حرق المستشفيات ونزوح الآلاف.. وتحذيرات دولية من الوضع بشمال دارفور

 

حولت أمس المعارك الضارية بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع مدينة الفاشر عاصمة شمال الى مدينة اشباح فى مواجهات هى الأعنف منذ اندلاع القتال فيها قبل نحو شهر بين قوات الدعم السريع والجيش مدعوماً بالحركات المتحالفة معه، فى ظل موجة نزوح كبيرة حولت المدينة الأكبر فى الإقليم.

 

واستخدم طرفاً القتال الأسلحة الثقيلة والمسيرات وعمليات القصف المكثف التى أحدثت دماراً كبيراً فى المستشفيات والمنشآت العامة والأحياء السكنية، فى حين يتبادل الطرفان مسئولية التصعيد الخطير.

وتعتبر الفاشر واحدة من أهم المدن الاستراتيجية فى الإقليم الذى يربط حدود السودان بكل من ليبيا وتشاد وإفريقيا الوسطى. وحذرت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة من التداعيات الخطيرة المحتملة جراء خروج المستشفيات الرئيسية عن الخدمة.

وعبرت المنظمة فى بيان على صفحتها بمنصة «إكس» عن فزعها الشديد من الهجوم الأخير على مستشفى الجنوب، وهو المرفق الوحيد الذى يتمتع بقدرة جراحية فى المدينة مما يزيد من تقييد الوصول إلى الخدمات المنقذة للحياة.

أشارت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى «التأثير المدمر العميق» على المدنيين نتيجة الاشتباكات بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع فى الفاشر، محذرة من أن السكان والنازحين داخلياً محاصرون فى المدينة ويواجهون خطر المجاعة الوشيك.

وأكد محمد الناير المتحدث باسم حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور أن عشرات الأسر الفارة من القتال فى الفاشر ومناطق أخرى من الإقليم تصل يومياً إلى مناطق سيطرة الحركة عبر الشاحنات والدواب ومشياً على الأقدام، فى ظروف إنسانية قاهرة.

وأوضح «الناير» أن «آلاف الأسر التى وصلت إلى مناطق سيطرة الحركة بجبل مرة تعانى الجوع والأمراض، لا سيما الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن، حيث يموت العشرات يومياً جراء سوء التغذية وانعدام الدواء. إننا أمام كارثة إنسانية حقيقية تستدعى التدخل العاجل من المجتمع الدولى والمنظمات الإنسانية».

وفشلت حتى الآن كل الجهود الإقليمية والدولية والمحلية لوقف القتال فى المدينة، لكن الهادى إدريس، عضو مجلس السيادة السابق قال لموقع «سكاى نيوز عربية» إن إنقاذ المدنيين العالقين يتطلب وجود آلية حل تؤدى إلى خروج طرفى القتال من المدينة.

وطرحت حركات مسلحة محايدة من بينها تحرير السودان- المجلس الانتقالي- التى يرأسها إدريس خطة لتشكيل قوة مشتركة لحماية المدنيين ومساعدة المنظمات الإنسانية لتوصيل المساعدات للعالقين، لكن الخطة لم تنفذ حتى الآن.

انقسمت الحركات المسلحة الموقعة على اتفاقية السلام فى جوبا فى نهاية 2020، عقب الحرب التى اندلعت العام الماضى فى السودان إلى حركات محايدة وهى الغالبية وتقودها حركتا الهادى إبراهيم وأبوبكر حجر، فيما أعلنت ثلاث حركات انحيازها للجيش، وهى مجموعة تتبع لجبريل إبراهيم وزير المالية الحالى ومنى أركى مناوى حاكم إقليم دارفور ومجموعة مصطفى تمبور.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ع بشمال دارفور وتحذيرات دولية الجيش السوداني

إقرأ أيضاً:

مسؤولة أميركية لـ«الشرق الأوسط»: أولويتنا في السودان وقف القتال

أكدت الإدارة الأميركية أنها لا تزال منخرطة جداً في السودان، ولن تتخذ طرفاً في النزاع الدائر حالياً في البلاد، وتدعم الشعب السوداني وطموحاته نحو حكومة مدنية. وقالت نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، مينيون هيوستن، في مقابلة خاصة مع «الشرق الأوسط» هي الأولى لمسؤول أميركي في عهد الرئيس دونالد ترمب عن ملف السودان، إن هذا الموقف لن يتغيَّر رغم كل المكاسب الميدانية التي حققها الجيش السوداني في الفترة الأخيرة.

التغيير: وكالات

وشدَّدت هيوستن على ضرورة وقف الأعمال العدائية فوراً، مشيرة إلى تعاون وثيق من قبل إدارة ترمب مع دول المنطقة للحرص على إنهاء الصراع الدائر، و«ضمان وقف الأعمال العدائية لتهيئة الظروف لحكومة بقيادة مدنية تعطي الشعب السوداني ما يستحقه، وأن الولايات المتحدة لن تتنازل عن هذا الجهد». كما أكدت على الاستمرار في سياسة المحاسبة عبر العقوبات، وضرورة الاستمرار في توفير المساعدات الإنسانية.

