ازدراء النساء لا يبنى أمماً متحضرة
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
«قضينا العُمر فى المخدع..
وجيش حريمُنا معنا.
وصكُ زواجنا معنا
وصكُ طلاقنا معنا..
وقُلنا الله قد شرع.
ليالينا موزعةٌ على زوجاتنا الأربع.
هُنا شفةٌ ٌ
هُنا ساق ٌ
هُنا ظفر ٌ
هُنا إصبع.
كأن الدين حانوت
فتحناه لكى نشبع.
تمتعنا بما أيماننا ملكت
وعشنا من غرائزنا بمستنقع
وزورنا كلام الله
بالشكل الذى ينفع.
ولم نخجل بما نصنع».
كانت هذه الأبيات بمثابة احتجاج شعرى لنزار قبانى على النظرة العامة للنساء فى عالمنا العربى. فللمرأة فى المجتمعات العربية وظيفتان محددتان الخدمة، والمُتعة، وخارجهما لا مجال لقيادة أو لعب دور محورى، سواء فى العلوم والآداب، أو حتى فى السياسة.
النساء مُهمشات فى الذاكرة الجمعية لأن العادات القبلية اعتبرتهن زوائد، وأدوات ثانوية لإسعاد الرجل. ولم يكن غريبا أن تتمدد هذه النظرة قرونا من الزمن، بفضل سوء تفسير النصوص الدينية سواء فى الإسلام والمسيحية لترسيخ ثانوية المرأة.
من هُنا انتشرت مقولات عديدة مقتطعة ومحورة ومزورة من عينة «خير النساء من لا تخرج من بيتها إلا إلى القبر»، و«المرأة باب كل فتنة»، و«أكثر أهل النار من النساء»، واقترن مصطلح «ناقصات عقل ودين» بهن كأنه قانون حتمى عام ومطلق.
وهكذا تكرست فكرة تهميش المرأة تحت تصور أن الدين قال ذلك، فاعتبر البعض أى دعوة لإشراكها فى الحياة العامة هى باب كل شر، وأصل كل فتنة، وذلك على الرغم من أن الشعوب العربية تعيش فى فتن وشرور طوال تاريخها.
وقطعاً، فقد كان نتاج ذلك قرون طويلة من انكار حق المرأة فى التعلم، وحقها فى العمل، وحقها فى الاختيار، وحقها فى إبداء أى رأى.
يحكى المستشرق الإنجليزى ستانلى بول، وقد زار مصر فى القرن الثامن عشر أنه سمع من أكثر من شخص مقولة شائعة فى مصر تقول « إذا أردت أن تفعل أمرا، فاستشر ثلاثة، فإن لم تجد فاستشر واحدا، وإن لم تجد اذهب إلى زوجتك وأسألها، ثم افعل عكس ما تُشير به» وهو ما يُدلل على اعتبار آراء النساء، كل الآراء وكل النساء خيارات خاطئة.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
أمل عمار تؤكد ضرورة تعزيز دور المرأة في بناء السلام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ترأست المستشارة أمل عمار رئيسة المجلس القومي للمرأة، أمس، الجلسة الوزارية الحوارية الأولى بعنوان "تعزيز الحماية والاستجابة الشاملة لاحتياجات النساء في مناطق النزاع: النساء يواجهن الحروب"، والتى جاءت ضمن المؤتمر الوزارى الرابع رفيع المستوى حول المرأة والأمن والسلم .
وافتتحت رئيسة المجلس الجلسة بالترحيب بالحضور، الدكتورة هيفاء ابو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، الدكتور معز دريد، المدير الإقليمي بالنيابة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية، السفيرة ريكا إيلا، سفيرة جمهورية فنلندا لدى مصر، الوزيرة منى الخليلي وزيرة شئون المراة الفلسطينية، كلودين عون رئيسة الهيئة الوطنية لشئون المرأة اللبنانية، الدكتور أحمد آدم بخيت وزير التنمية الاجتماعية بالسودان.
