مجلة أمريكية: الولايات المتحدة تخسر العالم العربي… والصين تكسب
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
الجديد برس:
ذكرت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية أن يوم 7 أكتوبر 2023 كان لحظةً فاصلة ليس فقط بالنسبة لـ”إسرائيل” بل للعالم العربي، مشيرةً إلى أن الهجوم وقع في الوقت الذي بدا فيه أن نظاماً جديداً بدأ يظهر في المنطقة.
وأوردت المجلة أن “قبل ثلاث سنوات، أطلق أربعة أعضاء في جامعة الدول العربية – البحرين والمغرب والسودان والإمارات – عمليات لتطبيع علاقاتهم الدبلوماسية مع إسرائيل”، مضيفةً أنه “مع اقتراب صيف عام 2023 من نهايته، بدت السعودية، على استعداد للقيام بذلك أيضاً”.
وأشارت إلى أن “هجوم حماس والعملية العسكرية الإسرائيلية المدمرة التي أعقبت ذلك في غزة أدت إلى تقليص المسيرة نحو التطبيع”، موضحةً أن “السعودية صرحت بأنها لن تمضي قدماً في اتفاق التطبيع حتى تتخذ إسرائيل خطوات واضحة لتسهيل إقامة دولة فلسطينية”.
ولفتت المجلة إلى أن “الأردن استدعى سفيره لدى إسرائيل في نوفمبر 2023، ولم تتحقق زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي كان من المقرر أن يقوم بها إلى المغرب في أواخر عام 2023”.
وبحسب ما تابعت، “راقب القادة العرب بحذرٍ تنامي معارضة مواطنيهم للحرب على غزة”، مردفةً بأن “الآلاف خرجوا في العديد من الدول العربية للاحتجاج على الحرب الإسرائيلية والأزمة الإنسانية التي أنتجتها”.
كما دعا المتظاهرون في الأردن والمغرب إلى إنهاء اتفاقيات التطبيع التي أبرمتها بلدانهم مع “إسرائيل”، معربين عن إحباطهم من عدم استماع حكوماتهم إلى شعوبهم، وفق “فورين أفيرز”.
وأشارت إلى أن يوم 7 أكتوبر قد تحول إلى “لحظة فاصلة” بالنسبة للولايات المتحدة أيضاً. فبسبب الحرب على غزة، انقلب الرأي العام العربي بشكلٍ حاد ضد أقوى حلفاء “إسرائيل”، الولايات المتحدة، وهو تطورٌ “قد يربك الجهود الأمريكية في مواجهة إيران والتصدي للنفوذ الصيني المتزايد في الشرق الأوسط”.
مكانة واشنطن بين المواطنين العرب تتراجع
وبيّنت المجلة أن استطلاعات الرأي التي أُجريت في خمس دول في أواخر عام 2023 وأوائل عام 2024، تُظهر أن مكانة الولايات المتحدة بين المواطنين العرب “قد تراجعت بشكلٍ كبير”.
وقد أشار استطلاع أُجري في تونس جزئياً قبل 7 أكتوبر وجزئياً بعده، إلى أن هذا التحول حدث رداً على أحداث غزة. ولعل الأمر الأكثر إثارة للدهشة أن الاستطلاعات أوضحت أيضاً أن خسارة الولايات المتحدة كانت مكسباً للصين، حسبما ذكرت “فورين أفيرز”.
فقد تحسنت وجهات نظر المواطنين العرب تجاه الصين في الاستطلاعات الأخيرة.
ووفقاً للمجلة تحتاج واشنطن إلى شراكة الدول العربية لتحقيق أهدافها بإقامة تحالف إقليمي ضد إيران والتصدي للنفوذ الصيني، وهو أمر “سيكون من الصعب الحصول عليه إذا ظلت الشعوب العربية متشككة في الأهداف الأمريكية في الشرق الأوسط”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الولایات المتحدة إلى أن
إقرأ أيضاً:
الفائز بـ«نوابغ العرب» في الاقتصاد: الجائزة تُذكّر بالإرث العلمي والفني للعالم العربي
دبي - وام
أكد البروفيسور الجزائري ياسين ايت سحالية، أستاذ المالية والاقتصاد في جامعة برينستون والفائز بجائزة «نوابغ العرب» 2024 عن فئة الاقتصاد، أن هذه الجائزة توفر نماذج تُحتذى للشباب في المنطقة، كما أن مثل هذه الجوائز تُذكّر العالم بالإرث العلمي والفني العظيم للعالم العربي، معبراً عن أمله في أن تُسهم في تعزيز نهضته.
