سواليف:
2024-07-04@05:04:41 GMT

حماس ليست داعش

تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT

#حماس ليست #داعش

د. #خالد_حسنين

الثلاثاء 11/6/2024م

منذ خطاب بايدن، الذي تضمن مبادرته لوقف الحرب في غزة، وحتى اليوم لم تنقطع المطالبات الأميركية والعربية والغربية لحماس بالموافقة على الخطة (الاسرائلية) لوقف الحرب مؤقتا وتبادل الأسرى، والدخول في مفاوضات لبقية مراحل الصفقة، وجاء قرار مجلس الأمن رقم 2735 يوم أمس ليحول خطة بايدن/نتنياهو إلى قرار أممي لدفع حماس نحو الموافقة.

مقالات ذات صلة تصنيف جامعاتنا عالمياً وعربياً على QS لآخر اربع سنوات…! 2024/06/11

ما لفت انتباهي في كل هذا الحراك ليست الأفخاخ التي وضعها الصهاينة في الخطة، وإنما الاعتراف العالمي الضمني بحركة حماس كحركة سياسية، يتم التعامل معها كطرف مقابل الاحتلال الصهيوني، على الرغم من أنها مصنفة كحركة إرهابية لدى معظم الدول التي تناشدها اليوم للموافقة على الصفقة.

لقد أثبتت الوقائع على الأرض أن تصنيف حركة حماس كحركة إرهابية كان جزءا من النفاق العالمي (والعربي) للزعيم الأميركي، فمقاومة الاحتلال (أي احتلال) هو حق مشروع لكافة الشعوب، وبمختلف الوسائل السلمية والعسكرية، وبخاصة في ظل فشل كافة الحلول والتسويات السلمية التي تم تبنيها من قبل الجامعة العربية، وكان الاحتلال على الدوام هو السبب الرئيس في ذلك الفشل.

كما أن حركة حماس حصرت عملها منذ نشأتها داخل حدود فلسطين المحتلة، ولم تمارس أي نشاط عسكري خارجها، كما أن عنوانها السياسي وقيادتها كانت على الدوام معروفة ومحددة، وتمارسها نشاطها في العلن، مما جعل دولا كبرى مثل روسيا والصين تتعامل معها كحركة تحرر فلسطينية، وترفض تصنيفها كحركة إرهابية.

تبقى المعضلة الحقيقية لحركة حماس مع العديد من الدول العربية المتحالفة مع أميركا، والتي ما زالت مصرة حتى اليوم على التعامل مع حماس كحركة إرهابية، وفيما عدا الوسطاء (قطر ومصر) تمتنع معظم الدول العربية عن مخاطبة حماس مباشرة، ودعوتها بالاستجابة لأي مبادرة أو رفضها، وتجاوزت بذلك مواقف أميركا نفسها، ونأت بنفسها عن ما يمكن أن يعرضها للانتقاد الأميركي.

العرب في معظمهم يتعاطون مع جريمة الإحتلال في غزة من الجانب الإنساني فقط، وفي جلساتهم المغلقة يشتمون حماس ويدينون ما قامت به، وإذا أرادوا التحدث مع الفلسطينيين فإنهم لا يجدون أمامهم سوى سلطة رام الله، التي تقف من حماس موقفا أسوأ من المواقف العربية جميعها، مع أن حماس (بجريمتها المزعومة) ساهمت في إحياء كافة المقولات العربية، وجددت الأحلام الفلسطينية في دولة مستقلة، وجذبت للفكرة مزيدا من المؤيدين، وجعلتها اليوم أقرب إلى التحقق.

في بداية المعركة، وبعد المشهد الاسطوري الذي حدث يوم 7 اكتوبر، قلنا لو تمت إبادة حماس كاملة مقابل كسر صورة العدو، لكان ذلك ثمنا مقبولا، وبداية لنهاية المشروع الصهيوني، وقلت يومها إن هذه العملية تمثل عملية استشهادية لحماس كتنظيم، وليس كفكرة ملهمة للأجيال، ولكن ما حدث خلال الأشهر الثمانية الماضية هو معجزة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، والصمود الذي حصل واستمرار المقاومة في المواجهة إلى اليوم، والقدرة على الاحتفاظ بالأسرى بالرغم من كل الأسلحة والإجرام هو دليل على أن معجزة تحصل، وخارجة عن نطاق القدرة البشرية على التحليل والتفسير، ولكن يبدو أن هذه المعجزة لم تستطع هداية قيادة السلطة والعديد من الزعماء العرب الذين ما زالوا إلى اليوم تبعون الأنبياء الكذبة في واشنطن وتل أبيب، وما زال بعض إعلامهم يعقد المقارنات بين حماس وداعش.

