لجريدة عمان:
2025-02-08@23:00:57 GMT

أمينة رشيد والتزامها تجاه الوطن

تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT

بدأت هذا الأسبوع بقراءة السيرة الغيرية التي كتبتها سلمى مبارك عن الباحثة والمناضلة المصرية أمينة رشيد في كتاب: أمينة رشيد أو العبور إلى الآخر وذلك بترجمة داليا سعودي عن دار المرايا المصرية. نشأت أمينة رشيد في عائلة أرستقراطية، لكن هذا لم يمنعها من استخدام الامتيازات التي حظت بها من أجل القيم التي كونتها خلال سنوات شبابها، الفترة التي جايلت فيها نصر حامد أبو زيد وجابر عصفور وآخرين، وكانت قد انتظمت في مجموعات يسارية عبرت عن نفسها عبر وسائط مختلفة آنذاك.

درست رشيد بعد ذلك الأدب المقارن، وآمنت بأن هنالك ما يمكن إضافته لمشروع إدوارد سعيد عن الاستشراق بعيدًا عن مركزية هيمنة الغرب على الشرق.

الكتاب يناقش أفكار وأطروحات أمينة رشيد فيما يتعلق بمشروعاتها حول الأدب المقارن، ودراسة التأثر والتقليد في الكتابة العربية، بالإضافة للجدل حول جنس الرواية وما إذا كان أوربيًا، وعن الرواية العربية الأولى وما إلى ذلك، لكن في هذا التوقيت لم يكن هذا ما يعنيني من قراءة هذا الكتاب، بعد السابع من أكتوبر وعدتُ نفسي بالالتزام بقراءة تاريخ المنطقة وتحولاتها، وتأثير النخب الثقافية والاقتصادية فيها، وكان أن وجدتُ هذا في سيرة رشيد، إذ اعتبرتْ أن نكسة يونيو 1967 كانت بمثابة التحول الكبير الذي أثر على رؤيتها للعالم، ليست وحدها بل تأثر ذلك الجيل كله بما حدث في نهاية الستينيات والهزيمة التي مني بها العرب، «إثر هذا الحدث الصدمة، انكفأت أمينة على عملها لإتمام رسالتها. فبالنسبة إليها، انقضت ساعةُ المباهج الباريسية بما في ذلك أوهام الحرية، ونقاشات المثقفين في المقاهي، وحماس اكتشاف النقد الجديد ومع فوران أحداث مايو 1968، كانت أمينة قد تباعدتْ بالفعل مع مشهدٍ أخذتْ في الاغتراب عنه يومًا بعد يوم. (رأيتُ جدران السوربون الكئيبة في العادة، تمتلئ بالشعارات الثورية والطوباوية إلى حد كبير ...... رأيتُ الطلبة وبعض العمال الذين انضموا إليهم يهتفون ويغنون ويرقصون وينادون بالثورة ...... وعشتُ بذهول التجربة المثيرة لإضراب الشهرين الذي شل الحياة في فرنسا)».

كان مهمًا أن أقرأ بدوري كيف أن السابع من أكتوبر هو حادثة النكسة بالنسبة لجيلي، حتى أنه أكثر فظاعة ورعبًا مما حدث في الستينيات، أعني على صعيد القتل والتهجير والتجويع والإبادة التي يشاهدها العالم كله حتى هذه اللحظة. على الرغم من ذلك لم يتراجع موقف أمينة رشيد ونضالها من أجل القضية الفلسطينية، الأمر الذي وضعها في السجن أيام حكم السادات مع التغييرات التي قام بها والتي كان منها التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي. «أذهلنا فرط التعامي الذي أبداه الغرب إزاء إسرائيل. إذ أرى أنه من غير المعقول أن يتوجب علينا أن نشرح لشخص مثل إتيامبل الفرق بين معاداة السامية ومناهضة الصهيونية. فكيف لمن اختار أن يكون مواطنًا منتميًا إلى العالم بأسره أن يكون على هذه الدرجة من الانسياق والتعامي أمام الدعاية الصهيونية! وبالمناسبة، كان ذلك هو أحد أسباب إعراض الشباب المصري اليساري عن الثقافة الغربية للبحث عن جذورهم العميقة في إرثهم العربي الإسلامي. هل كانت تلك اللحظة الزمنية هي التي شهدت التحول إلى التطرف؟ وأفرخت الثورة الإيرانية وكراهية الشيطان الأمريكي الأعظم؟».

