"مرايا السَّراب".. كتاب يرصد تفكيك الوعي السياسي العربي
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق تنشر "البوابة" قسمًا من كتاب "مرايا السَّراب.. تفكيك الوعي السياسي العربي" للكاتب الدكتور نايل شامة، الباحث والكاتب في شئون السياسة والثقافة والمجتمع، والصادر مؤخرًا عن دار "صفصافة" للنشر. والذي يتناول ثلاثة أقسام تدور حول العقل العربي وأزمة المفاهيم.ويضم القسم الأول، الذي جاء بعنوان "الدولة"، الحديث عن الدولة بين المعنى واللاهوت، وتناول الدولة العربية بين خطيئة الماضي ومأزق الحاضر؛ ثم ينتقل إلى القسم الثاني بعنوان "الثورة"، والذي يُشرّح نظرية الثورة، ثم يتناول الأساطير الحاكمة للثورات العربية في 2011، بعدها ينتقل الكتاب للحديث في القسم الثالث عن "العلمانية"، متناولًا التساؤل الأكبر حول ماهية العلمانية، وإشكاليات العلمانية في المجتمعات المسلمة.
عاش البشر عبر آلاف السنين في ظل سيطرة الإمبراطوريات والجماعات الدينية، مع استمرار وجود مساحات مأهولة بجماعات بشرية خارج سلطان أي سلطة فوقية، ومساحات أخرى خاضعة لعدة سلطات متداخلة ومتنافسة (يفرضها ملك أو أمير أو زمرة من الأرستقراطيين أو بابا أو أسقف، إلخ). في تلك الأزمان البعيدة، اتَّسم الحكم بالسيولة الشديدة والشخصانية وغيبة المؤسساتية والقواعد الواضحة، أي كان مناقضًا تمامًا للدولة الحديثة القائمة على مبادئ المركزية والوحدة والهرمية والحياد والانحصار في إقليم بعينه. في ذلك الزمان، وهو ما قد يبدو أمرًا مُلغِزًا بمنطق العالم اليوم، لم تكن الثقافة أو العرق أو اللغة قوة موحدة للجماعات البشرية في مدائنهم وقراهم ودساكرهم وضِياعهم، بل كان مجرد السؤال عما إذا كان المرء يحب ثقافته أمرًا لا معنى له (لاحظ كيف صار اليوم موضوعًا يُقرض فيه الشعر ويتغنى به المطربون)، إذ تعامل معها الناس لا كموضوع للتأمل أو عنوان للهوية بل "كأمر مفروغ منه، تمامًا كالهواء الذي يتنفسونه". وحتى حيث وُجد إحساس ما بالوحدة الثقافية، كما في اليونان القديمة، لم يوجد شعور بجبرية تحويل هذه الرابطة العاطفية العميقة إلى كيان سياسي موحَّد. وغنيٌّ عن البيان أن طرق التعبير عن هذه الوحدة خلت في ذلك الزمان القصي من شعارات مثل "مصر هي أمي"، أو "عاش العراق"، أو "تحيا الجزائر"، أو "شعب واحد، رايخ واحد، قائد واحد" الذي رفعته ألمانيا النازية لتوحيد الشعوب الجرمانية.
