خلال يومين فقط من الأسبوع الماضي، مئات القتلى والمصابين في النصيرات بعد أن أقدم العدو الصهيوني على قصف مدرسة تابعة للأمم المتحدة يقطنها النازحون معظمهم من النساء والأطفال.
منظر الأشلاء والجثث للأطفال يعكس جنون هذا العدو والهلع الذي يعيشه بسبب يوم واحد قاوم به الفلسطينيون هذا الاحتلال البغيض لأكثر من 75 عاماً ويردّدونه، أي السابع من أكتوبر، ليل نهار بعد مضي أكثر من 8 أشهر ، ومعهم الصحافة الغربية تردّده تقريباً في كل يوم على صفحاتها الأولى.
العملية الهمجية الأخرى يوم السبت ، والتي ذهب ضحيتها أكثر من 220 شهيداً في النصيرات وأكثر من 400 مصاب ، سبقها قصف جوي جنوني وحشي يكشف بشكل واضح ، أن هذا العدو فقد عقله بسبب الرعب الداخلي الذي يعيشه.
أدرك هذا العدو الجبان بعد السابع من أكتوبر، أن الأمن الذي كان يحلم به ، قد ذهب إلى غير رجعه. لم يعد بالإمكان من وجهة نظر هؤلاء الصهاينة ، التعايش مع المسلمين بعد السابع من أكتوبر، ولهذا هم يدمِّرون كل شيء يقع أمامهم. ماذا يفعل الجبان عندما يمتلك القوة؟ بالإضافة إلى القوة العسكرية التي قدمها الغرب له، هناك الدعم اللوجستي والمعنوي والإعلامي الذي ينعكس على الصفحات الأولى في جرائد بريطانيا وأمريكا. لو كان هناك تحليل خطاب للصحافة الغربية يوم الأحد، لأصابتك الدهشة والغضب في الوقت نفسه من تكرار عبارة “السابع من أكتوبر”. تصوروا ! مازالت الصحافة الغربية تجترّ هذا اليوم كما لو لم تقم إسرائيل بأي رد فعل في الأشهر الثمانية التي تلت ذلك اليوم.
يمكنك أن تكتشف هذا الرعب الذي يعيشه الصهاينة من خلال الدمار الهائل الذي تراه عبر التلفزيون في غزة. أكثر من 137 ألف مبنى تعرض للقصف والتدمير باستخدام أكثر من سبعين ألف طن من المتفجرات الهائلة التي زوّد بها الغرب هؤلاء الجبناء الذين يملأهم الخوف والرعب. ويمكنك أن ترى عبر البث المباشر، المجنزرات والمدرعات الصهيونية وهي تجرف الطرقات في غزة محاولة إفساد كل شيء يمكن أن يقع في طريقها، ويمكنك أن ترى الجنود الصهاينة وهم يحتفلون بتفجير بيت خالٍ لا أحد يسكنه في محاولة لإخفاء هذا الخوف الذي يسكنهم من ظهور شبح مقاتل يظهر خلف هذا المبنى أو من تحت الأرض التي يمشي عليها.
يقول الله عنهم :”لتجدن أشدّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود” فكيف إذا تسلّحوا بأفضل أنواع الأسلحة المتقدمة مقابل مقاومين يستخدمون أسلحة تقليدية في مكان يكتظ بمئات الآلاف من المدنيين العُزّل والنساء والأطفال الذين يتحرّكون طوال ثمانية أشهر وحتى الآن من منطقة إلى منطقة هرباً من جحيم طائرات ومسيرات وصواريخ تقصف وتشتغل بأنظمة الريموت كنترول والذكاء الصناعي ويتحكّم بها مجموعة من قاطعي الطرق واللصوص والخارجين عن القانون.
لقد عاهدهم أفضل الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذوا على أنفسهم المواثيق ،لكنهم نكصوا وتنكّروا له وأخلفوا عهدهم . واشتدّ الأمر على المسلمين في غزوة الأحزاب حتى بلغت القلوب الحناجر، وكانت النهاية هزيمتهم وإخراجهم خاسئين لأنه :”كان حقّا علينا نصر المؤمنين” ولو بعد حين.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: السابع من أکتوبر أکثر من
إقرأ أيضاً:
كيف يمكن لمصر أن تردع العدو الصهيوني دون حرب في 7 أيام؟
تمثل مصر صمام الأمان وصانعة التوازنات في الوطن العربي، بثقلها السكاني والجيوسياسي الأكبر في الشرق الأوسط، وتاريخها العريق الذي جعلها ملاذا آمنا لكل مَن لجأ إليها. ورغم تراجع دورها الإقليمي منذ منتصف 2013 -عقب استيلاء السيسي على الحكم- إلا أنها ما تزال تمتلك المقومات المادية والبشرية، والعسكرية، والناعمة الكفيلة بمواجهة أي تهديد لأمنها القومي أو مقدسات الأمة.
وفي ظل التصعيد المُمنهج للكيان الصهيوني ضد غزة؛ تبرز مصر كلاعبٍ استراتيجي لا غنى عنه لسببين جوهريين:
- الأول: حماية حدودها الشرقية عبر ردع العدوان عن غزة، التي تُشكل خط الدفاع الأول عن الأمن القومي المصري.
- الثاني: تعزيز مكانتها الإقليمية كلاعبٍ فاعل لا يكتفي بالشجب، بل يفرض توازناتٍ جديدة عبر خطوات استباقية ذكية.
