الجزيرة:
2025-01-17@05:58:52 GMT

الجزيرة نت تقف على قصص لجوء في رواندا

تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT

الجزيرة نت تقف على قصص لجوء في رواندا

كيغالي- تبدو الطريق ساحرة عند سلوك الطريق المتجه من العاصمة كيغالي إلى شمال رواندا حيث الطبيعة الخلابة ومزارع الشاي على جانبي الطريق الجبلي تشعرك بالسلام.

سحر لا ينطبق على الطرف الآخر من الحدود، في شرق الكونغو الديمقراطية، فطريق اللاجئين القادمين من هناك، لم تكن محفوفة بالورود، كما تفيد رواياتهم عن أسباب اللجوء التي خَطت على قسمات وجوههم خطوطا باتت حواجز يصعب على الابتسامة تجاوزها.

وحكاية اللجوء في رواندا قديمة جديدة. فيوما ما، كان كثير من الروانديين أنفسهم لاجئين في دول الجوار، لتصبح بلادهم بعد سكوت البنادق صيف عام 1994 ملجأ لنظرائهم من شعوب المنطقة.

سكن مؤقت للاجئين في مخيم الاستقبال نكاميرا (الجزيرة)

الجزيرة نت وقفت على بعض تفاصيل قصة اللجوء إلى رواندا من خلال زيارة مخيم الاستقبال المؤقت، نكاميرا، في مقاطعة روبافو، وزيارة أخرى لمخيم دائم للاجئين.

8 عقود وكثير من الخسارات أثقلت كاهل السيدة فانيسا، التي وصلت إلى مخيم نكاميرا بعد رحلة شاقة فقدت خلالها ما لا يمكن تعويضه. حيث قتل اثنان من أولادها خلال محاولتهما الهرب من القتال في شرق الكونغو، حين هاجمت "القوات الديمقراطية لتحرير رواندا" قريتها.

تقول فانيسا للجزيرة نت إن ابنها البكر قتل أولا أمام أعينها، وقتل ابنها الثاني في طريق الهروب دون أن تتمكن من دفنه. تتحاشى الإسهاب في الكلام، وتتفادى الشكوى أيضا، وتقول إن الله وحده يسمع شكوى الأمهات اللواتي فقدن فلذات أكبادهن.

وبينما يلحظ الزائرون لمركز الاستقبال المؤقت أن غالبية اللاجئين فيه هم من الأطفال والقُصّر، يؤكد مدير المركز ديفيد غوانيونغا أن 65% من اللاجئين في مركز الاستقبال المؤقت تقل أعمارهم عن 17 عاما، وقد وصلوا غير مصحوبين بذويهم.

أطفال في مخيم نكاميرا شمال غرب رواندا (الجزيرة) خطوات متقدمة

ويضيف غوانيونغا -للجزيرة نت- أن القيمين على المكان يحاولون لم شمل هؤلاء الأطفال مع من بقي من عائلاتهم على قيد الحياة بمساعدة الصليب الأحمر. ولحين إيجاد أقاربهم، تتولى عائلات حاضنة في مركز الاستقبال المؤقت مهمة الاعتناء بالأطفال.

تستضيف رواندا قرابة 135 ألف لاجئ، 85 ألفا من جمهورية الكونغو الديمقراطية ونحو 50 ألفا من بوروندي، وجميعهم موجودون في رواندا تحت بند الحماية المؤقتة وفق اتفاقية عام 1951 الخاصة باللاجئين، ويعيشون بغالبيتهم في 5 مخيمات في البلاد، بحسب المتحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين في رواندا ليلي كارليسلي.

وعن سياسة الحكومة الرواندية في موضوع اللاجئين، تقول المتحدثة باسم المفوضية، للجزيرة نت، إنه في ظل غياب الإمكانية في المدى المنظور لعودة هؤلاء اللاجئين إلى أوطانهم، اختارت رواندا السير بخطوات متقدمة لدمجهم في المجتمعات المحلية بشكل قانوني. وهذا يعني، بحسب كارليسلي، أن اللاجئين في رواندا ينالون الحق في العمل والتنقل، والحق في العيش خارج المخيمات، وحق الحصول على إثباتات هوية وفتح الحسابات البنكية.