في زمن الإمبراطوريات مترامية الأطراف، مثلت "الإمبراطورية" النظام الوحيد المتصور الذي ينضوي تحت لوائه الإنسان. لم يخطر ببال الناس، حتى المحلِّقين في الخيال منهم، إمكانية وجود أي نظام آخر بديل. في الإمبراطورية، حكم الحاكم أو الإمبراطور مدعومًا بالحق الإلهي، وبذلك امتلك السلطتين الدينية والدنيوية معًا، فكان كأنه ظل الله على الأرض (أو خليفة الله في أرضه بالتعبير الإسلامي)، ومكث السكان تحت كنفه كرعايا لا مواطنين. لم يفكر الناس، حتى في خلوات النفس، بمنطق "الجنسيات" الشائع كبطاقة تعريف في أيامنا هذه. ولذلك كان عاديًّا تمامًا أن تتكون النخب الحاكمة في كثير من الإمبراطوريات من "الأجانب" أو الغرباء، أي أن يكون انتماؤهم العرقي إلى سلالة مختلفة عن تلك التي تضم غالبية الشعب، أو حتى أن يكون لسانهم أجنبيًّا مغايرًا للسان رعيَّتهم (وهو أمر حريٌّ في عالمنا المعاصر بإثارة الاستهجان وحتى تفجير الثورات). وكثيرًا ما استُعيض عن الحروب كوسيلة لتعضيد الحكم وتوسيع المُلك بالزِّيجات الملكية، التي تمَّ بمقتضاها توحيد مساحات واسعة من الأراضي، تسكنها جماعات متباينة دينيًّا وعِرقيًّا ولغويًّا، تحت راية إمبراطورية واحدة وعائلة ملكية حاكمة، واحدة، دون أن يشعر أحد بأي وصمة أو غضاضة. وحتى الحروب بين الممالك كانت، بتدقيق النظر، صراعًا بين سلالات حاكمة أكثر من كونها حروبًا بين دول أو شعوب. لم يضمر أحدٌ في أعماق سريرته، لا بخفقات القلب أو خطرات العقل، فرنسيَّتَه أو إنجليزيته أو ألمانيته، فتحت ظل الحاكم الإله وأسرته المقدسة خلفًا عن خلف، انتسب الجميع في استقرار مقيم وبساطة متناسقة. وفي حين نشير اليوم إلى رؤساء الدول، وخاصة في الدول الديمقراطية، باسمهم الأخير (فيقال أوباما وترامب وميركل وشيراك وهكذا)، جرت العادة على استخدام الاسم الأول فقط للإشارة إلى الملوك في العصور السالفة (فقيل مثلًا هنري الثامن ولويس الرابع عشر وإدوارد الخامس وهكذا)، ببساطة لأن الاسم الأخير ثابت باستمرار ما دام حكم الأسرة قائمًا. أيضًا، ظلت الحدود بين الإمبراطوريات المختلفة غير محددة بدقة، بل كانت مسامية ومتداخلة متيحة للبشر والدواب حرية العبور عبر الأمصار والمناطق والمدن بسهولة ويسر، وبالتالي فإن منطق السيادة -الصارم تطبيقه في يومنا هذا- كان يتلاشى تدريجيًّا عند الدنو من الحدود. والغريب لم يكن فقط قدرة الإمبراطوريات على احتواء جماعات من أجناس وأعراق وأديان مختلفة تحت رايتها، بل أيضًا على ضمِّ أقاليم غير متجاورة جغرافيًّا بسهولة شديدة.
لكن كيف أفَلَ نجم الإمبراطورية بعد طول بريق؟ وكيف، بعدها، تشظى العالم إلى مئات الكيانات السياسية الصغيرة؟ ثم لماذا انخفض عدد الوحدات السياسية المستقلة في أوروبا من خمسمائة تقريبًا في عام 1500م إلى نحو خمس وعشرين فقط في عام 1900م؟ وكيف، بعد طول المسير، تكونت أخيرًا الدولة القومية وحلت محل الإمبراطوريات والإقطاعيات والمدائن ذاتية الحكم؟ وما العوامل السياسية والسوسيولوجية التي ساهمت في قيام الدولة القومية؟ وكيف صارت هذه الدولة بتلك الانتشار والمنعة والرسوخ ولم يمضِ على قيامها سوى نحو مائتي عام؟ ثمة مدرستان رئيسيتان تشرحان عملية صعود وتمدد الدولة القومية: الأولى: تضعها كناتج من نواتج عملية التحديث واسعة النطاق والتأثير في القرون المنصرمة (ومن أبرز منظِّريها أندرسون وجيلنر)، والثانية: ترى الدول القومية كانعكاس للانتماءات الإثنية (ومن أبرز منظِّريها سميث).
