جريدة الرؤية العمانية:
2025-11-18@01:05:48 GMT

العنف الطلابي.. هل من رادع؟!

تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT

العنف الطلابي.. هل من رادع؟!

 

 

ناصر بن سلطان العموري

abusultan73@gmail.com

 

للمرة الثانية تواليًا، نتطرق لموضوع يخص وزارة التربية والتعليم بعد المقال السابق والذي لاقى إقبالًا كبيرًا وكان بعنوان "حافلات المدارس فوق صفيح ساخن"؛ لنعود مرة أخرى ونسلط الضوء على موضوع لا يقل أهمية عن سابقه!

انتشرت مؤخرا كانتشار النار في الهشيم مقاطع عدة متنوعة ومن محافظات مختلفة توضح وتوثق مشاهد عنف طلابي؛ سواء أكانت داخل حرم المدرسة أم خارجه، مما يمثل ظاهرة مؤسفة ودخيلة على مجتمعنا، وبتصوير ونقل حي من الطلاب أنفسهم، بعد أن باتت أجهزة الهواتف الذكية وما تحتويه من برامج ومواقع للتواصل الاجتماعي قادرة على نقل الوقائع فور حدوثها.

والأسباب المؤدية للعنف الطلابي متنوعة ومتعددة، ومن أهمها الجانب التربوي، فلو تربى الطالب على قيم التسامح والاحترام والتقدير لزملائه والبُعد عن الإساءة اللفظية والتعدي البدني، لما انجر وانساق خلف ما رأيناه من مقاطع مُخزية ومُؤلمة.

فكيف لمُجتمع مثل مجتمعنا العماني- معروف عنه الأخلاق العالية وقيم التسامح التي يُضرب بها المثل، أن تنتشر بين أبنائه مثل هذه الظواهر السلبية والمرفوضة تمامًا والتي لا تمت لمجتمعنا المحافظ بأيِّ صلة كانت.

كما إنَّ انتشار وهوس العديد من الطلاب بالألعاب الإلكترونية التي تساعد وتشجع على العنف السلوكي لهو من أهم الأسباب ناهيك عما تروج له الأفلام الأجنبية من ثقافة العنف.

جلستُ مع أحد الأخصائيين الاجتماعيين وهو رجل مخضرم في المجال الاجتماعي تجاوزت خبرته الثلاثين عاماً في المدارس قال لي بأنَّ كل هذه الظواهر المقززة التي تنتشر في المدارس هي في الحقيقة إرهاصات طبيعية لضعف القوانين واللوائح التي وضعت الطالب في مكانة أعلى وأهم من المُعلم ومدير المدرسة فكل اللوائح والنظم تخدم الطالب على حساب المعلم ومن أَمِنَ العقوبة أساء الأدب.

التعليمات والبنود والقرارات والتوجيهات التربوية صادرة لخدمة الطالب وتدليله واحترام شخصه ورفع كبريائه.. لذلك ستظل كل هذه السلوكيات السيئة مُستمرة حتى تختلف القوانين وتتغير اللوائح، ويُصبح الطالب طالبًا والمُعلم معلمًا والمدير مديرًا.

لقد اطلعت على لائحة شؤون الطلاب المدرسية وتحديدًا الفصل السادس (الانضباط السلوكي)، ولم أجد من ضمنها عقوبات رادعة بحق الطلبة ممن يعتدون على زملائهم، سوى الإنذار وأخذ تعهد من ولي أمره بالالتزام بقواعد الانضباط السلوكي، وأقصاها فصل الطالب لمدة بين 3 إلى 10 أيام، على حسب جرمه وما اقترفه، بناءً على لائحة شؤون الطلاب أو نقله إلى مدرسة أخرى، وهنا المشكلة سوف تستمر مع إدارة مدرسية أخرى وطلاب آخرين أو نقله لتعليم الكبار، وهنا سيكون ممن يدرس في مرحلة كبار السن عرضة ربما للعنف أو الإساءة اللفظية.

السؤال هنا: ماذا ولو كان ولي الأمر من الأساس ليس قادرًا على تربية ابنه التربية الصحيحة في البيت؟ وماذا سيحدث بعد مُدة الفصل؟ هل سوف نشهد شجارًا آخر أكثر عنفًا؛ كون أن الطالب تَوَلَّد لديه فرط للعنف وأصبحت لديه عادة متلازمة؟

من هنا.. لا ينبغي لوزارة التربية والتعليم اعتبار ما يحصل أحداثًا فردية، ويتم التراخي في علاجها والدخول في إجازة الصيف المدرسية ونسيان ما حدث وكأن شيئًا لم يكن!

