شلالات دربات .. ثروة مائية تهدر للبحر
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
جاء إعصار مكونو منتصف عام 2018م، هطلت على إثره أمطار غزيرة، وانفجرت عيون المياه المتناثرة على أودية جبال محافظة ظفار شرقًا وغربًا، وتكونت شلالات مياه في عدة أماكن كان أغزرها وأكثرها ماء وأدومها استمرارًا شلالات وادي دربات والتي استمر جريانها إلى ساحل بحر العرب لأكثر من 4 سنوات متتالية.
إن مثل هذه الثروة الوطنية المائية العذبة وجب استغلالها والاستفادة منها بقدر الاستطاعة، فالجميع يعي مدى أهمية وجود المياه وبمجرد التأكد من وجودها في أي بقعة سهلًا كان أو جبلًا، ويتم استخدام الآلات والمعدات للوصول إليها ويبذل في ذلك الكثير من الجهود وتصرف أموالا طائلة لاستخراجها وتنقيتها ثم توزيعها للاستخدامات المختلفة وللأغراض المعروفة.
إن شلالات جعفر في ولاية طاقة التي أصبحت شبه مستمرة في جريانها إلى البحر خلال العام بسبب المنخفضات الجوية التي تتعرض لها المحافظة بين الفينة والأخرى، نعتقد أنه من الأهمية بمكان لفت انتباه المعنيين إلى ضرورة التفكير الجدي والعاجل لوضع برنامج متكامل يتم من خلاله تحديد آلية واضحة وخطة شاملة لاستغلال تلك الثروة الوطنية المهدورة.
ولا شك أن الدراسة والتنفيذ لن تكون مكلفة مقارنة مع مشروعات أخرى شبيهة تم الانتهاء منها ورصد مدى الاستفادة منها على مدى عقود من الزمن. فلو افترضنا أنه بُنِي سد في أسفل الشلال وبمواصفات جيدة وروعي في المشروع الجانب السياحي والمردود الاقتصادي لأظهر توقعات حتمية بنجاح المشروع، فالموقع ليس كغيره من المناطق التي بنيت فيها سدود لأجل الاستفادة من هطول الأمطار لفترة قصيرة وينقطع الجريان من المصدر بمجرد انتهاء الحالة المدارية، وإنما هنا جريان الماء يستمر ولفترات طويلة بعد انتهاء الحالة المدارية أو المنخفض الجوي، بل وتزداد المياه بدخول موسم الخريف والذي هو جزء وعامل أساسي في استمرار تدفق المياه وإنعاش الحياة.
وكما هو معلوم لدى المواطن والسائح وذوي العلاقة أهمية وخصوصية وادي دربات وما يمثله من وجهة سياحية وفرص استثمارية للأفراد والمؤسسات على حد سواء، ونظرًا لذلك وجب أن تتكاتف الأيادي وتتكاثف الجهود لتأسيس بنية أساسية للموقع يراعى فيها كل الجوانب السياحية والترفيهية والاقتصادية وغيرها.
ففي ظل المتغيرات الجوية وندرة المياه العذبة وجفاف الكثير من الآبار الارتوازية وشح هطول الأمطار الموسمية وازدياد حاجة الإنسان للماء وارتفاع عدد السكان المطرد، هذه الأحوال كلها تدفعنا للاستعداد الفعلي والعمل الجدي لاستغلال ما يمكن استغلاله من ثروات طبيعية ويقع على أعلى سلمها الهرمي المياه لأنها كما يقال شريان الحياة.
وعليه نتمنى من الجهات ذات العلاقة النظر إلى الموضوع بعين الاعتبار والشروع في تقرير ما يجب تنفيذه، وإشراك المجتمع المحلي وكل ذوي العلاقة في المشاركة والإسهام بما يمكن أن ينجح المشروع في ظل المرتكزات الأساسية لـ«رؤية عمان 2040» التي تجعل من الحوكمة ركيزة أساسية من خلالها يتم إشراك جميع الفاعلين في صنع القرار ويرفع للاعتماد ممن يقع على عاتقه إصدار أمر التنفيذ.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
حملة عالمية لملاحقة ثروة الأسد: استثمارات تشمل مصنع شاي في الأرجنتين
كشفت وسائل الإعلام الأمريكية عن جهود مكثفة من قبل محامي حقوق الإنسان لتعقب ثروة الرئيس السوري بشار الأسد وعائلته، التي تقدر بـ12 مليار دولار. وأشارت التقارير إلى أن الأسد، الذي فر مع عائلته إلى روسيا بعد انهيار نظام البعث، استثمر هذه الأموال في عقارات وفنادق وحتى في مشروع لإنتاج الشاي في الأرجنتين.
ووفقًا لصحيفة “وول ستريت جورنال”، فإن تتبع هذه الأموال قد يستغرق سنوات، بالنظر إلى تعقيد شبكة الاستثمارات والأصول التجارية التي بناها الأسد وعائلته منذ وصول حافظ الأسد إلى السلطة عام 1970.
استثمارات عالمية بالمليارات
بحسب الصحيفة، يمتلك أقارب الأسد عقارات في روسيا، وفندقًا في العاصمة النمساوية فيينا، وطائرة خاصة في دبي. هذا بالإضافة إلى أصول أخرى متناثرة في دول مختلفة.
إعادة الحقوق للشعب السوري
محامو حقوق الإنسان أكدوا أنهم يعملون على تعقب هذه الأموال لإعادتها للشعب السوري، واعتبروا أن “إعادة هذه الثروة إلى الشعب السوري واجب أخلاقي”.
وفي الوقت نفسه، وردت تقارير عن قيام بعض السوريين بأخذ زمام المبادرة بأنفسهم، حيث قاموا بمداهمة ممتلكات تعود لعائلة الأسد، بما في ذلك قصور فاخرة، سيارات فارهة، وأعمال فنية.
ثروة مذهلة تقدّر بالمليارات
غادر الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد سوريا في 8 ديسمبر بعد أن تمكنت المعارضة من السيطرة على دمشق وإسقاط نظامه الذي استمر 24 عامًا. وكما فعل والده من قبل، قام الأسد بتوكيل أقاربه لإخفاء أمواله في الخارج.
قيود جديدة على بطاقات الائتمان في تركيا
الأحد 15 ديسمبر 2024ووفقًا لتقرير صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية في عام 2022، تُقدّر ثروة الأسد وعائلته ما بين مليار و12 مليار دولار. وقد تم تكوين هذه الثروة من خلال الاحتكارات والتجارة غير الشرعية، خاصة تجارة مخدر الكبتاغون، حيث تم استثمار جزء منها في مناطق تقع خارج نطاق القانون الدولي.
الشعب يعاني والفقر يزداد
في الوقت الذي ازدادت فيه ثروة الأسد وعائلته، يعاني السوريون الذين تأثروا بالحرب الأهلية التي بدأت عام 2011 من العيش تحت خط الفقر.
أسماء الأسد تدير الاقتصاد العائلي
ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن أسماء الأسد، زوجة بشار الأسد التي كانت تعمل سابقًا في بنك جي بي مورغان، تُعتبر من الشخصيات الأساسية في إدارة العمليات المالية للنظام وعائلته.