واستهلت المستشارة أمل عمار كلمتها قائلة: "اسمحوا لى ان اعود بكم اربعة الاف عام إلى الوراء الى مقولة تحتمس الثالث احد عظماء مصر القديمة مخاطبا الجنود وقت الحرب دفاعا عن الوطن وليس إغارة على وطن، من عام ١٤٢٥ قبل الميلاد كانت مقولته (لا تقتلوا جندي يستسلم، لا تقتلوا مدنيا لم يرفع السلاح، إياكم أن تمسوا طفلاً أو إمرأة بسوء، أعطوا الطعام للجائع كي يعطيكم الرب أضعافه، إياكم ان ترهبوا خائفاً مذعوراً، فهذا لا يرضي الإله العظيم) " .
وتابعت قائلة: "هذه كانت قواعد الحرب منذ الآف السنين، كانت حرب شريفة دفاعا عن الأوطان، ويؤسفنا أن نكون في الألفية الثانية ويكون هذا الوضع يحدث فى عالمنا، والكيل بمكيالين، وبالعكس الحروب على شهود
الأعيان تتناقلها وسائل الاعلام، بل نعيش لحظة بلحظة ونرى الاختراق لحقوق الإنسان والقانون الدولى الإنساني".
واضافت أن حدث اليوم يتزامن مع حملات الـ 16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة، بالتزامن ايضا مع اقتراب مرور ربع قرن على إطلاق أجندة المرأة والسلام والأمن، الأمر الذي يدعونا إلى تضافر الجهود في مواجهة تصاعد العنف ضد المرأة، خاصة في ظل الصراعات والتحديات التي يشهدها العالم اليوم، وخصوصا العالم العربي. فما يحدث في لبنان، وفلسطين، والسودان، شاهد على هذه المآسي، وتشكل هذه الحملات فرصة هامة للتأكيد على ضرورة مضاعفة الجهود من أجل تحقيق أجندة المرأة والسلام والأمن التي تُعد ركيزة أساسية في بناء مجتمعات يسودها العدل والمساواة، حيث تضمن هذه الخطة الدولية حقوق المرأة، وتُعزّز دورها في منع نشوب النزاعات، وبناء السلام، وتحقيق المصالحة، لتصبح المرأة شريكا فاعلا، لا ضحية صامتة.
واختتمت المستشارة أمل عمار جلستها بتأكيدها أهمية تعزيز مشاركة المرأة الفعالة في جهود السلم والأمن وتواجدها في العمل الدبلوماسي الذى يعد أحد الجهود الهامة التى تفسح المجال أمامها في مجال الوساطة والتفاوض، علاوة على ضرورة مراعاة منظور المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة فى كافة الجهود المتعلقة بتحقيق السلم والأمن، وذلك حتى ننعم بسلام مستدام ونتائج تأخذ فى الاعتبار احتياجات الجميع،
علينا أن نظل أقوياء، فأوطاننا تنتظرنا لنعمرها ونبنيها.
وتناولت الجلسة مناقشات حول القضايا الرئيسية والتحديات فى تنفيذ الاولويات الوطنية المتعلقة بأجندة المرأة والسلم والأمن وفقاا للسياق الوطنى للدول المشاركة، بالإضافة إلى مناقشة تداعيات الأحداث الحالية على النساء والفتيات واحتياجات النساء والفتيات فى الوضع الراهن، وأبرز الاجراءات التى تعزز مسألة الحماية للنساء والفتيات فى مواجهة العنف الممنهج الذى يمارس ضدهم وانتهاكات القانون الانسانى الدولى وانتهاكات حقوق الانسان تحت الاحتلال الاسرائيلى وفى حالات النزاعات المسلحة، خاصة فى مسألة مناهضة العنف الجنسى ضد النساء أثناء النزاعات المسلحة فى ضوء قرار مجلس الأمن (2467) لعام 2019، أبرز العوامل المساعدة التى تمكن الدولة من تنفيذ ركائز أجندة المرأة والسلام والأمن بشكل أوسع لا يقتصر على التركيز على ركيزة دون الأخرى.