بوابة الفجر:
2025-04-13@09:24:16 GMT

تعرف على فضل يوم عرفة.. يوم الصوم والدعاء

تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT

يُعتبر يوم عرفة، الذي يوافق التاسع من شهر ذي الحجة، من أعظم الأيام في الإسلام وأكثرها بركة. يكتسب هذا اليوم مكانة خاصة لدى المسلمين لأسباب دينية وروحانية عديدة، ويُعد فرصة عظيمة للتقرب إلى الله بالطاعات والعبادات المختلفة. 

يتجلى فضل هذا اليوم في العديد من الأحاديث النبوية والآيات القرآنية، مما يجعل المسلمين يحرصون على اغتنامه بكل ما فيه من فضائل.

1. يوم مغفرة الذنوب وتكفيرها

- حديث النبي صلى الله عليه وسلم: قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة" (رواه مسلم). يُشير هذا الحديث إلى أن الله يعتق في هذا اليوم عددًا كبيرًا من عباده من النار، مما يبرز فضله في مغفرة الذنوب والعتق من العقاب.

2. صيام يوم عرفة

- فضل صيامه: يُستحب للمسلمين غير الحجاج صيام يوم عرفة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده" (رواه مسلم). يُكفر صيام هذا اليوم ذنوب سنتين كاملتين، مما يعكس عظمة أجره وفضله الكبير.

3. يوم إكمال الدين

- نزول آية: في يوم عرفة، نزلت الآية القرآنية: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا" (المائدة: 3). هذه الآية تشير إلى كمال الدين الإسلامي وتمام النعمة الإلهية، مما يزيد من أهمية هذا اليوم في تاريخ الإسلام.

4. الوقوف بعرفة للحجاج

- ركن الحج الأعظم: الوقوف بعرفة يُعتبر الركن الأعظم من أركان الحج، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الحج عرفة" (رواه الترمذي). يقف الحجاج على صعيد عرفة متضرعين إلى الله بالدعاء والاستغفار، راجين رحمته ومغفرته.

5. يوم الدعاء المستجاب

- فضل الدعاء: يوم عرفة هو يوم الدعاء المستجاب، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة" (رواه الترمذي). يُستحب للمسلمين الإكثار من الدعاء في هذا اليوم، متوجهين إلى الله بخالص النية والطلب.

6. إكثار الذكر والعبادة

- الأعمال الصالحة: يحرص المسلمون في يوم عرفة على الإكثار من ذكر الله، والتسبيح، والتحميد، والتكبير، وقراءة القرآن. هذه الأعمال تزيد من الأجر وتقرب العبد إلى الله.

7. يوم وحدة المسلمين

- التضامن والإخاء: يجتمع المسلمون في يوم عرفة على العبادة والطاعة، سواء كانوا حجاجًا على صعيد عرفات أو في مختلف بقاع الأرض. هذا التجمع يعكس وحدة المسلمين وتضامنهم في أداء الشعائر.

كيفية الاستفادة القصوى من يوم عرفة

1. الإخلاص في العبادة: يجب أن تكون جميع الأعمال والعبادات خالصة لوجه الله تعالى.
2. صيام اليوم: الحرص على صيام يوم عرفة لغير الحاج، بنية تكفير الذنوب.
3. الدعاء والتضرع: الإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله، سائلين الرحمة والمغفرة.
4. الذكر وقراءة القرآن: الإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن والتدبر في آياته.
5. الصدقة والإحسان: التصدق على الفقراء والمحتاجين، وإدخال السرور عليهم.

خاتمة

يوم عرفة هو يوم عظيم في الإسلام، يحمل في طياته الكثير من الفضل والخير. يُعتبر هذا اليوم فرصة للمسلمين للتقرب إلى الله بالطاعات والعبادات المختلفة، وتحقيق مغفرة الذنوب والعتق من النار. من خلال صيام يوم عرفة، والدعاء، والذكر، والتضرع إلى الله، يمكن للمسلمين أن يغتنموا بركات هذا اليوم المبارك، ويُعززوا إيمانهم، ويزيدوا من تقواهم. إن استغلال يوم عرفة بالأعمال الصالحة يُعد فرصة لا تُعوض لتحقيق القرب من الله ونيل رضوانه ومغفرته.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: يوم عرفة صيام يوم عرفة دعاء يوم عرفة النبی صلى الله علیه وسلم صیام یوم عرفة الإکثار من قال النبی هذا الیوم إلى الله

إقرأ أيضاً:

لماذا يريد الله منا أن ندعوه؟!

تنقدح في الذهن مجموعة من التساؤلات الإيمانية، تبدأ كإلماعة في الذهن ولكن بمجرد البحث عن إجاباتها في القرآن الكريم، تبدأ أسرارها بالتكشف والظهور، فالقرآن الكريم يضع بين ثنايا آياته مفاتيح توصلك بعد التأمل والبحث إلى معرفة المقاصد الإلهية، وهو ما يجعلك تعبد الله على بصيرة، وتتعرف على خالقك الذي خلقت لأجل عبادته، وهذا أمر يتسق مع دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال: "تعرّف إلى الله في الرخاء، يعرفك في الشدة" ومن هذه التساؤلات: لماذا يريد الله منا أن ندعوه، أليس هو العالم بحاجاتنا، أليس هو الأعلم بما في قلوبنا قبل أن ننطق بها.

