تاق برس:
2024-06-28@03:08:50 GMT

أم بدة .. قصص وحكايا حزينة عن محاصرين وسط النيران

تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT

أم بدة .. قصص وحكايا حزينة عن محاصرين وسط النيران

متابعات – تاق برس- قال مصدر عسكري، إن الجيش عقب إحكام سيطرته على شرقي أم درمان ووسطها بدأ التحول إلى مرحلة الهجوم على مناطق انتشار الدعم السريع في غرب أم درمان وهي أم بدة، وتقدم الجيش في مناطق شمال أم بدة وتركز هجومه من الشمال والشرق إلى الغرب والجنوب، إذ تراجع على إثره الدعم السريع من مناطق جنوب أم بدة ليفسح المجال للجيش، والذي حافظ على تقدمه بوضع ارتكازات ثابتة ونقاطاً لقواته، منعاً لعودة الدعم السريع”.

 

وقال مصعب صباحي، عضو المكتب التنفيذي لـ”محاميي الطوارئ” وهم مجموعة من القانونيين، لوكالة الشرق، إن الطرفين يتقاسمان السيطرة على أم بدة، إذ تشهد مناطق سيطرتهما أوضاعاً معيشية وإنسانية صعبة، حيث تنساب السلع في مناطق سيطرة الجيش مع ارتفاع في الأسعار، وتندر في مناطق سيطرة الدعم السريع”.

 

وأضاف صباحي: “تشهد مناطق سيطرة الجيش والدعم السريع انتهاكات تتعلق بسرقة الممتلكات الخاصة بالمواطنين”، متهماً الطرفين بـ “التورط فيها”، بالإضافة إلى الاعتقالات التعسفية بشبهة الانتماء إلى الطرف الآخر.

 

ولفت إلى اعتماد سكان أم بدة بشكل أساسي على التكايا، وهو اسم محلي يطلق على الموائد الخيرية والتي تمول بواسطة الخيرين والتحويلات البنكية من خارج المنطقة، حيث أن 90 % من السكان فقدوا مصادر دخلهم، إلا أن المشرفين على هذه الموائد يتعرضون لمضايقات واعتقال من كلا طرفي الحرب الدائرة منذ أبريل 2023.

 

وتشير المجموعة القانونية، إلى أنه مع تقدم الجيش “ارتفع القصف المدفعي بين الطرفين وحصد معه ما يقارب 350 من المدنيين توزعوا بين مناطق سيطرة الجيش والدعم السريع، مع توقعات بأعداد أكبر مع استمرار القتال”.

 

ويروي أحمد، وهو أحد قاطني مناطق سيطرة الجيش بمدينة أم بدة في تصريحات لـ”الشرق”، قائلاً إن “الوضع الأمني الآن بات مستقراً نسبياً، لكنه لا يخلو من هجمات الدعم السريع والتي تكون في شكل تسلل بواسطة الدراجات النارية، بينما يتصدى لها الجيش مدعوماً بمستنفرين من المنطقة، حيث في كل منطقة يسيطر عليها هناك مستنفرون يحملون السلاح ويقيمون حواجز إلى جانب حواجز الجيش المنتشرة في مناطق أخرى”.

 

ولفت إلى أن المستنفرين يعملون على “رصد الوافدين لأحيائنا والتعرف على هويتهم. عقب إعادة الجيش سيطرته على منطقتنا، نزحت أعداد كبيرة من السكان إلى مناطقنا هم الآن في بيوت غاب عنها أهلها، بسبب القصف المدفعي العنيف المتكرر، لكن من بقي مثلي وآخرين لا نملك مالاً لمغادرة بيوتنا ولا نعرف إلى أين نتجه، لذلك نحن هنا”.

 

وأشار أحمد إلى وجود مركزين طبيين فقط، يعملان لخدمة أكثر من 100 ألف شخص، “مع موجة النزوح لمناطقنا المتكررة”، قائلاً: “عندما يصاب أحدنا نتيجة القصف المدفعي على مناطقنا يتم نقله لأحد مركزي العلاج وإن كانت الإصابة بليغة، فيتم تحويله لمستشفى النو، لكن عن طريق آمن يحدده الجيش، خشية المتسللين من الدعم السريع أو قناصته”.

 

ولفت إلى أن “الكهرباء مستقرة نوعاً ما، لكن المياه عادت مؤخراً بشكل متذبذب، ليس لدينا شبكات اتصال تعمل ونضطر إلى الصعود لمبانٍ مرتفعة لإلتقاط إشارة شبكة الاتصال الهاتفية”.