وهنا تُطرح سبع آلياتٍ عملية (ليست دعوة للحرب) بل خريطة طريق لاستعادة الردع عبر تصعيدٍ مُحسوب يجمع بين الضغط الدبلوماسي والاستعداد العسكري، مع إبقاء الباب مفتوحا للحلول السياسية. فكيف تُعيد هذه الخطوات تشكيل معادلة الصراع؟
الخطوات السبعة لاستعادة الردع:
1- استدعاء السفير المصري من تل أبيب (اليوم الأول): الصدمة الدبلوماسية
تُعد خطوة استدعاء السفير المصري من الكيان الصهيوني أقوى رسالة دبلوماسية يمكن أن ترسلها القاهرة، تفوق قطع العلاقات وضوحا. فاستدعاء السفير لا يعني إنهاء الحوار، بل يُعلن أن التعامل مع الكيان الصهيوني لم يعد "شراكة طبيعية"، بل تحوّل إلى محاسبة طرفٍ معتدٍ. هذه الخطوة تدفع المجتمع الدولي للتحرك العاجل قبل تفاقم الأزمة، وتُحمّل الكيان الصهيوني مسؤولية العواقب.
2- إعلان السفير الصهيوني "شخصا غير مرغوب فيه" (اليوم الثاني): تصعيد مدروس
بعد استدعاء سفيرها، تُعلن مصر السفير الصهيوني في القاهرة "شخصا غير مرغوبٍ فيه"، لخفض مستوى التمثيل الدبلوماسي إلى أدنى درجة (كالمساعدين). هذه الآلية تُزيد العزلة الدبلوماسية للكيان الصهيوني داخليّا، وتُجبر قيادته على مواجهة سؤالٍ محرج: "لماذا تفقد حليفها الاستراتيجي في المنطقة؟".
3- مراجعة اتفاقية كامب ديفيد (اليوم الثالث): إعادة تعريف التحالفات
تقديم طلب مراجعة الاتفاقية لمجلسي النواب والشيوخ -حتى مع محدودية صلاحياتهما- سيُحدث زلزالا سياسيّا. فاتفاقية كامب ديفيد ليست مجرد معاهدة سلام، بل رمزا للتحالف الاستراتيجي بين مصر والكيان الصهيوني والولايات المتحدة. ومراجعتها (حتى دون إلغائها) ترسل رسالة لواشنطن بأن "الوضع القائم لم يعد مقبولا"، وتفتح الباب لإعادة التفاوض على شروط جديدة، مثل رفض التطبيع دون وقف العدوان على غزة وإقامة دولة فلسطين.
4- دعوى قضائية عاجلة لوقف التبادل التجاري (اليوم الرابع): الضغط الاقتصادي
إذا أصدرت جهة قضائية مصرية حكما عاجلا (قابلا للاستئناف) بوقف الاستيراد من الكيان الصهيوني أو التصدير إليه خلال الحرب على غزة، فسيكون التأثير مزدوجا:
- اقتصاديّا: سيُصيب القرار سلاسل الإمداد الإسرائيلية في قطاعاتٍ حيوية (مثل الزراعة والسلع الاستهلاكية) بالرعب، خاصة مع اعتماد الكيان الصهيوني على الشراكة المصرية فيها.
- سياسيّا: سيدفع المجتمع الدولي لتكثيف جهود إيقاف الحرب، خاصة مع تصاعد الاحتجاجات العالمية ضد جرائم الكيان الصهيوني.
5- تعبئة الاحتياطي العسكري (اليوم الخامس): ورقة الردع المادي
رغم أن مصر لا تعلن الحرب، فإن تعبئة الاحتياطي العسكري تُذكّر الكيان الصهيوني بأن الجيش المصري -الأقوى عربيّا- في حالة تأهبٍ كامل. هذه الخطوة تستهدف إرباك القيادة الصهيونية التي تدرك أن استمرار العدوان على غزة قد يُعرّض حدودها الجنوبية لخطر المواجهة، خاصة مع انتشار القوات المصرية قرب سيناء.
6- تدريب الشباب على السلاح (اليوم السادس): الحرب النفسية
فتح مراكز التدريب العسكري في الجامعات ومراكز الشباب يُرسل رسالة نفسية مفادها أن الشعب المصري -بكل فئاته- مستعد للدفاع عن أمنه. هذه الخطوة تُعزز الروح الوطنية، وتُشكّل ضغطا داخليّا على حكومة الكيان الصهيوني، التي تُدرك أن التصعيد قد يحوّل مصر من وسيطٍ إلى خصمٍ مباشر.
7- إعلان الطوارئ وتشكيل وزارة للأزمة (اليوم السابع): ذروة التصعيد المُنضبط
إعلان الطوارئ وتشكيل وزارة مختصة بإدارة الأزمة (ولو مؤقتا) يؤكد أن مصر دخلت مرحلة المواجهة الشاملة عبر تعبئة كل موارد الدولة. هذه الآلية تُجبر المجتمع الدولي على التدخل الفوري لاحتواء الأزمة قبل خروجها عن السيطرة.
والخلاصة: هل تكفي الآليات السبع لتحقيق الردع؟
الخطوات السابقة -رغم طابعها النظري- تعكس منهجا مصريّا قائما على "التصعيد الذكي"، الذي يرفع ثمن العدوان دون الدخول في حربٍ مكلفة. لكن نجاحها يرتبط بعاملين:
1- التوقيت الدقيق: تنفيذها خلال أسبوعٍ واحدٍ لخلق تأثير تراكمي يصعب على الكيان الصهيوني احتواؤه.
2- الدعم الإقليمي والدولي: تحويل الضغط المصري إلى حملة عربية ودولية لعزل الكيان الصهيوني.
مصر -برصيدها التاريخي والحضاري- تدرك أن الحرب آخر الحلول، لكنها تعرف أيضا كيف تحوِّل أدواتها الناعمة إلى سيفٍ مصلتٍ يفرض واقعا جديدا.