جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-17@09:35:58 GMT

العنف في المدارس.. هل من رادع؟!

تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT

العنف في المدارس.. هل من رادع؟!

 

 

ناصر بن سلطان العموري

abusultan73@gmail.com

 

للمرة الثانية تواليًا، نتطرق لموضوع يخص وزارة التربية والتعليم بعد المقال السابق والذي لاقى إقبالًا كبيرًا وكان بعنوان "حافلات المدارس فوق صفيح ساخن"؛ لنعود مرة أخرى ونسلط الضوء على موضوع لا يقل أهمية عن سابقه!

انتشرت مؤخرا كانتشار النار في الهشيم مقاطع عدة متنوعة ومن محافظات مختلفة توضح وتوثق مشاهد عنف طلابي؛ سواء أكانت داخل حرم المدرسة أم خارجه، مما يمثل ظاهرة مؤسفة ودخيلة على مجتمعنا، وبتصوير ونقل حي من الطلاب أنفسهم، بعد أن باتت أجهزة الهواتف الذكية وما تحتويه من برامج ومواقع للتواصل الاجتماعي قادرة على نقل الوقائع فور حدوثها.

والأسباب المؤدية للعنف الطلابي متنوعة ومتعددة، ومن أهمها الجانب التربوي، فلو تربى الطالب على قيم التسامح والاحترام والتقدير لزملائه والبُعد عن الإساءة اللفظية والتعدي البدني، لما انجر وانساق خلف ما رأيناه من مقاطع مُخزية ومُؤلمة.

فكيف لمُجتمع مثل مجتمعنا العماني- معروف عنه الأخلاق العالية وقيم التسامح التي يُضرب بها المثل، أن تنتشر بين أبنائه مثل هذه الظواهر السلبية والمرفوضة تمامًا والتي لا تمت لمجتمعنا المحافظ بأيِّ صلة كانت.

كما إنَّ انتشار وهوس العديد من الطلاب بالألعاب الإلكترونية التي تساعد وتشجع على العنف السلوكي لهو من أهم الأسباب ناهيك عما تروج له الأفلام الأجنبية من ثقافة العنف.

جلستُ مع أحد الأخصائيين الاجتماعيين وهو رجل مخضرم في المجال الاجتماعي تجاوزت خبرته الثلاثين عاماً في المدارس قال لي بأنَّ كل هذه الظواهر المقززة التي تنتشر في المدارس هي في الحقيقة إرهاصات طبيعية لضعف القوانين واللوائح التي وضعت الطالب في مكانة أعلى وأهم من المُعلم ومدير المدرسة فكل اللوائح والنظم تخدم الطالب على حساب المعلم ومن أَمِنَ العقوبة أساء الأدب.

التعليمات والبنود والقرارات والتوجيهات التربوية صادرة لخدمة الطالب وتدليله واحترام شخصه ورفع كبريائه.. لذلك ستظل كل هذه السلوكيات السيئة مُستمرة حتى تختلف القوانين وتتغير اللوائح، ويُصبح الطالب طالبًا والمُعلم معلمًا والمدير مديرًا.

لقد اطلعت على لائحة شؤون الطلاب المدرسية وتحديدًا الفصل السادس (الانضباط السلوكي)، ولم أجد من ضمنها عقوبات رادعة بحق الطلبة ممن يعتدون على زملائهم، سوى الإنذار وأخذ تعهد من ولي أمره بالالتزام بقواعد الانضباط السلوكي، وأقصاها فصل الطالب لمدة بين 3 إلى 10 أيام، على حسب جرمه وما اقترفه، بناءً على لائحة شؤون الطلاب أو نقله إلى مدرسة أخرى، وهنا المشكلة سوف تستمر مع إدارة مدرسية أخرى وطلاب آخرين أو نقله لتعليم الكبار، وهنا سيكون ممن يدرس في مرحلة كبار السن عرضة ربما للعنف أو الإساءة اللفظية.

السؤال هنا: ماذا ولو كان ولي الأمر من الأساس ليس قادرًا على تربية ابنه التربية الصحيحة في البيت؟ وماذا سيحدث بعد مُدة الفصل؟ هل سوف نشهد شجارًا آخر أكثر عنفًا؛ كون أن الطالب تَوَلَّد لديه فرط للعنف وأصبحت لديه عادة متلازمة؟

من هنا.. لا ينبغي لوزارة التربية والتعليم اعتبار ما يحصل أحداثًا فردية، ويتم التراخي في علاجها والدخول في إجازة الصيف المدرسية ونسيان ما حدث وكأن شيئًا لم يكن!

كما إن لشرطة عمان السلطانية دوراً لا يقل أهمية، وهي التي عودتنا على حفظ الأمن والاستقرار؛ فهي العين الساهرة التي تسهر على راحة المواطن والمقيم، وأتمنى بعد ما حصل أن تقوم بدوريات مجدولة خصوصًا فى الظهيرة، بعد فترة انتهاء الامتحانات، والتي تشهد الكثير من المشاجرات الطلابية، لا سيما تلك التي تكون خارج أسوار المدرسة؛ فبمجرد وجود دورية متواجدة يمكن للطلاب رؤيتها، ما يضفي نوعًا من الردع والالتزام.

