسرًا يصل بين الماضي والمستقبل، ويعزز قيمًا ستظل راسخة في نفوس الأجيال.
إذن “الفن” بهذا المعنى، هو رسالة سامية تستحق أن تُوظّف بالشكل الذي يعكس قيمنا الإسلامية السمحاء، ويعزز بناء مجتمع يزدهر بالتسامح والاعراف المجتمعية القادرة على خلق نواة تسمو بالفرد واحترام احقيته بالعيش الكريم .