شعرت رشيد بأنها لا تستطيع ترك بلدها ليقاسي كل هذه المرارة، دون أن تسهم من أجله ومن أجل مواطنيه بأي شيء حتى وإن كان بأن تصبح أستاذة للأدب المقارن في جامعاته، الأمر الذي دفعها للعودة من باريس إلى القاهرة، تكتب سلمى مبارك: «وبالرغم من كل المغريات التي كانت تحثّها على مدِّ إقامتها في باريس والاستفادة من وضعها المستقر هناك: من مسكنٍ مريح، ووظيفةٍ مجزية الأجر، ودراسة تتم في سياق ثقافي مزدهر ونشاط سياسي يجري في مناخ من الحرية والديمقراطية، تمَلَّكَ أمينةَ إحساسٌ بأن حياتها صارت مفرّغةً من المعنى، وأن هذا المعنى الذي ترتجيه موجودٌ في مصر. فما لبثتْ أن اتخذت قرارها بالانتهاء من رسالتها والعودة إلى بلدها. (لم أتحمل فرنسا أكثر من ذلك، أعيشُ في أحداثِ مصر وأبكي عندما أفتحُ نافذتي وأرى سماء باريس الرمادية أشعر أنني استفدتُ كثيرًا مما عشته من تجارب فكرية وسياسية ووجدانية، لكني أدركتُ تمامًا أن هذا التاريخ ليس تاريخي وأن هذه الحياة ليست حياتي. .... وأنني ما خضتُ ذلك الكفاح كي أحيا بعيدًا)».

التزمت أمينة رشيد بمشروعها كمثقفة ومناضلة ومعلمة وباحثة، وقدمت العديد من الإسهامات حتى وقت وفاتها عام 2018 لقد عاشت تحولات عديدة منها أحداث الربيع العربي وما آلت إليه البلدان العربية بعد 2011 لا شك بأن هذا كثير على حياة واحدة، لكن ألا يجعلني هذا أنا وغيري نشعر بالمسؤولية تجاه هذه اللحظة التاريخية، المسؤولية التي لابد وأن تفضي للالتزام، بدلاً من العدمية التي غرقنا فيها لسنوات، والتي شعرنا فيها بأن التغيير مستحيل، وبأننا خارج التاريخ وخارج سياق أي دور يمكننا تبنيه فعلًا في ظل ما يحدث؟

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

جيشنا يقول: [ممنوع الخروج] !!

إعتاد الناسُ علی رٶية اللافتات التحذيرية، وأشهر تلك اللافتات هی التی تقول [ممنوع الدخول] لكن لم نسمع بلافتة تقول، [ممنوع الخروج] غير أن جيشنا كتبها أو بالأحریٰ فعلها بالمتحركات والمسيَّرات، وأغلق بوابات الخروج من العاصمة المثلثة إغلاقاً محكماً، بعد سلسلة راٸعة من الإنتصارات في فاشر أبو زكريا، ومدني وساٸر ولاية الجزيرة، والنيل الأزرق وسنار، وشرق النيل، ولم يكتفِ الجيش بذلك، ولكنه زحف بجحافله علی وسط الخرطوم من كل إتجاه، وقال للمتمردين:-{ أمرقوا كِنْ تقدروا .

وبما أنه ما في (طيارة سغييرة) من النوع الذی ذكره الأهطل وهو يصف خروج البرهان من القيادة المحاصرة وقال هو طلع لابس (سفنجة) !! أو إنَّه ليس هناك مايكفي من نوع هذه (الطاٸرات السغييرة) لإجلاء كل الإرهابيين من وسط الخرطوم، فإن ذلك يجعل (البرهان يكسب الرهان)؛ فليس أمام المليشيا المتمردة غير (تِتّين بس، الإستسلام أو الموت الزُٶَام!!) فلينظروا أيُّهما الأقرب، ولمن سمع منهم بقول إبن الرومي، ولا أظُن، نهديه البيت التالی:-

أمامك فانظر أيَّ نهجيك تَنْهجُ.