 

بدوره، يروي عماد لـ”الشرق”، وهو صاحب سيارة نقل، أنهم يعملون في نقل الركاب من شرقي أم بدة إلى شمال أم درمان، وذلك عبر تسجيل وانتظار الدور، موضحاً أن “كثيراً ما تعود رحلتنا أدراجها، بسبب القذائف المدفعية”، في حين لفت إلى أن الأسواق تعمل في المنطقة، لكن الأسعار مرتفعة جداً، لافتاً إلى انتشار الحمى والملاريا بشكل ملحوظ في تلك المناطق بأعداد كبيرة.

 

في السياق، قال أحد سكان جنوب مدينة أم بدة لـ”الشرق”: “مناطقنا مقطوعة عنها تماماً الخدمات الأساسية، لا ماء ولا كهرباء أو اتصالات، ونعتمد فيها على أجهزة الإنترنت الفضائي المملوكة لأفراد في الدعم السريع، حيث يتم تأجيرها للمواطنين بنظام الساعات”.

 

وأضاف: “لا نستطيع الخروج، لأنه يقال أن الذي يخرج من مناطقنا ويتجه لمناطق الجيش يُتهم بالتبعية للدعم السريع، كما هو الحال عندما يحضر آخر من مناطق سيطرة الجيش، إن خرجت لن تعود بأمر قوات الدعم السريع، والتي تعتبرك خائناً متعاوناً مع استخبارات الجيش، ولكن البقاء هنا أشبه بانتظار الموت على سريرك. القصف المدفعي ومعارك الجيش مع الدعم السريع تقترب من كل مناطقنا، ولا نملك المال لمغادرة منطقتنا. نعتمد على التكايا وتخلو مناطقنا من الأسواق”.

المصدر: تاق برس

كلمات دلالية: مناطق سیطرة الجیش القصف المدفعی الدعم السریع فی مناطق إلى أن

إقرأ أيضاً:

معارك بين الجيش السوداني والدعم السريع على أبواب سنار

دارت معارك واشتباكات عنيفة، الثلاثاء بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على بوابات مدينة سنار تركزت عند منطقة “كبري العرب” على بعد كيلومترات من المدخل الرئيس إلى مدينة سنار، وسط هلع وشائعات بسقوط المدينة في يد “الدعم السريع”..

التغيير:(وكالات)

بعد يوم واحد من إعلان بسط سيطرتها على منطقة جبل موية، على الطريق الحيوي الرابط بين ولايتي النيل الأبيض وسنار، ووسط هلع ومخاوف من تكرار سيناريو سقوط ودمدني المفاجئ شنت قوات الدعم السريع مساء أمس الثلاثاء 25 يونيو  الحالي، هجوماً مباغتاً على مدينة سنار في الجزء الجنوبي وسط السودان.

اشتباكات بمدخل المدينة

ودارت معارك واشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع على بوابات المدينة تركزت عند منطقة “كبري العرب” على بعد كيلومترات من منطقة (سنار التقاطع) المدخل الرئيس إلى المدينة، وسط هلع وشائعات بسقوط المدينة في يد “الدعم السريع”، دفعت المواطنين إلى الخروج من منازلهم تأهباً للنزوح.

وذكرت مصادر عسكرية أن الجيش تمكن من صد ووقف محاولة الميليشيا للتقدم إلى داخل مدينة سنار، فيما لا تزال المعارك مستمرة، لكن القوات المهاجمة بدأت بالتراجع.

وكانت قوات الدعم السريع أعلنت أخيراً سيطرتها على منطقة جبل موية الواقعة غربي مدينة سنار، على بعد 40 كيلومتراً منها.

زعزعة وبلبلة

وأصدرت لجنة أمن ولاية سنار برئاسة الوالي المكلف توفيق محمد علي، بياناً أكدت فيه استقرار الأوضاع بالمدينة عقب تصدي الجيش عصر يوم الثلاثاء 25 يونيو، لمحاولة التفاف فاشلة قامت بها مجموعة من 7 عربات قتالية من قوات “الدعم السريع” لتخفيف الضغط على قواتها في جبل موية.

وأشار بيان تلاه الوالي المكلف إلى أن “هدف العملية كان إثارة البلبلة وعدم الاستقرار وسط المواطنين بإطلاق تلك المجموعة ثلاث طلقات مدفعية على بعض أحياء المدينة لإرباك حياة المواطنين، مؤكداً أن “الجيش والمقاومة الشعبية طاردت أفراد تلك المجموعة وقتلتهم جمعياً”، مستهجناً ما وصفها بـ “الشائعات المغرضة والمسمومة بسقوط المدينة”.

وقال رئيس المقاومة الشعبية بسنار مصطفى شوقي إن “الهجوم تم دحره والمدينة ما تزال صامدة بعد تصدي الجيش والمقاومة للهجوم الغادر”.

