جامعة مصر للمعلوماتية تستقبل وفود من أسترازينيكا العالمية وقادة الأوساط الأكاديمية والصناعية بالمجر
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
استقبلت جامعة مصر للمعلوماتية، وفد رفيع المستوى من قادة الأوساط الأكاديمية والصناعية بدولة المجر، لبحث سبل التعاون في مجالات الابتكار والقدرات الرقمية والتنمية المستدامة، وتعزيز الشراكات العلمية والعملية مع كبرى المؤسسات العالمية العاملة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وعلوم البيانات.
رحبت الدكتورة ريم بهجت رئيس جامعة مصر للمعلوماتية، خلال اللقاء الذي جرى في مقر الجامعة بمدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة، بالوفد الذي ضم أتيلا ليرش المدير العام لشركة Euroatlantic ZRT، والدكتور حسن شرف عميد كلية الهندسة الكهربائية وتكنولوجيا المعلومات في جامعة بودابست للتكنولوجيا والاقتصاد، والدكتور أتيلا لوفاس، باحث مشارك في HUN-REN Alfréd - معهد ريني للرياضيات، والسيد غابور فاداس المدير التنفيذي لشركة BDO Digital المجر.
وأكدت الدكتورة ريم بهجت، حرص جامعة مصر للمعلوماتية على بناء شراكات مع أفضل المؤسسات المتخصصة والجامعات في العالم لإعداد وتأهيل الطلاب في مجالات العلوم والتكنولوجيا الحديثة. موضحة أن الاستثمار في الشباب المؤهل الذي يمتلك مهارات الإبداع والابتكار يمثل أولوية رئيسية في رؤية واستراتيجية مصر 2030 والتي ترتكز على أن الخريج المتميز يمثل ثروة دائمة نعمل على تنميتها وتعظيم الاستفادة منها.
وخلال الإجتماع أشارت الدكتورة ريم بهجت، إلى النقلة النوعية التي شهدتها الجامعة رغم حداثة نشأتها بفضل تحفيز المواهب الريادية والأفكار الإبداعية لدى الطلاب وتوفير البيئة المناسبة لبعث الطاقات الكامنة لديهم.
وفي هذا الإطار استقبلت الجامعة أيضاً، وفد رفيع المستوى من AstraZeneca، الشركة الرائدة عالمياً في صناعة الأدوية والتكنولوجيا الحيوية، لعزيز الشراكات المبتكرة وتمكين الطلاب بالخبرة العملية.
من جانبها رحبت الدكتورة هدى مختار، عميد كلية الحاسبات وعلوم المعلومات بجامعة مصر للمعلوماتية بوفد AstraZeneca والذي ترأسه نيك باسي، نائب الرئيس لتكنولوجيا المعلومات الرقمية والابتكار الدولية واليابان، ويرافقه السيدة ليلى حلمي، رئيس قسم التكنولوجيا الرقمية وتكنولوجيا المعلومات بشركة أسترازينيكا مصر، والسيدة يارا عصام، شريك الأعمال الرقمية AstraZeneca مصر.
واستعرضت الدكتورة هدى مختار، إنجازات الجامعة ومراكز الأبحاث المتطورة التي تشكل جزءً رئيسياً من بنيتها التكنولوجية وإمكانياتها الحديثة، كذلك معالم وقدرات الجامعة في المجال الأكاديمي والبرامج التي تقدمها لطلابها ومواكبتها للمستقبل وصقل مهاراتهم بما يتطلبه من تحديات. حيث جرى خلال الإجتماع مناقشات هامة ومثمرة حول مجالات التعاون المحتملة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات وتحليلاتها وفرص التدريب للطلاب للعمل على بيانات العالم الحقيقي.
من جانبهم أعرب ممثلي الوفدين، عن سعادتهم بزيارة مقر جامعة مصر للمعلوماتية وبحث سبل الاستفادة مما تمتلكه من إمكانيات تضاهي أعرق الجامعات العالمية المرموقة، حيث أشادوا بالاهتمام الذي توليه الجمهورية الجديدة بمجالات العلوم والتكنولوجيا الحديثة في إطار رؤيتها المستقبلية لتحقيق التنمية المستدامة.
يذكر أن جامعة مصر للمعلوماتية تعد من أوائل الجامعات المتخصصة بالشرق الأوسط وإفريقيا في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والمجالات المتأثرة بها، وأسستها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتصبح مؤسسة أكاديمية رائدة تقدم برامج تعليمية متخصصة لسد حاجة سوق العمل من المتخصصين في أحدث مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ويقع مقرها بمدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وتضم جامعة مصر للمعلوماتية 4 كليات هي علوم الحاسب والمعلومات، الهندسة، تكنولوجيا الأعمال، والفنون الرقمية والتصميم، وتقدم 16 برنامجا تعليميا متخصصا لسد حاجة سوق العمل من المتخصصين في أحدث مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مثل: الذكاء الاصطناعي وعلوم وهندسة البيانات، وهندسة الإلكترونيات والاتصالات والميكاترونكس، وتحليل الأعمال والتسويق الرقمي، وفنون الرسوم المتحركة وتجربة المستخدم وتصميم الألعاب الإلكترونية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جامعة مصر للمعلوماتیة وتکنولوجیا المعلومات تکنولوجیا المعلومات
إقرأ أيضاً:
المنصات الرقمية: القوة الخفية في تشكيل السياسات العالمية
بقلم : اللواء الدكتور سعد معن الموسوي ..
