د. عمرو عبد العظيم

 

 

 

اليوم بلا شك أصبح الذكاء الاصطناعي أداة قوية يمكن استخدامها في العديد من المجالات، ومن بينها التعليم، وإنشاء الفيديوهات التعليمية باستخدام الذكاء الاصطناعي أصبح عملية سهلة وفعالة، حيث يقوم الذكاء الاصطناعي بتحريك الصور، وإنشاء الصوت من النص المكتوب، وتوفير خيارات متنوعة للصوت والصورة والفيديو والملصقات والخلفيات، مما يجعل تجربة إنتاج الفيديوهات التعليمية أسرع وأكثر احترافية، ويمكن تناول تلك المميزات من خلال أربعة محاور رئيسية:

المحور الأول: سهولة العملية

تمكن تقنيات الذكاء الاصطناعي المستخدم من إنتاج فيديوهات تعليمية دون الحاجة إلى مهارات تقنية متقدمة، حيث يمكن تحويل النص المكتوب إلى صوت ناطق باستخدام تقنيات تحويل النص إلى كلام (TTS)، والتي توفر خيارات متعددة للأصوات لتناسب مختلف الأذواق والمواقف، ويمكن للمستخدم اختيار صوت ذكوري أو أنثوي، مع مجموعة من اللهجات واللغات، مما يجعل الفيديو أكثر جاذبية وتفاعلية.

كما يمكن للذكاء الاصطناعي تحريك الصور الثابتة، مما يضيف حيوية وواقعية للفيديو، كما يتيح استخدام صور الشخصيات التعليمية أو الشخصيات الكرتونية لجذب انتباه الطلاب وتحفيزهم على التعلم، وبالإضافة إلى ذلك، توفر هذه التقنيات خيارات واسعة لإضافة الملصقات والخلفيات التفاعلية التي تجعل المحتوى أكثر جاذبية وبساطة في الفهم.

المحور الثاني: التخصيص والإبداع

يمكن للمستخدم استخدام صوته وصورته الخاصة، مما يضيف لمسة شخصية على الفيديوهات التعليمية، وهذا يتيح للمعلمين إمكانية تسجيل صوتهم أو استخدام صورتهم في الشروحات، مما يزيد من تفاعل الطلاب مع المحتوى ويعزز من تجربتهم التعليمية، كما أن هناك إمكانية تخصيص الخلفيات والملصقات بما يتناسب مع موضوع الدرس مما يجعل الفيديوهات التعليمية أكثر تفاعلاً ومتعة.

المحور الثالث: أهمية فيديوهات الذكاء الاصطناعي التعليمية

الفيديوهات التعليمية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي تسهم بشكل كبير في جذب انتباه الطلاب وتحفيزهم على التعلم، حيث أظهرت الدراسات أن الطلاب يتفاعلون بشكل أفضل مع المحتوى المرئي والمسموع مقارنة بالمحتوى النصي التقليدي، والفيديوهات التفاعلية تسهل عملية الفهم والاستيعاب، حيث يمكن تقديم المعلومات بشكل مبسط وسلس. كما أن الفيديوهات التعليمية يمكن استخدامها في عدة أغراض تعليمية، بدءًا من الشروحات الأكاديمية، والدروس التفاعلية، وصولاً إلى التدريبات العملية والمحاكاة الافتراضية، وهذه الفيديوهات يمكن استخدامها في الفصول الدراسية، والتعليم عن بُعد، والدورات التدريبية عبر الإنترنت، مما يجعل التعليم أكثر شمولية ومتاحًا للجميع.

المحور الرابع: سهولة إنشاء الفيديوهات

تقنيات الذكاء الاصطناعي جعلت عملية إنشاء الفيديوهات التعليمية أسهل بكثير، ولم يعد المعلم بحاجة إلى قضاء ساعات طويلة في تحرير الفيديوهات أو استخدام برامج معقدة، فالأدوات المتاحة اليوم تتيح إنتاج فيديوهات تعليمية عالية الجودة في وقت قصير وبجهد أقل، مما يسمح للمعلمين بالتركيز على تقديم المحتوى التعليمي بشكل فعال ومبتكر.

