جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-26@08:03:55 GMT

العنف الطلابي.. هل من رادع؟!

تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT

العنف الطلابي.. هل من رادع؟!

 

 

ناصر بن سلطان العموري

abusultan73@gmail.com

 

للمرة الثانية تواليًا، نتطرق لموضوع يخص وزارة التربية والتعليم بعد المقال السابق والذي لاقى إقبالًا كبيرًا وكان بعنوان "حافلات المدارس فوق صفيح ساخن"؛ لنعود مرة أخرى ونسلط الضوء على موضوع لا يقل أهمية عن سابقه!

انتشرت مؤخرا كانتشار النار في الهشيم مقاطع عدة متنوعة ومن محافظات مختلفة توضح وتوثق مشاهد عنف طلابي؛ سواء أكانت داخل حرم المدرسة أم خارجه، مما يمثل ظاهرة مؤسفة ودخيلة على مجتمعنا، وبتصوير ونقل حي من الطلاب أنفسهم، بعد أن باتت أجهزة الهواتف الذكية وما تحتويه من برامج ومواقع للتواصل الاجتماعي قادرة على نقل الوقائع فور حدوثها.

والأسباب المؤدية للعنف الطلابي متنوعة ومتعددة، ومن أهمها الجانب التربوي، فلو تربى الطالب على قيم التسامح والاحترام والتقدير لزملائه والبُعد عن الإساءة اللفظية والتعدي البدني، لما انجر وانساق خلف ما رأيناه من مقاطع مُخزية ومُؤلمة.

فكيف لمُجتمع مثل مجتمعنا العماني- معروف عنه الأخلاق العالية وقيم التسامح التي يُضرب بها المثل، أن تنتشر بين أبنائه مثل هذه الظواهر السلبية والمرفوضة تمامًا والتي لا تمت لمجتمعنا المحافظ بأيِّ صلة كانت.

كما إنَّ انتشار وهوس العديد من الطلاب بالألعاب الإلكترونية التي تساعد وتشجع على العنف السلوكي لهو من أهم الأسباب ناهيك عما تروج له الأفلام الأجنبية من ثقافة العنف.

جلستُ مع أحد الأخصائيين الاجتماعيين وهو رجل مخضرم في المجال الاجتماعي تجاوزت خبرته الثلاثين عاماً في المدارس قال لي بأنَّ كل هذه الظواهر المقززة التي تنتشر في المدارس هي في الحقيقة إرهاصات طبيعية لضعف القوانين واللوائح التي وضعت الطالب في مكانة أعلى وأهم من المُعلم ومدير المدرسة فكل اللوائح والنظم تخدم الطالب على حساب المعلم ومن أَمِنَ العقوبة أساء الأدب.

التعليمات والبنود والقرارات والتوجيهات التربوية صادرة لخدمة الطالب وتدليله واحترام شخصه ورفع كبريائه.. لذلك ستظل كل هذه السلوكيات السيئة مُستمرة حتى تختلف القوانين وتتغير اللوائح، ويُصبح الطالب طالبًا والمُعلم معلمًا والمدير مديرًا.

لقد اطلعت على لائحة شؤون الطلاب المدرسية وتحديدًا الفصل السادس (الانضباط السلوكي)، ولم أجد من ضمنها عقوبات رادعة بحق الطلبة ممن يعتدون على زملائهم، سوى الإنذار وأخذ تعهد من ولي أمره بالالتزام بقواعد الانضباط السلوكي، وأقصاها فصل الطالب لمدة بين 3 إلى 10 أيام، على حسب جرمه وما اقترفه، بناءً على لائحة شؤون الطلاب أو نقله إلى مدرسة أخرى، وهنا المشكلة سوف تستمر مع إدارة مدرسية أخرى وطلاب آخرين أو نقله لتعليم الكبار، وهنا سيكون ممن يدرس في مرحلة كبار السن عرضة ربما للعنف أو الإساءة اللفظية.

