صحيفة البلاد:
2024-11-24@12:13:04 GMT

كيف تتخلص من الألم..وتنضج ؟

تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT

كيف تتخلص من الألم..وتنضج ؟

الصدمات ليست شيئًا جيدًا في الحياة، فكل واحد منا تعرض لها في مرحلة أو أخرى وهذه حقيقة، فمعظمنا يعيش ما لا يقل عن خمسة أو ستة أحداث مؤلمة في حياته كفقدان شخص، أو طلاق، أو فقدان وظيفة، أو تشخيص من طبيب، أو الاعتداء، وفي كثير من الأحيان بعد هذه الأحداث ، نجد أننا نخرج أقوى قليلاً وأكثر حكمة وأفضل ممّا سبق.


حتى وقت قريب ، كان مجال علم النفس يدرس في الغالب الطرق التي تدمّرنا بها الصدمات ومن المنطقي أن يعتقد علماء النفس هذا، ونتيجة لذلك فإن أول 50 عامًا من الممارسات النفسية أو الطب النفسي ، تعاملت مع الحالات الصعبة كمرضى الفصام، والهوس الاكتئابي، والأشخاص الانتحاريون، وهذا خلق نوع من التحيز في الاختيار نظرًا لأن علماء النفس كانوا يدرسون فقط حالات الصحة العقلية الأكثر تطرفًا، وكانت جميع هذه الحالات تقريبًا تتعلق بالمريض الذي يعاني من بعض الصدمات في مرحلة من الحياة. توصل علماء النفس الأوائل لإستنتاج مفاده أن الصدمة تؤدي لمشاكل تتعلق بالصحة العقلية، ولكن تبين أن هذا خطأ، فالصدمة في حياتنا مهما كان شكلها، ليست في الواقع الشيء الذي يجعلنا أقوى، لأنه مجرد فكرة تحمل شكل من أشكال المشقة لتحصين نفسك ضد المصاعب المستقبلية ،ولكن هذا ليس صحيحاً فما يأتي بعد الصدمة هو المهم، ليس البقاء على قيد الحياة بعد الصدمة هو ما يجعلك أقوى، بل العمل الذي تقوم به نتيجة للصدمة هو الذي يجعلك أقوى، فالتجارب المؤلمة تهزنا وتجعلنا نتساءل عن معتقداتنا الأساسية حول العالم ومكاننا فيه، وتجعلنا نتساءل عن مدى الخير والشر والناس من حولنا، تخلق الصدمة مرحلة مميزة قبل وبعد في حياتنا ولحظات من المحتمل ألا ننساها أبدًا، فمدى قدرتنا على تجربة النمو الشخصي بعد الصدمة ، يعتمد كثيرًا على السرد الذي نبنيه حول هذا الأمر قبل وبعد الصدمة، فمن الطبيعي أن تفكر في ألمك، وأن تتساءل عن معنى ذلك، وأن تشعر بمزيج من الذنب والخوف والوحدة، لذا فإن السرد الذي تنشئه سيساعدك على الخروج من الزوايا المظلمة لعقلك وإلى مكان أفضل، كبشر نحن بحاجة إلى فهم العالم حولنا، فنادرًا ما تكون الصدمة منطقية عندما تحدث لنا، أهم خطوة في تشكيل معنى ألمنا هو فهم أن الأمر لا يتعلق بالاستحقاق وهذا ينطبق على أنفسنا، ولكنه ينطبق أيضًا على الآخرين الأمر، فإذا آذانا شخص ما، فإن إيذاءه بالمقابل لا يجعل الأمر أفضل، كذلك الألم الشديد لديه قدرة خارقة على توضيح ما يهم حقًا بحياتنا، ويزيل أي تثبيط أو شك حول ما إذا كان ينبغي علينا الاستفادة منه أم لا، كذلك مشاركة آلامك تسمح لك بتجاوزها، لأنه بمجرد أن نشارك الألم وننقله للعالم حولنا، يصبح ألمنا شيئًا خارجنا، ولأنه أصبح خارجنا، فإننا أخيرًا قادرون على العيش بدونه.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: بعد الصدمة

إقرأ أيضاً:

بطلة "عزيزتي مالوتي" للوفد: الفيلم يجسد الرحلة بين الألم والصمود..دراما إنسانية تهز القلوب

استطاع فيلم "عزيزتي مالوتي" والذي عُرض ضمن فعاليات مه القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 45، أن يفتح نافذة على معاناة النساء المهمشات في المجتمعات التقليدية، عبر قصة مأساوية ومؤثرة لامرأة تُدعى "مالوتي"، وهي ربة منزل هندوسية تعيش في دكا، بنغلاديش، وتواجه سلسلة من الأزمات بعد فقدان زوجها في حريق مدمر.


 

بطلة عزيزتي مالوتي مع محررة ببوابة الوفد اندي عليرحلة مؤلمة لامرأة تكافح من أجل البقاء

منذ المشاهد الأولى للفيلم، تُظهر البطلة براعة استثنائية في تقمص شخصية "مالوتي"، التي تتعرض لضغوط اجتماعية واقتصادية هائلة بعد وفاة زوجها.


