جريدة الرؤية العمانية:
2024-07-03@12:47:35 GMT

العنف الطلابي.. هل من رادع؟!

تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT

العنف الطلابي.. هل من رادع؟!

 

 

ناصر بن سلطان العموري

abusultan73@gmail.com

 

للمرة الثانية تواليًا، نتطرق لموضوع يخص وزارة التربية والتعليم بعد المقال السابق والذي لاقى إقبالًا كبيرًا وكان بعنوان "حافلات المدارس فوق صفيح ساخن"؛ لنعود مرة أخرى ونسلط الضوء على موضوع لا يقل أهمية عن سابقه!

انتشرت مؤخرا كانتشار النار في الهشيم مقاطع عدة متنوعة ومن محافظات مختلفة توضح وتوثق مشاهد عنف طلابي؛ سواء أكانت داخل حرم المدرسة أم خارجه، مما يمثل ظاهرة مؤسفة ودخيلة على مجتمعنا، وبتصوير ونقل حي من الطلاب أنفسهم، بعد أن باتت أجهزة الهواتف الذكية وما تحتويه من برامج ومواقع للتواصل الاجتماعي قادرة على نقل الوقائع فور حدوثها.

والأسباب المؤدية للعنف الطلابي متنوعة ومتعددة، ومن أهمها الجانب التربوي، فلو تربى الطالب على قيم التسامح والاحترام والتقدير لزملائه والبُعد عن الإساءة اللفظية والتعدي البدني، لما انجر وانساق خلف ما رأيناه من مقاطع مُخزية ومُؤلمة.

فكيف لمُجتمع مثل مجتمعنا العماني- معروف عنه الأخلاق العالية وقيم التسامح التي يُضرب بها المثل، أن تنتشر بين أبنائه مثل هذه الظواهر السلبية والمرفوضة تمامًا والتي لا تمت لمجتمعنا المحافظ بأيِّ صلة كانت.

كما إنَّ انتشار وهوس العديد من الطلاب بالألعاب الإلكترونية التي تساعد وتشجع على العنف السلوكي لهو من أهم الأسباب ناهيك عما تروج له الأفلام الأجنبية من ثقافة العنف.

جلستُ مع أحد الأخصائيين الاجتماعيين وهو رجل مخضرم في المجال الاجتماعي تجاوزت خبرته الثلاثين عاماً في المدارس قال لي بأنَّ كل هذه الظواهر المقززة التي تنتشر في المدارس هي في الحقيقة إرهاصات طبيعية لضعف القوانين واللوائح التي وضعت الطالب في مكانة أعلى وأهم من المُعلم ومدير المدرسة فكل اللوائح والنظم تخدم الطالب على حساب المعلم ومن أَمِنَ العقوبة أساء الأدب.

التعليمات والبنود والقرارات والتوجيهات التربوية صادرة لخدمة الطالب وتدليله واحترام شخصه ورفع كبريائه.. لذلك ستظل كل هذه السلوكيات السيئة مُستمرة حتى تختلف القوانين وتتغير اللوائح، ويُصبح الطالب طالبًا والمُعلم معلمًا والمدير مديرًا.

لقد اطلعت على لائحة شؤون الطلاب المدرسية وتحديدًا الفصل السادس (الانضباط السلوكي)، ولم أجد من ضمنها عقوبات رادعة بحق الطلبة ممن يعتدون على زملائهم، سوى الإنذار وأخذ تعهد من ولي أمره بالالتزام بقواعد الانضباط السلوكي، وأقصاها فصل الطالب لمدة بين 3 إلى 10 أيام، على حسب جرمه وما اقترفه، بناءً على لائحة شؤون الطلاب أو نقله إلى مدرسة أخرى، وهنا المشكلة سوف تستمر مع إدارة مدرسية أخرى وطلاب آخرين أو نقله لتعليم الكبار، وهنا سيكون ممن يدرس في مرحلة كبار السن عرضة ربما للعنف أو الإساءة اللفظية.

السؤال هنا: ماذا ولو كان ولي الأمر من الأساس ليس قادرًا على تربية ابنه التربية الصحيحة في البيت؟ وماذا سيحدث بعد مُدة الفصل؟ هل سوف نشهد شجارًا آخر أكثر عنفًا؛ كون أن الطالب تَوَلَّد لديه فرط للعنف وأصبحت لديه عادة متلازمة؟

من هنا.. لا ينبغي لوزارة التربية والتعليم اعتبار ما يحصل أحداثًا فردية، ويتم التراخي في علاجها والدخول في إجازة الصيف المدرسية ونسيان ما حدث وكأن شيئًا لم يكن!

كما إن لشرطة عمان السلطانية دوراً لا يقل أهمية، وهي التي عودتنا على حفظ الأمن والاستقرار؛ فهي العين الساهرة التي تسهر على راحة المواطن والمقيم، وأتمنى بعد ما حصل أن تقوم بدوريات مجدولة خصوصًا فى الظهيرة، بعد فترة انتهاء الامتحانات، والتي تشهد الكثير من المشاجرات الطلابية، لا سيما تلك التي تكون خارج أسوار المدرسة؛ فبمجرد وجود دورية متواجدة يمكن للطلاب رؤيتها، ما يضفي نوعًا من الردع والالتزام.

