مشروعات عمانية مُنعت من مزاولة نشاطها بالسيب
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
بلدية مسقط: القرارات المنظمة لأعمال الباعة الجائلين لم تحدد أولوية استحقاق الترخيص لممارسة أنشطتهم -
حريصون على توفير جميع السبل لدعم هذه الفئة من الباعة وتجويد خدماتهم -
تمثل الشواطئ في سلطنة عمان بيئة أعمال جاذبة لأنشطة الباعة الجائلين وإيجاد فرص للباحثين عن عمل إلا أن تجربة الشباب العماني في ولاية السيب وتحديدا بمنطقة سور آل حديد لم تستمر أكثر من 4 سنوات؛ إذ تم إيقافهم من بلدية مسقط عن ممارسة أنشطتهم رغم مطالباتهم المستمرة بتصحيح أوضاعهم ومنحهم التراخيص اللازمة للاستفادة من مورد الرزق الوحيد لهم، وقبل نحو عام كان لهم لقاء مع رئيس بلدية مسقط الذي منحهم الضوء الأخضر لاستمرارهم في ممارسة أنشطتهم حتى إيجاد مواقع جديدة لهم بحسب ما صرحوا به لجريدة «$» إلا أنهم تفاجؤوا بعد فترة وجيزة بقيام موظفي البلدية بمنعهم من مزاولة أعمالهم في شاطئ منطقة سور آل حديد.
وقال جلال الصبحي، صاحب مشروع «كريب وذ نكهة»: بدأت مشروعي في شاطئ السيب بمنطقة سور آل حديد عام 2015 ورغم المعاناة في بداية المشروع فإنني استطعت تكوين سمعة جيدة بين مرتادي الشاطئ، إلا أن الأمور تغيرت فجأة من قبل بلدية مسقط في عام 2021 إذ قامت بمنعنا من ممارسة الأنشطة فترة ما ثم تسمح لنا مرة أخرى بالعودة لممارسة النشاط وهكذا دواليك، وقد اجتمعنا قبل نحو عام مع رئيس بلدية مسقط وذلك في شهر مايو 2023 وقد وُعِدنا بأن تُخصص لنا مواقع للباعة الجائلين في أماكن أرقى من شاطئ السيب، مؤكدًا لنا الاستمرار في مواقعنا الحالية بشاطئ السيب حتى جاهزية المواقع الجديدة، وما هي إلا ثلاثة أشهر من هذا اللقاء حتى قامت مديرية بلدية مسقط في ولاية السيب بإصدار قرار بمنع ممارسة أنشطة الباعة الجائلين في شاطئ السيب، وكان هذا المشروع يوفر قوتًا ودخلًا لنا، ولكن للأسف تحطمت مشروعاتنا وأحلامنا على شاطئ السيب.
وأوضح حمدان بن عبدالله الغيثي، صاحب أحد الأكشاك في شاطئ السيب: إن بلدية مسقط أتاحت لنا ممارسة أنشطتنا في شاطئ السيب طوال 4 سنوات وفي الفترة ذاتها كنا نراجع البلدية للحصول على تراخيص ممارسة هذه الأنشطة في الشاطئ إلا أن طلباتنا قوبلت بالرفض معللة البلدية بمنع إقامة أي مشروعات للباعة الجائلين ورغم ذلك فوجئنا بإعطاء بلدية مسقط تصاريح لأفراد آخرين في الموقع ذاته الذي منعنا نحن من مزاولة أنشطتنا، مكملًا حديثه قائلا: إننا دفعنا مبالغ طائلة لمشروعاتنا ويفترض أن الأولوية لنا في إعطائنا تصاريح العمل، وتمت إزالة كشك لنا بعد نحو شهر من تركيبه في شاطئ السيب بحجة منع إقامة أي جسم ثابت في الشاطئ، والمستغرب هو السماح لغيرنا وإعطاؤهم تصاريح للعمل في نشاط الباعة الجائلين، ونتمنى أن يفتح لنا المجال للاستفادة من فرص العمل للعمانيين والحصول على التراخيص من بلدية مسقط.