بعد ثمانية أشهر من الصمود الأسطوري، وبعد هذه الملحمة التاريخية بين الحفاة المحاصرين من جهة وبين الجيوش التي لا تقهر من جهة أخرى على الزعماء العرب أن يعيدوا زيارة ضمائرهم مرة أخرى، وأن يرفعوا أصواتهم لمرة واحدة وأخيرة أمام الصلف الصهيوأميركي، ومندوبه بلينكن الذي يتجول بين أظهرنا ويتسوّل على حسابنا بناء مملكة جديدة للصهاينة على أرض فلسطين، كي تعاود مرة أخرى ممارسة القهر والإذلال لكافة القيادات والشعوب العربية، إنها فرصة تاريخية لبناء موقف عربي جديد يرفض هذا العبث الذي يتيح مواصلة حرب الإبادة عبر شراء الوقت، والاعتراف بأن الحفاة التي يزحفون داخل الأنفاق هم من يحافظون على بقية الكرامة العربية، والقيام بالواجب تجاههم، ليس بالاعتراف بهم فحسب، بل ودعمهم بكل ما نملك، من فوق الطاولة ومن تحتها.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: داعش خالد حسنين

إقرأ أيضاً:

أكاديمي إسرائيلي يستعرض تاريخ الصراع مع حماس.. لن ترفع الراية البيضاء

منذ الضربة الكبيرة التي وجهتها حركة حماس لدولة الاحتلال يوم السابع من أكتوبر، انجرفت الأخيرة إلى حرب طويلة وصعبة لا تلوح نهايتها في الأفق، ورغم أنه تم تحديد أهدافها بشكل غامض من خلال شعارات "النصر الكامل، تدمير حماس".

لكن لأنه لم يتم تحديد معاني هذه الشعارات، فإن سقف التوقعات الذي خلقه الجمهور هو رؤية حماس تختفي، أو على الأقل تركع على ركبتيها، وتسليم المختطفين، وهذا ما ليس قابلا للتحقق في ضوء الاعترافات الإسرائيلية المتتالية.

أور ليفي الباحث العسكري الإسرائيلي، ومؤلف كتاب "لعبة في حرب غير متكافئة"، أكد أن "هذه التوقعات المبالغ فيها تخلق سعياً وراء ذلك الوعد الغامض بتحقيق "النصر الكامل"، والنتيجة هي حرب لا نهاية لها، بنتائج محدودة، بدلاً من الانتقال إلى أساليب عمل أخرى قد تكون أكثر فعالية على مر السنين، استخدم فيها الاحتلال العديد من الأدوات ضد حماس من الاعتقالات والترحيل والإجراءات المضادة المستهدفة والعمليات العسكرية خلال سنواتها الـ37".

وأضاف في مقال نشره موقع زمن إسرائيل، وترجمته "عربي21" أن "حماس التي تأسست في ديسمبر 1987، بعد أسبوع من اندلاع الانتفاضة الأولى، كان أساس إنشائها حركة اجتماعية من قبل الشيخ أحمد ياسين أواخر السبعينيات، وأطلق عليها اسم "المجمّع الإسلامي"، فيما ظهرت الانتفاضة الأولى شعبية واسعة النطاق، وبعد أيام قليلة من بدئها، أصبح من الواضح أنها ليست حدثا قصيرا، بل وضعا دائما، واجتمع ياسين وشركاؤه، وقرروا إنشاء حماس كي تقود صراعا عنيفا ضد الاحتلال".

وأوضح أنه "بعد وقت قصير من تأسيسها، تمكنت الحركة عام 1989، من تنفيذ عمليتي اختطاف جنود من الداخل المحتل، وتنفيذ الهجمات بنفس الطريقة، وبجانب النجاح العملياتي، سجلت حماس إنجازاً آخر بتقويض الشعور بالأمن داخل دولة الاحتلال، وهو النمط الذي سيميز أساليب عملياتها في المستقبل، حيث جاء ردّ فعل الاحتلال سريعاً، وتم اعتقال قائدها المؤسس أحمد ياسين، بجانب 600 من أعضائها، وظنّ الاحتلال حينها أنهم نجحوا بتحييد نشاط الحركة، لكنها تعلمت الدروس، وأعادت تنظيم نفسها، وكان درسها الرئيسي هو تقسيم عملياتها، وعدم التركيز على غزة فقط".



وأشار إلى أنه "في أعقاب الاعتقالات الجماعية، أنشأت الحركة فرعها في الخارج بعيداً عن متناول الاحتلال، وتم إنشاء فروع أخرى في الضفة الغربية، ولبنان، والقدس، وبعد فترة صدمة استمرت عدة أشهر، عادت حماس لتنفيذ العمليات، وتمكنت قيادتها في الخارج من تجنيد المئات من الشباب الجدد، ونقل الأموال والسلاح لقطاع غزة، وفي نهاية 1992، بلغت وتيرة هجماتها ذروتها، ورفعت مستوى جرأتها، وأدت إلى رد إسرائيلي غير عادي من خلال قرار رئيس الحكومة إسحاق رابين إبعاد جماعي لأربعمائة من أعضاء الحركة".