ونحن نجد أن الله تعالى يحض عباده على الدعاء في مواضع كثيرة من كتابه العزيز فهو يقول في سورة غافر: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ" ولكن نجده يربط هذا الحث على الدعاء مع إشارات نجدها في تتمة الآيات الكريمات، فهو في هذه الآية الكريمة نجده أمر بالدعاء وربطه بالاستجابة بدون فاصل، وبعد ذلك أخبرنا أن من يستكبر عن عبادته سيدخله جهنم.

فنتلمس من خلال هذه الآية أن الدعاء يربينا على التواضع، في حين أن من يستكبر عن عبادة الله ودعائه فإن له نار جهنم، فالدعاء في حقيقته ليس فقط وسيلة لنيل المطالب، بل هو أعمق من ذلك بكثير، فهو تربية للنفس، وصلة مستمرة بين العبد وربه، ومظهر من مظاهر العبودية الخالصة التي تخرج من القلب قبل اللسان، وهذا الانكسار والإلحاح في الطلب يربينا على فضيلة عظيمة بالإضافة إلى وعد الله بالاستجابه نجده يربينا على التواضع لله عز وجل، والانقطاع إليه، والتذلل بين يديه، ومن خلال هذه المعاني الإيمانية الراسخة تتبلور شخصية المسلم.

وهنالك مجموعة من المعاني التي قرنها الله مع الدعاء والتي تبينها لنا هذه الآية في سورة البقرة فالله تعالى يقول: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ"، فالله عز وجل قريب من عباده، يستجيب لدعائهم إذا دعوه، فأمرهم بالاستجابة له ليستجيب لهم، واستجابة العبد لله عز وجل هي التقوى، بحيث يجدهم حيثما أمرهم، في مواطن الطاعة، ويفقدهم حيثما نهاهم، في مواطن المعصية، وبهذا يكونوا من الراشدين.

فكل موضع في القرآن الكريم أمرنا الله به أن نخلص له في الدعاء يقرنه بالمراشد الإيمانية، وكل هذا يعود نفعه على الإنسان، فالله لا يحتاج لدعائنا، فهو الغني المطلق، ولكننا نحن من نحتاج إليه، وكلما رفعنا أيدينا إليه، ورمينا أنفسنا بين يديه، وخرجنا من حولنا وقوتنا إلى حول الله وقوته، ازددنا يقينًا وطمأنينة بالوعد الإلهي، كما أننا نطمئن إلى اختيار الله لنا، ولو اختار لنا ما نكره، أو منعنا ما نحب، فإننا واثقون من اختياره لنا، وأفضل من عبر عن هذا المعنى الدقيق هو ابن عطاء الله السكندري في حكمه العطائية التي قال فيها: "ابن عطاء الله السكندري: "ربما أعطاك فمنعك، وربما منعك فأعطاك، وإذا كشف لك الحكمة في المنع عاد المنع عين العطاء".

فالله يريدنا أن ندعوه، لأنه يحب أن يسمع أصواتنا، ويحب أن يرانا نعود إليه في الرخاء كما في الشدة، يريدنا أن نعبّر له عن حاجتنا، لا لأنه يجهلها، بل لأن في هذا التعبير اعترافًا منا بأنه وحده القادر، وبأننا دونه لا نملك من أمرنا شيئًا، ويريد منا أن نتصل به في كل أحوالنا من الخير والشر والرخاء والشدة، وهذا هو مصداق لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب، فليكثر الدعاء في الرخاء"، فالدعاء أيضا تذكير دائم بأن الأمور ليست بأيدينا، حتى وإن ظننا غير ذلك، نحن نخطط ونسعى ونبذل، لكننا نعلم في قرارة أنفسنا أن التوفيق بيد الله، وأن ما نرجوه لا يأتي إلا بإذنه، والله في لطفه ورحمته، يريدنا أن نبقى على صلة به، لا أن ننتظر المصائب لنعود إليه.

كما أنه عالم بضعفنا وقلة حيلتنا ويحب بكرمه ومنه وعظمته وقدرته وملكه وأن يعين عباده، فهو يفرح بدعائهم لا لأجله بل لأجلهم هم، وصدق الشاعر الذي قال:

