تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

خرج آلاف الإيرانيين إلى الشوارع لإحياء جنازة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في طهران ومشهد وتبريز، بعد أن توفي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر إلى جانب وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان. 

ورفعت خلال هذه المواكب لافتات ضخمة تحمل اسم رئيسي “شهيد الخدمة” ، في حين حملت لافتات أخرى عبارات مثل “وداع خادم المحرومين”.

في إيران، تعد رواية الشهيد مفهومًا معترفًا به منذ فترة طويلة في الحكايات الدينية والسياسة والأدب، ويبدو أن القيادة الإيرانية تحاول استغلال وفاة رئيسي في التاسع عشر من مايو، كوسيلة لخلق المزيد من الدعم الشعبي في الانتخابات المقبلة، وربما يؤدي ذلك إلى زيادة نسبة الإقبال على الانتخابات في 28 يونيو.

وكان رئيسي سياسيا متشددا وكان قريبا من المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، وبعد وقت قصير من الحادث، أُعلن شهيدًا على التلفزيون الحكومي الإيراني ودُفن في مسقط رأسه، مدينة مشهد، في أكبر مزار شيعي في إيران، الإمام الرضا . 

وأكدت تصريحات الحكومة بعد الحادث مدى رغبتها في تصوير وفاة رئيسي على أنها لحظة دينية تقريبًا، وقال بيان للخارجية الإيرانية: إن شهداء الحادث المرير والمأساوي الكرام ضحوا بإخلاص بحياتهم المباركة في خدمة الإسلام وإيران الحبيبة، وقد نالوا نعمة الشهادة العظيمة في طريق الخدمة الصادقة والمخلصة . إلى الأمة الإيرانية النبيلة”.

الاستشهاد كمفهوم مستمد من جذور دينية ، ولكن له دور سياسي وثقافي مهم في إيران، فالحكومة استخدمت لفظ الشهادة بشكل كبير خلال الحرب الإيرانية العراقية (1980-1988)، عندما فقد حوالي 750 ألف إيراني حياتهم كجنود أو مدنيين.

في عام 1980 أنشأت الدولة مؤسسة الشهداء ( بونياد الشهيد ) لدعم المصابين أو المعوقين في الحرب وأسر القتلى، بأمر من زعيم الثورة الإيرانية عام 1979، آية الله روح الله الخميني .

وعلى مدار تاريخ الأمة الإيرانية، تغير السؤال حول من هو الشهيد وما هو دوره، وظهرت مفاهيم جديدة للاستشهاد خلال السنوات القليلة الماضية، وتم استخدامها بشكل متزايد من قبل كل من الحكومة والمعارضة. 

على سبيل المثال، أشاد البعض بالمتظاهرين خلال الربيع العربي باعتبارهم شهداء، لكن هذه كانت صفة الشهيد التي منحها الجمهور، وليس الحكومة.

كما استخدم معارضو النظام مفهوم الاستشهاد خلال احتجاجات وانتفاضة 2022 لتسمية المتظاهرين كشهداء بسبب نشاطهم السياسي ضد الحكومة.، والشهداء في نظرهم هم من يقتلون بوحشية على يد الدولة، ولذلك فإن الاستشهاد هو أيضًا جزء أساسي من إحياء ذكرى الاحتجاجات.

ويأتي تصنيف رئيسي كشهيد - والتأكيد على دوره وتضحياته - قبل أسابيع من توجه الإيرانيين إلى صناديق الاقتراع للتصويت لاختيار رئيس جديد بما يتماشى مع المادة 131 من الدستور، ويجب إجراء انتخابات رئاسية مبكرة خلال 50 يوما من وفاة الرئيس.

وفاز رئيسي بالانتخابات الرئاسية الأخيرة في يونيو 2021 بحصوله على 18 مليون صوت من أصل 28.9 مليون صوت، وفقا للأرقام الحكومية، لكن نسبة المشاركة العامة بلغت 48.8%، وهو انخفاض كبير عن الانتخابات السابقة في عام 2017. 

وانخفضت المشاركة العامة أيضًا في الانتخابات البرلمانية في مارس 2024. 

