إسرائيل تواصل إبادة الفلسطينيين بزرع الألغام والمعلبات المفخخة فى المنازل
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
8 آلاف طن من القنابل الجوية لتسهيل مهمة طائرات «كواد كابتر» المسيرة
مصرع وإصابة 15 من قوات الاحتلال فى تفجير مبنى فى رفح جنوب غزة
«جوتيريش»: 50 ألف طفل يواجهون الموت جوعاً و80% من أهالى القطاع يقتلهم العطش
واصلت إسرائيل حرب الإبادة الجماعية لتصفية الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة بزرع الألغام وتفخيخ المنازل بمعلبات الأغذية والعصائر عقب الانسحاب الوهمى من بعض المناطق، وكشفت مصادر فلسطينية عن وجود 8 آلاف طن من القنابل الجوية لم تنفجر بعد وهى موجودة داخل أساسات المبانى والأبراج، يتراوح أعماق بعضها ما بين 2 و8 أمتار أسفل الأرض؛ وتتطلب إزالتها معدات خاصة لا تتوافر فى القطاع.
وقالت المصادر «نلاحظ انتشار هذه الظاهرة من القنابل التى يطلقها الاحتلال على المبانى والأبراج السكنية، حيث يخترق الصاروخ عدة طبقات من المبانى وصولاً للطابق الأرضى، ويبقى داخله دون أن ينفجر بشكل نهائى كونه مصمماً لاختراق التحصينات».
وأضافت مصادر أمنية وطبية أن الاحتلال استخدم هذا النوع من القنابل بشكل لافت خلال الحرب، لتسهيل إدخال الطائرات المسيرة (كواد كابتر) داخل هذه المبانى للتعرف على من هم داخلها، وبث الذعر فى صفوف أهالى القطاع لجعل وخلق حالة قلق وتوتر وهم محاطون بأطنان من الصواريخ والقنابل التى لم تنفجر.
وقال شهود عيان إنه ما أن أذيع خبر انسحاب الاحتلال من شرق مدينة «دير البلح» وسط القطاع غزة، حتى عاد آلاف الفلسطينيين النازحين لتفقد منازلهم. ليفاجأوا بتحويلها إلى ثكنة عسكرية ومكان لمبيت عناصره، ونقطة لتمركز القناصة كونها تقع على تلة يمكنها كشف المنطقة.
وأعلنت وزارة الصحة فى قطاع غزة أن الاحتلال ارتكب 3 مجازر ضد العائلات فى قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 50 شـهيداً و120 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية لليوم الـ249 لحرب الابادة، وأشارت إلى ارتفاع الحصيلة إلى 37164 شهيداً و84832 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضى.
وكبدت المقاومة الفلسطينية قوات الاحتلال الصهيونى خسائر فادحة، وأعلنت تل ابيب مقتل 4 قيادات من لواء «جعفاتى» فيما اصيب 11 على الأقل خلال تفجير مبنى فى حى الشابورة فى رفح جنوباً، ويصل عدد القتلى الإسرائيليين منذ هجوم السابع من أكتوبر إلى 650 قتيلاً، وفق إحصاء وزارة الحرب الإسرائيلية على موقعها الإلكترونى.
أكد المكتب الإعلامى الحكومى فى القطاع فشل الرصيف الأمريكى العائم للتخفيف من كارثية الواقع الإنسانى داخل قطاع، وأوضح رئيس المكتب، سلامة معروف، أنه لم يمر عبره منذ إنشائه سوى عدد محدود جداً من الشاحنات لا يتجاوز ١٢٠ شاحنة.
ووصف المسئول الفلسطينى الرصيف بأنه كذبة إنسانية باعت من خلاله الإدارة الأمريكية الوهم للرأى العام العالمى، واستخدمته كغطاء لتجميل موقفها المنحاز والشريك للاحتلال فى عدوانه وإظهار أن لها جهوداً ميدانية للتخفيف من وقع الكارثة الإنسانية التى يعانى منها أكثر من مليونى إنسان داخل غزة.