إنَّني عبر هذا المقال لا أدعو إلى تهويل الموضوع ولا أنظر له من زاوية سوداوية، لكن يجب وضع اليد على الجرح في سبيل إيجاد العلاج الناجع، والهدف هو إصلاح جيل الغد، وأعتقد أنَّه من الضروري هنا التدخل بالعلاج النفسي، ليس من قبل الأخصائي الاجتماعي المتواجد في كل مدرسة؛ فهو يعمل على قدر الصلاحيات الممنوحة له، لكن من ناحية إحالة أمثال هؤلاء الطلاب الذين يُعانون من سلوكيات عدوانية ويمارسون العنف، إلى المصحّات العلاجية المتخصصة في علاج مثل هذه الحالات، واستغلال طاقاتهم بالشكل الأمثل.

وأخيرًا.. على المُرَبِي في المنزل والمُدرس في المدرسة، مهمات جسيمة في تربية وتكوين جيل مثالي تنهض به البلد وتزدهر.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مهرجان رياضي للطلاب في جدة احتفاءً بكأس العالم 2034

دعت الإدارة العامة للتعليم بمحافظة جدة الطلاب والطالبات إلى المشاركة في المهرجان الرياضي "من مدارسنا إلى كأس العالم 2034"، الذي ينفذه قسم النشاط الطلابي خلال الفترة من 15 إلى 19 ديسمبر 2024م، الموافق 14 إلى 18 جمادى الأولى 1446هـ، بمناسبة استضافة المملكة لكأس العالم 2034.
ويهدف المهرجان إلى تعزيز روح الانتماء الوطني وغرس القيم الرياضية في نفوس الطلاب، حيث يتضمن فعاليات متنوعة تسلط الضوء على طموح المملكة في صناعة أجيال رياضية متميزة قادرة على المنافسة العالمية.
أخبار متعلقة "كوب 16" يختتم أعماله بـ 35 قرارًا لتعزيز جهود مكافحة تدهور الأراضيبتشغيل المسارين ”الأخضر والأحمر“.. استكمال المرحلة الثانية لقطار الرياض غدًاوينطلق المهرجان يوم غداً الأحد 15 ديسمبر بالإعلان عن استضافة السعودية لكأس العالم 2034 من خلال الإذاعة المدرسية، حيث سيتم تنظيم لقاءات مع الطلاب والمعلمين للتعبير عن مشاعر الفخر والاعتزاز بهذا الإنجاز الوطني الكبير. .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } إدارة تعليم جدة - اليوم
دوري كرة قدم
وتشمل الفعاليات إقامة دوري لكرة القدم داخل المدارس تحت شعار "معاً ننمو"، بالإضافة إلى استعراض الطلاب لمهاراتهم الكروية في إطار تعزيز التنافس الرياضي والإبداع.
كما تتضمن الفعاليات تنظيم مسيرة رياضية يشارك فيها قيادات الإدارة وطلاب المدارس، وتشمل المشي حول المدارس وركوب الدراجات الهوائية، في خطوة تهدف إلى نشر ثقافة الرياضة كأسلوب حياة.
أنشطة إبداعية بالمهرجان
ويشهد المهرجان أنشطة إبداعية أخرى، منها إطلاق بالونات هيليوم تحمل شعار استضافة كأس العالم، وتوزيع أعلام صغيرة وكابات وقمصان وشالات تحمل الشعار ورقم "2034"، بما يعكس الاحتفاء بهذا الحدث العالمي.
ويأتي المهرجان في إطار حرص تعليم جدة على تفعيل الأنشطة التي تعزز الروح الرياضية لدى الطلاب وتسهم في تطوير قدراتهم، تحت شعار "أهلاً بالعالم" الذي يربط بين المدارس والميادين الرياضية العالمية.

مقالات مشابهة

  • جامعة الفيوم تنظم ندوة عن مشروع التنور المجتمعي لطلاب كلية التربية
  • الأوراق المطلوبة عند فقدان أو استبدال التابلت لطلاب الثانوية العامة
  • هل يُعيد وزير التربية والتعليم عقارب الساعة إلى الوراء؟
  • قرارات عاجلة من التعليم بشأن الطلاب المتأخرين والممتنعين عن سداد المصروفات
  • لانعدام الانضباط.. إحالة مدير مدرسة للتحقيق بالجيزة
  • وزير التربية السوري: لا تغيير على المناهج الحالية إلا الرموز التي تمجد النظام السابق
  • طلاب سوريا يعودون إلى المدارس
  • عودة الحياة إلى طبيعتها..المدارس تفتح أبوابها من جديد في دمشق
  • التربية توضح آلية تسجيل الطلبة في مبادرة تحدّي القِراءة العَربي
  • مهرجان رياضي للطلاب في جدة احتفاءً بكأس العالم 2034