إنَّني عبر هذا المقال لا أدعو إلى تهويل الموضوع ولا أنظر له من زاوية سوداوية، لكن يجب وضع اليد على الجرح في سبيل إيجاد العلاج الناجع، والهدف هو إصلاح جيل الغد، وأعتقد أنَّه من الضروري هنا التدخل بالعلاج النفسي، ليس من قبل الأخصائي الاجتماعي المتواجد في كل مدرسة؛ فهو يعمل على قدر الصلاحيات الممنوحة له، لكن من ناحية إحالة أمثال هؤلاء الطلاب الذين يُعانون من سلوكيات عدوانية ويمارسون العنف، إلى المصحّات العلاجية المتخصصة في علاج مثل هذه الحالات، واستغلال طاقاتهم بالشكل الأمثل.

وأخيرًا.. على المُرَبِي في المنزل والمُدرس في المدرسة، مهمات جسيمة في تربية وتكوين جيل مثالي تنهض به البلد وتزدهر.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الفيوم تحصد المركز الأول في بطولة الجمهورية لألعاب القوى

شاركت مديرية التربية والتعليم بالفيوم - المدرسة الرياضية للبنات بإدارة غرب الفيوم  التعليمية، فى مسابقة ألعاب القوى على مستوى الجمهورية، والتي أقيمت في محافظة الإسماعيلية على أرض أستاد هيئة قناة السويس.وذلك  تحت رعاية وتوجيهات الدكتورة أماني قرني وكيل وزارة التربية والتعليم بالفيوم.

 فازت الطالبة حبيبة محسن حمدي - المدرسة الرياضية للبنات بغرب الفيوم ، بالمركز الأول في بطولة الجمهورية لألعاب القوى سباق 5000 متر عدو. 

وتم انضمام الطالبة حبيبة (16 سنة) للقائمة الأساسية فى  منتخب مصر لألعاب القوى ، وذلك للمشاركة فى البطولة العربية لألعاب القوى بمشاركة عدد من المنتخبات العربية. 

وفي ذلك تقدمت الدكتورة أماني قرني وكيل وزارة التربية والتعليم بالفيوم بالتهنئة للطالبة حبيبة محسن ، لتمثيلها المُشرف لمحافظة الفيوم فى البطولة على مستوى الجمهورية ، وكذلك لانضمامها لقائمة منتخب مصر لألعاب القوى. 

كما قدمت الشكر والتقدير لمدربي العاب القوي الكابتن محمود إسماعيل ، والكابتن محمود اونا ، والكابتن أحمد طلعت. كما قدمت الشكر والتقدير إلى إدارة المدرسة الرياضية للبنات بغرب الفيوم ،و أيفون مكرم مديرة المدرسة، وتوجية التربية الرياضية بالمدرسة وإدارة غرب والمديرية، وذلك للجهد المتميز المبذول في العمل.

افتتاح الدورات الصيفية بمركز اللغات والترجمة بالجامعة

من جهه أخرى افتتح الدكتور  عاصم فؤاد العيسوي، نائب رئيس جامعة الفيوم  لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، موسم الدورات التدريبية الصيفية بمركز اللغات والترجمة، بحضور الدكتورة  أمل إبراهيم، مدير المركز، وعدد من الحضور وذلك اليوم الثلاثاء بالمركز فى الحرم الجامعى .

أكد الدكتور عاصم العيسوي، أن جامعة الفيوم تسعى دائمًا لتقديم أفضل الفرص التدريبية موجهًا الطلاب بالاستفادة من التدريب لتطوير مهاراتهم اللغوية.

وأوضحت الدكتورة  أمل إبراهيم أن مركز اللغات والترجمة يقدم خدماته التدريبية لطلاب الجامعة وخارجها في عدد من اللغات المختلفة، وتشمل دورات متنوعة لتحسين مهارات التحدث والكتابة والاستماع وتعلم القواعد والمفردات وتطوير مهارات التواصل.

وأضافت أن المركز قام بتنظيم دورات تدريبية للأطفال بدءً من ٤ سنوات في القرآن الكريم، واللغة العربية بطريقة نور البيان، والرياضيات، واللغات المختلفة.

6 55

مقالات مشابهة

  • المقريف: العملية التعليمية لا زالت تحتاج الكثير للارتقاء بها.. ولن نظلم أي طالب
  • رسائل أولياء الأمور لوزير التعليم.. صعوبة المناهج و5 طلبات للتطوير
  • قدر الأمة ومصيرها يبدأ من الفصل الدراسي: طموحات ما بعد الحرب – الجزء (26)
  • الفيوم تحصد المركز الأول في بطولة الجمهورية لألعاب القوى
  • المدارس الرياضية بالفيوم تحصد مركز أول في بطولة الجمهورية لألعاب القوى
  • إلغاء قرار إغلاق مدرسة إسلامية بمدينة نيس الفرنسية.. تعرف على السبب
  • طلاب الجامعة البريطانية يلتقون بالسفير المصري في لندن
  • قرار هام لوزارة التربية بشأن امتحان الرياضيات
  • التربية: إحالة ما أثير حول امتحان الرياضيات/الورقة الأولى إلى لجان المشرفين
  • في ذكرى 30 يونيو.. جامعة أسيوط تستعرض إنجازاتها خلال عام