وأضاف أنه لو كانت الإدارة الأمريكية جادة فى توجهاتها للتخفيف من وقع الكارثة الإنسانية، وصادقة فى نواياها لمساعدة شعبنا، لضغطت على الاحتلال لفتح المعابر البرية وضمان دخول آلاف شاحنات المساعدات المكدسة بالجانب المصرى.
وحمل معروف الولايات المتحدة إلى جانب الاحتلال تداعيات الكارثة الإنسانية.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أنه لا يوجد أى مكان آمن فى غزة وظروف العيش متردية.
وأوضح خلال أعمال مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة حول القطاع أن مستشفيات غزة تحولت إلى أنقاض، وأن أكثر من 50 ألف طفل فى غزة بحاجة إلى العلاج من سوء التغذية الحاد، وأشار الى أن 9 أشهر مرت على الحرب ومستوى القتل لسكان القطاع لم يشهد مثله فى حياته، وشدد على أن 80% من أهالى القطاع لا يجدون الماء الصالح للشرب بسبب استمرار الحرب وتوقف المساعدات ولا يوجد مكان آمن فى قطاع غزة والوضع المتردى يزداد تفاقماً، وأن جميع المساعدات الإنسانية تمنع من الدخول. وأعلن المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، جوناثان فاولر، أن مستوى الدمار الذى خلفه العدوان الإسرائيلى على القطاع يحتاج لأكثر من 20 عاماً لمحوه وإعادة الإعمار.
وأضاف المتحدث الأممى أن إعادة الإعمار ستكون مهمة ضخمة للغاية، سيما عند إعادة بناء نظام التعليم، واستقبال الأطفال وضمان عودتهم إلى المدارس، وإعادة بناء العيادات المتضررة، وأرجع صعوبة عملية الإعمار فى غزة إلى مستوى الدمار الكبير جداً؛ ووجود تلال وأكوام من الأنقاض والحطام، فضلا عن الناس الذين يعيشون بين الأنقاض، والأماكن المليئة بالقنابل والذخائر غير المنفجرة.
واستشهد 5 على الأقل بينهم سوريان فى هجوم إسرائيلى على جنوب لبنان وتتواصل وتتصاعد وتيرة المواجهات بين حزب الله اللبنانى والاحتلال على طول الحدود، مع ارتفاع تأثير أداء المقاومة فى لبنان وتطور عملياتها العسكرية داخل كيان الاحتلال، بالتزامن مع توسيع ضربات قوات الاحتلال فى لبنان.
وهاجم الحزب، عدة أهداف حساسة من بينها «ثكنة يردن» فى الجولان السورى المحتل، ومقر قيادة فرقة الجولان 210 فى «ثكنة نفح»، ومقر «فرقة الجليل» شرق ديشون، إلى جانب عشرات المواقع والأهداف على طول الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة. وحمل التصعيد المتعمد من المقاومة فى لبنان، والذى تخطى الحدود الجنوبية إلى عمق الشمال الصهيونى رسائل بردات الفعل المتتالية عقب كل عملية تقوم بها.
واعتبر مراقبون لبنانيون أن الرسائل النارية والنوعية التى توجهها المقاومة فى لبنان إلى الاحتلال الصهيونى، تزامنت مع انتقاء أهداف استراتيجية نوعاً ما، وقامت بضربها، الأمر الذى أفقد الاحتلال الصهيونى صوابه، ودفعه إلى ضرب الأهداف المدنية والسكنية، وأشاروا إلى أن كل محاولة اسرائيلية للإفلات من قواعد الاشتباك أو فرض معادلات جديدة، تقابلها المقاومة فى لبنان برد صاعق يمنع العدو الصهيونى من تحقيق أهدافه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المنازل إسرائيل ت إبادة الفلسطينيين جوتيريش جنوب غزة كواد كابتر فى قطاع غزة من القنابل
إقرأ أيضاً:
المقاومة والشهادة والانتصار في فكر شهيد الإنسانية السيد حسن نصر الله
يمانيون/ تقارير
غاب زمن نصر الله، وحضر زمن جديد.. هذا لا يعني أن النسيان سيكون سيد الموقف لشخصية عظيمة استثنائية صنعت الكثير من المتغيرات والتحولات في المنطقة، وإنما هو الوفاء والسير على دربه رحمه الله.
