ظل اللواء أركان حرب طلبة رضوان (أحد أبطال حرب أكتوبر، صاحب الدور البارز في تحرير موقع تبة الشجرة/ مركز القيادة الوسطى للجيش الإسرائيلي فى سيناء، قبل حرب أكتوبر عام 1973) حتى وفاته، اليوم الثلاثاء، يحذر الرأي العام، من تداعيات الحرب النفسية الضارية، التي تتعرض لها مصر، مشددًا على أن «الأسباب المباشرة لانتصار أكتوبر عام 1973، أهمها التلاحم القوى بين الشعب والقوات المسلحة، وكل المؤسسات الوطنية، وهو ما بدى في الدعم والمساندة، ومن ثم كان الجندى قبل الضابط يتمنى لو كانت روحه هى ثمن الانتصار».

اللواء طلبة رضوان

ظل اللواء أركان حرب طلبة رضوان، يؤكد أن «العمليات النفسية التى تعرضت لها مصر، خلال الفترة من 5 يونيو عام 1967 حتى العبور العظيم في السادس من أكتوبر عام 1973، لم تنجح في تحطيم معنويات المقاتلين، أو الجبهة الداخلية، وهو ما يقوم به العدو، حاليا، ضد المؤسسات الوطنية».

وقال اللواء طلبة، في لقاءات سابقة لرحيله: «تخيل أن الشعب ربط الحزام على بطنه لمدة الـ6 سنوات التى سبقت المعركة، لأن ظروف البلد الاقتصادية كانت شديدة الصعوبة، حتى أن أى أسرة كانت تحصل على فرختين، شهريا، بالبطاقة، لكن لم يتذمر ولم يعترض أحد».

كان اللواء طلبة رضوان يقول: «حاول العدو استهداف الروح المعنوية للقوات، اعتقادا منه أن بمقدوره التأثير على الكفاءة القتالية لنا.. كانت قواته تنظم حفلات صاخبة يوم السبت من كل أسبوع، وخلال الحفلات كانت تتفنن المجندات وساقطات، يتم جلبهن للجبهة، أمام النقاط القوية التابعة لهم، وأمامنا مباشرة على مسافة 180 مترًا تقريبا، يعرضون كل مظاهر الرقص والابتذال، فضلا عن الأنواع الفاخرة من الأكل والشرب». يضيف اللواء طلبة رضوان: «كانوا يلجئون لليهود الشرقيين استغلالا للغة العربية التى يتقنها هؤلاء.. لكن كان يحمينا من هذه الإغراءات العادات والتقاليد والصبغة الدينية.. نحن شعب متدين بطبعه، والدين رادع، فضلا عن إيماننا القوى بأننا أصحاب قضية، وحق يواجه باطلا، لذلك كنا نرد عليهم بالأسلوب الذى يليق بهم فى مثل هذه المواقف، عبر عمليات نوعية، حتى نؤكد لهم أنهم مهما فعلوا فلن يؤثروا علينا».

اللواء طلبة رضوان

وتحدث اللواء طلبة رضوان عن «عامل آخر، تتكسر على صخرته أى دعاية نفسية سلبية سواء كانت شائعات أو تحريضا وتشويها يستهدف المؤسسة العسكرية المصرية، ممثلة فى العلاقة الخاصة التى تربط الجنود بالقادة.. القادة من كل الأعمار على دراية بأهمية وضرورة أن يضربوا المثل والقدوة لجنودهم، فى كل الظروف.. ورغم أن المستويات القيادية العسكرية فى العالم كله تتأخر عن الجنود بمسافات نسبية يحكمها المستوى والمكانة القيادية خلال المعارك».

وأضاف: «خلال معارك الاستنزاف وحرب أكتوبر كنا نقاتل مع الجنود فى الخطوط الأمامية، ويستشهد كثير منا بينهم.. يكفى أن الضباط قادة الفصائل والسرايا عبروا فى الدقائق الأولى، وقادة الكتائب عبروا خلال 15 دقيقة من بدء القتال، وقادة اللواءات خلال 45 دقيقة، وقادة الفرق خلال ساعة ونصف من بدء الحرب عام 1973، لذلك كانت نسبة الخسائر بين الضباط والقادة عالية، كل هذا تم تفعيلا وتأكيدا على أن القائد قدوة فى المعارك وخارجها».

كان اللواء طلبة رضوان يؤكد باستمرار: «جنودنا أذكياء جدا.. يراقبون قائدهم طوال الوقت، ويدرسون طبائعه وسماته الشخصية، ويتعاملون معه طبقا لذلك.. ومما نحرص عليه فى القوات المسلحة سرعة التصدى لحل مشكلات جنودنا طبقا للإمكانات المتاحة.. نحن نعمل وفق مبدأ مهم فى هذا الشأن: اعط الجندى حقه قبل أن يطلبه، لأننا فى المقابل يجب أن نأخذ حق الجيش منه.. هناك حرص دائم على ضرورة أن يقترب الضابط من الجندى، حتى لا تكون لديه أى معوقات خلال القتال».

