تُشع منصة مجاز فكرًا وأدبًا وثقافةً، وتلقي بظلالها على رواد المعرفة من مختلف أنحاء البلاد قراءً وكتابا وأدباء وفنانين ومتذوقين، حاضنة ومتنفسا يجد فيها المثقف العماني ملاذا من زخم الحياة، ويقتنص لحظات فريدة في عالم أشبه ما يكون بالظل الدافئ الذي يجد فيه الإنسان قسطا من السكون، ليست مجرد مكتبة كما أنها ليست مجرد نادٍ ثقافي بل إنها أبعد من ذلك بكثير، فعند جولة بسيطة في المكان تشعر وكأنك في نزهة بين مختلف حدائق الثقافة، فهناك الموسيقى التي تغرد بجمالياتها، وهناك الأدب يعبق بإحساسه، وهناك الفنون الجميلة التي تذهب بالخيال إلى آفاق بعيدة، إضافة إلى الكتاب الذي تشعر بأنفاسه في كل زاوية من زوايا المكان.

تتمثل رسالة منصة مجاز في ترسيخ مفهوم الثقافة كأسلوب حياة وفعل يومي نمارسه بأريحية، إذ يجمع المكان بين مكتبة، ومقهى، ومنصة ثقافية، مما يعزز هذا المفهوم، عندما تتناول قهوتك بين الكتب والمهتمين بالثقافة، وتلتقي بقراء من توجهات متنوعة، وتحضر جلسات في مختلف المجالات، يتحول هذا الانخراط اليومي إلى جزء من حياتك اليومية وأسلوب معيشي، وتسعى «مجاز» إلى إرساء نموذج جديد للمؤسسات الثقافية، يعتمد على التكامل وتوحيد الجهود لتقديم أنشطة وفعاليات وكتب متنوعة تثري المتلقي وتضيف بُعدًا جديدًا للمشهد الثقافي بمرافقها الفريدة وخدماتها المتنوعة التي تستهدف جميع فئات المجتمع، من خلال توفير مساحات للقراءة، وعقد الاجتماعات، وحلقات عمل متنوعة تغطي اهتمامات العمانيين.

بالإضافة إلى ذلك، تعرض «مجاز» أحدث إصدارات الكتب، وتوفر بيئة هادئة لشرب القهوة، ولقاء الأصدقاء، وممارسة الفنون مثل العزف والرسم والأعمال اليدوية، مع مساحة مخصصة للأطفال، مما يجعلها وجهة شاملة تلبي احتياجات جميع أفراد المجتمع.

قال لبيد العامري مؤسس «مجاز» في حديثه حول فكرة تأسيس المنصة»: عندما تنشأ في بيت يزخر بالثقافة والكتب، وبه أشخاص وقراء، وشعراء، ومطلعون، خاصة إذا كان والدك أو أحد أعمدة الأسرة مهتمين بالمجال الثقافي، فإن هذا الطابع الثقافي يصبح جزءًا من تكوينك وجيناتك، وتصبح الثقافة جزءًا من حياتك اليومية، إضافة إلى ذلك، عندما يحتوي كل بيت على مكتبة، سواء كانت كبيرة أم صغيرة، فإن هذه المكتبة تلعب دورًا كبيرًا في تكوين الإلهام الثقافي. فالمكتبة الصغيرة تنمو مع الزمن وتتحول إلى مكتبة كبيرة وحقيقية، كما هو الحال مع مكتبة «مجاز». فالفكرة الأساسية الملهمة لإنشاء منصة «مجاز» تعود إلى مكتبة البيت، ولكن بتطوير وتحسين وتوسيع أكبر لتصبح منصة ثقافية متكاملة.

إنجازات مجاز

من أبرز إنجازات منصة «مجاز» تقديمها لأكثر من 30 حلقة للأطفال، شملت أكثر من 150 طفلا، وأكثر من 20 حلقة للكبار في مختلف المجالات، استقطبت أكثر من 150 شابا. كما قدمت المنصة دروسا خاصة في العزف والموسيقى تحت اسم «نغم مجاز»، وضمت أكثر من 50 طالبا وطالبة. وهناك «صالون مجاز الثقافي» الذي يجمع المثقفين من مختلف أنحاء سلطنة عمان لمناقشة أبرز القضايا الثقافية.