كما إن لشرطة عمان السلطانية دوراً لا يقل أهمية، وهي التي عودتنا على حفظ الأمن والاستقرار؛ فهي العين الساهرة التي تسهر على راحة المواطن والمقيم، وأتمنى بعد ما حصل أن تقوم بدوريات مجدولة خصوصًا فى الظهيرة، بعد فترة انتهاء الامتحانات، والتي تشهد الكثير من المشاجرات الطلابية، لا سيما تلك التي تكون خارج أسوار المدرسة؛ فبمجرد وجود دورية متواجدة يمكن للطلاب رؤيتها، ما يضفي نوعًا من الردع والالتزام.

إنَّني عبر هذا المقال لا أدعو إلى تهويل الموضوع ولا أنظر له من زاوية سوداوية، لكن يجب وضع اليد على الجرح في سبيل إيجاد العلاج الناجع، والهدف هو إصلاح جيل الغد، وأعتقد أنَّه من الضروري هنا التدخل بالعلاج النفسي، ليس من قبل الأخصائي الاجتماعي المتواجد في كل مدرسة؛ فهو يعمل على قدر الصلاحيات الممنوحة له، لكن من ناحية إحالة أمثال هؤلاء الطلاب الذين يُعانون من سلوكيات عدوانية ويمارسون العنف، إلى المصحّات العلاجية المتخصصة في علاج مثل هذه الحالات، واستغلال طاقاتهم بالشكل الأمثل.

وأخيرًا.. على المُرَبِي في المنزل والمُدرس في المدرسة، مهمات جسيمة في تربية وتكوين جيل مثالي تنهض به البلد وتزدهر.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

50% من الأسر في تركيا بدون أطفال!

أنقرة (زمان التركية) – أكدت وزيرة الأسرة والخدمات الاجتماعية التركية، ماهينور أوزدمير غوكتاش، أن نصف الأسر في تركيا ليس لديها أطفال، محذرةً من انخفاض متوقع في عدد الأطفال في سن الدراسة الابتدائية بمقدار 900 ألف طفل خلال الخمس سنوات المقبلة.

جاءت تصريحات الوزيرة خلال مناقشات ميزانية وزارتها لعام 2026 أمام لجنة التخطيط والميزانية في البرلمان التركي، حيث أشارت إلى أن معدل الخصوبة المنخفض يهدد البلاد.

وقالت غوكتاش: “اليوم، 50% من الأسر بلا أطفال. ووفق توقعات معهد الإحصاء، سينخفض عدد تلاميذ الابتدائي بـ900 ألف طفل بحلول 2030. بحلول عام 2100، قد يتراجع عدد السكان إلى 55 مليونًا أو حتى 25 مليونًا. تفسير انخفاض الخصوبة بالاقتصاد فقط رؤية قاصرة؛ فالمشكلة أعمق من الدخل أو التوظيف”.

وفي ردها على انتقادات بشأن الإساءة في دور الرعاية، أكدت الوزيرة عدم التغاضي عن أي انتهاكات، مشيرة إلى تطبيق نظام كاميرات ذكاء اصطناعي في ثلاث محافظات تجريبيًا للكشف الفوري عن العنف ضد الأطفال أو مخاطر السقوط على كبار السن.

وأضافت: “سنوسع النظام ليشمل كل تركيا هذا العام، بما في ذلك المؤسسات الخاصة، مع تقارير تفتيش دورية”.

أما بخصوص العنف ضد المرأة، فقالت غوكتاش إن الوزارة تتابع الضحايا حتى لو سحبن شكاواهن، وتعمل على تعزيز الدعم القانوني بالتعاون مع اتحاد نقابات المحامين.

وفي سياق تعزيز رعاية الأطفال، كشفت الوزيرة عن مشروع “الأمومة بالجوار” بالشراكة مع اليونيسف، يشمل تدريب 180 ساعة للنساء اللواتي يرعين أطفال الجيران، مع تقارير صحية وتوظيف رسمي، مشيرة إلى أن البرنامج قيد التجربة وقابل للمراجعة إذا لزم الأمر.

Tags: اسطنبولالأسر التركيةالخصوبة في تركياانجابتركيا

مقالات مشابهة

  • مكتب التربية مودية يزور مدرسة الأقصى النموذجية لتهنئة طلابها
  • ضبط 3 طلاب بأسيوط لتعديهم على زميلهم بالمدرسة
  • جولة مفاجئة لوزير التربية والتعليم لعدد من مدارس كفرالشيخ
  • الضرب والتخريب والتدخين في المدارس.. 8 مخالفات تستدعي إبلاغ الأمن والنقل الفوري-عاجل
  • «تعليم الإسكندرية» تحقق في واقعة اعتداء مُعلم على طالب بمدرسة النصر بنين
  • لا ترهقوا أبناءكم "الطلاب"
  • تأخرت 10 دقائق.. تلميذة تفارق الحياة إثر عقوبة بدنية في مدرسة هندية
  • منصة تعليمية سعودية جديدة تعيد تعريف تجربة التعلّم الرقمي
  • خبراء لـ"الرؤية": عوامل عقارية واقتصادية متشابكة تُفاقم "أزمة السكن الطلابي"
  • 50% من الأسر في تركيا بدون أطفال!