منذ عدة أيّام أعلن الكرملين انسحاب روسيا من اتفاقية تصدير  الحبوب والأسمدة عن طريق البحر من أوكرانيا تلك الاتفاقية التى كانت قد توسطت  فيها الأمم المتحدة وتركيا العام الماضي بعد توقف سلاسل الإمداد نتيجة اندلاع الحرب الاوكرانية الروسية فى فبراير من نفس العام، مما سيحد من صادرات المواد الغذائية الأوكرانية، وسينعكس بالطبع على الدول النامية وساهم بشكل كبير فى ارتفاع أسعار السلع الغذائية  في آواخر شهر يوليو لأول مرة منذ أشهر، متأثرة بإنهاء مبادرة حبوب البحر الأسود والقيود التجارية الجديدة على الأرز.

‎وبلغ متوسط مؤشر أسعار الأغذية لمنظمة الأغذية والزراعة، الذي يتتبع التغيرات الشهرية في الأسعار الدولية للسلع الغذائية المتداولة عالمياً، 123.9 نقطة في يوليو، بزيادة 1.3٪ عن الشهر السابق في حين انخفض 11.8٪ عن مستواه في يوليو 2022.

‎وكانت الزيادة مدفوعة بقفزة حادة في مؤشر أسعار الزيوت لمنظمة الأغذية والزراعة، الذي ارتفع 12.1٪ من يونيو بعد 7 أشهر من الانخفاض المتتالي. وارتفعت أسعار زيت عباد الشمس الدولية بأكثر من 15٪ في الشهر، ويرجع ذلك في معظمه إلى تجدد الشكوك المحيطة بالإمدادات القابلة للتصدير بعد قرار الاتحاد الروسي إنهاء تنفيذ مبادرة حبوب البحر الأسود. وازدادت الأسعار العالمية لزيوت النخيل والصويا والسلجم بسبب القلق من توقعات الإنتاج في البلدان المنتجة الرئيسية.

‎وتراجع مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الحبوب بنسبة 0.5٪ عن يونيو، مدفوعا بانخفاض في أسعار الحبوب الدولية بنسبة 4.8٪ بسبب زيادة الإمدادات الموسمية من الذرة من المحاصيل الجارية في الأرجنتين والبرازيل، واحتمال ارتفاع الإنتاج في الولايات المتحدة الأمريكية عما كان متوقعا.

‎ أسعار القمح الدولية ارتفعت بنسبة 1.6٪، وهي أول زيادة شهرية لها منذ 9 أشهر بسبب عدم اليقين بشأن الصادرات من أوكرانيا فضلا عن استمرار الظروف الجافة في أمريكا الشمالية.


إخطار موسكو الأمم المتحدة وكييف وأنقرة بانسحابها من اتفاقية الحبوب وامتناعها عن تجديدها مرة أخرى جزء من إستراتيجية تفاوضية لتخفيف العقوبات والحصول على مزيد من حريّة المناورة".
وتتمثل الممارسة الروسية في جعل الإجراءات الإنسانية مشروطةً بالامتيازات التي تخدم مصالحها العسكرية والاقتصادية والسياسية، مثلما فعلت مع المفاوضات السابقة بشأن اتفاقية تصدير الحبوب ومرات عديدة بشأن عمليات تسليم المساعدات فى سوريا .

وتشمل المطالب المحددة لروسيا في هذه الحالة إعادة إدراج البنك الزراعي الروسي ضمن نظام "سويفت"، مما سيسمح لروسيا باستيراد قطع غيار للآلات الزراعية، وإلغاء تجميد الأصول الأخرى. حيث زعمت موسكو أن الاتفاقية المعروفة باسم "مبادرة حبوب البحر الأسود" لم تسفر عن فوائد لروسيا، لكن هذه الجولة من الضغط هدفها بالتأكيد تخفيف ضغط العقوبات.

وكانت الرسائل الموجهة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي واضحةً للغاية، وهي أنه لا يوجد اتفاق بين أوكرانيا وروسيا. لقد أبرِمت الاتفاقية بين أوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة، وبوتين حاليًا يعارض اتفاقه مع الأمم المتحدة وتركيا وليس مع أوكرانيا.