لا يمكن بحال من الأحوال الحديث عن نشأة القومية دون التعريج على إسهامات الباحث الإيرلندي بنيديكت أندرسون (1936-2015م) في كتابه المرجعي "الجماعات المتخيَّلة". يذهب أندرسون في كتابه، وهو نتاج عمل بحثي استقام على مقتضى التماسك النظري والعملي، إلى اعتبار القومية ثمرة لعمليات التحديث، التي أصابت صلب العلاقات الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات بخلخلة شديدة في القرون القليلة الماضية. يشير أندرسون إلى عدة عوامل رئيسية ساهمت في ذلك. من هذه العوامل بزوغ الطباعة، التي أدَّى انتشارها في طورها الرأسمالي في القرن السادس عشر إلى زلزلة الأرض من تحت أقدام اللغة اللاتينية، ووضعها شبه المقدَّس في العصور الوسطى (حيث كانت اللغة الوحيدة التي يتم تدريسها)، وفي الوقت ذاته تمهيد المعراج لصعود اللغات الأوروبية المختلفة (مثل الإنجليزية والفرنسية والألمانية، إلخ). تشير إحصائيات النشر إلى أن الكتب المطبوعة باللغة اللاتينية مثَّلت قبل عام 1500م نحو 77% من إجمالي عدد الكتب المطبوعة في أوروبا. ذاعت في تلك الفترة أعمال الفيلسوف الإنجليزي توماس هوبز، المنشورة باللاتينية، فيما كلَّل التجاهل مسرحيات شكسبير، المكتوبة بالإنجليزية، وكانت بعدُ لغةً عامية شأنها شأن باقي اللغات الأوروبية. ويتساءل أندرسون عما إذا كانت أعمال شكسبير العظيمة ستظل طيَّ الغموض لو لم ترتقِ الإنجليزية في القرنين التاليين لمرتبة اللغة الكلاسيكية. وبالفعل، سريعًا ما تبددت هيمنة اللاتينية على دنيا النشر مع سموق شمس الطباعة. ولنأخذ فرنسا مثالًا، فمن بين ثمانية وثمانين كتابًا طُبعت في عام 1501م، كانت ثمانية كتب فقط بغير اللاتينية، لكن أكثر من نصف الكتب المطبوعة في عام 1575م (بالتحديد 55%) صدرت بالفرنسية، وقد كان يُنظر إليها من قبل على أنها "نسخة فاسدة" فحسب من اللاتينية. نرى نفس النسق وبوتيرة أسرع في ألمانيا، ففي حين صدر أربعون عنوانًا فقط باللغة الألمانية في عام 1519م، ارتفع العدد بحلول عام 1525م إلى 498 عنوانًا.
ليس هذا فقط، فعلى مستوى الكم أيضًا، زاد في المطلق عدد الكتب وعدد طبعاتها، وأصبح الكتاب بحلول القرن السادس عشر، أو السابع عشر على أقصى تقدير، في متناول الجميع. ثم شاع مفهوم الطبعات الشعبية فصارت بعض الكتب تباع كالخبز، وذاع صيت بعض المؤلفين الذين تكفي شعبيتهم الجارفة لضمان إقبال الناس على ما يكتبون. كان أول هؤلاء ربما هو مارتن لوثر، ثم تبعه آخرون مثل موليير وجان دو لافونتين وبيير كورني، الذين أقبل الناشرون على شراء أعمالهم باعتبارها استثمارًا مضمونًا. ثم أدى انتشار اللغات العامية على هذا النحو إلى اعتمادها كلغات رسمية في الأجهزة الإدارية للدولة، وكان ذلك من قبل أمرًا غير مطروق. كما أدَّت ثورة الطباعة إلى انتشار الصحف الصباحية على نطاق واسع، والتي شبَّهها هيجل في زمانه بالبديل الحديث للصلوات الصباحية.
الأهم من كل ذلك أن انتشار اللغات على هذا النحو الواسع أدى إلى نسف التصور القديم القائم على أن الوصول إلى "الحقيقة" مرهون بالقدرة على إجادة لغة مقدسة مقصورة على نخبة صغيرة -ومنغلقة على نفسها- من البشر. تزامن ذلك مع تضعضع دور الكنيسة وصعود الأفكار العلمانية، مما خلق فراغًا هائلًا تم ملؤه بواسطة المشاعر الوطنية في الأقطار الأوروبية المختلفة. خلاصة القول، صار الوطن، لا الله أو الكنيسة أو اللغة المقدسة، هو الملاذ.
بالتوازي مع هذه التطورات الحاسمة، اختلف مفهوم "الوقت" في المجتمعات الحديثة عمَّا كان سائدًا في مرحلة ما قبل الحداثة. ففي المجتمعات الحديثة يسود تصوُّر يسميه أندرسون "بالوقت الخالي المتجانس" (homogeneous empty time). فبفضل اكتشاف الساعة والتقويم ووسائل الاتصال والصحف وحركة الأفراد ورؤوس الأموال، أصبح للوقت تزامن ما عرضي يمضي في حركة ثابتة للأمام، وليس في حركات دورية متتابعة. يدرك أفراد كل جماعة طبيعة هذا الوقت بوعي واضح، ويرونه في سياقه كعلامة على الحركة، على المضي إلى المستقبل؛ وكذلك الأمم المتخيلة، تمضي فقط إلى الأمام. أدى كل ذلك مُجتَمِعًا -نشر المعرفة بواسطة الطباعة وصعود اللغات الأوروبية والخروج من عباءة الممالك المدعومة بالحق الإلهي وتطور مفهوم الوقت- إلى إذكاء الشعور القومي بالتدريج في سائر ربوع أوروبا، ثم في كافة أرجاء المعمورة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الدولة القومیة فی عام
إقرأ أيضاً:
مرايا الوحي: المحاضرة الرمضانية (17) للسيد القائد 1446
(المحاضرة الرمضانية السابعة عشر )
استدراك :
ستظل شخصيات الدكتور أحمد ونجليه صلاح ومُنير تتواجد في جزئية محاضرات القصص القرآنية؛ لاتساقها مع موضوع المحاضرة وعدم تشتيت انتباه القارئ.
