تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بدأت إيران في تسليط الضوء بشكل علني على دور وكلائها المنتشرين في دول المنطقة بشأن مساندة الفلسطينيين في قطاع غزة، وإبراز قدرتهم على شن هجمات ضد أمريكا والاحتلال الإسرائيلي، وهو نهج لطالما اتبعته إيران من أجل لفت الأنظار نحو دور هذه الجماعات وقدرتها على إحداث تغيير واسع ومؤثر على طبيعة الأحداث الجارية ليس فقط على الساحة الإقليمية ولكن أيضاً العالمية.

يأتي هذا في سياق إعلان زعيم الميليشيا «عبدالملك الحوثي» في 6 يونيو 2024، أن قوات الميليشيا الحوثية والمقاومة الإسلامية في العراق دشنتا عملية مشتركة باتجاه ميناء حيفا بفلسطين المحتلة، مشيراً إلى أن "هذه العملية تأتي انطلاقة لمسار عمليات مشتركة ستكون مهمة واستراتيجية وتصاعدية، ولها تأثير كبير على الأعداء في إطار المرحلة الرابعة من التصعيد"، ومضيفاً بأن الميليشيا نفذت خلال هذا الأسبوع 11 عملية في البحر الأحمر والعربي والمحيط الهندي وباتجاه أم الرشراش، ومن أبرز التطورات هو التدشين لمنظومة صواريخ "فلسطين"، واستهداف حاملة الطائرات الأمريكية "آيزنهاور" مرتين شمالي البحر الأحمر خلال 24 ساعة، مما دفعها للمغادرة وسلك طريق آخر.

 

تنسيق مشترك

وتجدر الإشارة إلى أن خطاب زعيم الميليشيا الحوثية المدعوم من إيران جاء  للتأكيد على استمرار هجمات القرصنة البحرية، ولإيصال رسالة للقوى الغربية خاصة واشنطن، مفادها أن الميليشيا لن توقف هجماتها بل الجديد أنها بدأت بالفعل مع ما أعلن عنه الحوثي في خطاب سابق بشأن بدء التنسيق مع المقاومة العراقية لشن هجمات ضد إسر ائيل، والإعلان الرسمي عن هذه العملية المشتركة يأتي بعد سنوات من العلاقات والتنسيق والتعاون غير المعلن مع مختلف "الأذرع المسلحة" الموالية لإيران في المنطقة.

 

ويرجع سبب إعلان الحوثي عن التنسيق مع المقاومة العراقية، لإظهار أهمية دور ما يسمى بحركات محور المقاومة إلى الواجهة وجعلها أمرًا واقعًا، بشكل يثير قلق أمريكي، خاصة أن وزارة الخارجية الأمريكية علقت في تصريح مقتضب على ما قاله زعيم الميليشيا، بالقول، " نشعر بالقلق إزاء أي تنسيق بين المليشيات اليمنية والعراقية المدعومة من إيران".

 

ورغم القلق الأمريكي، فإن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي «بيتر ليرنر» قد نفي إعلان الحوثيين مهاجمة سفن في ميناء حيفا بالتعاون مع جماعة عراقية مسلحة، قائلاً، «هذا ليس صحيحاً»، ورد الاحتلال هذا مبرر، حيث تسعى إسرائيل لعدم إبراز ضعفها وتشويه صورتها خاصة أمام الداخل والخارج، لذلك تحاول نفي قدرة وكلاء إيران على استهدافها مستندة على  الحليف الأمريكي ودوره في مواجهة هذه الميليشيا نيابة عن إسرائيل، ولكن عدم نفي واشنطن التعاون بين وكلاء إيران في اليمن والعراق، يشير إلى وجود تخبط بين الحليفين الإسرائيلي والأمريكي.

 

إيعاز إيراني

وحول دلالات ما تقدم، يقول عدد من المراقبين، أن إعلان الحوثي بشكل رسمي التنسيق مع المقاومة الإسلامية في العراق التي برزت عبر اندلاع عملية «طوفان الأقصي» في السابع من أكتوبر 2023؛ بل ونفذت عددا من الهجمات خاصة ضد القواعد الأمريكية بالمنطقة؛ قد يكون بإيعاز من إيران كنوع من الاستعراض الإعلامي الموجّه، بطريقة شعبوية لمخاطبة الشعوب العربية والإسلامية، للقول أن وكلاء طهران يمكنهم وحدهم مساندة غزة، وهذه الرسالة تحاول طهران إيصالها ليس فقط لشعوب المنطقة بل أيضا للفصائل الفلسطينية للقول بأنها لم ولن تتركهم.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الحوثي المقاومة الإسلامية في العراق ميناء حيفا فلسطين إيران طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

كارنيغي: الغرب فشل في تأمين البحر الأحمر.. والتجارة البحرية فيه ستظل رهينة لجماعة الحوثي وإيران (ترجمة خاصة)

قال مركز "كارنيغي" للشرق الأوسط إن التجارة البحرية عبر البحر الأحمر ستظل في المستقبل المنظور، رهينة لجماعة الحوثي وإيران.

