~ ليخرج السودان قوياً مستقراً آمناً مزدهراً من أتون هذه الحرب المدمرة التي يواجه فيها دولةً فاحشة الثراء والعداء ، وليس مجرد مليشيا متمردة ، فإن عقد السودان تحالفاً استراتيجياً مع دولة قادرة وباطشة ونافذة في مؤسسات المجتمع الدولي ، لهو أمر بالغ الضرورة والإلحاح ، ولا يحتمل الجدال والانتظار ولا بديل عنه لإنجاز خيار الحسم العسكري للقوات المسلحة السودانية.

~ اختار رئيس وزراء بريطانيا “ونستون تشرشل” التحالف مع الاتحاد السوفيتي ووضع يده في يد “جوزيف ستالين” ليحقق النصر على ألمانيا في الحرب العالمية الثانية ، وقال قولته المشهورة : (أتحالف مع الشيطان من أجل الظفر بهتلر) ، وقد كان.

~ لا مقارنة بين جيش السودان وجيوش وأساطيل الامبراطورية البريطانية ، والفريق “البرهان” ليس “ونستون تشرشل” ، إذ أن التهديد (الوجودي) يحدق بالسودان والبرهان ، فهو لا يحارب خارج حدود دولته كما فعل “تشرشل” ، بل يقاتل على مرمى رصاصة من القيادة العامة للجيش السوداني وقلب عاصمة البلاد .

~ وعليه فإن تحالف “البرهان” مع الشيطان للقضاء على الدعم السريع وهزيمة رُعاته الدوليين، لهو أمرٌ حتمي قاهر وخيارٌ أوحد لا مجال لترف التفكير فيه.

~ عرض روسيا باقامة قاعدة ميكانيكية على البحر الأحمر قديمٌ متجدد، وفي القرن الأفريقي حالياً (11) قاعدة عسكرية أجنبية لامريكا والصين وفرنسا وتركيا وغيرها من الدول ، وقد وافق السودان في عهد النظام السابق على الطلب الروسي ، عندما كانت الدولة مستقرة سياسياً وأمنياً واقتصادياً ، وكان المواطن فيها آمناً على نفسه وبيته وماله وأسرته من بورتسودان إلى الجنينة ، ولم يكن يخطر ببال أحد في الخرطوم أنه سيأتي عليه يومٌ يفر فيه من بيته مقهوراً مجبوراً يحاصره سيل الرصاص وتلاحقه رعود الدانات ، فتغدو المدن الآمنة ثكنات عسكرية لتمرد العربان المجرمين ، أطلالاً مهجورة ، وبيوتاً محروقة، وأشجاراً مقطوعة وفضاء ممتد يحكمه البارود.. ولا شيء غير البارود.

~ هل أمام قيادة الجيش من خيار غير المضي قدماً ودون تردد في إبرام حلف عسكري ومعاهدة دفاع مشترك تؤهله لتحرير الدولة من هذا الغزو الغاشم ؟

لا خيار ، فالدولة مُفلِسة مالياً ، ومواردها نضبت ، ضرائبها وجماركها انحسرت بتوقف مجمل النشاط الاقتصادي، ولم يعد أمامها من مورد غير صادرات ذهب يملكه تجار ومعدنون ، ولا تملكه الدولة ، يتعطف عليها مصدرو الذهب برسوم وحصص زهيدة ، بينما الأرض أرض الدولة ظاهرها وباطنها ، لكنها القوانين المختلة واللوائح المُرتَجلة.

~ إن تاريخ التعاون السياسي والاقتصادي للسودان مع دولتي الشرق العُظميين ، لم يشهد أي تدخل لروسيا والصين في أي شأن سياسي داخلي يخص السودانيين.

لم نر ولم نسمع يوماً السفير الروسي أو الصيني يتدخل لدى مراكز الدولة السودانية في أي شأن سياسي داخلي ، رغم أن الصين ظلت الشريك التجاري والتنموي الأول للسودان طوال العقود الثلاثة الماضية ، بينما تجد سفراء دول صغيرة و كبيرة لا تأثير لها في اقتصاد السودان ولا ساهمت في مشروعات كبرى تنموية كمشروعات الصين في بلادنا ، يحشرون أنوفهم في شؤون السودان الداخلية ويقررون في مصيره !!

~ وبالتالي ومن التجربة العملية ، فلا خطر في تحالفنا الاقتصادي والعسكري مع روسيا والصين ، في التأثير مستقبلاً على القرار الوطني وحق السيادة الكامل لأي سلطة سودانية خلال الفترة الانتقالية المقبلة وصولاً لمرحلة الرئيس المنتخب والبرلمان الذي يختاره الشعب في انتخابات حرة ونزيهة.

~ التوجه بكليات الدولة نحو الشرق اقتصادياً وعسكرياً ، لم يعد ترفاً ولا خيار من بين خيارات عديدة ، بل هو آخر طوق نجاة لإنقاذ حياة الدولة السودانية.

