مجاز .. منصة تفاعلية تغمر محبي الثقافة بتجارب إبداعية
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
تُشع منصة مجاز فكرًا وأدبًا وثقافةً، وتلقي بظلالها على رواد المعرفة من مختلف أنحاء البلاد قراءً وكتابا وأدباء وفنانين ومتذوقين، حاضنة ومتنفسا يجد فيها المثقف العماني ملاذا من زخم الحياة، ويقتنص لحظات فريدة في عالم أشبه ما يكون بالظل الدافئ الذي يجد فيه الإنسان قسطا من السكون، ليست مجرد مكتبة كما أنها ليست مجرد نادٍ ثقافي بل إنها أبعد من ذلك بكثير، فعند جولة بسيطة في المكان تشعر وكأنك في نزهة بين مختلف حدائق الثقافة، فهناك الموسيقى التي تغرد بجمالياتها، وهناك الأدب يعبق بإحساسه، وهناك الفنون الجميلة التي تذهب بالخيال إلى آفاق بعيدة، إضافة إلى الكتاب الذي تشعر بأنفاسه في كل زاوية من زوايا المكان.
تتمثل رسالة منصة مجاز في ترسيخ مفهوم الثقافة كأسلوب حياة وفعل يومي نمارسه بأريحية، إذ يجمع المكان بين مكتبة، ومقهى، ومنصة ثقافية، مما يعزز هذا المفهوم، عندما تتناول قهوتك بين الكتب والمهتمين بالثقافة، وتلتقي بقراء من توجهات متنوعة، وتحضر جلسات في مختلف المجالات، يتحول هذا الانخراط اليومي إلى جزء من حياتك اليومية وأسلوب معيشي، وتسعى «مجاز» إلى إرساء نموذج جديد للمؤسسات الثقافية، يعتمد على التكامل وتوحيد الجهود لتقديم أنشطة وفعاليات وكتب متنوعة تثري المتلقي وتضيف بُعدًا جديدًا للمشهد الثقافي بمرافقها الفريدة وخدماتها المتنوعة التي تستهدف جميع فئات المجتمع، من خلال توفير مساحات للقراءة، وعقد الاجتماعات، وحلقات عمل متنوعة تغطي اهتمامات العمانيين.
بالإضافة إلى ذلك، تعرض «مجاز» أحدث إصدارات الكتب، وتوفر بيئة هادئة لشرب القهوة، ولقاء الأصدقاء، وممارسة الفنون مثل العزف والرسم والأعمال اليدوية، مع مساحة مخصصة للأطفال، مما يجعلها وجهة شاملة تلبي احتياجات جميع أفراد المجتمع.
قال لبيد العامري مؤسس «مجاز» في حديثه حول فكرة تأسيس المنصة»: عندما تنشأ في بيت يزخر بالثقافة والكتب، وبه أشخاص وقراء، وشعراء، ومطلعون، خاصة إذا كان والدك أو أحد أعمدة الأسرة مهتمين بالمجال الثقافي، فإن هذا الطابع الثقافي يصبح جزءًا من تكوينك وجيناتك، وتصبح الثقافة جزءًا من حياتك اليومية، إضافة إلى ذلك، عندما يحتوي كل بيت على مكتبة، سواء كانت كبيرة أم صغيرة، فإن هذه المكتبة تلعب دورًا كبيرًا في تكوين الإلهام الثقافي. فالمكتبة الصغيرة تنمو مع الزمن وتتحول إلى مكتبة كبيرة وحقيقية، كما هو الحال مع مكتبة «مجاز». فالفكرة الأساسية الملهمة لإنشاء منصة «مجاز» تعود إلى مكتبة البيت، ولكن بتطوير وتحسين وتوسيع أكبر لتصبح منصة ثقافية متكاملة.
إنجازات مجاز
من أبرز إنجازات منصة «مجاز» تقديمها لأكثر من 30 حلقة للأطفال، شملت أكثر من 150 طفلا، وأكثر من 20 حلقة للكبار في مختلف المجالات، استقطبت أكثر من 150 شابا. كما قدمت المنصة دروسا خاصة في العزف والموسيقى تحت اسم «نغم مجاز»، وضمت أكثر من 50 طالبا وطالبة. وهناك «صالون مجاز الثقافي» الذي يجمع المثقفين من مختلف أنحاء سلطنة عمان لمناقشة أبرز القضايا الثقافية.