وبيّن سعيد بن محمد العلوي، صاحب مشروع سكوترات بشاطئ السيب: إن عمر المشروع تقريبًا 3 سنوات في شاطئ السيب وللأسف الشديد بلدية مسقط كثيرا ما تطلب منا مغادرة الشاطئ وعدم مزاولة أي نشاط ورغم أن هذا هو مصدر الرزق الوحيد لي ولأسرتي، والآن لم يعد الأمر كذلك، ونتمنى من بلدية مسقط تقديم يد العون لأبنائها في مزاولة مثل هذه الأنشطة التي يستفاد منها في شاطئ السيب وتمثل فرص عمل لنا، موضحًا أنه رغم منعنا من مزاولة نشاطنا في شاطئ السيب ورغم أقدمية وجودنا في الموقع إلا أن البلدية أعطت تصاريح لأشخاص آخرين رغم مطالباتنا بمثل هذه التصاريح منذ 3 سنوات، ونحن مستعدون لدفع الرسوم كغيرنا للجهات المختصة، وبإمكان بلدية مسقط تقديم البديل أيضًا لنا من خلال استحداث مواقع جديدة، ونطمح إلى الاستمرار في مزاولة هذه المهنة.
رد بلدية مسقط
أرسلت جريدة «عُمان» خطابًا لبلدية مسقط للاستفسار عن مصير الباعة الجائلين في شاطئ السيب «سور آل حديد» بتاريخ 2 أبريل 2024، وقد جاء رد بلدية مسقط بتاريخ 9 مايو 2024 إذ قالت البلدية في ردها حول ما يتعلق بمطالبات الباعة الجائلين في شاطئ السيب «سور آل حديد» بتصحيح بلدية مسقط أوضاعهم: إن الشواطئ تعد متنفسًا ومواقع استرخاء لكافة شرائح المجتمع، ويعد شاطئ السيب «سور آل حديد» أحد الشواطئ التي يكثر ارتيادها من قبل العائلات للترفيه والتنزه، حيث يمتد الشاطئ على طول 3 كيلومترات ويقع على عاتق بلدية مسقط توفير كافة السبل لاستدامة البيئة الصحية والسليمة في الشواطئ.
وأوضحت البلدية قيامها بتهيئة شاطئ السيب «سور آل حديد» بكافة الخدمات الضرورية وفق دراسة مسحية أجرتها البلدية، حيث تم تصميم وتوفير 3 من المقاهي النموذجية التي تفي باحتياجات مرتادي الشاطئ من الأطعمة والمشروبات وبأعداد تتناسب مع مساحة الشاطئ وكثافة المرتادين وعدد المركبات والمواقف المخصصة لها.
وأشارت إلى قيامها بتنظيم أنشطة الباعة الجائلين وفقًا لقرار وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار رقم «241/ 2016» وقرار بلدية مسقط رقم «185/ 2017» اللذين أشارا إلى أن يكون المرخص له ممارسة النشاط عماني الجنسية، وليس مرخصًا له ممارسة أي نشاط تجاري أو مهني أو حرفي، وأن يكون متفرغًا لممارسة النشاط، لافتة إلى أن البلدية وضعت برنامجًا خاصًا لدعم ممارسي أنشطة الباعة الجائلين بالتنسيق مع بعض الجهات المختصة لتهيئة عدد من المواقع المجهزة بكافة الخدمات اللازمة لممارسة النشاط كالتيار الكهربائي والمياه وتوفير مواقف لمركبات مرتادي تلك المواقع من المستهلكين، كما أن المقاهي التي قامت بلدية مسقط بتوفيرها على طول شاطئ السيب «سور آل حديد» تم تأجيرها بأسعار مناسبة وتنافسية لفئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تحظى باهتمام البلدية.
وأكدت بلدية مسقط أنها تتلقى بين الفينة والأخرى عددا من الشكاوى والملحوظات من مرتادي الشواطئ ومن بينها شاطئ السيب «سور آل حديد» تتعلق بوجود أيدٍ عاملة وافدة تقوم بشي اللحوم وانبعاث دخان يؤدي إلى إزعاج مرتادي الشاطئ، إضافة إلى الاختناقات المرورية الناجمة عن تكدس المركبات نظرًا لعدم تهيئة الموقع لممارسة هذه الأنشطة.
