إحرام الكعبة.. لماذا ترفع كسوتها 3 أمتار خلال موسم الحج؟
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
قبل دخول موسم الحج سنويا تعكف الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين، على رفع الجزء السفلي من كسوة الكعبة المشرفة بمقدار 3 أمتار تقريبا، وتغطية الجزء المرفوع بإزار من القماش القطني الأبيض بعرض مترين تقريبا من الجهات الأربع، وذلك كما جرت عليه العادة السنوية استعدادا لموسم الحج.
ولكن لهذه العادة العديد من الأسباب أهمها الحفاظ على نظافة كسوة الكعبة ومنع العبث بها وحمايتها من التعرض لبعض الضرر كالتمزق بسبب تعلق الطائفين بها.
وتأتي عملية رفع ستار الكعبة عن طريق مجموعة من المختصين من مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة، وهي عبارة عن طي ستار الكعبة المكسوة بقطعة من الحرير الأسود المخطوط عليها آيات من القرآن الكريم للأعلى، لرفعها عن العبث، ولتكون فرصة سانحة للطائفين لرؤية أستار الكعبة مرفوعة.
بدأت هذه العادة منذ صدر الإسلام، حيث يتم رفع أستار الكعبة الجانبية مع دخول وقت الحج ويستخدم اللون الأبيض كنوع من الإعلان والإشهار بدخول وقت تأدية ركن الإسلام الخامس قبل انتشار وسائل الاتصالات والإعلام، وذلك بحكم أنها كانت وسيلة للدلالة على دخول وقت الشعيرة آنذاك.
كما يكون رفع الكسوة جزئيا لارتفاع 3 أمتار فيما يعرف بإحرام الكعبة، استعدادا لارتداء الكعبة المشرفة ثوبها الجديد في يوم الوقوف بعرفة من كل عام.
تزن كسوة الكعبة 850 كيلوغراما، ومقسمة على 47 قطعة قماش بعرض 98 سنتيمترا، وارتفاع 14، تطرز بخيوط من الذهب والفضة، ويصل عدد قطع المذهبات إلى 54 قطعة على الكعبة.
ويتم العمل على صناعتها في قسم متخصص باسم "تطريز المذهبات" بمجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة، وذلك باستخدام 120 كيلوغراما من المذهبات، و100 كيلوغرام من الفضة المطلية بماء الذهب، و760 كيلوغراما من الحرير.
وبعد الانتهاء من جميع مراحل الإنتاج والتصنيع التي تتجاوز تكلفتها سنويا 20 مليون ريال (الدولار 3.75 ريالات)، وفي منتصف شهر ذي القعدة، يقام طقس سنوي في مصنع كسوة الكعبة المشرفة وتسلم الكسوة إلى كبير سدنة بيت الله الحرام، الذي بدوره يقوم بتسليمها إلى الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام لتبدأ بعدها عملية تركيب الكسوة في يوم عرفة.
بدأت صناعة كسوة الكعبة في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- والخلفاء الراشدين -رضي الله عنهم- من الأقمشة اليمانية حتى عهد معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- وهو أول من عطّر الكعبة في موسم الحج وأضاف لذلك تعطيرها في شهر رجب، وقد كسا الكعبة مرتين في العام: المرة الأولى في يوم عاشوراء والثانية استعدادا لعيد الفطر.
وكانت كسوة الكعبة تصنع من أفضل الأقمشة الدمشقية وترسل إلى مكة من منطقة الكسوة في دمشق، وما لبث الأمر حتى انتقلت صناعتها إلى مدينة تنيس المصرية، حيث بدأت صناعة الكسوة الفاخرة من الحرير وتطريزها، وتبارى الخلفاء فيها حيث كسا هارون الرشيد الكعبة مرتين في العام فزاد عليه المأمون فكساها 3 مرات في العام.
أمر الملك عبد العزيز آل سعود بتأسيس دار كسوة الكعبة سنة 1927، وتم تزويد تلك الدار بآلات النسيج والتطريز التي يتم تحديثها كل عام.
وتحتوي هذه الدار على أكثر من 200 عامل، وهي تنتج كسوة الكعبة الخارجية والداخلية، والكسوة الداخلية للحجرة النبوية الشريفة، وتستخدم أجود أنواع الخيوط على مستوى العالم.
وتمر مراحل كسوة الكعبة بمجموعة من الأقسام الفنية والتشغيلية على النحو التالي:
الصباغة: هي أولى مراحل إنتاج الكسوة بالمصنع؛ حيث يزود قسم الصباغة بأفضل أنواع الحرير الطبيعي الخالص في العالم. النسيج الآلي الذي يحتوي على العبارات والآيات القرآنية. قسم المختبر الذي يقوم بإجراء الاختبارات المتنوعة للخيوط الحريرية والقطنية من أجل التأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية المطلوبة. مرحلة الطباعة التي يتكون منها قسم التطريز وقسم خياطة الكسوة ثم وحدة العناية بكسوة الكعبة المشرفة.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات کسوة الکعبة المشرفة
إقرأ أيضاً:
محمد بن راشد: يد العطاء الإماراتية ممدودة لكافة الشعوب
أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عن إنفاق مؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" 2.2 مليار درهم خلال العام الماضي، استفاد منها 149 مليون شخص في 118 دولة حول العالم، وذلك في مختلف المجالات الإغاثية والصحية والتعليمية والمجتمعية.
وقال عبر تدوينة على منصة "إكس": "ترأست اليوم اجتماع مجلس الأمناء لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية.. استعرضنا خلاله نتائج العام السابق.. بلغ إجمالي الإنفاق للمؤسسة 2.2 مليار درهم خلال العام السابق في كافة المجالات الإغاثية والصحية والتعليمية والمجتمعية.. وبلغ عدد المستفيدين 149 مليون شخص في 118 دولة حول العالم".
وتابع: "والتقيت بفريق عملنا الإنساني خلال الفعالية وعددهم 975 موظفاً.. كما يدعم المبادرات أكثر من 170 ألف متطوع في كافة برامجنا".
وأضاف: "ومع حلول ذكرى يوم العمل الإنساني .. ذكرى رحيل مؤسس العطاء في دولة الإمارات … زايد طيب الله ثراه .. نؤكد أن عملنا الإنساني مستمر ويد العطاء الإماراتية ممدودة لكافة الشعوب.. ونحمد الله أن وفقنا بلادنا لهذه الأعمال.. ونسأل الله أن يديم حفظه ونعمته على بلادنا بأعمال الخير التي تصدرها بلادنا لمختلف دول العالم".
ترأست اليوم اجتماع مجلس الأمناء لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية.. استعرضنا خلاله نتائج العام السابق..
بلغ إجمالي الإنفاق للمؤسسة 2.2 مليار درهم خلال العام السابق في كافة المجالات الإغاثية والصحية والتعليمية والمجتمعية.. وبلغ عدد المستفيدين 149 مليون شخص في 118 دولة حول… pic.twitter.com/SbUsRarLGm