"الدكتور أحمد أستاذ الفقه المقارن في كلية العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر.
أما نَجَلاه صلاح ومُنير، فيدرسان في كلية الطب بالجامعة ذاتها وكذلك حازم ابن شقيقه طالب الهندسة المعمارية وكذلك الدكتور نضال زميل الدكتور احمد وهو استاذ العقائد والاديان في كلية العلوم الاسلامية بذات الجامعة "
ماذا سيقدم السيد عبدالملك في محاضرة اليوم لدي توقعين . . هكذا تساءل حازم بكل حماسة واستعجال .
ليقاطعه عمه الدكتور احمد وهو يبتسم : لا تستعجل يا حازم ستنطلق المحاضرة الان .
وبالفعل انطلقت المحاضرة للتو واتجه الخمسة بكل حواسهم للاستماع لها :-
نستكمل ما كنا قد ابتدأنا الحديث عنه، فيما يتعلق بغزوة بدرٍ الكبرى، وعن أهميتها في التاريخ الإسلامي، وفي سيرة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وعن امتداد تأثيرها عبر الأجيال، فآثارها ممتدةٌ إلى عصرنا، وإلى ما بعد عصرنا، وهي آثار ونتائج، في غاية الأهمية.
في الحديث عن ذكرى غزوة بدرٍ، وعن أهميتها، وعن مجرياتها، وعن بعض الدروس والعبر منها، نبتدأ أولاً بالحديث عن العنوان المهم، الذي سمّاه الله به في القرآن الكريم، وسمّى غزوة بدرٍ الكبرى، سمَّى يومها (يوم الفرقان)، وهذه تسمية لها دلالتها المهمة، التي ينبغي أن نستوعبها جيداً؛ لأن الله قال في القرآن الكريم: {إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ}[الأنفال:41]، في الآية التي تحدثت عن مسألة الخمس، فسمّاه يوم الفرقان، لماذا؟ لأنه يومٌ مهمٌ فارقٌ، فارقٌ في جوانب متعددة، فارقٌ في التاريخ، ليس بعده كما قبله، هناك فارق، وهذا الفارق المهم هو في إحقاق الحق، وفي إبطال الباطل وإزهاق الباطل،
- هاهي المحاضرة يا حازم استكمال للحديث عن غزوة بدر الكبرى واهميتها في التاريخ الاسلامي ... هكذا تحدث الدكتور احمد
وهذا درسٌ مهمٌ جداً لنا نحن؛ لأن الله سبحانه وتعالى يصنع المتغيرات الكبيرة، في إطار هدايته لعباده المؤمنين، وما يحققه على أيديهم، حينما يستجيبون له في النهوض بمسؤولياتهم المقدَّسة والعظيمة والمهمة.