 

فيلم "عزيزتي مالوتي" يكشف معاناة النساء في مجتمعات تعصف بها التقاليد

ففي مجتمع لا يزال يعاني من التعقيدات البيروقراطية والتحيزات الثقافية، تواجه مالوتي أزمة مضاعفة، فكيف تثبت وفاة زوجها الذي أحرقت جثته بناءً على طقوس ديانتها، وسط غياب أي دليل مادي يسمح لها بالمطالبة بتعويض مالي من الدولة.


 

من قلب المعاناة إلى الأمل.. "عزيزتي مالوتي" يروي قصة صمود امرأة هندوسية


وتقول بطلة الفيلم في تصريح خاص لـ بوابة الوفد الإلكترونية: "شخصية مالوتي تمثل صوت النساء اللواتي يعانين في صمت، وأثناء التحضير للدور، درست قصص نساء حقيقيات تعرضن لمواقف مماثلة، مما ساعدني على تقديم الشخصية بصدق ومصداقية، وكان من المهم لي أن أكون قريبة من تفاصيل حياتهن اليومية، وأن أنقل إحساسهن بالصراع والأمل في آنٍ واحد".


 

مشهد الولادة يكشف عن قسوة الحياة

تُبرز مشاهد الفيلم معاناة مالوتي بعد ولادة ابنتها في ظل نقص حاد في الرعاية الصحية، مما أدى إلى وفاتها نتيجة أزمة نقص الدم وعدم توافر المساعدة الطبية في الوقت المناسب. 

 

وتضيف بطلة الفيلم: "كان مشهد الولادة من أصعب المشاهد بالنسبة لي. حاولت أن أنقل للجمهور الألم الذي تعيشه المرأة في تلك اللحظات، خاصة عندما تجتمع قسوة الحياة مع الألم الجسدي".

 

 

فيلم عزيزتي مالوتيكيف تحوّل السينما معاناة النساء إلى رسالة تغيير اجتماعي؟

الفيلم تجسيداً لمزيج من الصراعات الاجتماعية والإنسانية، حيث يركز على التمييز الديني والطبقي، إلى جانب معاناة الأرامل في مواجهة بيروقراطية متعنتة. 
 

وترى البطلة أن الفيلم يحمل رسالة قوية للمجتمع قائلة: "هذا العمل ليس مجرد دراما، بل صرخة إنسانية تسلط الضوء على ضرورة تعزيز المساواة والعدالة الاجتماعية، كما يذكّرنا بأن الفن يمكن أن يكون أداة لتغيير النظرة المجتمعية وإثارة النقاش حول قضايا حقيقية".


 

"عزيزتي مالوتي" يعيد تقديم المرأة كمحور للقوة في وجه الأزمات


يُظهر الفيلم أيضاً كيف يمكن للأعمال السينمائية أن تكون بمثابة وسيلة قوية لإحداث التغيير الاجتماعي، فمع شخصية مالوتي، يُعيد الفيلم تقديم المرأة ليس كضحية فقط، بل كمحور للصمود في وجه الأزمات.


 

اختتمت البطلة حديثها مؤكدة أن هذا الدور أثر بشكل عميق على شخصيتها، حيث قالت: "أصبحت أكثر وعياً بالصعوبات التي تواجهها النساء في المجتمعات المهمشة، وأدركت أن تقديم أدوار كهذه يعزز دور السينما كمنصة للتوعية والتغيير".


فيلم "عزيزتي مالوتي" يُثبت مرة أخرى أن السينما ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل نافذة تتيح للمشاهدين فهم عوالم مختلفة ومعاناة أشخاص لا تصل أصواتهم بسهولة إلى العالم.

مقالات مشابهة

  • سيدة تتخلص من حياتها بـ "قرص حفظ الغلال" في سوهاج
  • الأذرع الطولى لمصر.. القوات المسلحة من أقوى الجيوش على مستوى العالم
  • LinkedIn تتخلص من ميزة الصوت المباشر المستقلة
  • "نجوم في الظلام".. كيف خاض مشاهير رحلة مع التفكير في الانتحار؟ آخرهم بوسي! (تقرير)
  • طبيب يحدد علامات آلام البطن التي تتطلب المساعدة
  • «الهداف» يُصيب ليفركوزن بـ «الصدمة»!
  • الفرق بين أعراض الزائدة الدودية وأعراض القولون
  • نيويورك تايمز: ما الذي يمنع اندلاع حرب واسعة بين إسرائيل وإيران؟
  • هل نُزع فتيل الحرب بين إيران والاحتلال الإسرائيلي بعد الهجمات الأخيرة؟
  • بطلة "عزيزتي مالوتي" للوفد: الفيلم يجسد الرحلة بين الألم والصمود..دراما إنسانية تهز القلوب