بالإضافة إلى ذلك، تضم المنصة أكثر من 800 عضو من الشباب والأطفال، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، حققت منصة «مجاز» حضورًا لافتًا، حيث يتابعها حاليا أكثر من 22 ألف متابع في فترة زمنية قصيرة. وفي سياق الجلسات الحوارية التي نظمتها «مجاز»، تمت استضافة عدد من الكتاب والشعراء والفنانين الغنائيين والفنانين التشكيليين، بالإضافة إلى المشتغلين في مجالات السينما والدراما والمتخصصين في مجالات الإتيكيت واليوجا والصحة النفسية والمعمار وغيرهم، وتجاوز عدد هذه الجلسات 80 جلسة، وكانت الدعوات لحضورها عامة.

المجتمع الخارجي

وأكد لبيد العامري أن «مجاز» لم تكتفِ بوسيلة واحدة لتسويق خدماتها، بل استخدمت عدة وسائل متنوعة، واعتمدت على الإعلام الحديث بالإضافة إلى الإعلام التقليدي مثل الصحافة الورقية، والإذاعة، والتلفزيون، ولجأت إلى طرق أخرى مثل التسويق من خلال سفراء «مجاز» الذين ينقلون انطباعاتهم حول المكان والخدمات إلى المجتمع الخارجي، ويتم عبر الحلقات الأسبوعية والفعاليات المتنوعة التي ننظمها بشكل منتظم.

الخطط المستقبلية

وعرج العامري في حديثه إلى الخطط المستقبلية قائلا: «في كل يوم نطلق فكرة مبتكرة جديدة، لأن في كل يوم يدخل شخص جديد إلى «مجاز» بفكرة جديدة، تتبنى «مجاز» دائمًا الأفكار الجديدة من الأشخاص الذين يرتادون المكان، أو بمعنى أصح، تتبنى أفكار أعضائها. قريبًا، سنطلق بودكاست خاص بـ«مجاز»، وأيضًا ستكون لدينا صفحة إلكترونية خاصة بنا، وهناك خطط قريبة المدى وأخرى بعيدة المدى تسعى «مجاز» لتحقيقها، لكن هذا يتطلب الكثير من التخطيط والتفكير وإجراء دراسات جدوى قوية ودقيقة لتحقيق النجاح الذي نسعى إليه.

عالم الكتب

وفي حديث حول آلية انتقاء الكتب، قال فهد العامري، أمين مكتبة مجاز: «تعتمد طريقة اختيارنا للكتب على مواكبة كل جديد قدر المستطاع، كما يعلم الجميع، لدينا ثلاث مكتبات في مكتبة واحدة، حيث نوفر كل ما هو جديد مما يصدر في المكتبات المشاركة في مجاز. بالإضافة إلى ذلك، نعنى بالإنتاجات العمانية، فمجاز لا تتعامل فقط مع دور النشر، بل تتعامل أيضًا مع الأفراد. فأي كاتب عماني لديه إصدار معتمد من وزارة الإعلام يمكننا التعاون معه ووضع كتابه في مجاز. أما المعايير، فيجب أن يكون الكتاب معتمدًا من وزارة الإعلام، والمعيار الآخر المهم هو أن يكون الكتاب مطلوبًا من الجمهور».

ختاما، يجدر الذكر أن منصة «مجاز» نفذت شراكة مع مكتبة «كتب 234» لتكون جزءا من «مجاز»، كما قامت «مجاز» بتوقيع اتفاقية تعاون مع بيت الزبير في المجال الثقافي، حيث تتضمن بنودها بيع كتب مؤسسة بيت الزبير وإصدارات دار تبقال المغربية ودار باز للنشر. إضافة إلى الاستثمار المعرفي الذي ترتكز عليه «مجاز»، كما تشجع المنصة المبادرات الشبابية المهتمة بالمجال الثقافي بشكل خاص، من خلال توفير مساحات إبداعية خاصة لهم، وتهتم «مجاز» بتعزيز الجانب التثقيفي والتوعوي، ونشر المعرفة بين الناس عبر الاحتفال بمناسبات عالمية ودولية، مثل اليوم العالمي للكتاب، واليوم العالمي للطفل، والعيد الوطني، وغيرها، تعبيرا عن مسؤوليتها تجاه المجتمع بصورة مستمرة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: بالإضافة إلى إلى ذلک أکثر من