تلعب مفوضية اللاجئين دورا مساندا للحكومة الرواندية، لا سيما على صعيد تمكين اللاجئين اقتصاديا، حيث يخضعون لدورات تدريبية لاكتساب مهارات حياتية تمكنهم من إيجاد فرص عمل، إضافة إلى تقديم مساعدات مالية تتيح للاجئين تأسيس أعمال صغيرة، سواء تجارية أو خدماتية، بحسب المتحدثة باسم المفوضية.

ويعد مخيم نكاميرا مركز عبور مؤقت، يتم استقبال اللاجئين من الكونغو الديمقراطية فيه قبل أن يعاد نقلهم إلى مخيمات أكبر وأكثر تنظيما. لكن انخفاض ميزانية مفوضية اللاجئين ينعكس على سرعة الإجراءات.

وتقدر احتياجات المفوضية في رواندا بنحو 91 مليون دولار للعام الحالي، لكنها لم تنل من إجمالي المبلغ سوى قرابة 19%، مما اضطرها لتخفيض الخدمات التي تقدمها للاجئين، وفق كارليسلي.

شبح الإبادة يلاحق التوتسي

ولتكتمل القصة، كان لا بد من زيارة أحد المخيمات الدائمة للاجئين. فتوجهت الجزيرة نت إلى مخيم ماهاما للاجئين الواقع جنوب شرق رواندا، عند مثلث حدودي يفصل نهر أكاغيرا رواندا عن جارتيها بوروندي وتنزانيا.

يقع المخيم على مساحة مئتي هكتار تقريبا، ويقطنه قرابة 63 ألف لاجئ، 40 ألفا منهم فروا من بوروندي على خلفية انتخابات عام 2015، من بينهم أوسكار ساجوموليمي.

فرّ ساجوموليمي من العنف في بوجومبورا (إحدى أهم المدن البوروندية) في ذلك العام، وهو ابن لناشط قتل في أعمال العنف في بوروندي. ليست وحدها تماسيح نهر أكاغيرا من يحول دون عودته إلى دياره، فخشيته من مسؤول المخابرات في المنطقة الحدودية والذي قال إنه يسعى لقتله انتقاما من نشاط والده السياسي حسب قوله، دفعته للإصرار على البقاء في المخيم.

يحمل ساجوموليمي شهادة في الزراعة، ويعمل منذ وصوله إلى مخيم ماهاما متطوعا في جمعيات إغاثة تختص بمساعدة اللاجئين، للحصول على مدخول لائق لإعالة زوجته وأولاده الثلاثة.

يعيش في ماهاما أيضا كانيي شواري، ذو الـ69 عاما -وهو كونغولي لجأ إلى رواندا عام 1996- مع قرابة 20 ألفا من مواطنيه في المخيم. يقول شواري للجزيرة نت إنه فر من الكونغو الديمقراطية بسبب هجمات تشنها "القوات الديمقراطية لتحرير رواندا"، ويتهم المجموعة المسلحة باستهداف إثنية التوتسي في الكونغو.

ويضيف "لجأنا إلى رواندا بعد الإبادة الجماعية بحق التوتسي بعامين اثنين، عندما انتقلت المليشيات التي ارتكبت الإبادة في رواندا إلى الكونغو الديمقراطية وبدأت باستهداف التوتسي الكونغوليين على أسس إثنية".

يعيش شواري مع زوجته وأولاده الأربعة وأحفاده في المخيم، ويقول إن مأساة لجوء الكونغوليين باتت في جيلها الثالث منذ النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي.

لاجئة كونغولية وبيدها طلب تقديم للحصول على أوراق ثبوتية في مخيم الاستقبال المؤقت نكاميرا (الجزيرة) أزمة مزمنة

تؤكد مفوضية اللاجئين ما ذهب إليه شواري، وبحسب المتحدثة باسمها في كيغالي، فإن 34% من اللاجئين الكونغوليين ولدوا في رواندا، مما يجعل من اللجوء أزمة مزمنة حيث تعيش 3 أجيال من العائلات في المخيمات.