اليوم يبتسم الأعداء، ويتنفسون الصعداء، ومعهم كل أزلامهم من العرب المنبطحين الأذلاء، في حين يبكيه كل حر وشريف، كل مقاوم، كل مؤمن، عرف معنى الإنسانية، والجهاد، والعزة والكرامة.
بالنسبة للقائد حسن نصر الله، فإن الشهادة في سبيل الله، كانت أمنية مقدسة لديه، وقد نال ما تمنى، ويكفيه شرفاً أن جريمة اغتياله تعد سابقة في التاريخ، فهو أول زعيم على وجه هذه الأرض تلقى عليه القنابل الأمريكية الثقيلة والتي تزن ألفي رطل؛ ولهذا فإن الأمة التي تفقد روح الاستشهاد والتضحية لا تستطيع أن تحافظ على أرضها ومقدساتها، وهكذا هم رجال المقاومة وقادتها، ولقد كان السيد حسن نصر الله –رحمه الله- يعيش بين الناس، لكن قلبه معلق بالملأ الأعلى، يناجي الله في ظلمة الليل والناس نيام بأن يمنحه الله هذا الوسام الرفيع ليفوز برضا الله ونعيم الآخرة.
وفي الكثير من خطاباته كان يؤكد -سلام الله عليه- بأن الشهادة في سبيل الله هي اصطفاء الهي، فالشهداء هم السالكون إلى الله، وهم سراج الأمة، وهم أهل اليقين، فالله الذي يختار الأنبياء هو أيضاً يختار الشهداء ويصطفيهم، والشهادة وسام إلهي رفيع يهبه الله للمستحقين واللائقين، ليكون لهم شرف أن يحملوا عنوان الشهادة، وكلما كان الشهيد له موقعية جهادية بارك الله في دمائه وجعلها زيتاً يضيء سراج النصر.
إن شهادة القادة -كما يقول الشهيد القائد حسن نصر الله- هي ولادة جديدة للمقاومة، ولشعب المقاومة، ورجال المقاومة، ومشروع المقاومة، وشهادة القائد تضع المقاومة على طريق النصر النهائي، وتختصر العديد من المراحل والمسافات، وتستنهض الكثير من الهمم.
المقاومة ثقافة وقيموإذا كان سماحته يتحدث عن الشهادة وعظمتها، فإن هذا لن يتحقق إلا بمشروع المقاومة والتي كانت تشكل المحور المركزي لديه، فالمقاومة هي المثال للخروج من حالة الإحباط والشعارات التي عايشتها الأمة، ومقاومة لبنان ضد العدو الإسرائيلي لم تولد صدفة، ولم تكن حدثاً عابراً، وإنما صنعتها إرادة الرجال المقاومين المجاهدين الصادقين والمخلصين، فالمقاومة هي صورة السيد عباس، أعطاها من صدقه، واخلاصه، وتواضعه، ومن السيد عباس تعلم الشهيد القائد حسن نصر الله، كل معاني الصدق والإخلاص والتواضع.
والمقاومة عند انطلاقها ألصقت عليها صفة “الإسلامية”، وهي ليست طائفية، وإنما تجسد الهوية الإيمانية، وتجعلها مقاومة فوق الطوائف، وفوق المناطق، وفوق الأقطار بالمعنى القطري الضيق، ويجعلها مقاومة تدافع عن الأمة، ومقاومة تدافع عن الإنسان في لبنان والمنطقة، فهي تقاتل في سبيل الله، ومن أجل الله، وطلباً لرضا الله واستجابة لأمره.