الهندي عزالدين

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الصحة العالمية: قلقون بشأن تفشى الأمراض فى الدول المجاورة لغزة والسودان

عقدت منظمة الصحة العالمية مؤتمر صحفى عبر الفيديو اليوم الثلاثاء الموافق 25 يونيو، حول حالات الطوارئ في منطقة شرق المتوسط، والأمراض المتفشية فى كل من غزة والسودان.

من جانبه، قال الدكتور ريتشارد برينان، المدير الإقليمي للطوارئ، المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، إن هناك احتياجات صحية فى غزة وانتشار الأمراض المعدية وانتشار الاسهال، وبعض الأمراض الأخرى، والتصدى لهذه الأمراض هو أولوياتنا الكبرى، ونواصل العمل لمعرفة أى تفشى لأى مرض، مضيفا، إننا قلقون بشأن تفشى الأمراض للدول المجاورة لغزة والسودان، وهناك نزاعات كثيرة فى اقليم شرق التوسط، ولدينا 7 فاشيات فى السودان، و5 فى غزة،  و4 فى الصومال ، وتفشى الأمراض من أكبر المشاكل التى تواجهنا حاليا.

من جانبها، أضافت الدكتورة حنان حسن بلخي المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، إننا نحتاج إلى استعداد لتفشى أى وباء أو أى مرض ونعمل للتأهب لأى وباء، وهناك مبادرات سيتم الإعلان عنها لإيجاد الطرق لتوصيل وإيجاد الرعاية الصحية وتوفير الأدوية والتطعيمات وتدريب الأطقم الطبية على مدار العامين، موضحة، أنه فى مايو 2024، أبلغت منطقة شرق المتوسط عن 33 779 حالة إصابة جديدة بالكوليرا عبر 6 دول، مما يمثل زيادة بنسبة 110% مقارنة بالشهر السابق.

وأضافت، أن الكوليرا مرض إسهال حاد يمكن أن يقتل خلال ساعات إذا ترك دون علاج. إن الفجوات المستمرة في الحصول على المياه المأمونة والصرف الصحي تدفع وباء الكوليرا الذي يمكن أن يزيده سوءا بسبب الأزمة والنزاعات الإنسانية. وأكد، الدكتور ريتشارد بيبيركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، منذ إغلاق معبر رفح منذ 7 مايو و50 مريض كانوا يغادرون كل يوم، بتسهيل مع الشركاء، وهناك عدد من الأطفال لا يستطيعون الاجلاء لانهم يحتاجون إلى علاج، موضحا أننا نطالب بفتح معبر رفح وتنظيم الاجلاء الطبى إلى مصر، ويحتاج حوالى 10 آلاف شخص للإجلاء الطبى، مضيفا، ان هناك بلدان فى أوروبا يمكنهم تلقى المرضى من غزة. وأوضح الدكتور شبل صحباني ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان، إن هناك تفشيات للكثير من الأمراض فى السودان، ونسعى للتدبير العلاجى، والتغطية بالتمنيع للوقاية من الأمراض. شارك فى المؤتمر كل من الدكتورة حنان حسن بلخي المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية للشرق المتوسط، و الدكتور ريتشارد برينان، المدير الإقليمي للطوارئ، المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، والدكتور ريتشارد بيبيركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والدكتور شبل صحباني ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان.

مقالات مشابهة

  • السودانية رتاج الهندي عزالدين الأولى في امتحانات Checkpoint على مستوى جمهورية مصر
  • السودان: بعد دعمهم الجيش.. كيف استهدفت “مسيّرة” احتفالا لـ «قيادات قبلية»
  • “استعان بمنجم”.. تصريحات جدلية من اتحاد الكرة الهندي ضد مدربه السابق
  • “الغارديان”: بريطانيا حاولت قمع الانتقادات بشأن دور الإمارات بتسليح قوات “الدعم السريع”
  • بعد سيطرة “الدعم السريع”.. نزوح مئات الأسر من جبل موية بولاية سنار السودانية
  • السودان يدين الهجوم الإرهابي على الأراضي الروسية
  • شاهد بالفيديو.. الحسناء السودانية “لوشي” تقتحم “لايف” ماما كوكي وتتحدث لأول مرة عن مقطع حازم حلمي الفاضح والمسرب (يدي اليمين وجعتني) وتقول: (حازم لم ينصفني)
  • “إغاثي الملك سلمان” يوزع 1265 حقيبة إيوائية بعدد من الولايات السودانية السودان
  • الصحة العالمية: قلقون بشأن تفشى الأمراض فى الدول المجاورة لغزة والسودان
  • الهندي عزالدين: هذين القائدين يمثلان خطرًا على “تمرد” الدعم السريع