بالإضافة إلى ذلك، تضم المنصة أكثر من 800 عضو من الشباب والأطفال، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، حققت منصة «مجاز» حضورًا لافتًا، حيث يتابعها حاليا أكثر من 22 ألف متابع في فترة زمنية قصيرة. وفي سياق الجلسات الحوارية التي نظمتها «مجاز»، تمت استضافة عدد من الكتاب والشعراء والفنانين الغنائيين والفنانين التشكيليين، بالإضافة إلى المشتغلين في مجالات السينما والدراما والمتخصصين في مجالات الإتيكيت واليوجا والصحة النفسية والمعمار وغيرهم، وتجاوز عدد هذه الجلسات 80 جلسة، وكانت الدعوات لحضورها عامة.
المجتمع الخارجي
وأكد لبيد العامري أن «مجاز» لم تكتفِ بوسيلة واحدة لتسويق خدماتها، بل استخدمت عدة وسائل متنوعة، واعتمدت على الإعلام الحديث بالإضافة إلى الإعلام التقليدي مثل الصحافة الورقية، والإذاعة، والتلفزيون، ولجأت إلى طرق أخرى مثل التسويق من خلال سفراء «مجاز» الذين ينقلون انطباعاتهم حول المكان والخدمات إلى المجتمع الخارجي، ويتم عبر الحلقات الأسبوعية والفعاليات المتنوعة التي ننظمها بشكل منتظم.
الخطط المستقبلية
وعرج العامري في حديثه إلى الخطط المستقبلية قائلا: «في كل يوم نطلق فكرة مبتكرة جديدة، لأن في كل يوم يدخل شخص جديد إلى «مجاز» بفكرة جديدة، تتبنى «مجاز» دائمًا الأفكار الجديدة من الأشخاص الذين يرتادون المكان، أو بمعنى أصح، تتبنى أفكار أعضائها. قريبًا، سنطلق بودكاست خاص بـ«مجاز»، وأيضًا ستكون لدينا صفحة إلكترونية خاصة بنا، وهناك خطط قريبة المدى وأخرى بعيدة المدى تسعى «مجاز» لتحقيقها، لكن هذا يتطلب الكثير من التخطيط والتفكير وإجراء دراسات جدوى قوية ودقيقة لتحقيق النجاح الذي نسعى إليه.
عالم الكتب
وفي حديث حول آلية انتقاء الكتب، قال فهد العامري، أمين مكتبة مجاز: «تعتمد طريقة اختيارنا للكتب على مواكبة كل جديد قدر المستطاع، كما يعلم الجميع، لدينا ثلاث مكتبات في مكتبة واحدة، حيث نوفر كل ما هو جديد مما يصدر في المكتبات المشاركة في مجاز. بالإضافة إلى ذلك، نعنى بالإنتاجات العمانية، فمجاز لا تتعامل فقط مع دور النشر، بل تتعامل أيضًا مع الأفراد. فأي كاتب عماني لديه إصدار معتمد من وزارة الإعلام يمكننا التعاون معه ووضع كتابه في مجاز. أما المعايير، فيجب أن يكون الكتاب معتمدًا من وزارة الإعلام، والمعيار الآخر المهم هو أن يكون الكتاب مطلوبًا من الجمهور».
ختاما، يجدر الذكر أن منصة «مجاز» نفذت شراكة مع مكتبة «كتب 234» لتكون جزءا من «مجاز»، كما قامت «مجاز» بتوقيع اتفاقية تعاون مع بيت الزبير في المجال الثقافي، حيث تتضمن بنودها بيع كتب مؤسسة بيت الزبير وإصدارات دار تبقال المغربية ودار باز للنشر. إضافة إلى الاستثمار المعرفي الذي ترتكز عليه «مجاز»، كما تشجع المنصة المبادرات الشبابية المهتمة بالمجال الثقافي بشكل خاص، من خلال توفير مساحات إبداعية خاصة لهم، وتهتم «مجاز» بتعزيز الجانب التثقيفي والتوعوي، ونشر المعرفة بين الناس عبر الاحتفال بمناسبات عالمية ودولية، مثل اليوم العالمي للكتاب، واليوم العالمي للطفل، والعيد الوطني، وغيرها، تعبيرا عن مسؤوليتها تجاه المجتمع بصورة مستمرة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: بالإضافة إلى إلى ذلک أکثر من
إقرأ أيضاً:
«الأمن الثقافي ومكتسبات أكتوبر».. أولى جلسات مؤتمر الأدباء بجامعة المنيا
شهدت جامعة المنيا، صباح اليوم الاثنين، أولى الجلسات البحثية للمؤتمر العام لأدباء مصر في دورته السادسة والثلاثين، دورة الكاتب الكبير جمال الغيطاني، والمنعقدة تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، واللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، وتنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، تحت عنوان «أدب الانتصار والأمن الثقافي.. خمسون عاما من العبور»، ويعقد برئاسة الفنان الدكتور أحمد نوار، والأمين العام للمؤتمر الشاعر ياسر خليل.