يشرح مدير مخيم ماهاما فوغانيسا أندريه، للجزيرة نت، أن اللاجئين يعيشون ضمن 18 قرية داخل المخيم نفسه، وأنهم يديرون شؤونهم بأنفسهم عبر لجان يتم انتخابها لتمثيل كل "قرية" داخل ماهاما ولإدارة المرافق العامة، ويضعون "سياسات مجتمعية" تعمل جنبا إلى جنب مع إدارات رسمية رواندية.

يتاح للاجئين في ماهاما الانخراط في دورات تدريبية على مهارات حياتية مهنية، ضمن خطة رواندا لإدماج اللاجئين في المجتمع وسوق العمل والمؤسسات الصحية والتعليمية والأكاديمية. ويعتمد مخيم ماهاما على نموذج فريد في مسألة توفير احتياجات اللاجئين. إذ يتم توزيع حصص غذائية تشمل أغذية أساسية، وتوفير مبلغ يقدر بنحو 80 دولارا شهريا للفرد في إطار ما يسميه فوغانيسا حق اللاجئين في اختيار النظام الغذائي الذي يرونه مناسبا.

إلى جانب الحق في العمل والتأهيل المهني، ينخرط أبناء اللاجئين في الدراسة الأكاديمية في الجامعات الرواندية، وينتظم الأطفال في مدارس رواندية أيضا مع أقرانهم من الروانديين. وتسجل مفوضية اللاجئين أن أكثر من 90% من الأطفال اللاجئين ينخرطون في صفوف دراسية في مدارس حكومية.

رغم تجربة الإدماج الناجحة، كما تصفها الأمم المتحدة، فإن مأساة اللجوء بذاتها تبقى الذكرى الأكثر قسوة في أذهان عشرات آلاف اللاجئين الذين لا يمكنهم العودة إلى وطنهم، ولا تلوح في أفق معاناتهم أي بارقة أمل على المدى القريب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الکونغو الدیمقراطیة مفوضیة اللاجئین اللاجئین فی للاجئین فی للجزیرة نت فی رواندا فی المخیم إلى مخیم ألفا من

إقرأ أيضاً:

وزير الري يناقش تنفيذ مشروع سد «مابانكانا» لتوليد الطاقة في الكونغو

ناقش هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، اليوم، خلال زيارته لدولة الكونغو الترتيبات الخاصة بتنفيذ مشروع سد «مابانكانا» لتوليد الطاقة الكهرومائية، والمقرر تمويله من خلال الآلية التمويلية التي أطلقتها الدولة بمخصصات تمويلية محددة لدراسة وتنفيذ المشروعات التنموية والبنية الأساسية بدول حوض النيل .

والتقى «سويلم»، إيف بازاييبا ماسودي وزيرة البيئة والتنمية المستدامة بجمهورية الكونغو الديمقراطية، لمناقشة سبل تعزيز التعاون المشترك في مجالات الموارد المائية والري بين البلدين.

وأكد سويلم تطلعه لتعزيز التعاون والتكامل بين البلدين، لا سيما في مجال التنمية المستدامة للموارد المائية، واستعداد مصر الدائم لنقل خبراتها في مختلف المجالات إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية .

وأشار «سويلم» إلى أن جلسة المباحثات الموسعة التي تم عقدها تناولت مناقشة عدد من القضايا المتعلقة بمياه نهر النيل بما يحقق مصالح كافة الدول، ومجموعة من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك على المستويين الثنائي والإقليمي.

إنشاء 12 محطة مياه شرب جوفية في مقاطعة كينشاسا

وأوضحت وزارة الري أنه جرى مناقشة موقف سير العمل في البروتوكول الموقع بين البلدين لتنفيذ مشروع الإدارة المتكاملة للموارد المائية في الكونغو الديمقراطية والممتد حتى عام 2027، والذى يتضمن أنشطة تنموية متعددة مثل إنشاء 12 محطة مياه شرب جوفية في مقاطعة كينشاسا لتوفير مياه شرب نقية للمواطنين.