إقرأ أيضاً:

عناصر التراث الثقافي اللامادي بمصر والآثار.. محاضرة بالمتحف القبطي

ألقى الدكتور ناصر محمد سلامة مدير عام الإدارة العامة للتراث الثقافي اللامادي بقطاع المتاحف محاضرة عن عناصر التراث الثقافي اللامادي بمصر والاثار ذات الصلة بها بمتاحف القطاع وذلك بـ المتحف القبطي .


جاء ذلك بحضور مديري وامناء المتاحف ومسئولي أقسام التراث الثقافي اللامادي بقطاع المتاحف المصرية الي جانب طلاب الكليات المتخصصة وذلك بقاعة محاضرات المتحف القبطي.

التراث الثقافي اللامادي بمصر


أوضح  الدكتور ناصر ، أن المحاضرة  تناولت بالشرح اتفاقية عام 2003 بين مصر ومنظمة اليونسكو لصون التراث الثقافي الغير مادي ،بالإضافة إلى معناه وممارساته في مصر سواء مسجل عالميا كممارسات وممتلكات تراثية غير مادية بمصر او لم تسجل بعد والاثار ذات الصلة الموجودة بمتاحف القطاع وخاصة المعروضة بالمتحف القبطي.


وعقب انتهاء المحاضرة تم المرور علي الاثار المعروضة بقاعات المتحف القبطي وإظهار ذات الصلة منها بالتراث الثقافي اللامادي تطبيقا علي ما تم تناوله بالمحاضرة وخاصة القطع الاثرية التي تتصل بعناصر وممارسات التراث الثقافي اللامادي المصري المسجلة بالمنظمات العالمية من منظمة الالكسو التابعة لجامعة الدول العربية ومنظمة اليونسكو العالمية.

تابع أن ممتلكات وممارسات مصر الثقافية اللامادية المسجلة زادت الي عشرة ممارسات مؤخرا بعد زيادة الة السمسمية والحنا اليهم وفنون النقش علي المعدن الي السبع ممارسات المصرية السابقة وهم ( التحطيب، والأراجوز، النخيل والتمر، النسيج، السيرة الهلالية، ومسار رحلة العائلة المقدسة، والخط العربي) .

أفاد أن المناقشات خلال الجولة شملت الحديث عن المعارض المؤقتة للتراث الثقافي اللامادي بالمتاحف والعمل علي تجهيز قوائم للآثار ذات الصلة بكل متحف لتمهيد عرضها في معارض مؤقتة تشرح ارتباطها الوثيق بتراثنا الحضاري وهويتنا المصرية النابعة من تاريخ حضارتنا بكل حقبها التاريخية .

مقالات مشابهة

  • عناصر التراث الثقافي اللامادي بمصر والآثار.. محاضرة بالمتحف القبطي
  • صنعاء تحت المطر لليوم الثاني.. سيول تغمر الشوارع ومعاناة تتفاقم
  • هيئة قصور الثقافة تقدم أجندة حافلة ومتنوعة هذا الأسبوع
  • الإعلام والاتصالات ووزارة الثقافة يبحثان التعاون الثقافي والإعلامي
  • الابتكار الثقافي.. تصميم المستقبل بمقاييس إماراتية
  • أدباء وباحثون: القراءة.. صانعة الخيال والابتكار الثقافي
  • مياه البحر تغمر منطقة في اللحية بالحديدة وتجبر الأسر على النزوح
  • الإثنين.. قصور الثقافة تطلق برنامجًا متنوعًا في قرى "حياة كريمة" بدمياط
  • فضاءات إبداعية في ساحة الأوبرا احتفالا بيوم اليتيم
  • غدا.. مكتبة القاهرة الكبرى تحتفل باليوم العالمي لكتاب الطفل