كاتبة إسرائيلية: تحولنا إلى دولة فاشية وجماهيرنا تصدق حماس أكثر من إعلامنا
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
تتزايد الاعترافات الصادرة عن النخب الفكرية والثقافية لدولة الاحتلال بأنها باتت تتصنّف فعلا بأنها دولة فاشية، وتحمل أيديولوجية دموية، استكمالا لنماذج فاشية سابقة شهدتها عدد من الدول الحديثة، مثل إيطاليا وألمانيا وإسبانيا ورومانيا والأرجنتين وتشيلي، مصحوبة في النموذج الإسرائيلي بسيادة العرق والتفوق القومي على الآخرين، ولم يتوقف الأمر عند تفوق اليهود على العرب والفلسطينيين، بل بات يصل إلى زوايا غير مسبوقة بالتفريق بين دم يهودي ودم يهودي آخر.
أوريت ياعيل المتخصصة في التاريخ الاجتماعي، والمحاضرة الناشطة في الأوساط المدنية الإسرائيلية، كشفت أن "تخلي الدولة عن مستوطنات غلاف غزة في هجوم السابع من أكتوبر جاء تحقيقا لأهداف أيديولوجية لا ترى في المستوطنين أهمية تُذكر، ومن أجل ذلك يُعاني المختطفون ويقتلون في أنفاق حماس منذ أشهر، في حين يرفض إيتمار بن غفير وبيتسلئيل سموتريش إطلاق سراحهم، بزعم أنهم لا يستحقون الثمن الذي قد تدفعه الدولة، رغم أن الجنود في الجبهتين الجنوبية والشمالية منهكون، ومع ذلك فإن القتال لا يتوقف بزعم تحقيق "النصر الكامل".
وأضافت في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل" العبري، وترجمته "عربي21" أن "شمال الدولة يحترق، والمنازل تشتعل بعد قصفها، وتدميرها، وتم إفراغ المستوطنات من سكانها، فيما يُنشئ الوزراء مستوطنات جديدة في المناطق التي تخدم الأيديولوجية المسيحانية للتفوق العنصري، ويتم إجلاء عشرات الآلاف من العائلات من منازلها في الشمال والجنوب، وبات المطلوب منهم مزيدا من التحمّل من أجل الأمن الداخلي للدولة".
وأكدت أن "كل ذلك يحصل في ظل تهديد وزارة الأمن القومي وشرطتها السرّية بحظر حرية التعبير، ومنع الاحتجاج على أنشطة الحكومة في الشوارع أو على وسائل التواصل الاجتماعي أو في الأوساط الأكاديمية، ومن يجرؤ سيواجه هذه الشرطة العنيفة، التي ستبادر للاعتقالات التعسفية، والتحقيق في جرائم لا وجود لها وفق القانون".
وأوضحت أن "الدولة ووسائل الإعلام تخفي معلومات حيوية، أو تنشر أخبارا جزئية أو كاذبة، ويصدق الجمهور شبكات العدوّ حماس، أكثر من وسائل الإعلام الإسرائيلية، فيما تُقام مسيرات رمزية في مناطق التوتر لإثبات التفوق الوطني، وتظهر فيها كل الخصائص الفاشية، بما فيها الاستخدام الدعائي لوسائل الإعلام، والتعدي على حرية التعبير، وتفعيل الشرطة، وآليات الرقابة على الإسرائيليين، والإضرار بحياة الجنود والمختطفين والمهجرين، في الشمال والجنوب".
وأشارت إلى أن "شعار الحكومة بات أن كل ما يخدم أهداف الدولة وأمنها أسلوب مشروع، ولسان حالها أن الدولة قبل كل شيء، جنبًا إلى جنب مع الأيديولوجية اليهودية المسيحانية، وتعزيز مكانة الزعيم وبقائه، ويهدّد الوزيران بن غفير وسموتريتش بالاستقالة من الحكومة إذا تمت صفقة التبادل، وبالتحديد إذا توقفت حرب غزة، رغم أنهما لم يخدمان في الخدمة القتالية في الجيش، ولا يعرفان بشكل مباشر ما هي الحرب التي تظهر بخصائصها الفاشية".
تؤكد هذه القناعات الإسرائيلية أن قادة دولة الاحتلال اليوم، يرون أن انتصارها هو انتصارهم الشخصي وانتصار للأيديولوجية المسيحانية التي يدافعون عنها، ولهذا فهم على استعداد للتضحية بحياة كل الإسرائيليين الآخرين، رغم أنه من المثير للدهشة أن أياً منهم لم يدفع، ولن يدفع أي ثمن شخصي لهذا النصر المزعوم، وهنا تكمن حماستهم في إجبار الباقين على دفع مزيد من الأثمان البشرية والاقتصادية في هذه الحرب العبثية الدائرة في غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال غزة حماس حماس غزة الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
من هي الدولة العربية التي يُريد لبنان مشاركتها في مراقبة “أي اتّفاق”
هذا السؤال ردّده دبلوماسيون غربيون في العاصمة الأردنية عمان خلال الساعات الماضية على هامش محاولات متابعة الإعلانات الأمريكية التي تتحدث عن قرب التوصل إلى إتفاق وأن مهلة نهائية طرحت بين يدي الحكومة اللبنانية فيما بدأت حكومة إسرائيل تجهز نفسها لإبرام الصفقة.
تقارير وكالات الأنباء تحدّثت عن خمسة دول ستراقب الالتزام بتطبيق ألإتفاق المزمع عقده.
وسبق للمفاوض اللبناني أن تحفّظ على مشاركة بعض الدول الأوروبية في مثل هذا الإطار الرقابي مُصِرًّا على أن قرارات الشرعية الدولية لا تتضمّن بروتوكولات مراقبة للاتفاق.
لكن الأهم يترقّب المعنيون إعلان صيغة الاتفاق بعد مشاورات مكثفة مع عدة أطراف وقد تشمل الدول الضامنة للالتزام حسب آخر المعلومات دولة عربية واحدة على الأقل طلب لبنان وجودها.
راي اليوم