#حماس ليست #داعش
د. #خالد_حسنين
الثلاثاء 11/6/2024م
منذ خطاب بايدن، الذي تضمن مبادرته لوقف الحرب في غزة، وحتى اليوم لم تنقطع المطالبات الأميركية والعربية والغربية لحماس بالموافقة على الخطة (الاسرائلية) لوقف الحرب مؤقتا وتبادل الأسرى، والدخول في مفاوضات لبقية مراحل الصفقة، وجاء قرار مجلس الأمن رقم 2735 يوم أمس ليحول خطة بايدن/نتنياهو إلى قرار أممي لدفع حماس نحو الموافقة.
ما لفت انتباهي في كل هذا الحراك ليست الأفخاخ التي وضعها الصهاينة في الخطة، وإنما الاعتراف العالمي الضمني بحركة حماس كحركة سياسية، يتم التعامل معها كطرف مقابل الاحتلال الصهيوني، على الرغم من أنها مصنفة كحركة إرهابية لدى معظم الدول التي تناشدها اليوم للموافقة على الصفقة.
لقد أثبتت الوقائع على الأرض أن تصنيف حركة حماس كحركة إرهابية كان جزءا من النفاق العالمي (والعربي) للزعيم الأميركي، فمقاومة الاحتلال (أي احتلال) هو حق مشروع لكافة الشعوب، وبمختلف الوسائل السلمية والعسكرية، وبخاصة في ظل فشل كافة الحلول والتسويات السلمية التي تم تبنيها من قبل الجامعة العربية، وكان الاحتلال على الدوام هو السبب الرئيس في ذلك الفشل.
كما أن حركة حماس حصرت عملها منذ نشأتها داخل حدود فلسطين المحتلة، ولم تمارس أي نشاط عسكري خارجها، كما أن عنوانها السياسي وقيادتها كانت على الدوام معروفة ومحددة، وتمارسها نشاطها في العلن، مما جعل دولا كبرى مثل روسيا والصين تتعامل معها كحركة تحرر فلسطينية، وترفض تصنيفها كحركة إرهابية.
تبقى المعضلة الحقيقية لحركة حماس مع العديد من الدول العربية المتحالفة مع أميركا، والتي ما زالت مصرة حتى اليوم على التعامل مع حماس كحركة إرهابية، وفيما عدا الوسطاء (قطر ومصر) تمتنع معظم الدول العربية عن مخاطبة حماس مباشرة، ودعوتها بالاستجابة لأي مبادرة أو رفضها، وتجاوزت بذلك مواقف أميركا نفسها، ونأت بنفسها عن ما يمكن أن يعرضها للانتقاد الأميركي.
العرب في معظمهم يتعاطون مع جريمة الإحتلال في غزة من الجانب الإنساني فقط، وفي جلساتهم المغلقة يشتمون حماس ويدينون ما قامت به، وإذا أرادوا التحدث مع الفلسطينيين فإنهم لا يجدون أمامهم سوى سلطة رام الله، التي تقف من حماس موقفا أسوأ من المواقف العربية جميعها، مع أن حماس (بجريمتها المزعومة) ساهمت في إحياء كافة المقولات العربية، وجددت الأحلام الفلسطينية في دولة مستقلة، وجذبت للفكرة مزيدا من المؤيدين، وجعلتها اليوم أقرب إلى التحقق.
في بداية المعركة، وبعد المشهد الاسطوري الذي حدث يوم 7 اكتوبر، قلنا لو تمت إبادة حماس كاملة مقابل كسر صورة العدو، لكان ذلك ثمنا مقبولا، وبداية لنهاية المشروع الصهيوني، وقلت يومها إن هذه العملية تمثل عملية استشهادية لحماس كتنظيم، وليس كفكرة ملهمة للأجيال، ولكن ما حدث خلال الأشهر الثمانية الماضية هو معجزة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، والصمود الذي حصل واستمرار المقاومة في المواجهة إلى اليوم، والقدرة على الاحتفاظ بالأسرى بالرغم من كل الأسلحة والإجرام هو دليل على أن معجزة تحصل، وخارجة عن نطاق القدرة البشرية على التحليل والتفسير، ولكن يبدو أن هذه المعجزة لم تستطع هداية قيادة السلطة والعديد من الزعماء العرب الذين ما زالوا إلى اليوم تبعون الأنبياء الكذبة في واشنطن وتل أبيب، وما زال بعض إعلامهم يعقد المقارنات بين حماس وداعش.
