ذكر موقع "الميادين"، أنّ نجاح الدفاع الجوي لـ"حزب الله" في إسقاط 7 طائرات إسرائيلية مُسيّرة وإجبار المقاتلات الإسرائيلية على مغادرة سماء لبنان، واستهداف الحزب للمواقع الإسرائيليّة بالمسيّرات الانقضاضية والهجومية، شكّل متغيّراً نوعياً أحدث فارقاً في مجرى العمليات خلال المعركة الدائرة منذ 248 يوماً.

هذا المتغيّر النوعي يتمثّل في شقين، الأول في تهديد حركة سلاح الجوّ الإسرائيلي في السماء اللبنانية المسؤول عن الاغتيالات والعدوان على المدنيين، الأمر الذي شكّل مفاجأة للقيادة الإسرائيليّة وأجهزتها الاستخبارية والعملياتية، ولاسيما أنّ المعركة تدور في المجال الجوي بعدما كانن إسرائيل تحتكر هذا المجال منذ احتلالها لفلسطين عام 1948.



والشق الثاني يتعلق في استهداف المواقع الإسرائيليّة بالمسيّرات، وهو ما يعني أنه بات لحزب الله سلاح نوعي قادر على زعزعة ما كان تُسميه إسرائيل "التفوق الجوي".   ونجحت المقاومة الإسلامية في لبنان في مفاجأة إسرائيل وزعزعة أمنها، خاصة في ما يتعلق بحرب المسيّرات، وقدرتها على استهداف الطائرات الإسرائيليّة بما فيها الأكثر تطوراً، وفي فرضِ قيودٍ جديّة على الهامش العملياتي على هذا السلاح.

وفي إطار فرض القيود على إسرائيل، فإنّ المقاومة صفعت التفوّق الجوي الإسرائيلي ليس فقط في المُسيّرات بل استهدفت مراكز التحكّم بالطائرات أيضاً مثل قاعدتيّ "ميرون" و"غيبور"، وكذلك في إسقاط مناطيد التجسس.

وتلعب المسيّرات الإسرائيلية دوراً رئيسياً في الاغتيالات في لبنان وفلسطين وغيرهما، وتتمتّع بهامش واسع في الكشف والاستهداف والمناورة، وتتميّز بتقلّص الفترة الزمنية بين الكشف الاستخباري والاستهداف العملياتي، لذلك كانت إسرائيل تعتبرها لسنوات مضت "السلاح الناجع ضدّ المقاومة".

وفي وقتٍ سابق، قال محلل شؤون لبنان والمقاومة عباس فنيش إنّ "المقاومة في لبنان تُحاول مقارعة إسرائيل ولاسيما في المجال الجوي على مبدأ العين بالعين"، لافتاً إلى أنّ "الازعاج الذي تقوم به المقاومة تجاه المقاتلات الاسرائيلية قد يتحوّل إلى خطر".

لذلك، تخشى إسرائيل من أن يؤدي رد الفعل التصعيدي إلى كسر المعادلة الجوية التي توهّم بأنّها نجحت في فرضها، وهو ما عبّرت عنه وسائل إعلام إسرائيلية بـ"الخطير جداً"، وقالت إنّه "يُعطي صورة سيئة جداً عن الجيش الإسرائيلي وعن سلاح الجو الأقوى في الشرق الأوسط".

وبذلك، يكون حزب الله قد أرسل رسالةً واضحة إلى إسرائيل، مفادها بأنّ استهدافات المقاومة للمسيّرات ومراكز التحكم بها وتحييد الطائرات الحربية عن الأجواء اللبنانية، تُبدد الرهانات الإسرائيلية على "التفوّق الجوي" بالتأسيس لمعادلة مُضادّة، أخطر ما فيها أنّها ستمتد إلى ما بعد انتهاء الحرب.

وعلّق المراسل العسكري لموقع "والا" الإسرائيلي، أمير بوحبوط على استهدافات حزب الله للمسيّرات الإسرائيلية، قائلاً: "سنكون في مشكلةٍ كبيرة إذا فقدنا التفوّق الجوي في الأجواء اللبنانية، لأنّ ذلك سيضرّ بشكلٍ كبير بقدرات جمع المعلومات الاستخبارية". (الميادين)

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الإسرائیلی ة حزب الله ق الجوی

إقرأ أيضاً:

الاحتلال الإسرائيلي يقصف عيناتا جنوب لبنان في خرق جديد للهدنة

أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، باستهدافه منطقة عيناتا بقضاء بنت جبيل جنوبي لبنان بدعوى "مهاجمة نقطة مراقبة لحزب الله"، في خرق مستمر لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ منذ 27  تشرين الثاني / نوفمبر 2024.

وقال جيش الاحتلال في بيان إن "مهاجمة نقطة المراقبة التابعة لحزب الله في منطقة عيناتا تعود إلى أنها تشكل انتهاكا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان" دون مزيد من التفاصيل.

وحتى الساعة 17:20 (ت.غ)، لم يصدر عن "حزب الله" تعليق على البيان الإسرائيلي، لكن الجيش اللبناني يؤكد انتشاره جنوب البلاد وفق مقتضيات وقف إطلاق النار وبالتنسيق مع اللجنة الدولية المشرفة على الاتفاق.


وفي 27 تشرين الثاني / نوفمبر 2024، أنهى اتفاق لوقف إطلاق النار قصفا متبادلا بين جيش الاحتلال  الإسرائيلي و"حزب الله" بدأ في 8 تشرين الأول / أكتوبر 2023، وتحول إلى حرب واسعة في 23 أيلول / سبتمبر الماضي، ما خلّف 4 آلاف و114 شهيدا و16 ألفا و903 جرحى، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.

ورغم نص الاتفاق على انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان إلا أنها منذ 18  شباط / فبراير الجاري، أعلنت انسحابا جزئيا ببقاء قواتها في 5 نقاط رئيسية داخل الحدود، كما أنها واصلت خروقاتها لوقف إطلاق النار بالغارات المتكررة والتحليق المستمر لطيرانها الحربي في الأجواء اللبنانية.

واستمرارا في خروقات وقف إطلاق النار، قتل شخصان في وقت سابق الخميس، بغارة إسرائيلية استهدفت شاحنة صغيرة في مدينة الهرمل شمال شرقي لبنان.

مقالات مشابهة

  • الحاج حسن للذين يتحدثون عن السيادة: ألا تعتبرون أن إسرائيل تخرق السيادة عندما تقتل شبابًا لبنانيين؟
  • إسرائيل تهدّد مجدداً... وسلام في الجنوب: ملتزمون اعادة الاعمار وتأمين العودة
  • ضغط إسرائيلي على لبنان لتوقيع اتفاق سياسي جديد
  • الاحتلال الإسرائيلي يقصف عيناتا جنوب لبنان في خرق جديد للهدنة
  • مجموعة الأزمات: سلاح حزب الله يمثل تحديا للقيادة الجديدة في لبنان
  • فضل أبو طالب: لا يردع الصهاينة في لبنان وسوريا سوى المقاومة والصمت الرسمي مشجع لمزيد من العدوان
  • أمّة المقاومة.. مقاومة الأمّة
  • مفاجأة عن تشييع نصرالله.. هذا ما كانت تبحثه إسرائيل
  • عاجل| القناة ١٤ الإسرائيلية: رئيس الأركان يكشف أن إسرائيل بحثت قصف جنازة نصر الله
  • الجميل: السلاح لم يحمِ لبنان ونحن نريد حماية الجميع عبر دولتنا