شبكة انباء العراق:
2025-01-30@19:37:08 GMT

فلسفة الضحك

تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT

بقلم : حسين عصام ..

كان الفيلسوف اليوناني ” ديمقريطس ” دائم الضحك والسخرية من كل شيء ، لدرجة أنه عُرف باسم الفيلسوف الضاحك وتقول للأسطورة أنه كان يضحك باستمرار لدرجة أن الناس ظنّوا به جنوناً ، فأخذوه إلى أبي الطب “أبقراط” لعلاجه جلس “أبقراط” مع ” ديمقريطس” ليفحصه ويتحدث معه وبعد فترة طويلة خرج للناس بالتشخيص الطبي لحالته قال إنه ليس مجنوناً على الإطلاق ، بل إن ضحكه هذا دليل على أنه أكثر الناس حكمةو جدية ، وفهماً لمفارقات هذه الحياة وتناقضاتها

كان العنف سلوكاً طبيعياً في العصور القديمة الطبيعة قاسية لا يمكن التحكم فيها الموارد قليلة والقبائل يغير بعضها على بعض للاستئثار بالمواد الشحيحة في هذه العصور كان الغضب والعنف والقوة مميزات تحافظ على البقاء وكانت الشراسة في الفتك بالأعداء أمراً يمكن التباهي به في هذه الأجواء يمكننا تخيل رجل الكهف الجائع وهو يضحك سعيداً لأنه وجد طعامه بينما فريسته تتلوى ألماً من الرمح المغروس في جسدها

ياترى هل ولد الضحك في لحظة دموية كهذه؟
یری فرويد أن السخرية ولدت من رحم القسوة وأنها تعبير عن الوحشية والعنف فنحن نضحك ، على مآسي الآخرين وعثراتهم لنشعر أننا على مايرام نضحك على من ينزلق بقشرة موز لأنه ليس نحن ونضحك على بطل الموقف المحرج الذي يتعرض له بطل الفيلم الساذج لأننا لسنا مكانه هذا النوع من الضحك يداعب جزءاً بدائياً من عقولنا حين كان الضحك تعبيراً عن العدوانية و القسوة و التعالي

لكن حس الدعابة تطور مع تطور الإنسان الحضاري و النفسي ففي المجتمعات المتحضرة لم يعد من اللائق أن نضحك على شخص يعاني ويتعذب لكننا قد نفعل هذا برات تامة لو كان هذا الشخص خيالياً كبطل حكاية أو نكتة أو ممثل في فيلم كوميدي ، الخ ، لأنه ليس حقيقياً اليوم لم نعد ننظر للسخرية كما كان ينظر لها الأقدمون
السخرية تعين الإنسان على تحمل الألم ، تؤدي إلى التفاؤل ، والتفاؤل يؤدي إلى تحسين المناعة وقوة التحمل.

إننا حين نسخر من مشكلة فإنها لا تعود شيئاً مخيفاً مرعباً ، فيسهل علينا مواجهتها والتعامل معها بأقل ضرر عاطفي ممكن. السخرية ليست هروباً. الهروب هو تجنب التفكير في الموضوع أصلاً . بينما تحتاج السخرية إدراكاً للمشكلة ، والنظر إليها بطريقة تخفف من وطأتها ، ليستطيع الإنسان مواجهتها بعد ذلك.