لا تسألن بني آدم حاجةً

وسلِ الذي أبوابهُ لا تحجبُ

الله يغضب إن تركت سؤاله

وبني آدم حين يُسألُ يَغضبُ

ومن المعاني التأملية التي تتعلق بالدعاء هو التوسل إلى الله بالعمل الصالح، فالله يريد منك أن تقرب له قربانا من ذاتك، وهو عملك الصالح، وهذا أمر مشروع وليس بدعة في الدين، بل هو أصل ثابت في السنة النبوية المطهرة، فقد جاءت قصة أصحاب الغار الثلاثة الذين انطبقت عليهم صخرة فأغلقت عليهم باب الغار، وهم في عزلة لا يسمع أنينهم أحد من البشر، ولم يكن لديهم ما يدفعون به الضر سوى الدعاء، لكنهم لم يدعوا الله بكلمات عامة، بل توسل كل واحد منهم إلى الله بعمل صالح فعله خالصا لوجهه، فكان الأول بارًا بوالديه، والثاني عفيفا عن الحرام رغم قدرته عليه، والثالث أمينا في ماله مع العمال، وكان كل واحد منهم صادقًا في دعائه، فاستجاب الله لهم، وانفرجت الصخرة شيئا فشيئا، حتى خرجوا سالمين، فهذه القصة التي رواها الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه، يُعلمنا من خلالها أن العمل الصالح الخالص هو من أعظم وسائل استجابة الدعاء.

وليس المقصود من التوسل بالأعمال الصالحة أن يُمنّ العبد على ربه، فالله غني عن أعمال عباده، ولكن المقصد هو الاعتراف بفضل الله في التوفيق إلى تلك الأعمال، والتوسل بها إقرار ضمني بصدق النية وصحة الاتجاه، فحين يرفع الإنسان يديه بالدعاء، مستحضرًا في قلبه صدقة خفية أخرجها لفقير، أو صلاة خاشعة في جوف الليل، أو عفوًا عن من ظلمه، أو دمعة سقطت من خشية الله، فإنه يكون أقرب إلى الإجابة، لأن الدعاء في هذه الحالة يكون محمولًا على جناحين من الإيمان والعمل.

ومن الجانب النفسي، فإن استحضار الإنسان لأفضل أعماله عند الدعاء يعزز لديه الثقة والطمأنينة، ويشعره أنه لم يأتِ إلى الله خالي الوفاض، بل جاء ومعه زادٌ من الخير، مهما كان قليلاً، لكنه صادق، وهذه الثقة ترفع من مستوى التضرع والإلحاح في الدعاء، وتجعل النفس أكثر يقينًا بكرم الله، وأوسع أملًا في رحمته.

وهذا الأمر يعيد صياغة علاقتنا بالأعمال الصالحة، فبدلاً من أن تكون مجرد طقوس تؤدى، تصبح استثمارا روحيًا ممتدا، يمكن الرجوع إليه في الأوقات العصيبة، وهذا يدفع الإنسان إلى استدامة الخير، وحسن النية في كل فعل، لأنه لا يعلم أي عمل سيكون سببًا في الفرج أو إجابة الدعاء، وهذه هي مواطن الخبيئة، هذا يدعونا لمراجعة أنفسنا باستمرار، والبحث عن تلك اللحظات التي خلونا فيها بالله وقدمنا فيها عملا خالصا، بعيدًا عن أعين الناس، فربما تكون سجدة خاشعة، أو لحظة صدق مع الله، أو موقف عظيم مر عليك دون أن يشعر به أحد، لكنه عند الله عظيم، تلك الأعمال التي نُخبّئها في صدورنا، هي التي نلوذ بها يوم تضيق السبل، وهي التي نستحضرها حين نقول في دعائنا: "اللهم إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاء وجهك، ففرّج عني ما أنا فيه"،

إن هذا النوع من الدعاء يربّي في النفس معاني عظيمة، كالإخلاص والرجاء وحسن الظن بالله، ويجعل من الدعاء نفسه رحلة إيمانية، لا مجرد طلب، بل تذكير بالفضل ومحاسبة للذات وربط مباشر بين الأرض والسماء، ومن الجميل أن نُعلّم أبناءنا ومن حولنا على هذه المفاهيم الإيمانية ، ليشبوا على أن أعمالهم الصالحة ليست فقط طريقًا إلى الجنة، بل سلاحًا في الدنيا، وعونًا في الحياة، وجسرا إلى رحمة الله، فيصبح إيمانهم نابعا من قناعة وتأمل عميق، وتعرف على مقاصد العبادات.

مقالات مشابهة

  • 4 صفات لمن يدخلون الجنة بغير حساب.. تعرف عليها
  • فضل صيام الأيام البيض في شوال وباقي شهور السنة
  • لا تنسوا الدعاء فهو عبادة يحبها الله
  • ما المراد بالأيام البيض وهل منها صيام الست من شوال؟.. الإفتاء تجيب
  • هل يجوز صيام يوم أو اثنين فقط من الأيام البيض.. ماذا يقول الفقهاء؟
  • دعاء اليوم 14 شوال.. الإفتاء: بكلمتين تضمن سرعة الاستجابة
  • ما حكم الترحم على غير المسلم والدعاء له؟ .. أمين الفتوى يجيب
  • فضل ليلة الجمعة ويومها.. خطوة لإدراك ساعة إجابتها
  • لماذا يريد الله منا أن ندعوه؟!
  • فضل وثواب صيام الست من شوال.. الإفتاء توضح