محمود المغربي
قيام أمريكا بالتجسس علينا ووجود عملاء وجواسيس لها في اليمن ليس بجديد أَو مفاجئ بل هو أمر طبيعي ومتوقع وخُصُوصاً أننا نرفع شعارًا معاديًا لأمريكا ولنا موقف واضح وصريح يرفض الهيمنة والغطرسة والازدواجية والإنسانية والحرية الأمريكية المحرفة والكاذبة.
لكن الجديد والغريب والمقلق هو عدم اكتفاء أمريكا بالتجسس على الجانب العسكري والأمني كما هو معتاد بل قيام أمريكا وعملائها بالتجسس وجمع معلومات عن شتى المجالات ونواحي الحياة في اليمن ويشمل ذلك الشأن الاقتصادي والمعيشي والاجتماعي والثقافي والديني إلى جانب الشأن العسكري والأمني وهذا الأمر يتيح لأمريكا القيام بعمل قاعدة بيانات وإخضاع تلك المعلومات للدراسة والتحليل والاستنتاج ومعرفة نقاط الضعف والقوة لتكون قادرة على استخدام تلك النقاط لضرب وتدمير وإفقار اليمن بوسائلَ مناسبة ومختلفة دون اللجوء إلى استخدام الوسائل التقليدية مثل القوة العسكرية.
وعلى الرغم من عظمة الإنجاز الأمني في الكشف عن تلك الخلايا والقبض على أفراد ها إلا أن الأهم من ذلك هو هل نحن مستعدون لمواجهة الأساليب والمخطّطات الأمريكية الغير تقليدية وهل نحن قادرين على سد الثغرات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والدينية التي سوف تستخدمها وتستغلها أمريكا للقضاء علينا وتدمير بلادنا وهل تم تحصين المجتمع ليكون قادر على الصمود ومواجهة المخطّطات الأمريكية أم أننا سوف نكتفي بالإنجاز الأمني والقبض على تلك الخلية التي أنجزت عملها وربما لم تعد أمريكا بحاجة إلى خدماتها.
وفي الواقع أعتقد أن أمريكا قد باشرت في عملية التدمير لليمن بالوسائل المناسبة منذ زمن بعيد وفق ما لديها من معلومات وتحقّق نجاحات ولن نكون قادرين على مواجهتها إلا بالقفز إلى الأمام عدة خطوات للحاق بها والتقدم عليها كما نفعل في المواجهة العسكرية معها.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
أمريكا في مأزق: تعديل استراتيجي مفاجئ في اليمن يُغير مجرى الحرب
صورة تعبيرية (مواقع)
في تحول لافت في السياسة الأمريكية باليمن، كشفت الولايات المتحدة الاثنين 28 أبريل 2025 عن تعديل جديد في استراتيجيتها العسكرية في المنطقة. هذا التغيير جاء مع دخول الحملة العسكرية الأمريكية التي تستهدف مواقع في اليمن شهرها الثاني، ما يثير العديد من التساؤلات حول أهداف هذه الحملة وموقف أمريكا الحالي في ظل التحديات المستمرة على الأرض.
وأعلنت القيادة المركزية للقوات الأمريكية عبر بيان رسمي على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، عن فرض حظر نشر يتعلق بالعمليات العسكرية الحالية والمستقبلية في اليمن. وهو قرار يبدو غير عادي بالنظر إلى الأسلوب الإعلامي الذي اعتادت الولايات المتحدة اتباعه خلال حملاتها العسكرية السابقة.
اقرأ أيضاً هل تغلف طعامك بورق الألومنيوم؟: إليك الأسباب التي قد تدمرك 28 أبريل، 2025 أسعار الصرف في اليمن اليوم: الدولار يعاود ارتفاعا جنونيا في عدن ومأرب وصنعاء 28 أبريل، 2025ورغم أهمية هذا الإعلان، لم تذكر القيادة أي تفاصيل حول دوافع هذه الخطوة، مما يثير العديد من التكهنات حول التوجهات العسكرية المستقبلية.
وحتى الآن، لا توجد معلومات واضحة حول ما إذا كان هذا التعديل يعني تراجعًا تدريجيًا في العمليات العسكرية الأمريكية في اليمن، خاصة مع ترقب انسحاب حاملة الطائرات "يو إس هاري ترومان" من البحر الأحمر.
هذا الانسحاب قد يكون له تأثير كبير على العمليات العسكرية الأمريكية، كما أنه قد يتجنب تزايد تأثير الهجمات العشوائية التي أضرت بالمدنيين في اليمن، حيث تشير تقارير متزايدة إلى تصاعد القصف العشوائي والذي أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين.
ومنذ أكثر من عام، تشن القوات الأمريكية غارات جوية وقصفًا صاروخيًا، مستخدمة في ذلك عشرات البوارج والغواصات ضمن أسطولي حاملتي الطائرات "يو إس ترومان" و"كارل فينسون".
بالإضافة إلى ذلك، تُنفذ الغارات بواسطة غواصات وقاذفات تنطلق من قاعدة في المحيط الهندي. ومع ذلك، يبدو أن هذه العمليات لم تحقق الأهداف التي كانت الإدارة الأمريكية تسعى لتحقيقها، وهو ما أقر به العديد من الخبراء العسكريين.
خسارة إعلامية واعترافات بالهزيمة على الأرض:
منذ بداية الحملة العسكرية الأمريكية في اليمن في مارس 2025، عملت الولايات المتحدة على ترويج مزاعم إعلامية عن تدمير قدرات جماعة الحوثيين واستهداف قيادات بارزة، إلا أن هذه الادعاءات تبين لاحقًا بأنها لم تحقق نتائج ملموسة.
بل على العكس، شهدت العمليات اليمنية تصاعدًا ملحوظًا، سواء في دعم غزة أو في الرد على العدوان الأمريكي ضد اليمن، ما أدى إلى ظهور شخصيات عسكرية وسياسية كان قد تم الإعلان عن مقتلها سابقًا.
علاوة على ذلك، يبدو أن الحملة الإعلامية الأمريكية قد تعرضت لهزيمة كبيرة، حيث اعترفت الولايات المتحدة بأنها فشلت في الحفاظ على التفوق الجوي، خاصة بعد أن تمكنت القوات اليمنية من إسقاط العديد من الطائرات الاستطلاعية الأمريكية بشكل متكرر.
هل هو تراجع استراتيجي أم مجرد تكتيك مؤقت؟:
التوقيت الذي تم فيه الإعلان عن هذا التعديل الاستراتيجي من جانب الولايات المتحدة يشير إلى أن الإدارة الأمريكية قد تكون في مرحلة تراجع استراتيجي في اليمن، أو على الأقل، تعيد تقييم تكتيكاتها في ضوء التحديات المتزايدة على الأرض.
ووسط هذا الصراع المعقد، يبقى السؤال الأهم: هل ستسعى أمريكا إلى التوصل إلى تسوية سياسية أم أن التعديلات العسكرية ستستمر في إطار هذه الحرب الطويلة والمُرهقة؟.
من المؤكد أن هذه التحولات ستؤثر بشكل كبير على سير العمليات العسكرية في المنطقة، وقد تفتح أبوابًا لمفاوضات قد تغير المشهد العسكري والسياسي في اليمن بشكل غير مسبوق.