 

وقال المركز في تحليل حمل عنوان: "عملية أسبايدس، أو خطر التوقعات المنخفضة في اليمن" ترجم أبرز مضمونه "الموقع بوست" إن مهمة الاتحاد الأوربي "أسبيدس" وعملية حارس الازدهار بقيادة الولايات المتحدة فشلا في تغيير سلوك الحوثيين، ولم تنجحا في استعادة مستوى ما قبل الأزمة من حركة المرور التجارية عبر البحر الأحمر. وهذا يطرح السؤال حول كيف يمكن للاتحاد الأوروبي أن يتعامل بشكل أفضل مع اليمن في إطار جهود الأمن البحري الأوسع في المنطقة.

 

ورجح التحليل أن يستخدم (الحوثي وإيران) التهديدات في البحر الأحمر لضمان تنازلات في أماكن أخرى.

 

وأضاف "منذ بداية الصراع في غزة، أصبحت الحدود البحرية لليمن ساحة معركة في صراع إقليمي ودولي أوسع نطاقا للقوى. فقد أعاقت جماعة الحوثي، حركة الملاحة البحرية عبر مضيق باب المندب، الذي يوفر الوصول إلى البحر الأحمر وقناة السويس، بزعم الضغط على اقتصادات إسرائيل والدول الغربية حتى يتسنى لها التعجيل بوقف إطلاق النار في غزة".

 

وتابع "الطريقة التي تعاملت بها الولايات المتحدة والدول الأوروبية مع هذه المشكلة هي إنشاء بعثات بحرية لحماية حركة الملاحة البحرية ــ وهي الجهود التي باءت بالفشل في الغالب".

 

وأردف "من الأمثلة على ذلك عملية الاتحاد الأوروبي البحرية في أسبيدس، أو عملية أسبيدس. ومثلها كمثل المهمة المتعددة الجنسيات التي تقودها الولايات المتحدة عملية حارس الرخاء، اتسمت عملية أسبيدس بالتركيز على المدى القصير وغياب استراتيجية شاملة للقضاء على تهديد الحوثيين لحركة الملاحة البحرية، أو على الأقل الحد منه بشكل كبير.

 

توفير ظروف ملائمة لعملية السلام باليمن

 

وأكد مركز كارنيغي أن ما يحتاجه الأوروبيون هو إيجاد توازن بين حماية حركة المرور التجارية في البحر الأحمر وتوفير الظروف الملائمة للسلام الدائم في اليمن والذي يضمن عدم إعاقة الحوثيين للشحن عبر باب المندب مرة أخرى.

 

وذكر أن حقيقة عملية أسبيدس، مثل عملية حارس الرخاء، كانت في الأساس مهمة تفاعلية مرتبطة بسلوك الحوثيين أثناء حرب غزة، ومحدودة في الوقت بعام واحد، تعني أنه لا توجد ضمانات بأن الحوثيين لن يكرروا أفعالهم في المستقبل. واعتمادًا على مصالح محور المقاومة ــ تحالف الجهات الفاعلة المؤيدة لإيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط ــ فقد تعيق المجموعة مرة أخرى حركة المرور البحرية عبر نقطة الاختناق البحرية الحيوية هذه.

 

وأوضح أن العواقب ستكون أكثر شدة إذا تم ذلك بالتوازي مع الجهود الرامية إلى إغلاق مضيق هرمز وكذلك حركة المرور البحرية في البحر الأبيض المتوسط.

 

يضيف "لقد فشلت عملية أسبيدس في تغيير سلوك الحوثيين، ولم تنجح في استعادة مستوى ما قبل الأزمة من حركة المرور التجارية عبر البحر الأحمر. وهذا يطرح السؤال حول كيف يمكن للاتحاد الأوروبي أن يتعامل بشكل أفضل مع اليمن في إطار جهود الأمن البحري الأوسع في المنطقة؟

 

سياسة أكثر فعالية تجاه تحركات الحوثيين البحرية

 

يقول المركز إن عملية أسبيدس لم تركز على إضعاف قدرات الحوثيين أو تقديم الدعم للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا لمعالجة اختلال التوازن في القوة في اليمن. ومن العوامل التي تعزز هذا الاختلال استمرار سيطرة الحوثيين على مدينة الحديدة الساحلية وموانئها. وقد سُمح بذلك فعليا بفضل اتفاق ستوكهولم لعام 2018، وهو سوء تقدير استراتيجي جاء بنتائج عكسية بعد خمس سنوات.