السؤال هنا: ماذا ولو كان ولي الأمر من الأساس ليس قادرًا على تربية ابنه التربية الصحيحة في البيت؟ وماذا سيحدث بعد مُدة الفصل؟ هل سوف نشهد شجارًا آخر أكثر عنفًا؛ كون أن الطالب تَوَلَّد لديه فرط للعنف وأصبحت لديه عادة متلازمة؟

من هنا.. لا ينبغي لوزارة التربية والتعليم اعتبار ما يحصل أحداثًا فردية، ويتم التراخي في علاجها والدخول في إجازة الصيف المدرسية ونسيان ما حدث وكأن شيئًا لم يكن!

كما إن لشرطة عمان السلطانية دوراً لا يقل أهمية، وهي التي عودتنا على حفظ الأمن والاستقرار؛ فهي العين الساهرة التي تسهر على راحة المواطن والمقيم، وأتمنى بعد ما حصل أن تقوم بدوريات مجدولة خصوصًا فى الظهيرة، بعد فترة انتهاء الامتحانات، والتي تشهد الكثير من المشاجرات الطلابية، لا سيما تلك التي تكون خارج أسوار المدرسة؛ فبمجرد وجود دورية متواجدة يمكن للطلاب رؤيتها، ما يضفي نوعًا من الردع والالتزام.

إنَّني عبر هذا المقال لا أدعو إلى تهويل الموضوع ولا أنظر له من زاوية سوداوية، لكن يجب وضع اليد على الجرح في سبيل إيجاد العلاج الناجع، والهدف هو إصلاح جيل الغد، وأعتقد أنَّه من الضروري هنا التدخل بالعلاج النفسي، ليس من قبل الأخصائي الاجتماعي المتواجد في كل مدرسة؛ فهو يعمل على قدر الصلاحيات الممنوحة له، لكن من ناحية إحالة أمثال هؤلاء الطلاب الذين يُعانون من سلوكيات عدوانية ويمارسون العنف، إلى المصحّات العلاجية المتخصصة في علاج مثل هذه الحالات، واستغلال طاقاتهم بالشكل الأمثل.

وأخيرًا.. على المُرَبِي في المنزل والمُدرس في المدرسة، مهمات جسيمة في تربية وتكوين جيل مثالي تنهض به البلد وتزدهر.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

محافظ الغربية يفتتح المعرض الختامي للأنشطة التعليمية بمديرية التربية والتعليم: 1300 عمل فني و40 مشروعًا ابتكاريًا يجسدون مهارات طلابنا ورؤية مصر المستقبلية

افتتح اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، صباح اليوم، يرافقة الأستاذ ناصر حسن، وكيل وزارة التربية والتعليم بالغربية، فعاليات المعرض الختامي للأنشطة التعليمية على مستوى مديرية التربية والتعليم للعام الدراسي 2024 / 2025، والذي أقيم داخل مدرسة الأورمان الفنية الفندقية بإدارة السنطة التعليمية، بحضور لفيف من القيادات التنفيذية والتعليمية، وممثلي الإدارات المدرسية، وسط مشاركة مبهرة من طلاب وطالبات مدارس الغربية.

ويأتي تنظيم هذا المعرض تنفيذاً لتوجيهات الدكتور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، وفي ضوء حرص الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، على دعم الأنشطة التربوية والتعليمية، ودمج الإبداع العملي ضمن منظومة التعليم المصري، تماشياً مع رؤية مصر 2030، التي تضع في أولوياتها بناء شخصية الطالب المصري وتنمية مهاراته وقدراته الفكرية والعملية.

وقد تميز المعرض بتنوع الأجنحة وتكاملها، حيث ضمت أعمالاً فنية وصناعية وزراعية وتجارية وإعلامية من نتاج طلاب التعليم الفني والعام، ما يعكس مدى تفوق أبناء الغربية في مختلف المجالات، ويبرهن على نجاح منظومة الأنشطة في صقل الموهبة وتوسيع المدارك وبناء الشخصية.