وقالت هيوستن: «نحن نعلم أن الوضع في السودان كارثي. إنها أكبر أزمة إنسانية في العالم. ما نراه في السودان أمر مؤسف، ومن المهم أن يعرف المتابعون والعالم أن الولايات المتحدة لا تزال منخرطة جداً في هذا الملف». وأضافت أن الإدارة الأميركية الحالية تعمل على جبهات متعددة، و«تشمل جهودنا الدبلوماسية الانخراط مع الاتحاد الأفريقي، والأمم المتحدة، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية، بالإضافة إلى السعودية ودول أخرى».

واشنطن مستعدة للضغط

وأكدت، المسؤولة الأميركية أن الولايات المتحدة كانت واضحةً للغاية بشأن ما تحاول تحقيقه في السودان، قائلة: «كنا صريحين للغاية حول ضرورة أن يكون تدخل الشركاء والدول الأخرى في الأزمة (السودانية) تدخلاً بنّاءً يؤدي إلى وقف الأعمال العدائية، لأنه بخلاف ذلك فستكون هذه الدول متواطئةً في إطالة أمد النزاع، ومتواطئةً في خلق مزيد من المعاناة للسودانيين، وخلق مزيد من عدم الاستقرار، وهذا لن يؤدي إلى السلام».

كما تعمل الإدارة الأميركية على الجبهة الإنسانية، إذ إن هناك كثيرًا من العمل بمشاركة الشركاء المنفذين الذين يعملون على دعم الاحتياجات الحيوية للناس في السودان، وكذلك اللاجئين في الدول المجاورة ودعم جهودها لقبول اللاجئين. وأشارت إلى أهمية تدابير المساءلة فيما يتعلق بالعقوبات.

ولدى واشنطن 31 تصنيفاً للعقوبات في الوقت الحالي بين «قوات الدعم السريع» والقوات المسلحة السودانية، وهذا أمر مهم للإدارة الأميركية بوصفه إجراء آخر لدفع الطرفين المتحاربين للجلوس إلى طاولة المفاوضات، ووقف الأعمال العدائية، وإعطاء الشعب السوداني ما يستحقه.

التزام طويل تجاه السودان

وأوضحت أن واشنطن تطلب من الشركاء الإقليميين الاستمرار في لعب دور بنّاء في الجمع بين الطرفين، وأن نركز على احتياجات الشعب السوداني «وهو أمر أكثر أهميةً من أي شيء آخر».

وشدَّدت هيوستن على أن التزام واشنطن «هو تجاه شعب السودان، والالتزام بالسلام الدائم، والالتزام بوقف الأعمال العدائية، وهذا الالتزام لا يتزعزع ». وأكدت أن وزارة الخارجية الأميركية، تحت قيادة الوزير ماركو روبيو، تواصل العمل مع الشركاء المنفذين على الأرض للتأكد من وصول المساعدات الإنسانية إلى مَن يحتاجونها، كما تواصل الوزارة دعوة الجهات الفاعلة الإقليمية والحكومات الدولية، إلى بذل مزيد من الجهد، وأن تبذل الدول المانحة مزيدًا، لأن ما نراه في السودان وفي جنوب السودان يظهر أهمية تضافر الجهود العالمية لحل الأزمة.

لا استثمار مع الأسلحة

وأشارت المسؤولة الأميركية إلى أنه لا يمكن دعم أي جهود تتعلق بالتقدم الاقتصادي والاستثمار ما لم يتم إخماد نار الأسلحة، لذلك «سنركز في هذا الوقت على الشعب السوداني وإنهاء القتال، فكلا الطرفين مسؤول عن الدمار في السودان، وعن عدم الاستقرار الإقليمي. لذا يبقى تركيزنا منصبّاً على جلب الطرفين إلى طاولة المفاوضات لتهيئة الظروف لوصول المساعدات الإنسانية إلى مَن يحتاجونها قبل كل شيء».

وأشارت إلى أنه خلال الأسبوعين الأولين من مارس، كان يوجد 2.1 مليون شخص تلقوا مساعدات إنسانية مهمة لأنهم كانوا على حافة المجاعة. وعن العقوبات، قالت هيوستن، إنها مهمة بوصفها أداةً لدفع الطرفين المتحاربَين إلى وقف الأعمال العدائية.

نقلاً عن صحيفة الشرق الأوسط

الوسومالولايات المتحدة الأمريكية انهاء حرب السودان

مقالات مشابهة

  • وزيرالداخلية يهنئى الشعب السودانى والقوات المسلحة بالانتصار على المليشيا المتمردة ويؤكد إنتشار الشرطة فى كافة المناطق المحررة
  • الجيش السوداني يتصدى لهجمات على عطبرة والفاشر
  • الجيش خاض أربع معارك رئيسية كانت سببا في انهيار الميليشيا في وسط السودان
  • مسؤولة أميركية لـ«الشرق الأوسط»: أولويتنا في السودان وقف القتال
  • متحدث الحكومة السودانية: الدعم السريع يستخدم المدنيين العزل دروعا بشرية
  • الحكومة السودانية: الدعم السريع يستخدم المدنيين العزل دروعا بشرية ويستهدف المواطنين
  • السودان: الدعم السريع يستخدم المدنيين العزل دروعا بشرية
  • أين اتجهت قوات الدعم السريع بعد الخروج من الخرطوم؟
  • واشنطن تؤكد انخراطها في جهود وقف الحرب في السودان
  • البرهان يصل جدة وسط تكهنات بعودة الجيش والدعم السريع للتفاوض