حسين عصام

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

يداً بيد نحو مجتمع مزدهر ومستقر

في خطوة تحمل عبق الحكمة ورؤية تتجاوز حدود الزمن، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، عام 2025 "عام المجتمع"، تحت شعار بديع ومُلهم: "يداً بيد". إنه إعلان لا يكتفي بأن يكون مجرد مبادرة وطنية، بل يشعّ كضوء يوجه البوصلة نحو بناء مجتمع متماسك ومزدهر، تُزيّنه قيم التعاون والتكافل، ويعكس قوة الاتحاد بين القيادة والشعب.
حين نتأمل هذا القرار، نجد أنه ليس خطوة اعتيادية، بل نافذة تُفتح على آفاق أرحب تُعيدنا إلى أساس النجاح الحقيقي: الإنسان. نعم، الإنسان، الذي رأت فيه القيادة الإماراتية حجر الزاوية لكل إنجاز عظيم، والركيزة التي تُبنى عليها الحضارات وتُصاغ بها أحلام المستقبل. فأن تعلن القيادة الرشيدة عاماً كاملاً باسم "المجتمع"، يعني أن الإمارات اختارت أن ترسخ مفهومها العميق للتنمية المستدامة، حيث لا تقدم إلا إذا كان الجميع جزءاً منه، يداً بيد، وقلباً بقلب.
هذا الإعلان يفيض بالمعاني. فهو تذكيرٌ رقيق بأن الأسرة، بما تحمل من ترابط وقيم، هي اللبنة الأولى التي يبدأ منها بناء الوطن. الأسرة ليست مجرد تجمع صغير، بل هي البيئة التي تُزرع فيها بذور الانتماء، وحيث يولد العطاء وتتجذر الأخلاق. "عام المجتمع" هو رسالة خالدة بأن الروابط الأسرية والاجتماعية ليست مجرد قيم جميلة، بل هي أساس نهضة الأوطان، وهي ما جعل الإمارات منارة للتماسك والتلاحم في عالم يموج بالتغيرات.
إن ما يميز هذا القرار ليس فقط طموحه الواضح، بل نهجه الواقعي الذي يجعل من "يداً بيد" أكثر من مجرد شعار. إنه دعوة للالتفاف حول القيم النبيلة التي بُني عليها هذا الوطن العظيم. إنه تأكيد على أن العمل التطوعي، والتعاون بين الأجيال، والشعور بالمسؤولية المشتركة، ليست مجرد فضائل، بل هي أدوات لتحقيق أحلام الوطن. كل فرد، مهما كان دوره صغيراً، هو جزء من الصورة الكبرى التي ترسم ملامح الإمارات المتألقة.
دولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لا تتوقف عن إبهار العالم برؤيتها الاستثنائية. هذه الدولة، التي مزجت بين الأصالة والحداثة، لا تنفك تثبت أن قيم الاتحاد والتكاتف هي جوهر كل نجاح. ومن خلال هذا الإعلان، نجد أن القيادة تعيد رسم معادلة جديدة للتقدم، معادلة ترتكز على الإنسان كمحور، وعلى القيم كأساس، وعلى العطاء كمنهج.
"عام المجتمع" هو أيضاً فرصة لكل مؤسسة وفرد لأن يكون له دور فاعل في تعزيز النسيج الاجتماعي الإماراتي. إنه دعوة مفتوحة للتكاتف من أجل مستقبل أكثر إشراقاً، لا يترك أحداً على الهامش، بل يجمع الجميع في رحلة نحو رفعة الوطن وازدهاره. الإمارات، كما عوّدتنا، لا تسير وحدها نحو المستقبل، بل تحمل معها قلوب أبنائها وأحلامهم، وتجعل من التلاحم بين القيادة والشعب أساساً لكل إنجاز.
بهذا الإعلان، تبرهن القيادة الإماراتية مجدداً أن رؤيتها تتجاوز الزمن، وأنها تضع الإنسان في صدارة الأولويات. إنها رؤية تقول لكل فرد: أنت جزء من الحلم، وأنت ركن من أركان البناء، وعطاؤك مهما بدا بسيطاً هو جزء من لوحة الإمارات البديعة. فهل هناك أعظم من وطن يجعل من كل فرد شريكاً في النجاح؟
في "عام المجتمع"، نخطو جميعاً يداً بيد نحو تعزيز قيمنا الأصيلة، وتطوير علاقاتنا الاجتماعية، وترسيخ المسؤولية المشتركة التي تميزنا. شكراً للإمارات، شكراً للقيادة الحكيمة، وشكراً لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على هذه الرؤية العميقة التي تُذكّرنا أن أعظم الاستثمارات هي تلك التي تُغرس في الإنسان، وأعظم الإنجازات هي تلك التي يبنيها المجتمع بأسره. بهذه الروح، تمضي الإمارات بثقة، لتؤكد للعالم أنها ليست فقط وطن الإنجازات، بل أيضاً وطن القيم.

مقالات مشابهة

  • أيها الإنسان.. أنت في ذمة الله.. لا في ذمة البشر
  • من مذكرات طبيبة إلى فلسفة التغيير: نوال السعداوي تحت الأضواء في معرض الكتاب
  • بوتين: الحرب في أوكرانيا قد تنتهي خلال شهرين والمفاوضات ممكنة ولكن ليس مع زيلينسكي لأنه “غير شرعي”
  • يداً بيد نحو مجتمع مزدهر ومستقر
  • «يا صباح الخير ياللي معانا» لـ سحر سلمان في معرض الكتاب
  • بث مباشر.. كلمة وزير الخارجية في المجلس الدولي لحقوق الإنسان
  • الحكمة من ترتيب الأنبياء في السماوات برحلة الإسراء والمعراج
  • حقوق الإنسان: يجب السماح للمدنيين اللبنانيين بالعودة إلى قراهم
  • قوليله لؤه.. ياسمين عز للزوجات: حطي إيدك في جيب البنطلون وخدي اللي عايزاه
  • الإمارات.. الإنسان أولاً