الأمن الثقافي حجر الزاوية في الأمن القوميوأقيمت الجلسة بعنوان «الأمن الثقافي ومكتسبات أكتوبر»، وأدارها الدكتور عصام خلف، واستهلت بمناقشة بحث بعنوان «الأمن الثقافي بين الوطنية والوطنية الافتراضية» للباحثة دعاء شديد، أوضحت خلاله أن البحث يسلط الضوء على أهمية الوعي للحفاظ على هوية المجتمعات، موضحة أن الأمن الثقافي هو حجر الزاوية في الأمن القومي من أجل تماسك المجتمعات واستمراريتها مع ضرورة التأكيد على هويتها المميزة.
وأضافت أن أخطر شيء على الوعي الاجتماعي هو العالم الافتراضي، الذي جعلنا في عزلة، حيث غاب التواصل الحقيقي بين الجميع، وصار هناك تشوية لكل من الأمثال والعادات والثقافة والفنون.
وأشارت إلى أنه رغم وجود بعض الوعي، لكن هناك قصور في البيوت في حماية أبنائنا، فنحن في حاجة شديدة للأمن الثقافي، والأمر ليس مقتصرا على المدن بل حتى الأرياف فقدت جزءا كبيرا من هويتها، ولعل من أخطر الأشياء في هذا الشأن ما يسمى بالبصمة البحثية والبصمة الروحية.
واختتمت حديثها بالإشارة إلى أنها تقدمت بفكرة مشروع تكاملي بين المؤسسات، تبدأ من المؤسسات التي تهتم بالطفل ومن ورائها كل المؤسسات، بحيث نستطيع أن نحقق النجاح ونحتفظ في الوقت نفسه بهويتنا.
مكتسبات حرب أكتوبركما شهدت الجلسة مناقشة بحث بعنوان «الأمن الثقافي ومكتسبات حرب أكتوبر 1973»، أوضح خلالها الكاتب محمد سيد ريان أن الأمن الثقافي استراتيجية ثقافية مهمة يجب التركيز عليها من أجل تحقيق القوة الحضارية لمصرنا الحبيبة، موضحا أن مفهوم الأمن الثقافي من المفاهيم التي نشأت عالميا في أوائل السبعينيات من القرن العشرين، وقد انتشر عربيا مصاحبا لمصطلحات في حقول ومجالات أخرى مثل الأمن الاقتصادي والأمن الغذائي والأمن الاجتماعي والأمن السياسي.
وأضاف أن علاقة الثقافة بحرب أكتوبر 1973، جاءت من خلال دور المثقفين في الحرب وما بعدها، كما نرى في مقالات نجيب محفوظ ويوسف إدريس وتوفيق الحكيم ونزار قباني.
دور المثقفين بعد هزيمة 1967وأشار أن دور المثقفين بدأ بعد هزيمة 1967 وذلك بحرص كثير من المثقفين والفنانين على زيارة الجنود على الجبهة، وتقريبا زار الجبهة حوالي 300 مثقف، كذلك ما قام به الفنانون مثل أم كلثوم في دعم الوطن.
وفي ختام حديثه أوصى «ريان» من خلال مؤتمر أدباء مصر، أن تدشن وزارة الثقافة موقعا إلكترونيا بحيث يصبح منصة عليها كل المعلومات والمواد المتعلقة بالحرب، فنحن بحاجة لمشروع قومي يوجه لجماهير السوشيال ميديا.