ارتفاع غير مسبوق.. وصول البحر الأبيض المتوسط إلى أعلى درجة حرارة في تاريخه
تاريخ النشر: 5th, August 2023 GMT
شهد الصيف الحالي أحداثاً مناخية قاسية في العديد من المناطق، من حرائق الغابات الشديدة و موجات الحر إلى الفيضانات و عواصف البَرَد، وفق مركز طقس العرب الإقليمي.
وقال المركز إن جنوب أوروبا و دول المغرب العربي تأثرت بموجة حر شديدة و مرهقة ارتفعت معها درجات الحرارة إلى قيم غير مسبوقة.
وبحسب طقس العرب، تسببت هذه الموجة إلى ارتفاع درجة حرارة مسطح البحر الأبيض المُتوسط عن مُعدلاته المُعتادة بأكثر من 5 درجات مئوية و بخاصة في الجزء الأوسط منه.
وأشار إلى أنه تم الوصول إلى متوسط في درجة الحرارة يبلغ 28.7 درجة مئوية، و هو أعلى مستوى مُسجل في تاريخ السجلات المناخية الحديثة متجاوز بذلك الرقم القياسي السابق في عام 2003 بنصف درجة مئوية.
بدورهم، قال المُختصون في مركز طقس العرب بأن استمرار هذا الارتفاع المُطرد في درجة حرارة مسطح البحر الأبيض المُتوسط خلال الأشهر القادمة، سيؤدي بالضرورة إلى ظروف جوية أكثر تطرفاً على بعض الدول المُطلة على حوض المتوسط خلال الخريف المقبل.
بالإضافة إلى ارتفاع فرص حدوث المنخفضات ذو الخصائص شبه الاستوائية (Medicane) و هو منخفض اعصاري مصحوب بمنخفض سطحي حركي يكون تأثيره عنيفاً.
و في سياق مُنفصل، تُشير بعض الدراسات بأن موجات الحر البحرية تؤدي إلى موت جماعي لبعض أنواع الأسماك و تُسبب خسائر لصناعة المأكولات البحرية.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
باب المندب قلبُ العاصفة ومهدُ التغيير
أمــين زرعان
وجاء من أقصى اليمن بأسٌ يسعى، يجرف من أفسد وتعدّى، ببأس رجالٍ من حديد، وهمةِ سيدٍ أغلق المحيط. بتهديده جعل ثلاثي الشر يدور حول نفسه، وجعل من بحره وبأس سلاحه الجوي جسرًا يعبر من خلاله الدواء والغذاء إلى أهل غزة، وجعل من بحره كابوسًا يؤرّق “إسرائيل”.
فمرحلة حرب المحيط لا تقتصر على البحرَين الأحمر والعربي فحسب، بل ستصل إلى المحيط الهندي، وُصُـولًا إلى البحر الأبيض المتوسط؛ فليس جديدًا أن نرى المفاجآت من يمن الإيمان والحكمة.
وفي خضم هذه المعركة المتصاعدة، تتجلى معادلة جديدة تفرضها إرادَة لا تنكسر، حَيثُ تتحول المياه الإقليمية إلى خطوط مواجهة، والسماء إلى ساحات استعراض للقوة والإصرار. فبينما كان العدوّ يظن أنه يسيطر على البحر ويفرض هيمنته على أهل فلسطين، جاء الردُّ بما لم يكن في حسبانه؛ فالعمليات النوعية تتوالى، والرسائل النارية التي يرسلها السيد القائد تكتب معادلات جديدة في توازن الردع.
إنها ليست مُجَـرّد معركة عابرة، بل حربٌ استراتيجية تُعيد رسم خرائط النفوذ، وتثبت أن اليد التي تمتد لنصرة المستضعفين قادرةٌ على قلب الطاولة وتغيير قواعد الاشتباك. فما بين مدٍّ وجزر، يبقى البحر شاهدًا على عهدٍ قُطع، وعلى رجالٍ أقسموا ألا يهنأ المحتلّ، ولا ينعم من تآمر وخان.
إذن.. مرحلة حرب المحيط تتجاوز كونها مُجَـرّد عملياتٍ عسكرية، إلى كونها رسالةً للعالم بأن الهيمنة المطلقة باتت وهمًا، وأن زمن الإملاءات بلا رادع قد ولّى؛ فمن البحر الأحمر إلى البحر المتوسط، ومن باب المندب إلى المحيط، ستبقى راية الإرادَة الحرة ترفرف، وستظل المفاجآت سيدة الموقف، ليبقى اليمن عبر التاريخ قلبَ العاصفة، ومهدَ التغيير.