رسائل طمأنينة

وبث شوقي رسائل صوتية من داخل مدينة سنار، لطمأنة المواطنين اللذين أصابهم الهلع نتيجة الشائعات بدخول قوات الدعم السريع إلى المدينة، وبدأوا مغادرة منازلهم والاستعداد للنزوح منها.

وأكد المتحدث باسم “المقاومة الشعبية” عمار حسن، الموجود داخل مدينة سنار، أن “المدينة آمنة ومستقرة، وقوات الجيش لا تزال مرابطة، بعدما تراجعت قوات الدعم السريع”.

وغرد حسن، على حسابه بمنصة “إكس”، “ستظل سنار عصية على هذه الميليشيا المتمردة، التي أجبرها الجيش على التقهقر، وهي تجرجر أذيال الهزيمة والخيبة تاركة أشلاءها وجثث مرتزقتها الهالكين”.

وتابع حسن، “قواتكم المسلحة والمرابطون والرماة على الجبل لم يغادروا أماكنهم أو يتراجعوا، القوات تقاتل بثبات وفدائية والعدو في تراجع وتقهقر والنصر حليفنا وموعدنا إن شاء الله”.

هلع وتوجس

وأفاد مواطنون بأن معارك عنيفة تدور بين الجيش والدعم السريع في منطقة “سنار التقاطع” على مشارف مدخل للمدينة الرئيس، وأن أصوات الرصاص والمناوشات سُمعت من اتجاه حي القلعة في المدينة، مما سبّب حالة من الذعر وسط المواطنين المتوجسين أصلاً منذ متابعتهم لأنباء سيطرة الدعم السريع على منطقة جبل موية على طريق “ربك – سنار” الرابط بين ولايتي النيل الأبيض وسنار قبل يوم واحد.

وأشارت مصادر ولائية إلى أن مجموعة من قوات “المليشيا” كانت قد تسلقت جبل موية، وجبل سقدي، ما زالت تقوم بعمليات قصف من هناك، يسعى الجيش لمطاردتها وطردها من داخل تلك الجبال بغرض تأمين طريق ربك – سنار قبل فتحه أمام حركة المرور.

واتهمت المصادر من أسمتها بالخلايا النائمة ببث الرعب وسط المواطنين عبر شائعات كاذبة بسقوط المدينة، تزامنت مع محاولة القوة المهاجمة الدخول إلى المدينة.

وكانت قوات الدعم السريع أصدرت بياناً أكدت فيه سيطرتها على منطقة “جبل مويه” على امتداد ولايتي سنار والنيل الأبيض، واستلام 57 عربة وحرق 12 ومقتل وأسر مئات الجنود. وأضاف بيان الناطق الرسمي للدعم السريع، بأنهم تمكنوا خلال معركتين من بسط سيطرتهم التامة على المنطقة. وقال “كبدت قواتنا العدو خسائر فادحة بلغت أكثر من 300 قتيل، وتم استلام 37 مركبة قتالية بكامل عتادها العسكري، إضافة إلى تدمير 7 مركبات قتالية”.

وتابع البيان أن القوات تصدت لهجوم معاكس من الجيش من ناحية مدينة سنار، وطاردت قواته حتى المدخل الغربي للمدينة.

الهجوم على سنار يكشف اعتزام قوات الدعم السريع التوسع أكثر في الوسط الجنوبي الغربي للبلاد، بعد أن تمكنت من بسط سيطرتها على معظم أنحاء ولاية الجزيرة

هيمنة وانفتاح

وقال الباحث العسكري، إسماعيل يوسف، إنه “في حال كسب الدعم السريع معركة سنار، فإن ذلك سيفتح أمامه الأبواب نحو مدينة سنجة ومناطق جنوب إقليم النيل الأزرق حتى الحدود الإثيوبية، ومن ثم الولايات الشرقية، لا سيما القضارف المحادة لإثيوبيا شرقاً. كما أن سقوط سنار سيعقد مهمة الجيش وخططه الخاصة بتحرير ولاية الجزيرة، فضلاً عن عزل ولاية النيل الأبيض عن شرق السودان؛ وبالتالي انقطاع تواصلها مع الحكومة المركزية في بورتسودان”.

