قال مسؤولون أميركيون: إن ميليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، متورطة في عملية تزويد جماعة شباب الصومال الإرهابية بالأسلحة والعتاد، وهذا تطور مثير للقلق ويهدد بمزيد من زعزعة الاستقرار في المنقطة التي تشهد أعمال عنف متصاعدة.

وبحسب تقرير نشرته شبكة CNN، فإن هناك معلومات حول محادثات جرت بين ميليشيا الحوثي وحركة الشباب الصومالية لتوفير الأسلحة للأخيرة بتواطؤ من إيران.

ووفقاً للمسؤولين الأميركيين أن واشنطن تجري التحقيقات للحصول على أدلة على تسليم الحوثيين دعماً عسكرياً لجماعة الشباب الصومالية؛ وكذا معرفة مدى تورط إيران في تقديم الدعم العسكري والمالي للحوثيين في هذه الصفقة.

وفي الأسابيع الأخيرة، حذرت الولايات المتحدة دول المنطقة من هذا التعاون المحتمل، بحسب مسؤول كبير في الإدارة، كما بدأت الدول الإفريقية بشكل استباقي في إثارة القضية مع الولايات المتحدة لإثارة مخاوفها والحصول على مزيد من المعلومات.

زواح المصلحة

وأكد المسؤولون الأميركيون أن موضوع الدعم الحوثي للحركة الصومالية نشط للغاية في المحادثات التي تجريها الإدارة الأميركية مع الدول الواقعة على جانبي البحر الأحمر. "وينظر إليها بقدر كبير من الجدية."

وأشار تقرير شبكة CNN أن العلاقة بين الحوثيين وحركة الشباب ليس تحالفا طبيعيا للجماعتين المنقسمتين طائفيا؛ ولا يعرف ما إذا كانت بينهما علاقات في الماضي. فالحوثيون هم من الشيعة الزيدية، وحركة الشباب تعارض تقليدياً المذهب الشيعي؛ لكن لا يفصل بينهما سوى مسطح مائي -خليج عدن- ذو الأهمية الاستراتيجية، وكلاهما يعتبر الولايات المتحدة عدوا رئيسيا.

وأشار التقرير إلى أن المعلومات الاستخباراتية تثير احتمالاً كبيرا للقلق بأن زواج المصلحة بين الجماعتين، قد يجعل الأمور أسوأ في كل من: الصومال والبحر الأحمر وخليج عدن، حيث يشن الحوثيون هجمات منتظمة على السفن التجارية الأمريكية والأصول العسكرية منذ أن بدأت حرب إسرائيل في غزة. كما أن الاتفاق بينهما سيؤمن مصدرا جديدا لتمويل الحوثيين، في وقت يقول مسؤولون أمريكيون إن هناك دلائل على أن الداعم الرئيسي للجماعة، إيران. وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية: "إن القدرة على بيع بعض الأسلحة ستجلب لهم بعض الدخل الذي هم في أمس الحاجة إليه".

بالنسبة لحركة الشباب، قد يعني ذلك الوصول إلى مصدر جديد للأسلحة -بما في ذلك الطائرات بدون طيار- التي تكون أكثر تطوراً بكثير من ترسانتها الحالية ويمكن أن توفر للجماعة القدرة على ضرب أهداف أمريكية.

تقويض السلام في اليمن

لسنوات كان هناك بعض التهريب الروتيني للأسلحة الصغيرة والمواد التجارية بين مجموعات مختلفة في اليمن والصومال. لكن صفقة الأسلحة بين حركة الشباب والحوثيين ستكون شيئًا جديدًا، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.

وقال كريستوفر أنزالون، الأستاذ في قسم العلوم السياسية في جامعة هارفارد: "ستكون هذه أوضح علامة على أن منظمتين متعارضتين تمامًا من الناحية الأيديولوجية، تعطيان الأولوية لشيء مشترك بينهما، وهو العداء تجاه الولايات المتحدة". 

ويؤكد المسؤلون الأميركيون -بحسب تقرير شبكة CNN- أن أي شكل من أشكال التعاون العسكري بين الحوثيين وحركة الشباب يمكن أن يقوض أيضًا وقف إطلاق النار غير الرسمي والهش بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية والذي صمد منذ عام 2022. وقال المسؤولون: إن ذلك سيتعارض "بالتأكيد" مع روح خارطة الطريق التي اقترحتها الأمم المتحدة لتحقيق سلام طويل الأمد.

وأضاف المسؤولون: "لا تزال لدينا مصلحة قوية في دعم عملية خارطة الطريق في اليمن، لكن هذا النوع من الاتجار بين الحوثيين وحركة الشباب "من شأنه بالتأكيد أن يعقد هذه الجهود ويقوضها".