ومن هنا ندرك أن الذكاء الاصطناعي فتح آفاقاً جديدة في مجال التعليم، وجعل عملية إنتاج الفيديوهات التعليمية أكثر سهولة وإبداعًا، مما يساهم في تحسين تجربة التعلم للطلبة وجذب انتباههم للمحتوى التعليمي وتعزيز معارفهم وزيادة مهاراتهم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تحذيرات من تصاعد خطر الذكاء الاصطناعي في هجمات التصيد الاحتيالي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 حذّرت شركة كاسبرسكي من استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير وتخصيص هجمات التصيد الاحتيالي، مشيرة إلى تزايد تعقيد هذه الهجمات وصعوبة كشفها حتى من قبل موظفين ذوي خبرة عالية في الأمن السيبراني.

وكشفت دراسة أجرتها كاسبرسكي في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا عن زيادة بنسبة 48% في الهجمات السيبرانية على المؤسسات خلال العام الماضي، حيث شكلت هجمات التصيد الاحتيالي التهديد الأوسع، إذ واجهها 51% من المشاركين في الدراسة. 

ويتوقع 53% من المشاركين تزايدًا في تلك الهجمات مع استمرار المجرمين السيبرانيين في استغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي يعزز تخصيص الهجمات

بينما كانت هجمات التصيد سابقًا عامة وتُرسل بشكل عشوائي، بات بالإمكان الآن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لاستهداف الأفراد برسائل دقيقة مخصصة تتوافق مع وظائفهم واهتماماتهم، اعتمادًا على معلومات منشورة عبر الإنترنت. ويُظهر ذلك كيف يمكن بسهولة انتحال صفة مسؤول تنفيذي لإقناع الموظفين باتخاذ إجراءات ضارة.

خطر التزييف العميق يتصاعد

وأشارت كاسبرسكي إلى أن تقنيات التزييف العميق أصبحت أداة فعالة في يد المهاجمين لإنتاج محتوى صوتي ومرئي مقنع لانتحال شخصيات، ما يؤدي إلى حالات مثل تحويل ملايين الدولارات بناءً على مقاطع فيديو وهمية.

تستخدم هجمات التصيد المدعومة بالذكاء الاصطناعي خوارزميات لتجاوز أنظمة الحماية التقليدية وتحاكي أسلوب البريد الإلكتروني الشرعي، مما يتيح لها تفادي اكتشاف برامج الحماية.

الخبرة وحدها لا تكفي

ورغم الخبرة، يظل الموظفون عرضة لهذه الهجمات المتطورة نتيجة لقدرتها على استغلال العوامل النفسية، مثل الاستعجال والخوف والثقة في السلطة، مما يقلل من فرص التحقق المسبق.

استراتيجية دفاعية متعددة المستويات

أوصت كاسبرسكي باعتماد استراتيجية شاملة للتصدي لهذه الهجمات، تتضمن تدريب الموظفين على التهديدات الحديثة عبر منصات مثل Kaspersky Automated Security Awareness Platform، 

واستخدام أدوات الحماية المتقدمة مثل Kaspersky Next وKaspersky Security for Mail Server، بالإضافة إلى تطبيق نموذج أمان انعدام الثقة الذي يضمن الحد من الوصول للأنظمة الحساسة.

مقالات مشابهة

  • "إكسترا نيوز" تبرز مخاطر الذكاء الاصطناعي على الأطفال
  • الرئيس الصيني: الذكاء الاصطناعي سيغير أسلوب الحياة البشرية بشكل جذري
  • كيف أصبحت غزة ساحة لتطوير الاحتلال قدرات الذكاء الاصطناعي وتجريبه؟
  • محمد جبران: الذكاء الاصطناعي دخل سوق العمل .. وبعض الوظائف ستندثر
  • لطافتك تكلف الذكاء الاصطناعي الملايين!
  • جهاز ذكي يساعد المكفوفين على التنقل باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • تحذيرات من تصاعد خطر الذكاء الاصطناعي في هجمات التصيد الاحتيالي
  • كيف تعمل من المنزل باستخدام الذكاء الاصطناعي؟
  • يساعدك في اتخاذ القرار.. كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي صورة الإنسان عن نفسه؟
  • بتشويه «فوضى الذكاء الاصطناعي» للواقع يمضي العالم إلى كارثة