جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-24@08:27:53 GMT

ماذا بعد سان بطرسبرغ؟!

تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT

ماذا بعد سان بطرسبرغ؟!

 

سهام بنت أحمد الحارثية

harthisa@icloud.com

 

 

مُشاركة عُمان كضيف شرف في مُنتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي تفتح الباب لفرص وإمكانيات مُتعددة يُمكن أن تُعزز علاقاتها مع روسيا وتساهم في تحقيق أهدافها الاقتصادية والتنموية؛ ابتداءً من تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري وفتح أبواب جديدة للتجارة؛ حيث يمكن لعُمان أن تستفيد من زيادة حجم التبادل التجاري مع روسيا من خلال تصدير منتجاتها المحلية، مثل: الأسماك والزراعة والصناعات الغذائية، واستيراد السلع والمواد الخام الروسية وتشجيع الشركات الروسية على الاستثمار في مشاريع البنية الأساسية في عُمان؛ مثل: الموانئ والمطارات والطرق، مما يُعزز من قدرات السلطنة اللوجستية ويزيد من قدرتها التنافسية.

وأحد القطاعات المهمة التي يُمكن التعاون فيها هو قطاع الطاقة واستكشاف فرص التعاون في قطاع النفط والغاز، إضافة إلى مشاريع الطاقة المتجددة؛ مما يُمكن أن يُعزِّز من مسيرة دعم الطاقة النظيفة في عُمان ويُساهم في تحقيق الأهداف البيئية حسب رؤية "عُمان 2040".

كما يُمكن تطوير التَّعاون الثقافي والسياحي وترويج السياحة العُمانية في روسيا، من خلال تنفيذ برامج سياحية مشتركة خاصة لجذب السياح الروس، وفهم احتياجات السائح الروسي وتقديم عروض سياحية مخصصة تتضمن الجولات الثقافية وزيارة المعالم التاريخية والطبيعية في عُمان. خاصةً بعد إجراءات تسهيل التأشيرات التي اتخذتها السلطنة مؤخرًا لتعزيز تدفق السياحة بين البلدين، علاوة على تنظيم فعاليات ثقافية ومعارض فنية في كلا البلدين، بما يُعزِّز التفاهم الثقافي وزيادة التبادل الثقافي.

وتبادل الخبرات والمعرفة جانب مُهم أيضًا ينبغي عدم تجاهله؛ فالتعاون في التعليم وتعزيز التبادل الأكاديمي والبحثي بين الجامعات والمؤسسات التعليمية في عُمان وروسيا، سيكون له دور كبير في صقل مهارات الشباب وبناء خبرات في مختلف المجالات مثل تعزيز الخبرات في مجال التكنولوجيا والابتكار بالتعليم والتعاون مع الشركات الروسية في مجال التكنولوجيا والابتكار لتطوير حلول تقنية متقدمة يمكن استخدامها في مختلف القطاعات في عُمان والعالم.

ويترتب على هذا التعاون إنشاء مراكز أبحاث مشتركة تركز على تطوير التكنولوجيا والابتكار، مما يُعزز من القدرات البحثية والعلمية في السلطنة.

ومن القطاعات التي نجحت فيها روسيا في العقود الأخيرة، تعزيز الأمن الغذائي؛ إذ يُمكن فتح مجالات لاستيراد التقنيات الزراعية والاستفادة من الخبرات الروسية في تطوير الزراعة وتقنيات الري، ومن ثمَّ يُمكن تعزيز الأمن الغذائي في عُمان وإنشاء مشاريع زراعية مشتركة والتصنيع الزراعي بالاستفادة من التجارب الروسية في تحسين إنتاجية الزراعة واستدامتها.

في المقابل، هناك العديد من المجالات التي يمكن لروسيا الاستفادة منها والاستثمار فيها للوصول الى الأسواق العالمية، ألا وهو موقع سلطنة عُمان المُهم، وموانئها المتطورة؛ حيث يُمكن تطوير البنية الأساسية والخدمات اللوجستية والتعاون في تطوير الموانئ والبنية الأساسية البحرية في عُمان؛ مما يعزز من قدرتها على استقبال وتصدير البضائع وزيادة دورها كمركز لوجستي إقليمي. والعمل على تحسين الخدمات اللوجستية والنقل لتسهيل حركة التجارة بين البلدين وتعزيز التبادل التجاري.

ختامًا.. إنَّ مشاركة عُمان ضيفَ شرفٍ في منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي في روسيا، فتح أمامها آفاقًا واسعة للتعاون مع روسيا في مختلف المجالات، ويمكن لعُمان الاستفادة من هذه الفرصة لتعزيز اقتصادها، وتنويع مصادر دخلها، وزيادة تأثيرها في الساحة الدولية من خلال تطوير شراكات استراتيجية مع روسيا، ولا شك أن هذه الخطوات من شأنها أن تعزز من التنمية المستدامة وتفتح أفقًا جديدًا من التعاون والتفاهم بين البلدين.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

معالي قيس اليوسف: العلاقات العمانية الروسية تشهد نقلة نوعية

العُمانية: أوضح معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار أن زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – إلى روسيا الاتحادية تأتي لتؤكد على أهمية العلاقات الثنائية التي تجمع بين البلدين الصديقين، التي بُنيت على أسس من الاحترام المتبادل والتفاهم المشترك.

