جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-28@05:04:06 GMT

"جُود".. وإرثنا الخالد

تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT

'جُود'.. وإرثنا الخالد

 

مدرين المكتومية

أُجزم أنَّنا نكاد نكون البلد الوحيد الذي يقطع أشواطًا واسعة على مضمار مُواكبة كل طفرات الحداثة والتقدُّم، بتوازن دقيق مُشبَّع بالوطنية ومُرتبط بالهُوية ومتماس مع إرثنا الخالد الذي ورثناه جيلًا بعد جيل، يعكسُ ذلك سواءً الرَّغبات والدوافع وراء كلِّ مُبادرة، أو حملة، أو مشروع تنموي أو مجتمعي، أو حتى على مستوى المسميات والشعارات التي تأتي مطليَّة بمداد تراثنا العصيِّ على النسيان، لتشكِّل جميعها ما يُشبه ملحمة ترابط عابر لحدود الزمن بماضيه وحاضره ومستقبله، صانعًا قُدوات مُتجددة تُحيي في النفوس عنفوان الأجداد وعزائمهم ليظل نابضًا دومًا بالحياة.

وقبل أيام.. جاءت الحملة الإعلامية للترويج للمنصة الرقمية للتبرعات الخيرية "جود" -بمبادرة من وزارة التنمية الاجتماعية وبالتعاون مع شركائها المجتمعيين- لتنتظم في عَقْد سلسلة طويلة من المبادرات والحملات الوطنية، رَافِعَة شعار "الجود فينا من زمان" لتستحضر في النفوس قيم البذل والعطاء اللامحدود على امتداد تاريخنا الوطني الثري، وتُحيي جهود التعاضد والتكافل والتكاتف بين الجميع بسهولة ويُسر، بتوظيف مثالي للتكنولوجيا عبر استهداف إنشاء قاعدة بيانات مُوحَّدة لحصر بيانات المستفيدين من المساعدات والمعونات الخيرية، وتقليل الوقت والجهد المطلوب لدراسة الحالات، وإيصال المساعدات لمستحقيها بسهولة ويُسر، وضمان أمن معلومات المستفيدين والتبرعات؛ تعزيزًا لثقافة العطاء في المجتمع، وتشجيعًا للانتقال نحو استخدام رقمي للتبرعات.

والعمل الخيري في عُمان متأصل في جذورنا الثقافية والمعرفية، والأيادي البيضاء ممتدة دائمًا لكل من يحتاج في هذا الوطن العزيز، ومع إطلاق منصة "جود"، تكون جهود التبرعات قد شهدت تطورًا كبيرًا، بفضل الإجراءات التنظيمية التي تتولى مسؤوليتها وزارة التنمية الاجتماعية.

وثقافة التبرع والعمل الخيري ورغم أنها راسخة في مجتمعنا منذ القدم، إلّا أن تنظيمها وإدارتها وفق رؤية مؤسسية وقواعد حوكمة، يساهم في تعزيز الفوائد المُتحققة وتلبية الاحتياجات المجتمعية. ولذلك تعكف وزارة التنمية الاجتماعية على بذل كل ما من شأنه أن يدعم تطوُّر منظومة العمل الخيري والتبرعات، لضمان وصول هذه الأموال إلى مُستحقيها. ومن أبرز جهود التطوير تحويل جميع المعاملات المالية إلى تعاملات رقمية، وهو ما توفره منصة "جود"؛ حيث تُوفِّر للراغبين، ميزات متعددة للتبرع من خلال التطبيق الرقمي أو الموقع الإلكتروني، وهي قنوات آمنة تضمن وصول الأموال بالطريقة القانونية الصحيحة.

المميز في هذه المنصة أيضًا أنها توفر إحصاءات حول العديد من الأمور، سواء للحالات المُتسحقة أو حجم التبرعات وغيرها الكثير من الأرقام والبيانات الإحصائية التي تُفيد سواء المُتبرع أو حتى الباحثين في دراسات العمل الخيري. إلى جانب أن الضوابط التي تحكم المنصة وعملية التبرع من خلالها، تضمن الاستفادة المُثلى من جهود الفرق والجمعيات الخيرية والموجهة إلى مُقدمي طلبات المساعدة بكل شفافية ومصداقية.

وهذا التطور الكبير يعكس التوجهات المستقبلية التي تنص عليها الرؤية الطموحة "عُمان 2040"، والتي تسعى في جوانب منها إلى تعزيز التحول الرقمي وتوفير سبل الحياة الكريمة للمواطن.