ومن المرجح أن يؤدي انسحاب روسيا من الصفقة إلى زيادة تكاليف التأمين، و فى  يونيو  الماضي كانت قد وافقت الحكومة الأوكرانية على خطة تقضي بتعويض السفن التي ترسو في الموانئ الأوكرانية في حالة تضررها بسبب النشاط العسكري الروسي. لذلك، هناك استعداد للمضي قدما في الاتفاقية من الجانب الأوكراني.

ومن الصعب المبالغة في التهديد الذي يتربص بالمشهد الاقتصادي العالمي والأمن الغذائي، خاصة في أفريقيا والمناطق النامية الأخرى. ففي الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار المواد الغذائية في خضم اضطرابات سلسلة التوريد وبداية استقرار الحرب الروسية، لا يزال الوضع متقلبا.

وعلى الصعيد العالمي، لا يزال تضخم أسعار المواد الغذائية أعلى من 5% سنويا في أكثر من 60% من البلدان المنخفضة الدخل، وحوالي 80% من البلدان ذات الدخل المتوسط المنخفض والبلدان المرتفعة الدخل.
وفي الأسبوعين الماضيين فقط، أفاد البنك الدولي بأن أسعار القمح قد انخفضت بنسبة 3% على مستوى العالم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الكرملين الأمم المتحدة الحرب الأوكرانية الروسية

إقرأ أيضاً:

روسيا تقرر إضافة بعض التعديلات على عقيدتها النووية

آخر تحديث: 7 يوليوز 2024 - 11:10 صبغداد/ شبكة أخبار العراق- رجح نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، مساء أمس السبت، إدخال بعض الإضافات المفاهيمية على العقيدة النووية الروسية، إن استمر خصوم موسكو في التصعيد، في وقت تواصل موسكو التقدم ببطء على جبهة القتال شرق أوكرانيا.وأشار ريابكوف، إلى الوثيقة الروسية لـ«أسس سياسة الدولة في مجال الردع النووي»، والتي تشمل العقيدة النووية الروسية، لافتاً إلى ضرورة إدخال بعض الإضافات والتعديلات المفاهيمية عليها، وفقاً لقناة «أر تي عربية» الروسية.وفي وقت سابق، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن روسيا تفكر في إضافة بعض التعديلات على عقيدتها النووية.في الأثناء، أعلنت روسيا أن قواتها سيطرت على قرية جديدة في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، في وقت تواصل موسكو التقدم ببطء على جبهة القتال. وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن قواتها سيطرت على قرية سوكيل على بعد نحو 30 كلم شمال غرب مدينة دونيتسك عاصمة المنطقة. ومع الصعوبات التي واجهها الجيش الأوكراني في تجنيد عناصر جدد والحصول على المزيد من الأسلحة والذخائر من الغرب، تواصل القوات الروسية التقدم ميدانياً منذ أشهر. وأعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أول من أمس، أن على أوكرانيا الاستسلام إذا أرادت السلام، وذلك لدى استقباله رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي يتولى حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، وقام بزيارة لموسكو انتقدتها كييف، وقال الاتحاد الأوروبي إنها تهدد بإضعاف موقف التكتل من النزاع.

مقالات مشابهة

  • روسيا تتقدم في شرق أوكرانيا
  • روسيا تقرر إضافة بعض التعديلات على عقيدتها النووية
  • «سلامة الغذاء» تكثف حملاتها الرقابية وتصدر 4050 رسالة تصدير خلال أسبوع
  • 420 مليون يورو.. الجزائر وإيطاليا توقعان اتفاقًا لإنتاج الحبوب
  • الجزائر وإيطاليا توقعان اتفاقا بقيمة 420 مليون يورو لإنتاج الحبوب
  • جدل بسبب اتفاقية لتكوين الطلبة الأطبـاء سيصل دعمها لشركة عضو في جهـة سوس
  • إيران وروسيا توقعان اتفاقية بشأن تداول العملات الوطنية
  • «تايم»: التصعيد الروسي ضد الغرب.. هل نحن على حافة حرب نووية؟
  • بوتين: إنهاء الأزمة الأوكرانية يتطلب الانسحاب الكامل للقوات الأوكرانية من أراضي روسيا الجديدة
  • بوتين يجدد شروط إنهاء الأزمة في أوكرانيا