بعد ثمانية أشهر من الصمود الأسطوري، وبعد هذه الملحمة التاريخية بين الحفاة المحاصرين من جهة وبين الجيوش التي لا تقهر من جهة أخرى على الزعماء العرب أن يعيدوا زيارة ضمائرهم مرة أخرى، وأن يرفعوا أصواتهم لمرة واحدة وأخيرة أمام الصلف الصهيوأميركي، ومندوبه بلينكن الذي يتجول بين أظهرنا ويتسوّل على حسابنا بناء مملكة جديدة للصهاينة على أرض فلسطين، كي تعاود مرة أخرى ممارسة القهر والإذلال لكافة القيادات والشعوب العربية، إنها فرصة تاريخية لبناء موقف عربي جديد يرفض هذا العبث الذي يتيح مواصلة حرب الإبادة عبر شراء الوقت، والاعتراف بأن الحفاة التي يزحفون داخل الأنفاق هم من يحافظون على بقية الكرامة العربية، والقيام بالواجب تجاههم، ليس بالاعتراف بهم فحسب، بل ودعمهم بكل ما نملك، من فوق الطاولة ومن تحتها.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: داعش خالد حسنين
إقرأ أيضاً:
وزارة الإعلام: ننوه إلى وسائل الإعلام العربية والغربية التعامل بدقة ومصداقية مع الأحداث الجارية وعدم الوقوع في فخاخ الشائعات التي يتم ضخها على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل متصاعد وممنهج
2025-03-09SAMERسابق وزارة الإعلام: نهيب بالمواطنين التحلي بالوعي وعدم الانجرار وراء الأخبار المضللة التي تستهدف النسيج الاجتماعي، ونؤكد على ضرورة الاعتماد على المصادر الرسمية للحصول على المعلومات الدقيقة، لما لذلك من أهمية في الحفاظ على الأمن والسلم الأهلي انظر ايضاًوزارة الإعلام: نهيب بالمواطنين التحلي بالوعي وعدم الانجرار وراء الأخبار المضللة التي تستهدف النسيج الاجتماعي، ونؤكد على ضرورة الاعتماد على المصادر الرسمية للحصول على المعلومات الدقيقة، لما لذلك من أهمية في الحفاظ على الأمن والسلم الأهلي
آخر الأخبار 2025-03-09وزارة الإعلام: تكثّف جهات معادية حملاتها التحريضية عبر وسائل الإعلام، بهدف إثارة الفوضى ونشر التضليل 2025-03-09وزراء الخارجية المشاركون في اجتماع دول جوار سوريا يؤكدون دعمهم لأمنها واستقرارها ورفع العقوبات عنها 2025-03-09البيان الختامي لاجتماع دول جوار سوريا: أمن سوريا واستقرارها ركيزة للأمن والاستقرار في المنطقة 2025-03-09رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع في كلمة حول المستجدات الأخيرة في الساحل السوري: لقد مرّت بلادُنا بتجارُبَ مريرةٍ وصعبةٍ خلالَ السنواتِ الماضية، حتى نالت حريتها وحققت ثورةُ الشعبِ أهدافَها، ثم تعرضت مؤخراً لمحاولاتٍ عديدة، لزعزعةِ استقرارِها وجرِّها إلى مستنقعِ الفوضى 2025-03-09الوزير الشيباني: نرحب بدعم دول الجوار لسوريا في مواجهة التحديات التي تتعرض لها 2025-03-09الملك الأردني يلتقي المشاركين في اجتماع دول جوار سوريا ويؤكد أهمية التنسيق للتصدي للتحديات المشتركة 2025-03-09تشييع 8 شهداء من أبناء حماة ارتقوا خلال معارك مع فلول النظام البائد في الساحل 2025-03-09الصحة تبحث مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سبل تعزيز التعاون المشترك 2025-03-09قرار رئاسي بتشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق في أحداث الساحل السوري 2025-03-09سوريا ترحب بتخفيف العقوبات عنها وتجميد الأصول المرتبطة ببشار الأسد من قبل السلطات السويسرية
صور من سورية منوعات تيك توك تستأنف خدماتها في الولايات المتحدة بفضل ترامب 2025-01-20 الصين تطلق مجموعة جديدة من الأقمار الصناعية إلى الفضاء 2024-12-05فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |