ماذا بعد سان بطرسبرغ؟!
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
سهام بنت أحمد الحارثية
harthisa@icloud.com
مُشاركة عُمان كضيف شرف في مُنتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي تفتح الباب لفرص وإمكانيات مُتعددة يُمكن أن تُعزز علاقاتها مع روسيا وتساهم في تحقيق أهدافها الاقتصادية والتنموية؛ ابتداءً من تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري وفتح أبواب جديدة للتجارة؛ حيث يمكن لعُمان أن تستفيد من زيادة حجم التبادل التجاري مع روسيا من خلال تصدير منتجاتها المحلية، مثل: الأسماك والزراعة والصناعات الغذائية، واستيراد السلع والمواد الخام الروسية وتشجيع الشركات الروسية على الاستثمار في مشاريع البنية الأساسية في عُمان؛ مثل: الموانئ والمطارات والطرق، مما يُعزز من قدرات السلطنة اللوجستية ويزيد من قدرتها التنافسية.
وأحد القطاعات المهمة التي يُمكن التعاون فيها هو قطاع الطاقة واستكشاف فرص التعاون في قطاع النفط والغاز، إضافة إلى مشاريع الطاقة المتجددة؛ مما يُمكن أن يُعزِّز من مسيرة دعم الطاقة النظيفة في عُمان ويُساهم في تحقيق الأهداف البيئية حسب رؤية "عُمان 2040".
كما يُمكن تطوير التَّعاون الثقافي والسياحي وترويج السياحة العُمانية في روسيا، من خلال تنفيذ برامج سياحية مشتركة خاصة لجذب السياح الروس، وفهم احتياجات السائح الروسي وتقديم عروض سياحية مخصصة تتضمن الجولات الثقافية وزيارة المعالم التاريخية والطبيعية في عُمان. خاصةً بعد إجراءات تسهيل التأشيرات التي اتخذتها السلطنة مؤخرًا لتعزيز تدفق السياحة بين البلدين، علاوة على تنظيم فعاليات ثقافية ومعارض فنية في كلا البلدين، بما يُعزِّز التفاهم الثقافي وزيادة التبادل الثقافي.
وتبادل الخبرات والمعرفة جانب مُهم أيضًا ينبغي عدم تجاهله؛ فالتعاون في التعليم وتعزيز التبادل الأكاديمي والبحثي بين الجامعات والمؤسسات التعليمية في عُمان وروسيا، سيكون له دور كبير في صقل مهارات الشباب وبناء خبرات في مختلف المجالات مثل تعزيز الخبرات في مجال التكنولوجيا والابتكار بالتعليم والتعاون مع الشركات الروسية في مجال التكنولوجيا والابتكار لتطوير حلول تقنية متقدمة يمكن استخدامها في مختلف القطاعات في عُمان والعالم.
ويترتب على هذا التعاون إنشاء مراكز أبحاث مشتركة تركز على تطوير التكنولوجيا والابتكار، مما يُعزز من القدرات البحثية والعلمية في السلطنة.
ومن القطاعات التي نجحت فيها روسيا في العقود الأخيرة، تعزيز الأمن الغذائي؛ إذ يُمكن فتح مجالات لاستيراد التقنيات الزراعية والاستفادة من الخبرات الروسية في تطوير الزراعة وتقنيات الري، ومن ثمَّ يُمكن تعزيز الأمن الغذائي في عُمان وإنشاء مشاريع زراعية مشتركة والتصنيع الزراعي بالاستفادة من التجارب الروسية في تحسين إنتاجية الزراعة واستدامتها.
في المقابل، هناك العديد من المجالات التي يمكن لروسيا الاستفادة منها والاستثمار فيها للوصول الى الأسواق العالمية، ألا وهو موقع سلطنة عُمان المُهم، وموانئها المتطورة؛ حيث يُمكن تطوير البنية الأساسية والخدمات اللوجستية والتعاون في تطوير الموانئ والبنية الأساسية البحرية في عُمان؛ مما يعزز من قدرتها على استقبال وتصدير البضائع وزيادة دورها كمركز لوجستي إقليمي. والعمل على تحسين الخدمات اللوجستية والنقل لتسهيل حركة التجارة بين البلدين وتعزيز التبادل التجاري.
ختامًا.. إنَّ مشاركة عُمان ضيفَ شرفٍ في منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي في روسيا، فتح أمامها آفاقًا واسعة للتعاون مع روسيا في مختلف المجالات، ويمكن لعُمان الاستفادة من هذه الفرصة لتعزيز اقتصادها، وتنويع مصادر دخلها، وزيادة تأثيرها في الساحة الدولية من خلال تطوير شراكات استراتيجية مع روسيا، ولا شك أن هذه الخطوات من شأنها أن تعزز من التنمية المستدامة وتفتح أفقًا جديدًا من التعاون والتفاهم بين البلدين.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
وزير التعليم يزور ياماها اليابانية لتعزيز التعاون في تطوير المهارات الطلابية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أجرى محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، زيارة لمقر شركة ياماها التعليمية، حيث استعرض الممارسات الناجحة في مجال التعليم الشامل وتناول سبل التعاون المستقبلية في دعم تعليم الموسيقى وتطوير المهارات المعرفية للطلاب.
رافق الوزير في الزيارة السفير محمد أبو بكر سفير مصر باليابان، وعدد من مستشاري الوزارة، كما شهد اللقاء نقاشات حول برامج تعليم الموسيقى وتدريب المعلمين، حيث أشاد الوزير بمساهمة ياماها في تطوير المناهج الموسيقية ودعم الابتكار في التعليم.
وأوضح أتسوشي ياماورا، رئيس شركة ياماها، أهمية هذه الزيارة في تعزيز التعاون التعليمي بين البلدين، مشيرًا إلى جهود الشركة في نشر التعليم الموسيقي حول العالم.
وفي ختام الزيارة، تم طرح مقترح لتوسيع التعاون من خلال إدماج برامج متكاملة لتعليم الموسيقى في المدارس المصرية.