وأخيرًا.. هذه دعوة مفتوحة لأصحاب الأيادي البيضاء وأهل الكرم والإحسان لأن يُبادروا بالتبرع عبر منصة "جود" لضمان وصول المساعات والتبرعات لمستحقيها بالطريقة الآمنة والقانونية، وأن تكون هذه المنصة بوابة خير عميم لكل المُستحقين، كي يظل المواطن يحيا في عزة وكرامة على هذا التراب الطاهر.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

جوجل تتعاون مع روبلوكس في لعبة غريبة لتعليم الأطفال سلامة الإنترنت

تعاونت جوجل وروبلوكس في إنشاء لعبة تعلم الأطفال كيفية اكتشاف عمليات الاحتيال على الإنترنت وزيادة الحذر فيما يتعلق بمشاركة المعلومات الشخصية عبر الإنترنت. 

تسمى مجموعة التجارب، وأقتبس، Be Internet Awesome World. هل أطلقت ميلانيا ترامب هذا الاسم على هذا الشيء؟

توجد "تجربة اللعب" هذه داخل Roblox، والتي تقول جوجل إنها تساعدها في "الوصول إلى الأطفال حيث يقضون الوقت بالفعل لتعليمهم أساسيات السلامة عبر الإنترنت". إنها تأخذ الأطفال إلى "العالم السحري لـ Internetouts" والذي يضم عددًا من الألعاب الصغيرة التي تتناول جوانب مختلفة من سلامة الإنترنت. تركز بعض الألعاب على محاولات التصيد، بينما تؤكد ألعاب أخرى على "ممارسة اللطف عبر الإنترنت". حظًا سعيدًا مع اللعبة الأخيرة.

على أي حال، Be Internet Awesome World متاحة الآن داخل Roblox، مما يقودنا إلى الفيل في الغرفة. قد يكون Roblox مكانًا رائعًا للوصول إلى الأطفال، مع ما يقرب من 80 مليون مستخدم نشط يوميًا والعديد منهم أطفال. كما تم اتهامه بأنه مكان غير آمن للاعبين الأصغر سنًا بيننا.

حظرت تركيا التطبيق بالكامل على أساس أنه يسمح باستغلال الأطفال. لم ترغب شركة Sony حتى في إحضار اللعبة إلى وحدات تحكم PlayStation لأسباب مماثلة، قبل أن تتراجع أخيرًا في العام الماضي.

كانت هناك أيضًا اتهامات باستغلال الأطفال ماليًا على المنصة، وفقًا لتقرير صحيفة The Guardian. يمكن للإبداعات الشعبية أن تدر الكثير من المال على المصممين، وقاعدة المستخدمين هي في الغالب من الأطفال دون سن 16 عامًا. وقد دفع هذا الكثيرين إلى اتهام مطوري التطبيق باكتساب الشهرة من خلال تدفق عمالة الأطفال. بعد كل شيء، كان شعار Roblox هو "اصنع أي شيء. وصل إلى الملايين. اكسب أموالاً طائلة".

يأخذ Roblox حوالي 30 في المائة من جميع الأموال التي يتم جنيها عبر المنصة، لذلك لديه مصلحة راسخة في المساهمات الإبداعية للأطفال. ذات مرة، قال رئيس الاستوديو ستيفانو كوراتزا لموقع يوروجيمر إن قدرة المراهقين على جني الأموال على المنصة تمثل "أكبر هدية" وأن هؤلاء الأطفال "لم يشعروا بأنهم تعرضوا للاستغلال".

"يمكنك أن تقول، "حسنًا، نحن نستغل عمالة الأطفال، أليس كذلك؟ أو يمكنك أن تقول: نحن نقدم للناس في أي مكان في العالم القدرة على الحصول على وظيفة، وحتى دخل"، تابع كوراتزا.

كل هذا يعني أن شركة روبلوكس ربما يجب أن تنظم أمورها قبل محاولة تعليم الأطفال كيفية تجنب عمليات الاحتيال عبر الإنترنت. بدأ الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة روبلوكس ديفيد بازوكي في معالجة هذه المخاوف، متوجهًا إلى واشنطن العاصمة في وقت سابق من هذا العام لمناقشة سلامة الأطفال مع المشرعين.

مقالات مشابهة

  • انشاء متجر الكتروني مجاني
  • جيش الاحتلال: هاجمنا المنصة الصاروخية لحزب الله صباح اليوم
  • "إكس" تتراجع أمام أوامر القضاء في البرازيل
  • إكس التابعة لإيلون ماسك تسعى لاستعادة سوق البرازيل
  • جوجل تتعاون مع روبلوكس في لعبة غريبة لتعليم الأطفال سلامة الإنترنت
  • أكد دعم القيادة للعمل الخيري الإسلامي وسرعة الاستجابة.. الربيعة: المملكة تولي اهتماماً كبيراً باللاجئين في العالم لعيشوا بأمان وكرامة
  • تيك توك تنافس جوجل في مجال الإعلانات
  • الدكتور الربيعة يشارك في نيويورك بالحدث الجانبي رفيع المستوى حول دور العمل الخيري الإسلامي في الاستجابة لأزمة اللاجئين العالمية
  • «رابطة المحترفين» تتعاون مع «تيك توك» لموسمين
  • "محيطاتنا".. مسلسل وثائقي بصوت أوباما