وأوضح يوسف أن “الهجوم على سنار يكشف اعتزام قوات الدعم السريع التوسع أكثر في الوسط الجنوبي الغربي للبلاد، بعد أن تمكنت من بسط سيطرتها على معظم أنحاء ولاية الجزيرة، والهيمنة على كامل المحاور الرابطة للبلاد، ومن ثم الانفتاح على الحدود الشرقية مع إثيوبيا شرقاً وجنوب السودان من جهة الجنوب”. واستبعد المتحدث ذاته أن تسقط مدينة سنار بذات سيناريو ود مدني لجهة الدرس الذي وعته قوات الجيش بجانب تعزيزاتها واستعداداتها المبكرة لمثل هذا الهجوم، لافتاً إلى أنه “في حال تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة فعلياً على مدينة سنار، فإن ذلك سيقضي على أي آمال في نجاح الموسم الزراعي المقبل، ويعزز احتمالات المجاعة، فضلاً عن أنه سيضع أكثر من مليوني شخص هم تعداد سكان الولاية، في مواجهة مصير مظلم في ظل ما درجت عليه تلك القوات من عمليات استباحة وانتهاكات ما زالت مستمرة في ولاية الجزيرة المجاورة”.

حلقة الوصل

وتقع مدينة سنار في الجزء الجنوبي من وسط السودان، وتعتبر حلقة الوصل الرئيسة التي تربط بين عدد من المدن الاستراتيجية في شرق وغرب البلاد وجنوبها لوقوعها على الطريق الرئيس الرابط بين مدينة سنار وعدد من المدن في ولاية النيل الأبيض، كما تشكل عمقاً مهماً لمناطق ولايات كردفان.

كما تقع في منطقة حيوية تضم مشاريع زراعية وإنتاجية شاسعة المساحة في مناطق الدالي والمزموم، والتي وفقاً لمراقبين، ستضيق السيطرة عليها الخناق على عدد من المدن، وعلى الفرق العسكرية الرئيسة في سنار وولاية النيل الأزرق المتاخمة، كما تعني التحكم بالمثلث الذي يضم مدن الدويم وكوستي والمناقل.

تاريخ السلطنة

تاريخياً تعد مملكة سنار، أو السلطنة الزرقاء، أو الدولة السنارية، أو مملكة الفونج، التي يطلق على رعاياها لقب “السنانير”، أول دولة عربية إسلامية في السودان، بعد انتشار الإسلام واللغة العربية. وامتد سلطانها ونفوذها لأكثر من ثلاثة قرون، وتربع على حكمها سلسلة حكام أقوياء من أمثال عبد الله جماع وعمارة دنقس، وقد أسسا أقوى حلف كنموذج يحتذى في الوحدة الوطنية.

واهتم ملوك سنار بالعلم، حيث أقاموا “رواق السنارية” في الأزهر الشريف بالقاهرة، من أجل طلاب مملكة سنار المبتعثين إلى هناك وشجعوا هجرة علماء الدين الإسلامي إلى السودان، للدعوة ونشر العلم، وتبلورت فيها الثقافة الأفرو-عربية.

واندلعت الحرب السودانية بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل الماضي، في الخرطوم، لكن نيرانها سرعان ما تمددت إلى إقليم دارفور، وولايتي الجزيرة وسنار وسط البلاد، ثم جنوب كردفان وإقليم النيل الأزرق وتخوم ولاية نهر النيل، مهددةً بجر البلاد إلى أتون حرب أهلية طويلة وشاملة قد تزعزع استقرار المنطقة بأكملها.

وتسببت الحرب بخسائر بشرية ومادية متعاظمة وموجة نزوح وتشريد ملايين المواطنين، هي الأكبر في العالم، بجانب ما خلفته من أزمة إنسانية كارثية ومجاعة تهدد أكثر من نصف السودانيين باتوا في حاجة ماسة إلى معونات غذائية عاجلة.

نقلاً عن انبدندنت عربية

الوسومجبل موية حرب الجيش والدعم السريع ولاية سنار

مقالات مشابهة

  • الجيش في السودان يؤكّد مقتل العشرات في عملية تحرير جبل موية
  • عودة الحياة نسبياً في «سنار» عقب مواجهات الجيش والدعم السريع
  • معارك بين الجيش السوداني والدعم السريع على أبواب سنار
  • حرب السودان في عامها الثاني.. مفترق طرق
  • تبيان توفيق: إذا فُهٍم الأمر
  • بعد سيطرة “الدعم السريع”.. نزوح مئات الأسر من جبل موية بولاية سنار السودانية
  • السودان: نزوح مئات الأسر من «جبل موية» بعد سيطرة قوات الدعم السريع
  • تجدّد الاشتباكات في الفاشر بين الجيش والدعم السريع
  • نزوح مئات الأسر من جبل موية بولاية سنّار بعد سيطرة قوات الدعم السريع  
  • بعد سيطرة الدعم السريع.. نزوح مئات الأسر من جبل موية بولاية سنار السودانية