 

وتوقع مركز كارنيغي أزمات بحرية جديدة حول مضيق باب المندب إذا ظل الحوثي مسيطر على شمال غرب اليمن في ظل ظروف الفوضى والصراع والاضطرابات الإقليمية.

 

وبشأن تأمين الملاحة في البحر الأحمر دعا المركز الأوروبيين إلى إظهار الإرادة السياسية وتبني سياسات طويلة الأجل قادرة على ضمان الأمن واستقرار الوضع في اليمن. وقال "بدلاً من ذلك، اتجهوا إلى دعم عمليات خفض التصعيد سيئة التصميم والتي كافأت الحوثيين وشجعتهم، دون تحقيق سلام دائم. وقد واجه هذا النهج ضغوطًا واضحة".

 

وقال "لم تفشل عملية أسبيدس وعملية حارس الرخاء في استعادة حرية الملاحة عبر باب المندب فحسب، بل من غير المرجح أن تنجحا في ذلك".

 

مساران متوازيان

 

وزاد "إذا أراد الاتحاد الأوروبي أن يكون أكثر فعالية، فيتعين على الدول الأعضاء أن تصمم بشكل جماعي استراتيجية لليمن لديها فرصة أفضل للنجاح".

 

واستدرك: "ينطوي هذا على متابعة مسارين متوازيين: الأول "يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يعيد النظر في دعمه لعمليات السلام في اليمن. فهذه العمليات تميل إلى تقديم الجزر للحوثيين، ولكنها لا تفعل شيئًا لإعطاء الأولوية للمحادثات بشأن الأمن والانتشار غير المنظم للأسلحة التقليدية وغير التقليدية، وخاصة تلك التي يمتلكها الحوثيون والتي تهربها إيران إلى اليمن. وتشكل مثل هذه المحادثات -وفق كارنيغي- أهمية أساسية من أجل معالجة التحديات الطويلة الأجل والحد من احتمالات انهيار السلام.

 

وفي ضوء التصعيد الأخير بالقرب من باب المندب، يضيف "فمن غير المرجح أن نرى قريبا الكثير من التقدم في عملية السلام اليمنية. وإذا كان الاتحاد الأوروبي يريد حقا يمن مستقر وآمن يتحمل التزاماته القانونية والأخلاقية لحماية سواحله، فسوف يكون من الضروري إعادة التفكير في سبل إرساء الأمن في البحر الأحمر والتوصل إلى تسوية سلمية دائمة، فضلا عن كيفية جلب أنصار الله إلى طاولة المفاوضات بحسن نية".

 

فيما المسار الثاني حسب المركز فإنه ينبغي للاتحاد الأوروبي أن يقدم الدعم الاستراتيجي للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا كشريك أمني طويل الأمد في البحر الأحمر وبحر العرب. وسيكون من بين العناصر الأساسية لهذه الجهود تعميق وتوسيع الشراكة مع الحكومة ليس فقط لدمجها في إطار أمني للبحر الأحمر، بل وأيضا لمعالجة التفاوت في القوة في اليمن على المدى الطويل إذا استمرت تهديدات الحوثيين. ويمكن أن تشمل أدوات السياسة الأوروبية الاستثمار في بناء قدرات خفر السواحل اليمني.


مقالات مشابهة

  • زعماء الوسطية.. هل قادرون على توجيه السكة على مفترق طرق إقليمي؟
  • كارنيغي: الغرب فشل في تأمين البحر الأحمر.. والتجارة البحرية فيه ستظل رهينة لجماعة الحوثي وإيران (ترجمة خاصة)
  • ميليشيا حشدوية:سنقاتل إسرائيل حتى الموت من أجل الدفاع عن إيران
  • هذا ما كشفته كلمة نعيم قاسم اليوم.. دلالات مهمة جداً!
  • "المقاومة الإسلامية في العراق" تعلن مهاجمة هدف عسكري إسرائيلي
  • المقاومة الإسلاميـة في العراق تستهدف هدفـً عسكرياً شمال الأراضي المحتلة
  • المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف هدفًا عسكريًا في شمال الأراضي المحتلة
  • إيران ترحب بعودة العلاقات مع المغرب.. باحث إيراني: طهران طردت مسؤولا في سفارتها بالجزائر بعد استقباله عناصر البوليساريو
  • ميليشيا كتائب حزب الله تؤكد استمرارها في استهداف إسرائيل
  • شاهد | تل أبيب مقابل بيروت معادلة نارية بتوقيع المقاومة الإسلامية في لبنان