خلال جولته التفقدية داخل أروقة المعرض، حرص اللواء أشرف الجندي على التفاعل مع الطلاب، والاستماع إلى شرحهم لمشروعاتهم المختلفة، حيث أبدى المحافظ إعجابه الشديد بمستوى التنفيذ والإبداع، مشيداً بجودة المعروضات ودقة التفاصيل، والتوظيف الذكي للخامات المختلفة.

وأكد “الجندي” أن الأنشطة التربوية أصبحت ركيزة أساسية في بناء الطالب المصري، وأن المحافظة تولي اهتماماً بالغاً بهذه المعارض باعتبارها مساحة حقيقية لاكتشاف المواهب، وتوفير بيئة حاضنة للمبدعين، قائلاً:

“ما رأيته اليوم يعكس جهدًا عظيمًا وعملًا جماعيًا يستحق الإشادة.. هذه المعروضات ليست فقط منتجًا تعليميًا بل شهادة ثقة في أجيال قادرة على الابتكار وتحقيق أحلام مصر في المستقبل”.

من جانبه، عبّر الأستاذ ناصر حسن، وكيل وزارة التربية والتعليم بالغربية، عن فخره بالمستوى الرفيع الذي ظهر به المعرض هذا العام، مؤكدًا أن الطلاب أثبتوا أن التعليم ليس مجرد مناهج وكتب، بل عملية متكاملة تعزز من شخصية الطالب وتنمي مهاراته الفنية والحرفية والتقنية.

وأشار “حسن” إلى أن المديرية حرصت هذا العام على إشراك جميع الإدارات التعليمية وتقديم فرص عادلة لكافة المواهب الشابة، مما أسفر عن تنوع كبير في المعروضات وارتفاع مستوى التنافس بين الطلاب.

وقد شمل المعرض عرضًا ضخمًا ومتنوعًا لمخرجات ونواتج التعلم من مختلف البرامج التعليمية، حيث تم عرض 400 قطعة ملابس من إنتاج طلاب برامج التعليم والتدريب المزدوج، إلى جانب 300 قطعة ملابس جاهزة وتريكو ضمن برنامج فني الملابس، كما شمل المعرض 200 منتج من تجهيزات المنسوجات والمفروشات اشتملت على مفارش مطبوعة ومشغولات صوفية وسجاد، كما ضم 350 عملًا فنيًا متنوعًا من نتاج طلاب برنامج فني الزخرفة والديكور، تضمنت لوحات فنية وزخارف مطبوعة على الزجاج والخشب والقماش، وماكيتات لتنسيق وحدات سكنية وتجارية، بالإضافة إلى 40 قطعة خشبية من إنتاج طلاب برنامج نجارة الأثاث اشتملت على غرف نوم ومكاتب وديكورات منزلية، إلى جانب 40 قطعة أخرى من نجارة العمارة مثل الأبواب والنوافذ ونماذج للزخرفة المعمارية، كما شهد المعرض عرض 40 مشروعًا ابتكاريًا لطلاب التعليم الفني تضمنت حلولًا تطبيقية وأفكارًا إبداعية، فضلًا عن معرض الفنون التشكيلية الذي احتوى على 53 لوحة زيتية و45 لوحة من خامات البيئة و20 لوحة جلدية و24 مجسمًا بخامات الفوم والخشب عكست جميعها تميزًا فنيًا كبيرًا وموهبة طلابية واعدة.

كما شهد المعرض تقديم عرضين رياضيين متميزين لطلاب مدرسة الشهداء الابتدائية بمنشأة الأمراء - التابعة لإدارة شرق المحلة التعليمية - حيث جاء العرض الأول في شكل استعراض منسق لحملة الأعلام، ظهر خلاله الطلاب بملابس موحدة وحركات منتظمة تعكس مدى التدريب والانضباط، فيما حمل العرض الثاني عنوان “مصر.. القوة والسلام”، وجاء ليجسد من خلال حركاته التعبيرية وتنسيقاته الفنية مشاعر الانتماء الوطني والسلام المجتمعي، بمشاركة 196 طالبًا وطالبة شكلوا لوحة فنية بديعة أكدت أن الروح الوطنية لا تُعلَّم فقط في الكتب بل تُغرس في الممارسة والعمل الجماعي.