كان يقول: «خضنا معركة عظيمة.. كانت قناعتنا خلالها أن دم الجندى المصرى لا يقدر بثمن.. هم فى النهاية أولادنا، ومن ثم لم ندخل المعركة بصدورنا المفتوحة، ولم نفخخ عناصرنا بأحزمة ناسفة كما يفعل أعدائنا الآن، لكن استعداداتنا للمعركة اعتمدت على العلم والدراسة والتدريبات الشاقة لتأهيل المقاتلين على مواجهة العدو والانتصار عليه.. كانت الاستعدادات تعتمد فى الأساس على التخطيط والانضباط فى التنفيذ.. تبدى ذلك خلال المعركة حيث لم نتنازل ولم ننسحب من شبر استولينا عليه.. استخدمت إسرائيل المدفعية، والطيران لكننا لم نتخلى عن مواقعنا».

ظل اللواء طلبة رضوان على قناعة بأن «القوات المسلحة، هي المؤسسة الأهم التى تستلهم روح أكتوبر حتى الآن. هي منظومة الانضباط المتكاملة سلما، وحربا، والكتلة الصلبة فى المجتمع. الشعب المصرى على ثقة ويقين من أهمية الجهود التى تبذلها المؤسسة العسكرية. عنوان ثقة المصريين فى كل ما يقوم به الجيش ويعلن عنه تمثل فى الالتفاف الشعبى، الذي يعي جيدا دور المؤسسة فيما تم من إنجازات خلال السنوات الماضية، عبر جهود البناء ورفع الكفاءة التي تشتهدها كل القطاعات في مصر».

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: القوات المسلحة الحرب النفسية عام 1973

إقرأ أيضاً:

معاريف: اجتماع للكابينيت اليوم لاتخاذ قرارات بشأن توسيع العمليات بغزة

قالت صحيفة "معاريف" العبرية، مساء اليوم الاثنين 28 أبريل 2025، إن المجلس الوزاري المصغر الإسرائيلي "الكابينيت" سينعقد مساء اليوم وتعتبر الجلسة ثالثة خلال أسبوع.

وأضافت الصحيفة، أن جلسة الكابينيت اليوم ستكون لاتخاذ قرارات بشأن توسيع العمليات ب غزة

ونقلت معاريف عن مصدر سياسي كبير، قوله إن "احتمال التوصل إلى صفقة بدا ضيئلا خلال الأسابيع الأخيرة".

كما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصدر إسرائيلي تأكيده أن "تل أبيب ترفض مقترحا لوقف إطلاق النار بغزة 5 سنوات يشمل إعادة كل المخطوفين".

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية نتنياهو: إسرائيل ستسيطر على غزة عسكريا ولن تسمح للسلطة باستبدال حماس هرتسوغ يدعو لدراسة صفقة إقرار ذنب مع نتنياهو مقابل عدم دخوله السجن نتنياهو يمثُل للمرة الـ25 أمام المحكمة المركزية في تل أبيب للرد على تهم فساد الأكثر قراءة استشهاد فلسطيني اختناقا بالغاز المسيل للدموع شمال رام الله وزير الخارجية المصري يبحث مع نظيره السعودي تطوّرات الأوضاع في غزة لتحقيق اختراق بمفاوضات غزة - اتصال مُرتقب اليوم بين ترامب ونتنياهو نقابة المحامين تصدر بيانا مهما بشأن تنظيم الوكالات الخاصة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • صحة غزة: 2308 شهداء و5973 مصابًا منذ استئناف العمليات العسكرية
  • وزارة الدفاع: لانستبعد إصابة حاملة الطائرات “ترومان” في عملياتنا الأخيرة ونتوقع مغادرتها مسرح العمليات
  • مصادر طبية في غزة: 50 قتيلا و113 إصابة نتيجة العمليات الإسرائيلية خلال الساعات الـ 24 الماضية
  • محافظ أسوان يطمئن على تقديم الخدمات الطبية للمواطنين بمستشفى الباطنة
  • بعد خضوعه لعملية جراحية.. بدرية طلبة توجه رسالة لـ مصطفى قمر
  • الرئيس السيسي يمنح نوط الامتياز من الطبقة الأولى للواء معتز البدوي رئيس الأحوال المدنية بالمنيا
  • معاريف: اجتماع للكابينيت اليوم لاتخاذ قرارات بشأن توسيع العمليات بغزة
  • الدور البطولي الذي قاده اللواء أبو عبيدة.. تكريم رئيس هيئة العمليات العسكرية لمتحرك المناقل الغربي
  • ماسك: خلال 5 سنوات.. الروبوتات حتدخل غرفة العمليات بدل الجراحين!
  • زاهي حواس: قناة السويس كانت ولا تزال مشروعًا فرعونيًا ومصريًا خالصًا