البعض من الناس، حينما يرى واقعاً معيناً تستحكم فيه قوى الطاغوت، والاستكبار، والظلم، والكفر، بإمكاناتها الهائلة والضخمة، ونفوذها الكبير، واستحكام سيطرتها على الناس، وتحكمها في الواقع، وحضورها الكبير في الساحة، يتصور أن ذلك الحال سيستمر، ولا يمكن تغييره، وبالذات عندما تكون المسألة أن يتحرك المستضعفون في إطار الحقِّ، والخير، والعدل، والتعليمات الإلهية
لكن المسألة أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يتولَّى صنع المتغيرات؛ إنما تكون المسألة فيما يتعلق بالمسلمين والمؤمنين، عندما يستجيبون لله، ويتحرَّكون وفق تعليماته وهديه، أنهم يأخذون بالأسباب؛ أمَّا الذي يصنع المتغيرات فهو الله سبحانه وتعالى، وهو القائل في القرآن الكريم: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}[آل عمران:26]، فالله سبحانه وتعالى مثلما هو يصنع المتغيرات الكونية في تدبير حركة الكون، في الليل والنهار، فيولج الليل في النهار، ويتغير الحال تماماً، ويولج النهار في الليل، فيتغير الحال بعد ذلك بشكلٍ تام، من ظلمة الليل إلى ضوء النهار، وإلى دفء النهار أيضاً، فأيضاً يخرج الحي من الميِّت، من البذرة الميِّتة، ومن النواهي الميِّتة يخرج النبتة التي قد جعل فيها الحياة وتنبت، وهكذا يخرج الميِّت من الحي، فالله سبحانه وتعالى قادرٌ على خلق المتغيرات وصُنع المتغيرات، فيبدل من كانوا في عِزَّة، وقوة، وتمكُّن، وسيطرة، ونفوذ، يبدل حالهم ذلك إلى ذِلَّة؛ لبغيهم، لطغيانهم لإجرامهم؛ أو لمخالفتهم لهديه وتعليماته، وانحرافهم عن نهجه، وإخلالهم بالتزاماتهم الإيمانية والدينية، مثل ما هو في واقع المسلمين
- انها جزئية مهمة للغاية التي تحدث عنها السيد عبدالملك بأن الله عز وجل هو صانع المتغيرات الكونية وهذا ما يجب ان يدركه الانسان . . هكذا تحدث الدكتور نضال
النقلات التي تحققت في واقع المسلمين في بداية عصر الإسلام، كانت من هذا القبيل: الواقع القائم، كانت تسيطر فيه قوى الطاغوت والكفر والضلال والباطل، في الجزيرة العربية معروفٌ كيف كان هو الحال، وفي- أيضاً- في خارج الجزيرة العربية، حيث كانت امبراطورية الرومان الامبراطورية الكبرى آنذاك، وكانت امبراطورية الفرس منافسة لها ومناوئة لها، وكانت هناك قوى إقليمية ودوَّليَّة أخرى، فالحال الغالب والحال السائد في الساحة هو: سيطرة قوى الشرك، قوى الكفر، قوى الباطل، قوى الضلال، قوى الطغيان، واستحكام نفوذها، وتلك الحالة في نظرة الكثير من الناس آنذاك، في مسألة أن يتغير واقع المسلمين المستضعفين، الذين بدأوا من ظروف صعبة، وهم قلةٌ قليلة، بإمكانيات محدودة جداً، معظمهم من الفقراء المعدمين، كانت مسألة أن تتحقق نقلات في الواقع، وأن يتحوَّلوا هم يومٌ من الأيام إلى القوة الكبرى في هذه الساحة، والقوة المسيطرة والمتمكنة، كانت نقلة كهذه في حساب وتقديرات الكثير من الناس في قائمة المستحيلات، يعني: ينظروا إلى واقع الآخرين، إلى واقع المسلمين، إلى الظروف المحيطة بهم، فيعتبرون مسألة أن يتحوَّل أولئك المستضعفون، القلة القلة القليلة، الذين لديهم ظروف بالغة الصعوبة، هم القوة الكبرى المؤثِّرة في الساحة، وأن تتغير في الواقع تلك المفاهيم، العقائد، الثقافة السائدة، الكثير من العادات والتقاليد الباطلة، التغيير الكبير جداً؛ لأن مسار الإسلام هو إحداث تغيير كبير وشامل، تغيير جذري بما تعنيه الكلمة، فلذلك كانت المسألة أن تتحقق نقلات؛ فلـذلك كانت التقديرات لدى الكثير أن هذا في قائمة المستحملات.
- قدم السيد عبدالملك ايجاز لوضعية المسلمين في ذلك العصر وموازبن القوى آنذاك . . هكذا عقب الدكتور احمد .
في بداية أمر الإسلام في مكة، ما قبل هجرة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم والمسلمين معه إلى المدينة، كانت وضعية المسلمين في مكة صعبة للغاية، استضعاف كبير، كانوا قلةً قليلة، بين مجتمع قريش الذي أبى أكثره أن يؤمن، ووصل إلى درجةٍ قال الله عنه: {لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}[يس:7]، وكانوا يشعرون بالغربة في ذلك المجتمع، كما في الحديث النبوي: ((بدأ الإسلام غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء))، قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: ((الذين يصلحون عند فساد الناس))، أو كما في الحديث.
