أحمد الشحي.. من شغفٍ بالرحلات البحرية إلى استثمار سياحي في مسندم
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
عبد الفتاح بن أحمد الشحي صاحب شركة «مغامرات بحر مسندم للسفر والسياحة» يتحدث عن فكرته في سنة 2000 أثناء مزاولته للمهنة فقال: «كانت لدي سفينة صغيرة ويأتي السياح إلى الميناء سواء كانوا عمانيين أم من خارج سلطنة عمان وكان العمل فترة إجازة الخميس والجمعة وفي الصيف يأتي السياح إلى الميناء وآخذهم في جولات بحرية وأحصل في كل رحلة على مبلغ من 30 إلى 40 ريالا عمانيا، وكانت الفكرة مربحة وفي الوقت نفسه أحببت العمل في هذا المجال، ولم يكن لدي في تلك الفترة إلمام باللغة الإنجليزية ولا بالعمل التجاري في مجال النقل السياحي ومع الاحتكاك بالسياح استطعت اكتساب الخبرة واللغة».
واستطرد قائلا: في عام 2001م كان لابد من العمل الرسمي، حيث أصبح لي زبائن وكانوا يلتقطون لي الصور ولم أكن أمتلك هاتفا في تلك الفترة ومن خلالهم أصبح لدي الكثير من الزبائن من خلال نشرهم الصور بين أصدقائهم، وأصبح الكثير من المهتمين يقصدون خصب من أجل تنظيم رحلة بحرية، ويأتي البعض إلى منزلي لحجز موعد رحلة بحرية لهم مع أصدقائهم أو أقاربهم، بعدها قمت باستخراج رخصة لسفينة سياحية واشتريت سفينة خشبية مستعملة وكان المردود جيدا في الموسم السياحي وفي فترة الصيف أتوقف كليا لقلة الطلب السياحي وبسبب عدم وجود إعلانات أوعلاقات مع شركات سياحية لتنظيم رحلات بحرية، استمر الحال كذلك لمدة ثلاث سنوات، وكانت سنوات متعبة واستطعت إضافة سفينة سياحية كل سنة وجميعها سفن مستعملة أقوم بتعديلها وترتيبها ووضع إضافات عليها لتتناسب مع ذوق السياح وأصبح لدي خمس سفن سياحية خشبية تقليدية.
ويضيف عبد الفتاح بن أحمد الشحي: في بداية عام 2004 م بدأت بالمشاركة في المعارض الدولية السياحية في كل من الدول التالية: «ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، لندن، دبي»، وجاءت مشاركتي في هذه المعارض الدولية للتنسيق مع الشركات السياحية من خلال إبرام العقود والصفقات لتزويدنا بالسياح من هذه الدول وأكون أنا كوكيل بمحافظة مسندم وبالتحديد في ولاية خصب، وتقوم هذه الشركات بإيفاد السياح إلى محافظة مسندم، ونحن بدورنا نقدم لهم كل الخدمات السياحية مقابل أجر هذه الخدمات والدفع يتم مسبقا، ولله الحمد عقودنا في كل سنة تزداد، بعدها زادت الشركات السياحية التي تقدم نفس خدماتنا في الولاية ونفس البرنامج والرحلات البحرية، وارتأيت أن أحصل على «يخت» سياحي يكون مميزا ومبنيا على الطريقة التقليدية، حيث يكون المظهر الخارجي تقليديا والداخلي يكون حديثا، وهنا يكمن تميزنا، حيث صممت «اليخت» بنفسي وأشرفت أولا بأول على عملية بنائه وتصميمه في دولة الإمارات العربية المتحدة، وبعد الانتهاء من بنائه أحضرت شركة أخرى من الهند بهدف إخراج «اليخت» بشكل آخر من حيث الخشب والنقوش وكتابة الآيات القرآنية ودشنت هذه السفينة في عام 2013م وأسميت السفينة «رباع» على اسم جدي واستغرق بناؤها سنة كاملة، وفي يوم تدشينه دعوت والدي وإخواني لحضور التدشين وبلغت تكلفة اليخت «رباع» (400) ألف ريال عماني، وحقق اليخت «رباع» إضافة كبيرة للمؤسسة وبعد تدشين اليخت «رباع» أصبحت هناك شركات كثيرة ترغب في إبرام عقود معي.
