وكالة الصحافة المستقلة:
2024-07-06@03:11:23 GMT

صورة الشعوب الثقافية

تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT

يونيو 11, 2024آخر تحديث: يونيو 11, 2024

د. محمد وليد صالح

كاتب عراقي

تواجه عملية تشكيل الصور عن الشعوب الأخرى مشكلات عدة من اهمها صعوبة الاتصال أو الحوار خاصة في حالة وجود العوائق الثقافية، وابرزها اختلاف اللغة فهي لا تقتصر على نقل المعاني بل تنقل رؤية كاملة للعالم بما يحويه من قيم ومعتقدات وماضٍ تأريخي وهوية.

. الخ، بمعنى كيفية تصوّر شعب ما لسمات شعب آخر.

والصورة الاتصالية التي تقوم الدولة بالعمل على تشكيلها عبر رسائلها الموجهة إلى الجمهور وهذه في الغالب تكون ايجابية، لكنها في كثير من الأحيان تكون أقل من الصورة التي ترغب الدولة في تشكيلها، فضلاً عن الصور التي توجد أو تتكون داخل أو في طريق سير الرسالة، التي تعرف بمنطقة صورة الذات الإنسانية، وهي جزء مهم بالنسبة للعملية وأخطرها إذ تحدد بشكل أو بآخر درجة التشويش الذي يحدث على الرسالة عندما ترسل إلى المتلقي، فهي إنموذج مبسط لبيئة الفرد تبدأ من تلقيه المباشر وغير المباشر ومن المحيط الذي نشأ فيه عبر مرشحات نفسية مختلفة ضمن إطار اجتماعي وثقافي.

ولكن تتوقف كفاية هذه البرامج وفعاليتها الاقناعية على مدى تناغم هذه الجهود الاتصالية والإدارية المتناسقة مع الشواهد الواقعية، وإلا تكون الحملة الإعلامية ذات تأثير محدود ولاتحقق أهدافها المرسومة، ولاسيما دور وسائل الإعلام كأداة من أدوات تشكيل الصورة الذهنية عن طريق وضعها للأطر وتحديد أولويات القضايا والأحداث فيما يمكن وصفه بوظيفة وضع خريطة للعالم، ولذلك تستعمل برامج بناء صورة الدولة فيها لقدرتها الجماهيرية واختلافها من ناحية التأثير، فهي أما ان تكون بطريقة مباشرة بواسطة برامج ذات اتجاهات واضحة ومفهومة، أو يكون تأثيرها بطريقة غير مباشرة (تراكمية) عبر الامتداد الزمني الذي يساهم بدوره في رسم صورة عن الأشياء من حولنا واتجاهاتنا وسلوكنا حيال الواقع المحيط بنا.

إذ يعتمد قسم من رجال السياسة أو الحكومات على خبراء الإعلام والعلاقات العامة، بهدف دعم تصورات محببة ومؤثرة لتتبنى الأطر المعبرة عن وجهة نظرهم، وقد تتحول إلى دعاية غير مقبولة بواسطة تكنيكات لتحوير الحقائق وتحريفها وعرضها بشكل مخالف للواقع وبأسلوب مكثّف في رسم الأحداث وتقديمها إلى المجتمع، مما يتطلب إيجاد نوع من التوازن في هذه العلاقة بين الإعلام والسلطة لتأكيد عنصر الاستقلالية وتجنب وجهات النظر الأخرى.

وبالتالي تظهر أهمية الأدوار السياسية للدولة في رسم صورتها الثقافية، عن طريق استطلاعات الرأي العام للتعرف على الصورة الذهنية النمطية ذاتها ومعالجة أي مكونات سلبية، فضلاً عن دور مراكز البحوث المختصة في مجال علوم الاتصال بشكل خاص والعلوم الإنسانية بشكل عام والتركيز على دور الإعلام ووسائله وممارسة نشاطات العلاقات العامة الدولية والدبلوماسية العامة والشعبية الناجعة.

مرتبط

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

لطيفة بنت محمد تبحث مع قنصل عام اليابان سبل تطوير الشراكة في مجال الصناعات الثقافية والإبداعية

أكدت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، عُمق الروابط الثقافية التي تجمع دولة الإمارات واليابان، وتوافُق رؤيتهما المستقبلية تجاه القطاع الثقافي كركيزة محورية من ركائز التنمية الشاملة والمستدامة، وجهودهما في مجال إنماء الصناعات الثقافية والإبداعية، في إطار الشراكة الاستراتيجية والتعاون الأشمل الذي طالما جمع البلدين ضمن مختلف القطاعات الحيوية.