الحالة تلك في مكة كان البعض فيها من المسلمين في حالة اضطهاد، وتعذيب، حالة صعبة؛ ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[الأنفال:26]، هذه الآية المباركة تحكي لنا تلك الأحوال كيف كانت في بداية الأمر، ثم ما صنعه الله من تغييرٍ لذلك الحال، وهي درسٌ لهم ولكل المؤمنين، على مدى التاريخ إلى قيام الساعة، كيف يمكن أن تكون هذه الآية حالةً قائمة في واقع المؤمنين، الذين يتحركون في واقع استضعاف، وقلة قليل، ثم تتغير أحوالهم بتوفيقٍ من الله، ونصرٍ من الله، ورعايةٍ من الله، إلى عز، إلى نصر، إلى تمكين، إلى نفوذ، إلى سعة... إلى غير ذلك.
- شرح لنا السيد عبدالملك حال المسلمين بداية الاسلام في مكة مسنوداً للآية الكريمة التي شرحت الوضع . . هكذا تحدث الدكتور نضال
بعد هجرة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى المدينة تحسَّنت أحوال المسلمين بدايةً، فكانت نقلةً في وضعهم، وكانت فرجاً من الحالة التي كانوا فيها من الاضطهاد، والتعذيب، والظلم، فيما توفر لهم في المدينة من حالةٍ جيدة، بيئة حاضنة، واستقبال، واستقرار، وتحسنٌ في أحوالهم، بعدما كانوا يعانونه في مجتمعهم في قريش من: التكذيب، والاضطهاد، والإذلال، أصبحوا عند إخوةٍ لهم هم الأنصار، احتضنوهم، فهيَّأ الله لهم المأوى، {فَآوَاكُمْ}[الأنفال:26]، هذا كان هو من أول المتطلبات لتغيير أحوالهم، ومن أول المتطلبات لبناء أمة مسلمة، تحتاج أولاً إلى حاضنة اجتماعية، ونطاق جغرافي تنهض منه هذه الأمة، ويقوم فيه أمر الإسلام، {فَآوَاكُمْ}[الأنفال:26].
مع ذلك كان لا يزال محيطهم في المدينة نفسها، في محيط المدينة، وفي الجزيرة العربية محيطاً متغيراً عنهم يشكِّل تهديداً لهم، يعني: هناك في الجزيرة العربية أعداء أشداء ألداء لهم، وهناك اليهود- كذلك- يعادون الرسالة الإسلامية والمسلمين، ويعادون رسول الله صلى الله عليه وعلى آله، وهناك على المستوى الدولي قوى دولية ضخمة: امبراطورية الرومان... وغيرها؛ فلذلك كانوا في ظل ذلك الوضع لا يزالون يواجهون التحديات الكبيرة، بدأ الفرج، بدأ تحسن الحال بالإيواء لهم في المدينة، بالبيئة الحاضنة هناك،
لكن التهديد واسع من حولهم، فهم بحاجة انتصارات، وبحاجة إلى ما يعزز ثقتهم هم بالله سبحانه وتعالى، بانتصار أمر الإسلام، وكذلك نظرة الكثير من المتربصين، فالبعض منهم عندما يشاهد مثلاً أنه تحقق للمسلمين انتصارات، وثبت أمر الإسلام، قد يُقبِل إلى الإسلام، ممن هم في ما يسمى في المنطقة الرمادية كما يقال في التعبيرات، يعني: فئة مترددين، متربصين، منتظرين إلى ما ستؤول إليه الأمور
- يقدم االسيد عبدالملك ايجاز بحالة تغير وضع المسلمين بوصولهم للمدينة في ظل الاخبار المحدقة وحالة المتربصين والمتتظرين لما ستؤول اليه الامور هكذا تحدث الدكتور احمد .
فكان المسلمون بحاجة إلى نقلة تعزز من ثقتهم بثبات أمر الإسلام، وتخفف من حالة المخاوف لدى البعض من فئة المتربصين، إذا لمسوا هناك دلائل مطمئنة، قد يقبِلون على الإسلام، البعض من المتربصين، وفي نفس الوقت نقلة تكسر من شره الأعداء وأطماعهم، تخفف من أطماعهم؛ لأن الأعداء حينما ينظرون إلى ظروف المسلمين، قلَّتهم، ضعف إمكاناتهم المادية، فهم يطمعون، ويتصورون أنَّه من الممكن القضاء على المسلمين
ولديهم أمل كبير في أنَّه من الممكن استئصال المسلمين، والقضاء على أمر الإسلام، والقضاء على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله، وإنهاء هذه المسألة بالكامل؛ لأنهم يرونها مشكلةً عليهم.