ويتحدث عبد الفتاح بن أحمد الشحي عن اليخت (رباع) فيقول: اليخت «رباع» يتكون من 6 غرف نوم مكيفة، بالإضافة إلى دورات المياه لكل غرفة، ومطبخ متكامل بمعنى أن كل سبل الراحة موجودة في هذا اليخت. وفي عام (2016) صنفت الشركة ضمن أفضل خمس شركات حول العالم وحفل التكريم كان في لندن، وفي عام (2017) صنفت الشركة كذلك من أفضل خمس شركات في الشرق الأوسط وفازت وحصلت على الجائزة الفضية، وهذا كله بفضل الله تعالى ونسعى دائما إلى التطوير والتجويد.
وبالنسبة لفترات الرحلات، قال عبد الفتاح أحمد الشحي: الرحلات مختلفة وهناك أكثر من 20 برنامجا وأكثرها عملا هي البرامج البحرية منها ثلاث ساعات ومنها ست ساعات وفيه 24 ساعة وفيه ثلاثة أيام وفيه أربعة أيام وفيه ستة أيام وتعتمد تسعيرة الرحلة على نوع البرنامج، حيث تبدأ من (20) ريالا للفرد الواحد وهناك رحلات بقيمة (500) ريال، لمدة أربعة أيام للشخص الواحد وحتى (900) ريال للفرد الواحد، كذلك وكلما زاد العدد قل السعر واليخت يستوعب (12) شخصا.
وحول إقبال السياح على الرحلات البحرية، قال عبد الفتاح الشحي: «إن الإقبال جيد، حيث يتم التعرف على السفينة وبرامجها من خلال الموقع أو من خلال مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، كما أن السياح المتردّدين على المحافظة 80 في المائة منهم أوروبيون من مختلف الجنسيات من: النمسا وفرنسا وسويسرا وألمانيا وإيطاليا، وأكثر السياح ترددا هم من الألمان و20 في المائة من سلطنة عمان ومن دول مجلس التعاون». مضيفا: «إن السياحة الشتوية تعد من المواسم التي تعمل على تنشيط الحركة السياحية الداخلية في محافظة مسندم بشكل عام عبر استقطاب السياح من داخل سلطنة عُمان وخارجها لزيارة المواقع التاريخية والأماكن السياحية التي تتفرد بها محافظة مسندم».
وأوضح عبد الفتاح الشحي: إن برامج وفعاليات الرياضات والمناشط البحرية والمائية التي تقوم بها الشركة تعتبر من أبرز مناشط الترفيه التي يقبل عليها السياح بكثرة ومن أبرزها الغطس السطحي ورحلات مشاهدة الدلافين ومشاهدة الغروب، والصيد والهايكنك والرحلات الجبلية والتخييم على الشواطئ وكذلك التخييم على الجبل والمبيت على السفن التقليدية والسفن الحديثة». مشيرا إلى أن السياحة البحرية في محافظة مسندم تشهد إقبالا كبيرا بتعدد أشكالها وأنواعها وأصبحت أحد روافد السياحة النوعية المهمة وذلك لما تزخر به محافظة مسندم من مقومات جغرافية وطبيعية بحرية، حيث تعتبر الفعاليات والبرامج البحرية والمائية من أهم مناشط الترفيه التي يقبل عليها السياح بكثرة .
الجدير بالذكر، أن محافظة مسندم تتميز بتضاريسها الجيولوجية كشبه جزيرة تمتد في أقصى شمال سلطنة عمان تطل على مسطحين مائيين وهما بحر عمان والخليج العربي مما ميزها بسواحل صخرية وأخوار داخلية جذبت إليها السياح من داخل وخارج سلطنة عمان، وتتنافس الشركات السياحية في استقطاب السياح من خلال البرامج والفعاليات السياحية التي تضعها هذه الشركات خاصة برامج السياحة البحرية المتمثلة في الجولات البحرية التي تعد الأبرز في المجال السياحي.
