"جُود".. وإرثنا الخالد
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
مدرين المكتومية
أُجزم أنَّنا نكاد نكون البلد الوحيد الذي يقطع أشواطًا واسعة على مضمار مُواكبة كل طفرات الحداثة والتقدُّم، بتوازن دقيق مُشبَّع بالوطنية ومُرتبط بالهُوية ومتماس مع إرثنا الخالد الذي ورثناه جيلًا بعد جيل، يعكسُ ذلك سواءً الرَّغبات والدوافع وراء كلِّ مُبادرة، أو حملة، أو مشروع تنموي أو مجتمعي، أو حتى على مستوى المسميات والشعارات التي تأتي مطليَّة بمداد تراثنا العصيِّ على النسيان، لتشكِّل جميعها ما يُشبه ملحمة ترابط عابر لحدود الزمن بماضيه وحاضره ومستقبله، صانعًا قُدوات مُتجددة تُحيي في النفوس عنفوان الأجداد وعزائمهم ليظل نابضًا دومًا بالحياة.
وقبل أيام.. جاءت الحملة الإعلامية للترويج للمنصة الرقمية للتبرعات الخيرية "جود" -بمبادرة من وزارة التنمية الاجتماعية وبالتعاون مع شركائها المجتمعيين- لتنتظم في عَقْد سلسلة طويلة من المبادرات والحملات الوطنية، رَافِعَة شعار "الجود فينا من زمان" لتستحضر في النفوس قيم البذل والعطاء اللامحدود على امتداد تاريخنا الوطني الثري، وتُحيي جهود التعاضد والتكافل والتكاتف بين الجميع بسهولة ويُسر، بتوظيف مثالي للتكنولوجيا عبر استهداف إنشاء قاعدة بيانات مُوحَّدة لحصر بيانات المستفيدين من المساعدات والمعونات الخيرية، وتقليل الوقت والجهد المطلوب لدراسة الحالات، وإيصال المساعدات لمستحقيها بسهولة ويُسر، وضمان أمن معلومات المستفيدين والتبرعات؛ تعزيزًا لثقافة العطاء في المجتمع، وتشجيعًا للانتقال نحو استخدام رقمي للتبرعات.
والعمل الخيري في عُمان متأصل في جذورنا الثقافية والمعرفية، والأيادي البيضاء ممتدة دائمًا لكل من يحتاج في هذا الوطن العزيز، ومع إطلاق منصة "جود"، تكون جهود التبرعات قد شهدت تطورًا كبيرًا، بفضل الإجراءات التنظيمية التي تتولى مسؤوليتها وزارة التنمية الاجتماعية.
وثقافة التبرع والعمل الخيري ورغم أنها راسخة في مجتمعنا منذ القدم، إلّا أن تنظيمها وإدارتها وفق رؤية مؤسسية وقواعد حوكمة، يساهم في تعزيز الفوائد المُتحققة وتلبية الاحتياجات المجتمعية. ولذلك تعكف وزارة التنمية الاجتماعية على بذل كل ما من شأنه أن يدعم تطوُّر منظومة العمل الخيري والتبرعات، لضمان وصول هذه الأموال إلى مُستحقيها. ومن أبرز جهود التطوير تحويل جميع المعاملات المالية إلى تعاملات رقمية، وهو ما توفره منصة "جود"؛ حيث تُوفِّر للراغبين، ميزات متعددة للتبرع من خلال التطبيق الرقمي أو الموقع الإلكتروني، وهي قنوات آمنة تضمن وصول الأموال بالطريقة القانونية الصحيحة.
المميز في هذه المنصة أيضًا أنها توفر إحصاءات حول العديد من الأمور، سواء للحالات المُتسحقة أو حجم التبرعات وغيرها الكثير من الأرقام والبيانات الإحصائية التي تُفيد سواء المُتبرع أو حتى الباحثين في دراسات العمل الخيري. إلى جانب أن الضوابط التي تحكم المنصة وعملية التبرع من خلالها، تضمن الاستفادة المُثلى من جهود الفرق والجمعيات الخيرية والموجهة إلى مُقدمي طلبات المساعدة بكل شفافية ومصداقية.