جاء ذلك خلال لقاء سموّها، سعادة جون إيمانيشي، قنصل عام اليابان في دبي والإمارات الشمالية، حيث تم استعراض أهم المستجدات على الساحة الثقافية والإبداعية العالمية، بما في ذلك من مبادرات نوعية ومشاريع مبتكرة تدعم الحراك الثقافي العالمي، كما تم بحث سبل تطوير الشراكات القائمة بين دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة عموماً واليابان في قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية، وما يمكن استحداثه منها، وأثر توسيع دائرة برامج التبادل الثقافي، في تعزيز هذه الشراكات، عبر تبادل أفضل الخبرات والممارسات والتعاون في تمكين المواهب والطاقات الإبداعية والكفاءات الوطنية والارتقاء بها، وتقوية حضورها في القطاع وبما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

كذلك، جرى خلال اللقاء تسليط الضوء على أبرز الإنجازات الثقافية والإبداعية التي حققتها دولة الإمارات واليابان، ومناقشة أبرز العوامل ونقاط القوة التي ساهمت في تصدُّر دبي المركز الأول عالمياً في جذب مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر في الصناعات الثقافية والإبداعية، بما تتيحه الإمارة من أطر تنظيمية محفّزة للمستثمر، ومناخ داعم للإبداع والمبدعين، وبيئة تسمح بازدهار الطاقات الخلّاقة وتحشد كافة الممكِّنات اللازمة لتأكيد ازدهارها، كما تم استعراض أهم المبادرات الاستراتيجية الداعمة للابتكار في دبي.

وقد أشادت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم بتجربة اليابان الثقافية الرائدة، التي تستند إلى موروث تاريخي وحضاري عريق، منوهةً بقوة قطاعها الإبداعي الذي تمكّنت من خلاله من ترسيخ نموذج استثنائي يعلي دور الثقافة والفنون في تمكين المجتمع، وتحقيق مستقبل مستدام لأفراده، ولفتت سموها إلى أن اليابان نجحت عبر صناعاتها الإبداعية في تسليط الضوء على ثقافتها الغنية وقصتها الفريدة، كما تمكنت عبر المزج بين تقاليدها وعاداتها المميزة وفكرها الابتكاري السبّاق من مد جسور التواصل مع العالم، وتعريفه بتاريخها وثقافتها وأسلوب الحياة فيها، ما ساهم في تعزيز مكانتها وتقدير الدول لها.

حضر اللقاء من جانب هيئة الثقافة والفنون في دبي كلٌ من: منصور لوتاه، المدير التنفيذي لقطاع العمليات المساندة، ومنى القرق، المدير التنفيذي لقطاع الثقافة والتراث، والدكتور سعيد مبارك بن خرباش، المدير التنفيذي لقطاع الفنون والآداب، كما حضر اللقاء توشيهيدي ياساكا، رئيس القسم السياسي والثقافي في القنصلية العامة لليابان.


مقالات مشابهة

  • من هو ضياء رشوان المرشّح لرئاسة المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام الجديد؟
  • مدير مكتب الإعلام بوكالة الأونروا فى حوار لـ«البوابة نيوز»: تدمير 190 منشأة تابعة للوكالة فى غزة
  • بنسعيد يعطي الانطلاقة الرسمية للبرنامج الوطني للتخييم بمدينة أصيلة
  • الأحد المقبل.. قصور الثقافة تحتفي بمسيرة أبو الحسن سلام في "العودة إلى الجذور"
  • يا وزير الثقافة.. «نحتاج أداءً عكاشيًا»
  • لطيفة بنت محمد تبحث مع قنصل عام اليابان تطوير الشراكة بمجال الصناعات الثقافية والإبداعية
  • لطيفة بنت محمد تبحث سبل تطوير الشراكة في مجال الصناعات الثقافية والإبداعية
  • لطيفة بنت محمد تبحث مع قنصل عام اليابان سبل تطوير الشراكة في مجال الصناعات الثقافية والإبداعية
  • سبب وجيه للفرح
  • قصائد وجدانية ووطنية في المحطة الثقافية بجرمانا