ووفقًا لوزير الداخلية الإيراني، أحمد وحيدي، شارك 41% فقط من الناخبين المؤهلين البالغ عددهم 61 مليونًا في الانتخابات، وهي واحدة من أدنى معدلات الإقبال منذ الثورة عام 1979.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الإيرانيين الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي طهران

إقرأ أيضاً:

د. عبدالله الغذامي يكتب: عصر القارئ

التراث هو ما تنتجه البشرية، بمعنى أن كل ما ننتجه هو تراث ينتسب إلينا، بوصفنا فئةً بشريةً لها لغة ولها أرض ولها هوية ثقافية وحضارية، وهذه معانٍ متصلة لا تقف عند حد، وفيما يخص الجانب المعرفي والثقافي فإن الآداب والفنون والفلسفة هي أبرز المعالم التي تصف حال أي أمة من الأمم، على أن الأمم كلها قد انتقلت من الأمية إلى الكتابية في فترات مبكرة من تواريخها، والنقلة تلك خلدت موروثها الفكري والأدبي، وقد ساد مصطلح التراث ليعني ما حفظته اللغة والذاكرة من قيم ثقافية بكافة أنواع الخطابات اللغوية شعراً ونثراً وسرديات، ومن أبرز المورثات الأساطير والحكايات والأمثال، وجرى التعامل معها على أنها مدونات كبرى تمثل ذاكرة الأمة وقيمتها المعنوية، غير أن مصطلح التراث ملتبس من حيث كونه يوحي بالقديم دون الجديد، ومن ثم جاء مصطلح الحداثة وكأنه يعني المواجهة مع القديم، غير أن النظر الواقعي يكشف أن كل قديم كان جديداً في زمنه، وكل حداثي سيكون قديماً لدى الآتين من بعده، بينما مصطلح التراث سيشمل الجانبين معاً، بما في ذلك كلامنا هذا الذي سيدخل في ذاكرة الثقافة بمجرد نشره، ومن هنا فإن الصراع بين الحداثة والتراث هو صراع في (التأويل) وفي التوظيف، وهذا يعني أننا نحن كبشر أحياء نظل نستعيد الأموات عبر قراءتنا لهم، وكل استعادة هي توظيفٌ متجدد لما تم إنجازه من قبل، لأن القراءة تفعل حالة إحياءٍ للمقروء، وأي مكتوب لن يفعل فعله إلا عبر قراءتنا له، ومن ثم فإننا نعيد استيحاء المتنبي كلما ذكرنا اسمه وقرأنا نصوصه، وسيتبع ذلك أننا سنقوم بتفسير نصه حسب مهاراتنا، أي أن النص للمتنبي نسبةً وانتساباً ولكنه لنا توظيفاً وتأويلاً وتفعيلاً، ومن هنا فما نسميه بالتراث هو فعلٌ من أفعال القراءة وفعلٌ من أفعال الإنتاج أو إعادة الإنتاج. والعصور كلها ستتساوى في فعل القراءة بينما ستتنوع القراءات. ومقولة عصر القارئ تقوم على ثنائية المشاكلة والاختلاف، فنحن مع القراءة نقف مع مؤلف النص المقروء على موقع واحد، هو نص قديم بين يدي قارئ حديث أو نص لمؤلف ميت ولكنه نص بين يدي قارئ حي، ومن هنا يتحول النص نفسه من نص قديم إلى نص حديث حسب مهارة القارئ في فعل القراءة، وفرق بين القراءة المجردة وبين قراءة التأويل؛ أي بين قراءة الشرح والفهم وقراءة التفسير والتحليل، وهذه حالة تشاكل واختلاف في آن واحد، وهي حالة موت للمؤلف وحياة للقارئ. والنصوص دوماً تسير مسار اللغة بمعناها العام، وكلما اتسعت حال اللغة اتسعت معها حال النص، أي أننا سنمنح ألفاظ المتنبي مثلاً معاني لم تكن مما خطر له ببال.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض

أخبار ذات صلة د. عبدالله الغذامي يكتب: المشاكلة والاختلاف د. عبدالله الغذامي يكتب: أبو الطيب/ أبو محسد

مقالات مشابهة

  • المرشد الإيراني يدعو قوى المقاومة في المنطقة لدعم حزب الله
  • الخارجية الإيرانية: نتائج تقاعس المجتمع الدولي تجاه جرائم الصهاينة ستنعكس على العالم قريبًا
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: عصر القارئ
  • ماذا ينتظر المهاجرون والمسلمون من الحكومة الفرنسية الجديدة؟
  • الأمير الإيراني رضا بهلوي: سقوط النظام الإيراني الحالي سيجلب السلام إلى المنطقة.. تدخلات طهران أجبرت القوى الإقليمية على مواجهات مباشرة
  • عبدالكبير: استمرار التعنت ورفض إعادة الانتخابات سيجعل مجلس الدولة بوضعه الحالي خارج اللعبة السياسية
  • ما هو الموقف العقلاني من الانتخابات الرئاسية التونسية؟
  • ازدواجية القوى السياسية ومعارضتها لبناء الدولة.. الحكومة بين فكي الولاءات المفرطة
  • ازدواجية القوى السياسية ومعارضتها لبناء الدولة.. الحكومة بين فكي الولاءات المفرطة- عاجل
  • ازدواجية القوى السياسية ومعارضتها دون بناء الدولة.. الحكومة بين فكي الولاءات المفرطة- عاجل