واعتبرها مبادرة متميزة كونها تعرض قصص النجاح في العلوم والفنون، مشيراً إلى أن الفوز بالجائزة والاعتراف بإنجازاته الأكاديمية يُمثل شرفًا كبيراً له على المستويين الشخصي والمهني.
خطوات استراتيجية
وقال البروفيسور ياسين ايت سحالية في تصريح لوكالة أنباء الإمارات «وام»، إن اقتصاد دولة الإمارات نجح في تنويع مصادره بعيدًا عن النفط مع مساهمات كبيرة للسياحة والعقارات والخدمات اللوجستية والتجارة والخدمات المالية والتكنولوجيا.
وأضاف أن التركيز على الصناعات القائمة على المعرفة، والاستثمارات في البحث والتطوير لدعم الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة والتكنولوجيا الحيوية هي خطوات استراتيجية ذكية للغاية من جانب دولة الإمارات لمواصلة تنميتها.
وأكد قوة وأثر التعليم في رفع مستوى شخص ما ومجتمعه، مشيراً إلى أنه لم يتوقع أن يكون جزءاً من مجموعة من العلماء والفنانين المتميزين في مختلف التخصصات الذين تم تكريمهم هذا العام بجائزة «نوابغ العرب».
وتطرق البروفيسور الفائز بالجائزة، تقديراً لإسهاماته في تطوير نظريات ومنهجيات تحليل الأسواق المالية والتخطيط الاقتصادي، إلى أبحاثه حول البيانات المالية عالية التردد، موضحًا طبيعتها وتأثيرها على الأسواق المالية.
وقال إن البيانات عالية التردد تشير إلى المعلومات المالية المسجلة خلال فترات زمنية قصيرة للغاية، مثل كل ثانية أو جزء من الألف من الثانية، والتي تلتقط الصفقات وتغيرات الأسعار في الوقت الفعلي.
وأضاف أنه ركز عمله على محاولة فهم هذا الفيض من البيانات باستخدام النماذج الرياضية، بهدف فهم تحركات الأسعار ومخاطر السوق والتقلبات الصغيرة التي تحدث في جزء من الألف من الثانية ولكن يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الأسواق، ويمكن أن يساعد هذا المشاركين في السوق والجهات التنظيمية في اكتشاف سلوك السوق غير المعتاد أو المخاطر بشكل أسرع وأكثر دقة.
وأشار إلى أن العديد من الشركات المالية تعتمد استراتيجيات التداول عالية التردد، التي أصبحت مصدراً أساسياً للسيولة في الأسواق.
البنية التحتية الحاسوبية
وأوضح أن الصناعة المالية استثمرت بشكل كبير في البنية التحتية الحاسوبية لمعالجة وتحليل البيانات عالية التردد، بينما تستخدم الجهات التنظيمية هذه النماذج لمراقبة الأسواق واستقرارها، وحماية المستثمرين الصغار وضمان الشفافية.
وعن أبرز التحديات التي تواجه الأسواق المالية، أشار إلى تقلبات السوق وعدم اليقين الناتج عن التوترات الجيوسياسية وعدم الاستقرار الاقتصادي، إضافة إلى ظهور التمويل اللامركزي والعملات المشفرة كمصدر جديد للمخاطر على الأنظمة المالية التقليدية، بجانب التحديات التكنولوجية والمخاطر السيبرانية الناتجة عن أنظمة وخوارزميات التداول الرقمية.
وذكر أن بعض أبحاثه الأخيرة تهدف إلى معالجة هذه المخاطر من خلال تحليل إستراتيجيات شركات التداول عالية التردد وتقديم تنبؤات مستنيرة حول سلوكها المحتمل في مواقف السوق المختلفة.
وحول أفق وتطور القياس الاقتصادي المالي، أوضح أن هذا المجال يتبنى بشكل متزايد أدوات التعلم الآلي وعلوم البيانات، لافتاً إلى أن هذه الأساليب تتيح تحليل البيانات الكبيرة في بعدين يشملان تواتر الملاحظات، وعدد المتغيرات التي يتم تحليلها في وقت واحد.
ووجه البروفيسور سحالية نصيحة للشباب الباحثين في مجال المال والاقتصاد في العالم العربي، بأن يبدأوا بأساسيات الاقتصاد والتمويل والأساليب الرياضية، والتعرف على أساليب التعلم الآلي التي يتعاظم دورها في التمويل والاقتصاد، بجانب حضور المؤتمرات الدولية والندوات عبر الإنترنت وورش العمل للتواصل مع الباحثين الآخرين.