ويقول المسؤولون إنهم غير متأكدين في الوقت الحالي من نوع الأسلحة التي يمكن أن يقدمها الحوثيون لحركة الشباب. لا تستطيع الجماعة الصومالية عمومًا الوصول إلى الصواريخ وقذائف الهاون والأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع التي استخدمتها في قتالها ضد الحكومة الصومالية، وهي أسلحة فتاكة ولكنها صغيرة نسبيًا. وبالمقارنة، يمتلك الحوثيون طائرات بدون طيار للأسلحة، بما في ذلك طائرات بدون طيار تعمل تحت الماء. كما أنها تمتلك صواريخ باليستية قصيرة المدى. وبحسب مسؤول أميركي، هناك شعور بأن الاتفاقية ستشمل "معدات أوسع" من الصواريخ وقذائف الهاون، ولكن أبعد من ذلك فإن المعلومات مربكة.

تورط إيراني

وأشار تقرير شبكة CNN إلى أن أحد الأسئلة الرئيسية التي أثارتها أجهزة الاستخبارات الأمريكية هو مدى تورط إيران في الاتفاق غير المعلن بين الحوثيين وحركة الشباب بالصومال. وقال المسؤولون إنه لا يوجد دليل مباشر حتى الآن، لكن الولايات المتحدة ما زالت تبحث. وهو يتناسب مع نمط الجهود الإيرانية لتوسيع الجبهة ضد الولايات المتحدة والغرب من خلال توفير الأسلحة بشكل مباشر أو غير مباشر للجماعات الوكيلة.

وأضاف التقرير: الحوثيون إحدى الجماعات الأكثر استقلالية المتحالفة مع إيران والتي يمكن القول إن طهران تمارس عليها أقل قدر من السيطرة. كما أن إيران تعمل على إدارة أي تصعيد محتمل ناجم عن حرب غزة بإحكام، ومعايرة ردها لتحصيل التكاليف من الولايات المتحدة وإسرائيل دون السماح لها بالتصعيد إلى صراع مباشر.

ورغم أن بعض المسؤولين الأميركيين يشككون في تورط إيران في الاتفاق بين الحوثيين وحركة الشباب ويلمحون إلى أن الحوثيين يتصرفون من تلقاء أنفسهم، إلا أن الإدارة الأميركية ووفقاً لمسؤولين فيها، لا يجرون تحقيقاً وبحثاً في مدى تورط إيران وتقديم الدعم العسكري والمالي للحوثيين لتسهيل الاتفاق وإبرامه.


المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: الولایات المتحدة تورط إیران إیران فی شبکة CNN

إقرأ أيضاً:

أمريكا: اتصالات الحوثيين بروسيا مقلقة للغاية وندرس كيفية الرد

قالت الولايات المتحدة إنها تدرس مع شركائها في المنطقة كيفية الرد على اتصالات الحوثيين مع روسيا ومع حركة الشباب في الصومال التي تتبع فكريا تنظيم القاعدة.

 

وقال المبعوث الأمريكي الخاص لليمن، تيم ليندركينغ، إن موسكو تستخدم اليمن كوسيلة للانتقام من واشنطن، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال".

 

وأكد أن إحدى التداعيات المؤسفة للنزاع في غزة هي أن جماعة الحوثي ضاعفت من اتصالاتها مع الجهات الفاعلة الخبيثة الأخرى في المنطقة وخارجها.

 

كما وصف تلك الاتصالات بين الحوثيين وروسيا بالتوجّه المقلق للغاية.

 

وقال المبعوث الأمريكي إن علاقة الحوثيين مع حركة الشباب الصومالية أصبحت قوية جدًا حيث يبحث الطرفان طرقًا لزيادة مخاطر وتهديد حرية الملاحة في البحر الأحمر.

 


مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة سنتشر أسلحة إضافية جديدة في الشرق الأوسط لتحذير إيران وحماية إسرائيل
  • فريق الخبراء المعني باليمن: مليشيا الحوثي ترتبط بعلاقات تحالف وثيقة مع تنظيم القاعدة وحركة الشباب الصومالية
  • علاقات مع القاعدة والشباب..بدعم من إيران وحزب الله الحوثيون يتحولون إلى قوة عسكرية كبرى
  • تقرير أممي: تحالف مقلق بين الحوثيين وتنظيم القاعدة وحركة الشباب الصومالية
  • الحوثيون: هاجمنا 202 سفينة مرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا
  • البصرة تؤشر زيادة الظواهر والسلوكيات المنحرفة التي تؤدي لانتحار الشباب
  • أمريكا: اتصالات الحوثيين بروسيا مقلقة للغاية وندرس كيفية الرد
  • روسيا تتهم بريطانيا باستخدام ممر البحر الأسود لتزويد أوكرانيا بالأسلحة
  • دبلوماسي أمريكي: الولايات المتحدة تدرس الرد على الحوثيين مع شركاء إقليميين
  • المسيرة التي استهدفت مصنع المكونات الجوية في إيران أطلقت من العراق