وكشفت بلدية مسقط أنها تواجه بعض التحديات في تنظيم أنشطة الباعة الجائلين بينها محدودية المواقع في محافظة مسقط نظرًا لطبيعتها الجغرافية وازدياد عدد طلبات ممارسة أنشطة الباعة الجائلين من قبل أبناء المحافظات الأخرى، وكذلك القرارات المنظمة لأعمال الباعة الجائلين لم تحدد أولوية استحقاق الترخيص لممارسة أنشطة الباعة الجائلين، ولم يتم تحديد السقف الزمني لممارسة النشاط، كما أن من بين التحديات انتشار ظاهرة ممارسة الأيدي العاملة الوافدة لأنشطة الباعة الجائلين، واستخدام عربات ومركبات متهالكة وغير نظيفة ومشوهة للمنظر العام، وقيام بعض المرخص لهم ممارسة أنشطة الباعة الجائلين بتأخير التراخيص لغير المستحقين، وعدم إلمام الباعة الجائلين بأسس سلامة الغذاء.
وقالت بلدية مسقط: إنها قامت بجهود حثيثة في سبيل تنظيم أعمال الباعة الجائلين بينها إصدار القرار الإداري رقم «61/ 2023» بتشكيل فريق عمل مختص لدراسة الأوضاع الصحية الحالية ووضع الحلول التطويرية لأنشطة الباعة الجائلين، وإصدار قرار إداري لتنظيم العمل في أنشطة الباعة الجائلين، وإعادة تعيين المواقع المخصصة وتهيئتها وتوفير عربات ذات مواصفات فنية وصحية عالية الجودة وتتوفر بها كافة متطلبات الأمن والسلامة، والسعي الدائم والتواصل مع شركات القطاع الخاص لدعم فئة الباعة الجائلين.
وأوضحت بلدية مسقط أنها سوف تقوم في وقت لاحق من العام الجاري بافتتاح عدد من المواقع المجهزة لممارسة أنشطة الباعة الجائلين كموقع مسار بولاية العامرات وموقع مسار بالوادي الكبير في ولاية مطرح إضافة إلى مواقع في ولايتي السيب وبوشر، مؤكدة حرصها التام على دعم فئة الباعة الجائلين وتوفير كافة السبل لهم لممارسة أنشطتهم في بيئة صحية مستدامة تتوفر بها كافة الخدمات اللازمة والتي تسهل عملهم وعمل فرق الرقابة الصحية في بلدية مسقط مما يسهم في تجويد الخدمات المقدمة للمستهلكين وذلك تحقيقًا لرؤية مسقط مستدامة مزدهرة نابضة بالحياة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الباعة الجائلین فی لممارسة النشاط ممارسة النشاط بلدیة مسقط من مزاولة إلا أن
إقرأ أيضاً:
«السرطان الأحمر».. يحمي البيئة
ترجمة: عزة يوسف
أخبار ذات صلة أبوظبي.. صروح معمارية واستدامة بيئية «طاقة أبوظبي» تفوز بجائزة القيادة الاستشرافيةيوفر شاطئ دوبلاغادي البحري تجربة لا تنسى على ساحل نقي غير مزدحم وغير ملوث، وتنتشر على رماله البكر سرطانات ذات لون أحمر تتحرك بحرية متكيفة مع ظروف الشاطئ، حيث يمكن للزوار رؤية سرطان البحر هناك طوال العام، ويبعد الشاطئ حوالي 34 كيلومتراً عن مدينة بالاسور في أوديشا بالهند، وحوالي 245 كيلومتراً عن كولكاتا. وتلعب تلك السرطانات دوراً أساسياً في عملية تدوير الغذاء على شاطئ دوبلاغادي البحري، من خلال استهلاك المواد العضوية مثل النباتات المتحللة وبقايا الحيوانات، مما يساعد على تحلل تلك المواد وإعادتها مرة أخرى إلى البيئة عن طريق أنشطتها الغذائية، وهو ما يثري التربة والمياه المحيطة ويدعم نمو النباتات الساحلية وعناصر الحياة البحرية. كما توفر السرطانات البحرية تهوية التربة، ما يحافظ على جودة وازدهار الشاطئ وصحة النظام البيئي. وذكرت جريدة Times Of India الهندية، أن مشهد تلك السرطانات رائع لمحبي الطبيعة والمصورين الذين يحصلون على فرص كبيرة لالتقاط الصور والتمتع بالتنوع البيولوجي الذي يزخر به الشاطئ، فهو وجهة لا بد من زيارتها، لاسيما لأولئك الذين يقدرون عجائب الطبيعة.