وتستحق أخوار مسندم أن تكون مناطق سياحية خاصة للاستجمام والاسترخاء وممارسة مختلف الأنشطة سواء في البر أو البحر أو الجو وتعتبر الإضافات الجديدة للمشاريع السياحية نقطة تحول في مسار الترويج السياحي، ويسعى مكتب محافظ مسندم جاهدا إلى تنفيذ مشاريع جاذبة للعمل على أن تكون محافظة مسندم في واجهة الخريطة السياحية الداخلية والخارجية من خلال ما تم إنجازه من مشاريع كمشروع الممر الجبلي بين خور شم وخور الحبلين الذي يربط بين بحر عمان والخليج العربي ليجمع بين السياحة الرياضية لمحبي التسلق والمشي أو التخييم والاستجمام كما يأتي مشروع السلك الانزلاقي كقفزة نوعية كذلك في مشاريع الجذب السياحي الذي يمر على خور قدى ليبرز تفاصيل التكوين الجيولوجي بين البر والبحر إلى جانب ممشى خصب الصحي وكورنيش خصب ومشروع شاطئ بصة كواجهة بحرية يشهد العديد من الفعاليات والمهرجانات التي وضعت محافظة مسندم في خريطة السياحة وفي البرنامج السياحي للسائح الداخلي والخارجي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: محافظة مسندم سلطنة عمان أحمد الشحی عبد الفتاح السیاح من من خلال فی عام
إقرأ أيضاً:
ملياردير مصري وإماراتي يستثمران في مشروع سياحي ضخم بالصويرة
تسلم تحالف بقيادة الملياردير المصري سميح ساويرس، إلى جانب الإماراتي حسين النويس والمصري حسام الشاعر، المشروع الذي سيقام في مدينة الصويرة المطلة على ساحل المحيط الأطلسي خلال مراسم أقيمت الخميس الماضي بحضور رئيس الحكومة عزيز أخنوش.
وجاءت الخطوة بعدما استحوذ المستثمرون الثلاثة على كامل رأسمال شركة تطوير محطة الصويرة موكادور، بهدف إعادة إطلاق المشروع المطل على المحيط الأطلسي، والذي بدأت الأعمال فيه عام 2004، ولكنه واجه بعض العثرات.
ومن المرتقب أن يضخ التحالف استثمارات أولية تتجاوز 500 مليون دولار، على أن يجذب استثمارات بنفس القيمة خلال السنوات المقبلة، بحسب ساويرس.
وقال ساويرس إن “الاستثمارات في المجمل قد تصل إلى 1.5 مليار دولار، في حال نجاح المشروع واستقطابه لمستثمرين آخرين.”
وبحسب المعطيات حول المشروع، فإن منتجع الصويرة موكادور يمتد على مساحة 590 هكتاراً، وقد تم تطوير المرحلة الأولى منه على مساحة 320 هكتارا تشمل ملعبين للغولف وفندقا يضم 175 غرفة، إضافة إلى مناطق عقارية مخصصة للمشاريع السكنية والتجارية.
وقال أخنوش في تصريحات صحفية إن من شأن المشروع أن “يعزز البنية السياحية في المملكة، لتكون مستعدة لاستقبال أحداث عالمية، على رأسها كأس العالم 2030،” مؤكداً أن الحكومة تدعم الاستثمار السياحي، لما يوفره من فرص عمل مهمة للشباب.
وسيقوم تحالف المستثمرين بإعادة تجديد الفندق الحالي، وبناء ستة فنادق جديدة أخرى، وتطوير قرية سياحية ترفيهية، خلال فترة تمتد إلى 14 سنة. ويتوقع أن يستقطب المشروع 100 ألف سائح سنوياً بعد انتهاء تطويره بالكامل.
ومن المقرر أن يضيف المشروع السياحي حوالي 3700 سرير فندقي جديد، لتُضاف إلى السعة الحالية للمدينة التي تناهز عشرة آلاف سرير، ما يمثل زيادة بنحو 35 في المئة، كما ستوفر الفرص الاستثمارية المرتقبة أكثر من 4 آلاف فرصة عمل.