هذه الأفكار كان يقدمها شهيد الإنسانية في خطاباته بكل وعي، لتصبح منهجاً في عقول المقاومين الأحرار، ليس في لبنان فحسب، وإنما في المنطقة والعالم برمته.
والمقاومة كما يقول -رحمه الله- هي مثال تحرري، وهي تنظر إلى فعلها الجهادي، كإعادة تحريك للواقع الإنساني، الذي طرأت عليه الكثير من معالم الغطرسة، نتيجة سياسة الاستكبار الأمريكية والصهيونية، وقد استطاعت أن تعيد جذوة الجهاد إلى الشعب الفلسطيني، الذي أخذ يرفض الحلول التفاوضية من بعد اتفاقية [أوسلو]، ولذلك فإن المقاومة ليست يداً تحمل البندقية، وإصبعاً يضغط على الزناد فقط، وإنما هي جسم كامل فيه عقل يفكر، وعينان تريان، وأذنان تسمعان، ولسان ينطق، وقلب يملؤه الحنان، أو يمتلكه الغضب.
والمقاومة كما يقول شهيد الإنسانية، هي قيم وثقافة، ترفض العبودية لغير الله، وترفض الظلم والقهر والاضطهاد، وما دام الاحتلال يمثل كل هذه المعاني المشينة من إذلال وإهانة وهتك للحرمات وتعرض للشرف وعبودية وأسر وقهر واضطهاد، فلا بد لمن يحمل قيم الكرامة والسيادة والعز والشرف ورفض العبودية والذل أن يقاوم، وإلا فهو خال من كل هذه القيم ومن كل هذه المشاعر.
النصر من عند اللهويَعُد سماحة الأمين العام لحزب الله شهيد الإنسانية القائد السيد حسن نصر الله النصرَ هبة إلهية، يمنحها الله للمخلصين، فالله هو الذي ملأ قلوبنا بالطمأنينة، وأنفسنا عشقاً للشهادة، وهو الذي رمى وهو أصاب، وهو الذي دمر المواقع، وهدم الحصون، وقتل الجبابرة، وهو الذي يصنع النصر.
وهنا يشدد -رحمه الله- على ضرورة الأخذ بعوامل النصر، فالمقاومة تستمد رؤيتها من الأئمة عليهم السلام، وأرواح الشهداء، والنصر الإلهي مشروط بالجهاد والصبر والتضحية والصدق والإخلاص، والله لا يعطي النصر لمن ليس جديرا به.
ويقول شهيد الإنسانية: “المقاومة وجمهورها أثبتوا جدارتهم، فهؤلاء لم تسقطهم مجازر صبرا وشاتيلا وقانا والنبطية والمنصوري وغيرها، وأثبتوا أنهم لائقون، وجاء الانتصار شهادة من الله لهؤلاء لأنهم لائقون بهذا الوسام من الانتصار.
سيظل الشهيد القائد حسن نصر الله مدرسة نستلهم منها كل المعاني السامية، فهو لا يعلمنا معنى المقاومة والشهادة والانتصار فحسب، وإنما يعلمنا معنى الحياة، وكيف للإنسان أن يعيش في هذه الدنيا، وقد عرف القيمة والهدف الذي خلقه الله من أجله، ويعلمنا أن الضعف والاستسلام والهوان ليس من شيم الرجال ونخوتهم، وأن بقاء الأمة وحفظها وأمنها وعزتها وكرامتها لا يمكن أن يأتي دون مقاومة ودون شهادة، ولقد انتصر -سلام الله عليه- لكل قيمه ومبادئه وأخلاقه، ونال الوسام الأكبر، وختم حياته في أعز وأشرف معركة، شهيداً في سبيل الله على طريق القدس.
نقلا عن موقع أنصار الله