وهذا التطور الكبير يعكس التوجهات المستقبلية التي تنص عليها الرؤية الطموحة "عُمان 2040"، والتي تسعى في جوانب منها إلى تعزيز التحول الرقمي وتوفير سبل الحياة الكريمة للمواطن.
وأخيرًا.. هذه دعوة مفتوحة لأصحاب الأيادي البيضاء وأهل الكرم والإحسان لأن يُبادروا بالتبرع عبر منصة "جود" لضمان وصول المساعات والتبرعات لمستحقيها بالطريقة الآمنة والقانونية، وأن تكون هذه المنصة بوابة خير عميم لكل المُستحقين، كي يظل المواطن يحيا في عزة وكرامة على هذا التراب الطاهر.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
المقاومة الفلسطينية تسلم 3 أسرى صهاينة ضمن الدفعة السادسة من صفقة التبادل
يمانيون../ سلمت المقاومة الفلسطينية، اليوم السبت، 3 أسرى صهاينة إلى الصليب الأحمر في خان يونس لنقلهم إلى جانب العدو الإسرائيلي ضمن الدفعة السادسة من صفقة التبادل حسب اتفاق وقف إطلاق النار.
وتم إيصال الأسرى الثلاثة لتسليمهم للصليب الأحمر الدولي بمركبة من التي تم اغتنامها من جيش العدو يوم بدء معركة “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر 2023.
ونصبت المقاومة منصة ضخمة، زينت بصور قادتها الشهداء، على رأسهم محمد الضيف ومروان عيسى، وعبارات بالعربية والانجليزية والعبرية، فيما انتشر مقاومون من كتائب القسام وسرايا القدس في المكان، الذي يحيط به الركام من كل جانب، إثر حرب الإبادة الصهيونية.
واصطف عشرات المقاتلين من القسام والسرايا في محيط المنصة، إلى جانب اعتلاء مقاتلين عدة مركبات بيضاء.
وظهر من بين المقاتلين، عدد من عناصر كتائب القسام يرتدون زي جيش العدو العسكري، ويحملون أسلحة اغتنمت خلال معارك طوفان الأقصى.
وخُطت العديد من العبارات في الصور المنصوبة على المنصة، عبرت فيها المقاومة عن ثباتها ومسعاها نحو التحرير.
ومن تلك العبارات “نحن الجنود يا قدس فاشهدي”، على صورة لمقاتلين يحملون أعلام دول عربية ويسيرون نحو القدس.
وكتبت جملة “لا هجرة إلا القدس” على صورة ثانية، يجلس فيها شخص على كرسي، تيمّنًا بالصورة المشهور للشهيد يحيى السنوار، وأمامه فتحة في جدار خرج منها طفل يحمل علم فلسطين ويسير نحو قبة الصخرة.
وأسفل المنصة، علقت صور جوية تبدو أنها من آثار عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، يعلو كلا منها مثلث أحمر، وجملة “عبرنا مثل خيط الشمس” باللغات الثلاث.
واصطف عشرات المقاتلين من القسام والسرايا في محيط المنصة، إلى جانب اعتلاء مقاتلين عدة مركبات بيضاء.
وسبق أن سلمت المقاومة اثنين من الأسرى الإسرائيليين في ذات المكان، وهو يبعد مئات الأمتار عن منزل السنوار المدمر.
وخلال ذلك، نشرت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي مقطعًا مصورًا أظهر لحظة تلقي الأسير الإسرائيلي لديها ساشا الكسندر تروبنوف، قرار الإفراج عنه، حيث رد بابتسامة وعبارة “الحمد لله”.
وستفرج المقاومة اليوم عن الأسرى الإسرائيليين الثلاثة، ساشا الكسندر تروبنوف، ساغي ديكل حن، يائير هورن، وهم الذين أعلنت كتائب القسام أسماءهم أمس الجمعة.
ومقابل ذلك، سيتحرر من سجون العدو 369 أسيرا فلسطينيا، من بينهم 36أسيراً من ذوي الأحكام المؤبدة، و333 من أسرى قطاع غزة الذين اعتقلهم الاحتلال بعد الـ7 من أكتوبر، وتعرضوا في سجونه لعمليات تعذيب وتجويع وإذلال.