تابعت الوزارة أنه تم خلال المباحثات متابعة موقف تشغيل مركز التنبؤ بالتغيرات المناخية والأمطار في العاصمة الكونغولية كينشاسا والذى تم تجهيزه بأحدث نظم التنبؤ، وتدريب عدد من الكوادر الفنية الكونغولية لتشغيل المركز وإكتساب الخبرات المطلوبة في تقنيات التنبؤ بالفيضانات، حيث حقق هذا المركز نجاحات كبيرة داخل الكونغو الديمقراطية والدول المجاورة.

وفى إطار العمل على نقل الخبرات المصرية في مجالي الري والزراعة للجانب الكونغولى، فقد تم مناقشة إجراءات التنسيق المشترك لتطبيق نظم الري الحديث في إحدي الأراضي التابعة لوزارة البيئة والتنمية المستدامة الكونغولية لتكون نموذجاً رائداً يتم التوسع به لاحقاً، بالشكل الذى يعمل على زيادة فرص الاستثمار الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي .

وأشاد الوزراء ببرامج التدريب المتنوعة التي قُدمت للكوادر الفنية من الكونغو الديمقراطية خلال الفترة الماضية، حيث أوضح «سويلم» أنه خلال الفترة من عام 2012 وحتى عام 2024 تم تدريب عدد كبير من الأطقم الفنية بالجانب الكونغولى، مشيراً لوجود خطط لمبادرات تدريب إضافية ضمن اتفاقيات التعاون الثنائي أو من خلال مشروع "مركز القاهرة للتعلم والتميز في التكيف والمرونة (CCLEAR)" ، أو البرامج التدريبية التي تُعقد بالمركز الإفريقي للمياه والتكيف مع المناخ (PACWA) .

مصر أصبحت مركزاً إفريقياً للتدريب وبناء القدرات في مجال التكيف مع التغيرات المناخية

وأشار الدكتور سويلم أن مصر أصبحت مركزاً إفريقياً للتدريب وبناء القدرات في مجال التكيف مع التغيرات المناخية تحت مظلة مبادرة AWARe من خلال مركز التدريب الإفريقي للمياه والتكيف المناخي (PACWA) ، والذي يقدم مجموعة من الدورات التدريبية للأشقاء من الدول الإفريقية في مجالات متعددة تشمل إدارة المياه، أنظمة الإنذار المبكر، التنبؤ بالفيضانات، ونظم الري الحديثة، لتعزيز قدراتهم الفنية ودعم جهود التنمية المستدامة في القارة .

مقالات مشابهة

  • سويلم يصل إلى الكونغو الديمقراطية ويلتقي وزيرة البيئة والتنمية المستدامة| صور
  • وزير الري يناقش ترتيبات مشروع سد مابانكانا في الكونغو
  • وزير الري يناقش تنفيذ مشروع سد «مابانكانا» لتوليد الطاقة في الكونغو
  • الغارديان: إسرائيل تعترف باستخدام جنودها لسيارة إسعاف لمداهمة مخيم للاجئين
  • ليبيا تستقبل تدفقًا يوميًا للاجئين السودانيين وسط تحديات إنسانية كبيرة
  • رد رسمي: بلدية الكفرة وزعت أكثر من 50 شاحنة مساعدات للاجئين السودانيين
  • سايحي يستقبل من قبل رئيس الكونغو ويسلّمه رسالة الرئيس تبون
  • منظمة الصحة: فيروس ماربورغ يقتل 8 في تنزانيا
  • بيان من ملتقى أيوا للسلام و الديمقراطية حول الانتهاكات الجسيمة في ولاية الجزيرة
  • الكونغو برازافيل تستهدف إنتاج 500 ألف برميل نفط يوميا بحلول نهاية عام 2025