لماذا يرونها مشكلةً عليهم؟! قوى الكفر والطاغوت والشر والإجرام ترى نفسها متناقضة مع الإسلام، الإسلام هو دين الحق، دين العدل، دين الرحمة، دين الخير، الدين الذي يرتقي بالمستضعفين، ويعيد للناس اعتبارهم وكرامتهم الإنسانية، وينقذهم من الاستعباد والاستغلال من قِبَلِ الطغاة والمجرمين والظالمين، فهم يعتبرونه يهدد مصالحهم ونفوذهم القائم على الجور،
- لقد اوجز السيد عبدالملك هذه الحالة انه فيما المسلمين بحاجة الى نقلة تعزز من ثقتهم بثبات امر الاسلام بموازاة ذلك كانت قوى المقر والطغيان ترى اهمية القضاء عليهم . . هكذا عقب الدكتور نضال .
بين قوى الكفر في الساحة، القوة الأبرز في الجزيرة العربية وهي قريش، قريش هم قوم النبي صلى الله عليه وعلى آله سلم، وهم من نسل نبي الله إسماعيل عليه السلام، ولهم نفوذهم وأهميتهم الكبيرة في الجزيرة العربية، وتأثيرهم الكبير؛ لأنهم المسيطرون على مكة آنذاك، وهم القائمون على أمور بيت الله الحرام، وإدارة شؤون الحج، وكان العرب لا يزالون يحجون، ومتمسكين بالحج، ولا يزال عندهم من المقدَّسات، وكذلك الكعبة لها قدسيتها وعظمتها في نفوسهم، يعظِّمونها، ويحجون إليها، فلقريش المكانة الكبيرة في أوساط الناس، وأوساط بقية القبائل في الجزيرة العربية، فهم كانوا القوة الأبرز آنذاك في العداء للإسلام، بدلاً من أن يشكروا الله على نعمته عليهم، وما منحهم ببركة بيته الحرام، من سعةٍ في معيشتهم، وحياتهم، ووضعهم الاقتصادي،
لكن لم يشكروا نعمة الله عليهم، وتصدروا هم قبل غيرهم العداء للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وللإسلام والمسلمين، واتَّجهوا هم لمحاربة الإسلام قبل غيرهم.
- يقدم لنا السيد عبدالملك وضعية القوة الابرز في الساحة آنذاك وهي قريش وكيف كانت وضعيتهم . هكذا تحدث الدكتور احمد.
فالنبي صلوات الله عليه وعلى آله هاجر عن مكة إلى المدينة، إلى الأنصار، إلى الأوس والخزرج، الذين هم من أصول يمنية، وتوفَّقوا هم بتوفيق الله لهم، فكانوا هم البديل، وكانوا هم البيئة الحاضنة للرسالة الإسلامية، والمؤوين لرسول الله والمسلمين، الذين آووا ونصروا، وسمَّاهم الله بـ (الأنصار)، فكانوا هم ركيزة عظيمة لقيام أمر الإسلام، ودورهم عظيم ومهم.
حينما هاجر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى المدينة، كتبت قريشٌ رسالة إلى الأنصار، إلى الأوسي والخزرج، فيها إعلان للحرب، وتهديدٌ صريح، عن أنَّ قريشاً ستهاجمهم إلى المدينة، وستعمل على القضاء على الإسلام والمسلمين هناك، وهذا كان يوضِّح التوجه لقريش، وماذا ستسعى له وما تريده
- يواصل السيد عبدالملك السفر بما في رحلة سيدنا محمد صلوات الله عليه وآله ووصوله لمكه ووقوف الانصار معه وموقف قريش من ذلك ... هكذا تحدث الدكتور نضال.
ثم عملت قريش على إنشاء تحالفات في الساحة العربية لدى الكثير من القبائل، وبالذات القبائل ما بين مكة والمدينة، وفي مناطق أخرى من الجزيرة العربية، هذه التحالفات على أساس المضايقة الاقتصادية للمسلمين، فتلك القبائل التي تحالفت، والتي نسَّقت، يعني: البعض في مستوى تحالف، البعض في مستوى تنسيق وتعاون بينهم وبين قريش، اتَّفقوا على منع المسلمين من أسواقهم، من الحركة في مناطقهم، من المرور والعبور في مناطقهم، يريدون أن يفرضوا حصاراً وتضييقاً على المسلمين في المدينة؛ حتى لا يتمكَّنوا من الحركة، لا على المستوى الاقتصادي في البيع والشراء، والذهاب إلى الأسواق الأخرى، وكذلك في حركتهم في الجزيرة العربية،
ثم بدأت قريش بالتحضير فعلياً لما هددت به في رسالتها إلى الأوس والخزرج (الأنصار)، من غزو المدينة، بدأت التحضير لعملية عسكرية كبيرة، ولكن المسألة تحتاج إلى تمويل كبير؛ لأنهم يريدون عملية كبيرة، وغزواً عسكرياً فعلياً وحقيقياً للمدينة، فلذلك أرسلت قريشٌ قافلةً تجاريةً ضخمة إلى الشام، وكانت من أضخم القوافل التي قد بعثتها إلى الشام؛ بهدف أن يكون منها عائدات مالية ضخمة، وساهم فيها الكل في مكة، يعني: جعلوا كل القرشيين، كل الناس هناك، جعلوهم أن يساهموا، وفرضوا عليهم أن يساهموا مالياً في تلك القافلة؛ ليكون الكل مساهم فيها، بحيث تكون قافلة ضخمة، وتكون عائداتها المالية كما اتَّفقوا على ذلك قرروا، عائداتها المالية مخصصةً، لماذا؟ للعملية العسكرية ضد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم والمسلمين معه في المدينة.