وأكد معاليه في تصريح لوكالة الأنباء العمانية أن العلاقات بين البلدين شهدت تطورًا ملحوظًا على مر السنوات، انعكس في نمو حجم التعاون وتعدد مجالاته، مما يُجسد رغبة البلدين الصديقين لتعزيز أواصر الشراكة وتوسيع مجالاتها لتشمل آفاقًا أكثر تنوعًا وابتكارًا.

وقال معاليه إن العلاقات بين البلدين شهدت نقلة نوعية خلال السنوات الماضية، تُوجت بمشاركة سلطنة عُمان كضيف شرف في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي لعام 2023م، وهي مشاركة تاريخية شكلت منصة مهمة للتعريف بالمقومات الاقتصادية والثقافية لسلطنة عُمان وقد أتاحت الفرصة لعقد لقاءات رفيعة المستوى مع مؤسسات وشركات روسية، وأسهمت في تعزيز أواصر التعاون بين الجانبين في مختلف القطاعات.

وأضاف معاليه أنه لا يمكن الحديث عن العلاقات العُمانية الروسية دون الإشارة إلى البعد الثقافي الذي يشكل جسرًا مهمًّا للتقارب بين الشعبين، حيث يرتكز هذا الجانب على التبادل المعرفي والفني، والمشاركة المتبادلة في الفعاليات الثقافية والمعارض الدولية، إن التعاون الثقافي يعكس عمق الإرث الحضاري لكلا البلدين، ويساهم في ترسيخ التفاهم الإنساني، ويعزز من فرص الحوار والتواصل بين المؤسسات والمجتمعات.

وأشار معاليه إلى أن روسيا الاتحادية تُعد شريكًا استراتيجيًّا مهمًّا لسلطنة عُمان، ووزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار تؤمن بأهمية البناء على هذا الإرث المشترك، من خلال ترجمة التوجهات السامية لجلالة السلطان المعظم – أيده الله – إلى شراكات اقتصادية وتجارية واستثمارية متقدمة، تستند إلى مبادئ المصالح المتبادلة والرؤية المستقبلية “عُمان 2040.

وأكد معالي وزير التجارة والصناعة لترويج الاستثمار إن هذه الزيارة التاريخية تمثل محطة مفصلية في مسيرة التعاون الثنائي، وتفتح آفاقًا جديدة للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية إلى مستويات أكثر تكاملًا، من خلال تفعيل الشراكات في قطاعات ذات أولوية مثل الصناعة، والخدمات اللوجستية، والسياحة، والأمن الغذائي، والطاقة، والتقنيات الحديثة، والصناعات التحويلية مؤكدًا سعيه إلى تعميق التعاون في مجالات الابتكار وتبادل المعرفة التقنية، بما يعزز من التنافسية ويحقق النمو المستدام.

وقال معاليه إن هذه الزيارة تأتي لتتوج جهودًا متواصلة على المستوى الحكومي والقطاع الخاص، حيث تم توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، من بينها بروتوكول التعاون الاقتصادي والفني، ومشروع إنشاء لجنة اقتصادية مشتركة، ومذكرات في مجالات تغيّر المناخ والتنمية منخفضة الكربون، والنقل والعبور، والتي تسهم جميعها في تعزيز الإطار المؤسسي للتعاون، وتوفير منصات حقيقية للقطاع الخاص للاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في كلا البلدين.

وأضاف معاليه إن العلاقات الثنائية بين سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية ليست فقط علاقات قائمة على المصالح، بل هي نموذج للتفاهم العميق والانفتاح البنّاء على المستقبل، متطلعًا معاليه من خلالها إلى تعزيز التكامل الاقتصادي، وتنمية سلاسل التوريد، واستكشاف مجالات جديدة للتعاون، مثل التحول الرقمي والاقتصاد الأخضر، بما يتماشى مع تطلعات البلدين للتنمية المستدامة.

وأكد معاليه أنه إيمانًا بأهمية التنسيق المستمر في ظل التحديات الاقتصادية العالمية، فإن سلطنة عُمان تحرص على إيجاد بيئة استثمارية جاذبة وآمنة، تدعم ريادة الأعمال وتُسهم في تعزيز التبادل التجاري وتحقيق تنمية اقتصادية متوازنة.

وقال معالي قيس بن محمد اليوسف إنه على ثقة بأن هذه الزيارة المباركة ستُشكّل منطلقًا لمرحلة جديدة من التعاون الوثيق، تُعزز من حضور سلطنة عُمان كوجهة استثمارية واعدة، وشريك موثوق به على المستوى الدولي، في ظل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان المعظم – حفظه الله ورعاه – ومبادئ الصداقة والتعاون التي تجمعنا بروسيا الاتحادية.

مقالات مشابهة

  • وزير الاستثمار يبحث مع سفير الصين سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين
  • القمة العُمانية الروسية.. نحو آفاق أرحب من التعاون
  • ماذا تريد إيران من روسيا والصين؟ .. متخصص بالشأن الإيراني يجيب
  • مختص بالشأن الإيراني يوضح ماذا تريد إيران من روسيا والصين؟
  • اليوسف: العلاقات العُمانية الروسية تشهد نقلة نوعية
  • القمة الروسية العمانية.. ملفات هامة وإيجابيات متعددة
  • معالي قيس اليوسف: العلاقات العمانية الروسية تشهد نقلة نوعية
  • منتدى الأعمال العُماني الليبي يعزز التعاون الاستثماري بين البلدين في قطاعات حيوية
  • وزير الصناعة والتجارة والتموين الأردني: نتواصل بشكل دائم مع سوريا لتعزيز التعاون بين البلدين
  • وزير الداخلية يبحث مع نظيره العراقي التعاون الأمني بين البلدين.. فيديو