وقال إنه "بعد أيام من الصدمة، بدأت حماس عملية إعلامية مذهلة نجحت بتحريك الرأي العام العالمي بجانبها، وجاءت طواقم التلفزيون من كل العالم لمخيم مرج الزهور المتجمد جنوب لبنان، ثم اضطر الاحتلال للموافقة على عودة المبعدين إلى غزة والضفة، بعد أن حظوا بتغطية إعلامية كبيرة، مما عزز قوة الحركة بشكل كبير، ودفع الاحتلال للتوقف عن استخدام عقوبة الإبعاد، لكن الحركة زادت هجماتها ضده بهدف معلن هو تخريب اتفاق أوسلو، وأصبحت السيارات المفخخة والاستشهاديين السلاح الأكثر فتكاً بالإسرائيليين".

وأوضح أنه "بعد سنوات من ملاحقة السلطة الفلسطينية لحركة حماس، اندلعت الانتفاضة الثانية التي شهدت بدء العمليات الاستشهادية الأصعب على الاحتلال، حتى شهد شهر إبريل 2002 الرهيب تنفيذ 17 هجوماً قتل 133 إسرائيلياً، مما دفع الاحتلال لتنفيذ عملية السور الواقي لتغيير الوضع في الضفة الغربية، وأسفرت عن مقتل واعتقال آلاف المسلحين، لكن الهجمات الانتحارية القاتلة استمرت، وحينها غيرت حكومة أريئيل شارون تكتيكاتها، وبدلا من الاغتيالات والاعتقالات للقادة الميدانيين، فقد قرر تصفية كبار قادة حماس، وحصل رئيس الأركان موشيه يعلون ورئيس الشاباك آفي ديختر على الإذن بتنفيذها".

وذكر أن "عملية "شقائق النعمان" هدفت للقضاء على القادة الأوائل في حماس، وعلى رأسهم المرشد الأعلى أحمد ياسين ومعه محمود الزهار، عبد العزيز الرنتيسي، إبراهيم المقادمة، إسماعيل أبو شنب، مما أدى لتوقف الهجمات الانتحارية، مع التوضيح أن حماس لم تتحول إلى حركة سلام، بل بدأت بإعادة تنظيم نفسها، والاستثمار في أسلحة استراتيجية جديدة، وتطوير الصواريخ، حتى وصلنا الى كارثة السابع من أكتوبر، وقد سبقها سلسلة من الحروب العسكرية الضارية بين 2006-2014".

وتشير هذه القراءة التاريخية لتطور الصراع بين حماس والاحتلال أنه بعد تسعة أشهر مع بداية الحرب الحالية، لم تظهر الحركة أي علامة استسلام، ولم تُظهر أي استعداد للتحلي بالمرونة، بل تشددت في مواقفها، فضلا عن كون الضرر الذي لحق بقادتها الكبار يعتبر مُحتملاً في الوقت الحالي، ولا يشكل حتى الآن فعالية في الضغط على حماس، وبهذا المعنى، فإن استمرار الحرب لا يساعد الاحتلال بالضرورة، بل قد يمنح الحركة مزيدا من استنزافه وتوريطه أكثر في وحل غزة.

مقالات مشابهة

  • توضيح من الجامعة العربية حول التراجع عن اعتبار حزب الله إرهابيا
  • زكي: تصريحاتي الأخيرة حول حزب الله "فسرت في غير سياقها الصحيح"
  • زكي يتراجع عن تصريحات سابقة بشأن حزب الله: فُسّرت في غير سياقها الصحيح
  • حماس فكرة أم حقيقة صلبة على الأرض؟
  • كيف علقت واشنطن على تراجع الجامعة العربية عن تصنيف حزب الله منظمة إرهابية
  • بعد 9 أشهر من القتال.. ما المطلوب أن تتنازل حماس عنه!
  • سهل نينوى يقف على أطلال حرب داعش.. والاهمال الحكومي يطيل مسيرة الاعمار
  • سهل نينوى يقف على أطلال حرب داعش.. والاهمال الحكومي يطيل مسيرة الاعمار- عاجل
  • حزب الله لم يعد منظمة إرهابية.. مسؤول بالجامعة العربية يوضح ما قصده بتصريحاته
  • أكاديمي إسرائيلي يستعرض تاريخ الصراع مع حماس.. لن ترفع الراية البيضاء