** طريقان شَتَّىٰ مُستقيمٌ (وأعوجُ).

وقد نهجت مليشيا آل دقلو (الأعوج)، فما وجدت غير الخسارة والبوار.

ومن دلاٸل بشاٸر النصر أن بلغتني دعوة كريمة لحضور حفل تكريم تقيمه منطقة (مِدينِي) بولاية نهر النيل لابنها الباسل العميد الركن حسن خالد حاج الحسن،الذی ظلَّ مرابطاً فی القيادة العامة مع إخوته من الضباط والرتب الأخریٰ طوال مدة حرب الكرامة، وهذه الدعوة التي تَنادَیٰ لها اْهل محافظة المتمة فی وادي بُشارة والحقنة وود حامد وحجر ود سالم وأبو رغيوة والثورة كبوتة وحجر الطير بالإضافة إلیٰ مديسيسة ومَدِيني وغيرها من مدن وقری محافظتي المتمة وشندي، يحضرها قادة المنطقة، ودفعة المحتفی به من شندي وعطبرة ووادي سيدنا، ولما كانت ظروفي بوجودي خارج البلاد لن تسمح لي بالحضور لمشاركة الأخ القريب، وابن العم الكريم، والصديق الوفي العزيز، والمريخابي العتيد، العميد الركن حسن خالد الرجل البطل، الذی أكرمه الله بحب أهله وكل من عرفه، وهاهو اليوم يُزَفَّ بطلاً تُنحر له الذباٸح، وتُهبَّك له الدلوكة، ويُخلَف له الشَتَم، وتنطلق فرحاً به الزغاريد، فتشيع الفرحة فی تلك الديار الحبيبة التی لها فی النفس أكثر من أثرٍ ومعنیٰ.

الربط بين حصار الجيش للمليشيا، ووضعها أمام خيارَي الإستسلام أو الموت الزُٶام، وبين تكريم البطل العميد الركن حسن خالد حاج الحسن، يُبَيِّن البونَ الشاسِع بين وضع الجيش المنتصر، والمليشيا المتمردة المنهزمة هزيمةً مُدَمَّرة، ولم يتبق لها أی شٸٍ لتفعله، سویٰ ما فرضه عليها الجيش عنوةً واقتداراً بلا مقررات جدة ولا أمبدة، فقد بات [الخروج ممنوعاً] يعنی (تاباها مملحة تاكلا قَرُوض).

هنيٸاً لك يا (أبو الحُسْن) من علی البُعد بهذا التكريم المستحق والذي هو تكريم لكل الجياشة من قاٸدهم العام إلیٰ أحدث مُسْتَجِد، ممثلاً فی شخص (الحَسَنْ صاقِعْتَ النَّجِمْ البِيَحَمي الشِهادة والنَّضِم) وعبركم التحية لدفعتكم البطل نجم بابنوسة العميد حسن درموت ولكل البواسل، وكدت أن أكتب(الأشاوس) لولا إن مليشيا آل دقلو أفرغت كلمة الأشاوس من محتواها فأصبحت رديفاً للخيانة والخيابة والخسة والغدر.

-النصر لجيشنا الباسل.

-العزة لشعبنا المقاتل.

-الخزی والعار لاْعداٸنا، وللعملاء.

محجوب فضل بدري

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تعرف على محور نتساريم الذي سينسحب منه الاحتلال
  • أمينة المرأة بحزب الاتحاد: التهجير مرفوض وحل القضية الفلسطينية يحتاج إلى العدالة
  • رمضان 2025| شخصية أمينة خليل بمسلسل “لام شمسية”
  • قصة مسلسل «لام شمسية» بطولة أمينة خليل.. يعرض في رمضان 2025
  • الرئيس رشيد يبحث مع العاهل الأردني جهود تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة
  • هل يجب عليك شرب الماء الذي بقي طوال الليل؟
  • جيشنا يقول: [ممنوع الخروج] !!
  • على متنه 6 أفراد| انقلاب مركب قادم من رشيد بالبحر الأحمر واستنفار لـ لانشات الإنقاذ
  • مجلس الدولة يلغي قرار نقل رئيس الرقابة بتموين رشيد ويعيده لمنصبه
  • ما الذي فعلته البطالة بثقافتنا العراقيَّة؟