وقد أبدى اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، إعجابه الشديد بالعرضين، وحرص على الوقوف لتحية الطلاب والتصفيق لهم، مثنيًا على الأداء المنضبط والتناسق الرائع في الحركات والتنفيذ، ومؤكدًا أن ما قدمه أبناؤنا اليوم هو انعكاس حقيقي لروح الولاء والانتماء التي نعمل على ترسيخها في نفوس النشء. وقال المحافظ: “هؤلاء الطلاب هم عنوان مشرف لجيل جديد منضبط وواعٍ، يعبّر عن حبه لوطنه بالأداء والفن والعمل الجماعي، ونحن نعتز بهذا النموذج المشرف من مدارسنا الذي يبعث فينا الأمل والثقة بمستقبل مصر”.

ولم يكتف المحافظ بالمشاهدة، بل حرص على النزول إلى ساحة العرض لمصافحة المشاركين والتقاط الصور التذكارية معهم، في لفتة لاقت ترحيبًا واسعًا من الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور، وأكد خلالها أن تفاعله مع الطلاب نابع من إيمانه بأن مثل هذه اللحظات تشكل ذاكرة إيجابية تبقى في وجدانهم وتحفزهم على بذل المزيد من الجهد والتميز.

وشدد المحافظ على أهمية استمرار مثل هذه العروض والنماذج الفنية والرياضية في كل مدارس الغربية، مشيرًا إلى أن الأنشطة المدرسية المتكاملة لا تقل أهمية عن المواد الدراسية، بل تسهم بشكل كبير في بناء الشخصية المتكاملة للطالب، وتعزز من قدرته على التعبير عن ذاته والانخراط في العمل الجماعي واحترام النظام.

وفي ختام جولته، وجه اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، الشكر والتقدير للأستاذ ناصر حسن، وكيل وزارة التربية والتعليم، ولكافة القيادات التعليمية والمعلمين والطلاب المشاركين، على ما بذلوه من جهد واضح أثمر عن هذا المعرض المتكامل والمُشرف الذي يعكس صورة إيجابية للتعليم في الغربية.

وأكد المحافظ على أهمية استمرار هذه الأنشطة التربوية والفنية والرياضية على مدار العام الدراسي، باعتبارها أحد أهم الأدوات التي تسهم في بناء شخصية الطالب المتكاملة، مشددًا على ضرورة التوسع في تنظيم معارض مماثلة في مختلف الإدارات التعليمية، لتكون منصات دائمة للتميز والإبداع، تتيح للطلاب التعبير عن طاقاتهم ومواهبهم، وتُعزز من روح المنافسة الشريفة والانتماء الوطني.

إلى

مقالات مشابهة

  • تظاهرات في اليابان ضد جرائم الاغتصاب التي يرتكبها جنود أميركيون
  • ضمن حملة “حماة تنبض من جديد”.. يوم بيئي وحملة تشجير في مدرسة خالد السمك
  • رئيس جامعة مطروح يفتتح معرض “رُؤى تشكيلية” ويشيد بإبداعات طلاب التربية الفنية
  • جامعة الجلالة تعلن انطلاق إدارة الرضا الطلابي
  • الجلالة تطلق إدارة الرضا الطلابي الأولى من نوعها في الجامعات المصرية
  • استشاري الصحة النفسية: الطالب يكون فاقدا للشغف بعد عودته من إجازة نصف العام.. فيديو
  • وزير التربية يتفقد اختبارات الثانوية العامة والدورات الصيفية بمحافظة صنعاء
  • محافظ الغربية يفتتح المعرض الختامي للأنشطة التعليمية بمديرية التربية والتعليم: 1300 عمل فني و40 مشروعًا ابتكاريًا يجسدون مهارات طلابنا ورؤية مصر المستقبلية
  • بالصور.. عبداللطيف يتابع انتظام العملية التعليمية في عدد من مدارس محافظة الشرقية
  • وزير التعليم: ترقبوا مسابقة لمعلمي الحصة خلال الفترة المقبلة