صحيفة البلاد:
2024-09-30@17:51:46 GMT

كيف تتخلص من الألم..وتنضج ؟

تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT

كيف تتخلص من الألم..وتنضج ؟

الصدمات ليست شيئًا جيدًا في الحياة، فكل واحد منا تعرض لها في مرحلة أو أخرى وهذه حقيقة، فمعظمنا يعيش ما لا يقل عن خمسة أو ستة أحداث مؤلمة في حياته كفقدان شخص، أو طلاق، أو فقدان وظيفة، أو تشخيص من طبيب، أو الاعتداء، وفي كثير من الأحيان بعد هذه الأحداث ، نجد أننا نخرج أقوى قليلاً وأكثر حكمة وأفضل ممّا سبق.


حتى وقت قريب ، كان مجال علم النفس يدرس في الغالب الطرق التي تدمّرنا بها الصدمات ومن المنطقي أن يعتقد علماء النفس هذا، ونتيجة لذلك فإن أول 50 عامًا من الممارسات النفسية أو الطب النفسي ، تعاملت مع الحالات الصعبة كمرضى الفصام، والهوس الاكتئابي، والأشخاص الانتحاريون، وهذا خلق نوع من التحيز في الاختيار نظرًا لأن علماء النفس كانوا يدرسون فقط حالات الصحة العقلية الأكثر تطرفًا، وكانت جميع هذه الحالات تقريبًا تتعلق بالمريض الذي يعاني من بعض الصدمات في مرحلة من الحياة. توصل علماء النفس الأوائل لإستنتاج مفاده أن الصدمة تؤدي لمشاكل تتعلق بالصحة العقلية، ولكن تبين أن هذا خطأ، فالصدمة في حياتنا مهما كان شكلها، ليست في الواقع الشيء الذي يجعلنا أقوى، لأنه مجرد فكرة تحمل شكل من أشكال المشقة لتحصين نفسك ضد المصاعب المستقبلية ،ولكن هذا ليس صحيحاً فما يأتي بعد الصدمة هو المهم، ليس البقاء على قيد الحياة بعد الصدمة هو ما يجعلك أقوى، بل العمل الذي تقوم به نتيجة للصدمة هو الذي يجعلك أقوى، فالتجارب المؤلمة تهزنا وتجعلنا نتساءل عن معتقداتنا الأساسية حول العالم ومكاننا فيه، وتجعلنا نتساءل عن مدى الخير والشر والناس من حولنا، تخلق الصدمة مرحلة مميزة قبل وبعد في حياتنا ولحظات من المحتمل ألا ننساها أبدًا، فمدى قدرتنا على تجربة النمو الشخصي بعد الصدمة ، يعتمد كثيرًا على السرد الذي نبنيه حول هذا الأمر قبل وبعد الصدمة، فمن الطبيعي أن تفكر في ألمك، وأن تتساءل عن معنى ذلك، وأن تشعر بمزيج من الذنب والخوف والوحدة، لذا فإن السرد الذي تنشئه سيساعدك على الخروج من الزوايا المظلمة لعقلك وإلى مكان أفضل، كبشر نحن بحاجة إلى فهم العالم حولنا، فنادرًا ما تكون الصدمة منطقية عندما تحدث لنا، أهم خطوة في تشكيل معنى ألمنا هو فهم أن الأمر لا يتعلق بالاستحقاق وهذا ينطبق على أنفسنا، ولكنه ينطبق أيضًا على الآخرين الأمر، فإذا آذانا شخص ما، فإن إيذاءه بالمقابل لا يجعل الأمر أفضل، كذلك الألم الشديد لديه قدرة خارقة على توضيح ما يهم حقًا بحياتنا، ويزيل أي تثبيط أو شك حول ما إذا كان ينبغي علينا الاستفادة منه أم لا، كذلك مشاركة آلامك تسمح لك بتجاوزها، لأنه بمجرد أن نشارك الألم وننقله للعالم حولنا، يصبح ألمنا شيئًا خارجنا، ولأنه أصبح خارجنا، فإننا أخيرًا قادرون على العيش بدونه.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: بعد الصدمة

إقرأ أيضاً:

نجيب ساويرس: الفن قادر على التعبير عن المعاناة وما يحدث في العالم حولنا.. فيديو

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، أن مهرجان الجونة السينمائي يمثل فرصة للاحتفاء بالفن ونشر الفرح، رغم الظروف المحيطة التي زادت من مشاعر الاكتئاب، قائلاً: "لا نشعر بتأنيب ضمير لإقامة المهرجان، فالسينما تعبر عن الإنسانية في أسمى معانيها".

وأضاف خلال كلمته في المؤتمر الصحفي الهاص بتفاصيل الدورة السابعة من مهرجان الجونة السينمائي، أن السينما قادرة على نقل المشاعر والأفكار الحقيقية بعيدًا عن الأبعاد السياسية، داعيًا إلى التركيز على الجوانب الإنسانية. 

واختتم حديثه بالتعبير عن حبه للسينما، حيث صرح: "أنا مدمن على السينما، وأشاهد فيلمين قبل النوم كل ليلة"، متمنيًا أن تحقق الدورة الحالية نجاحًا كبيرًا

ومن المقرر أن تستمر الدورة السابعة في تقديم جائزة نجمة الجونة الخضراء، المخصصة للأفلام التي تعالج القضايا البيئية، في إطار برنامجها الخاص.

 

مقالات مشابهة

  • أول تعليق من زوجة مؤمن زكريا على واقعة دس سحر له بالمقابر.. كيف واجهت الصدمة؟
  • المصير الذي ستؤول إليه مليشيا الدعم السريع وحواضنها وحلفاءها سيكون مثل (..)
  • بالفيديو| «لبنان» عيون تحمل الألم والأمل في مواجهة العدوان الإسرائيلي
  • أضرار الاستخدام العلاجي للماريغوانا أكثر من نفعه
  • كاهن الروم الأرثوذكس: تحملوا الألم مثلما تحمل المسيح
  • أكرم القصاص: الرئيس السيسي يوجه رسائل مهمة في أوقات دقيقة للغاية
  • نجيب ساويرس: الفن قادر على التعبير عن المعاناة وما يحدث في العالم حولنا.. فيديو
  • ربة منزل تتخلص من حياتها بقرص حفظ الغلال بدار السلام
  • بدون شك.. السيسي: يجب أن نشعر بالقلق مما يحدث حولنا
  • غوتيريش: منطقة الشرق الأوسط مهددة بـالسقوط في الهاوية