وذهبت تلك القافلة إلى الشام، ولأهمية تلك القافلة، كان على رأسها، والقائم بأمرها: أبو سفيان، القائد الأبرز بين قادة المشركين في قريش، فخرجت تلك القافلة إلى الشام، وأتى الخبر إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
- يقدم السيد عبدالملك شرحاً لمخطط قريش للوقوف في وجه الاسلام وسيدنا محمد صدى الله عليه وعلى آله وسلم .. هكذا تحدث الدكتور نضال .
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما بعد الهجرة إلى المدينة، هو يدرك طبيعة الظروف القائمة، وردَّة فعل قريش، والمعادين للإسلام، ومتطلبات تلك المرحلة، في ضرورة الاستعداد العسكري، والتحرك الجهادي، وأتاه من الله سبحانه وتعالى الإذن والأمر بذلك: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}[الحج:39]، فبدأ يتحرك في الاستعداد؛ ليكون واقع المسلمين بمستوى مواجهة كل التحديات، أنشأ معسكراً للتدريب القتالي في المدينة، بدأ يحثُّ الناس على الاستعداد، بما في ذلك في التدريب وفي الإعداد العسكري، توفير السلاح، والسعي لتوفيره، بحسب إمكاناتهم وظروفهم، وبدأ يحرِّك المسلمين في سرايا، يعني: تشكيلات عسكرية صغيرة، لم تكن كبيرة الحجم، سرايا أحياناً يكون عدد السراية عشرين، أحياناً أربعين، أحياناً ثلاثين، أحياناً خمسين، أحياناً سبعين، أحياناً عشرة، أحياناً... وهكذا وفق المهام التي يرسلهم إليها، وفي إطار أيضاً ما يواجهونه من تهديدات في مهامهم.
يبث السرايا الاستطلاعية تلك، وهذه كانت عملية مهمة جداً:
منها: تساعد في تنشيط المسلمين، في تهيئتهم نفسياً وذهنياً للمواجهة والجهاد.
ومنها: كذلك الرصد وجمع المعلومات.
ومنها: كذلك الفرض لحالة تحرك المسلمين، وكسر ما تسعى له قريشٌ في عدائها للإسلام والمسلمين من العزلة، تريد أن تفرض عزلةً محكمةً على المسلمين في داخل المدينة، فرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بتلك السرايا كان يكسر تلك العزلة، يحرك المسلمين في تلك السرايا، فتذهب إلى مناطق متعددة، وفي مهام أيضاً محدودة، كانت تلك المهام بحسب ما تقتضيه تلك المرحلة.
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يرصد تحركات الأعداء، ولم يكن غافلاً عنهم، وكان يسعى إلى إعداد المسلمين للتصدي لهم، حرَّك تلك السرايا، كسر حالة العزلة، لم يسمح بأن يكون واقع المسلمين في حالة انكماش في المدينة؛ حتى لا تتحول الساحة من حولهم إلى ساحة مغلقة في وجوههم.
فعلم بموضوع القافلة، وبأمرٍ من الله سبحانه وتعالى وجَّهه الله لاستهداف تلك القافلة، التي مخصصة في عائداتها المالية لعملٍ عدواني يستهدف المسلمين، وقرر الاستهداف لها أثناء عودتها من الشام.
نكتفي بهذا المقدار، ونستكمل البقية فيما يتعلق بهذه الغزوة المباركة في المحاضرات القادمة إن شاء الله.
- انتهت المحاضرة بعد الاستماع الجزئية موقف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتحركه في مقابل تحرك قريش .