لم يعد العالم كما كان قبل عقدين. مع تصاعد نفوذ المنصات الرقمية، أصبحت الشركات التكنولوجية الكبرى أدوات فاعلة في رسم السياسات الدولية، وتوجيه الرأي العام، والتأثير على الأمن القومي للدول. تطبيقات مثل “تيك توك” و”فيسبوك” و”تويتر” تحولت من وسائل ترفيه وتواصل إلى منصات استراتيجية تُعيد صياغة موازين القوى.
قضية تطبيق “تيك توك” تكشف حجم التوتر بين الولايات المتحدة والصين. مع استخدام أكثر من مليار شخص حول العالم للتطبيق، برزت مخاوف أميركية بشأن ارتباطه بشركة “بايت دانس” الصينية وإمكانية استغلال بيانات المستخدمين لتحقيق أهداف سياسية أو أمنية.
إجراء الكونغرس الأميركي لإلزام “بايت دانس” ببيع التطبيق لشركات أميركية يُبرز إدراك واشنطن لأهمية السيطرة على البيانات، التي تُعد اليوم القوة الحقيقية في عالم التكنولوجيا. البيانات التي يجمعها التطبيق تشمل تحركات المستخدمين وسلوكياتهم الرقمية، ما يُمكن استغلاله لتشكيل الرأي العام أو تهديد الأمن القومي.
الشركات التكنولوجية الكبرى مثل “ميتا” و”جوجل” أصبحت تُشبه حكومات عالمية بسبب سيطرتها على المعلومات. تقرير من جامعة هارفارد (2022) أظهر أن هذه المنصات ليست فقط وسيلة لنشر الأخبار، بل أدوات تُحدد ما يصل إلى المستخدمين وكيفية عرضه. خوارزميات الذكاء الاصطناعي تخلق “فقاعات معلوماتية” تجعل المستخدمين محاصرين داخل قناعات محددة، مما يُعيق النقاش الحر.
في الانتخابات الأميركية عام 2020، اعتمد أكثر من 65% من الناخبين على هذه المنصات للحصول على معلوماتهم السياسية، وفقًا لمركز “بيو للأبحاث”. هذا النفوذ يُبرز خطرًا على نزاهة الأنظمة الديمقراطية، حيث يُمكن لهذه المنصات توجيه القرارات الانتخابية عبر التحكم في تدفق المعلومات.
الصراع على “تيك توك” يُبرز مفهوم “السيادة الرقمية”، حيث أصبحت السيطرة على الفضاء السيبراني لا تقل أهمية عن الأرض أو الاقتصاد التقليدي. الدول الكبرى تدرك أن البيانات هي “النفط الجديد”، كما أشار تقرير “مجلس العلاقات الخارجية” الأميركي (2023).
الصين تُدير منصات مثل “وي شات”، التي تدمج بين التواصل الاجتماعي والخدمات المالية، مما يجعلها جزءًا أساسيًا من حياة الملايين. أما في الغرب، فتُدير شركات التكنولوجيا كميات هائلة من البيانات التي تؤثر على القرارات اليومية للأفراد.
رغم الفوائد الكبيرة للمنصات الرقمية، مثل تسهيل التواصل والتعليم والعمل عن بُعد، إلا أن تأثيرها على الديمقراطية يُثير جدلًا واسعًا. وفقًا لدراسة جامعة “ستانفورد” (2021)، كان لهذه المنصات دور في التأثير على الانتخابات في دول كبرى مثل البرازيل والهند والولايات المتحدة.
الحل لا يكمن في حظر هذه المنصات، بل في تنظيمها. الاتحاد الأوروبي اتخذ خطوات مهمة عبر “اللائحة العامة لحماية البيانات” (GDPR)، التي تُجبر الشركات على احترام خصوصية المستخدمين وضمان الشفافية.
الصراع على “تيك توك” ليس إلا بداية لمعركة أوسع تُحدد ملامح القرن الحادي والعشرين. السؤال الأهم: هل سيتحكم العالم بالشركات الرقمية أم ستُهيمن هي على البشرية؟ الإجابة تعتمد على وعي الحكومات والشعوب بخطورة هذا التحدي الرقمي ومدى استعدادهم لمواجهته.
د. سعد معن