مجلس الأمن يتبنى قراراً أميركياً لوقف النار في غزة
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
تبنى مجلس الأمن الدولي، قراراً صاغته الولايات المتحدة يدعم مقترحاً لوقف إطلاق النار في قطاع غزة كان الرئيس الأميركي جون بايدن تقدم به أواخر مايو الماضي لإنهاء الحرب الدائرة منذ 7 أكتوبر 2023.
واعتمد مجلس الأمن في جلسته المنعقدة مساء الإثنين، القرار الأميركي بتأييد 14 عضواً من أصل 15، فيما امتنعت روسيا عن التصويت.
وقالت المندوبة الأميركية لدى مجلس الأمن ليندا توماس جرينفيلد، إن "الجميع يريد وقفاً فورياً لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح جميع المحتجزين"، مشيرة إلى "المعاناة الإنسانية لسكان غزة، الذين اضطروا للنزوح أكثر من مرة، وسط أزمة إنسانية كبيرة".
وأضافت: "لا يمكننا تحمل الانتظار إلى ما لا نهاية، لأن الفلسطينيين يدفعون الثمن والأوضاع الإنسانية في غزة آخذة في التدهور". وأوضحت أن "الاقتراح الذي أعلنه بايدن، نال دعم العديد من الدول في المنطقة، وفي جميع أنحاء العالم"، مؤكدةً "موافقة" إسرائيل عليه أيضاً.
من جهتها، رحبت حركة "حماس" بقرار مجلس الأمن الخاص بوقف إطلاق النار في غزة، معربةً عن استعدادها لـ"التعاون مع الوسطاء بشان تنفيذ مبادئ مقترح وقف إطلاق النار".
وشدد مجلس الأمن في قراره الجديد على أن "الاقتراح ينص على أن المفاوضات إذا استغرقت أكثر من 6 أسابيع للمرحلة الأولى، فإن وقف إطلاق النار سيظل مستمراً طالما استمرت المفاوضات". ويرحب القرار بـ"استعداد قطر ومصر والولايات المتحدة للعمل على ضمان استمرار المفاوضات إلى أن يتم التوصل إلى جميع الاتفاقات، ويكون ممكناً بدء المرحلة الثانية".
كما شدد القرار على "أهمية تقيد الطرفين ببنود الاقتراح فور الاتفاق عليه"، و"يدعو جميع الدول الأعضاء والأمم المتحدة دعم تنفيذه"، كما "يرفض المجلس أي محاولة لإحداث تغيير ديمغرافي أو إقليمي في قطاع غزة بما في ذلك أي إجراءات تقلص مساحة أراضي القطاع"، بحسب موقع الأمم المتحدة.
ويكرر المجلس، في قراره، "تأكيد التزامه الثابت برؤية حل الدولتين الذي تعيش بموجبه دولتان ديمقراطيتان، إسرائيل وفلسطين جنباً إلى جنب في سلام وضمن حدود آمنة ومعترف بها بما يتفق مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة"، ويشدد في هذا الصدد على "أهمية توحيد قطاع غزة مع الضفة الغربية تحت السلطة الفلسطينية".
الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع أكد أن بلاده صوتت لصالح القرار لإعطاء الدبلوماسية فرصة للتوصل إلى اتفاق من شأنه أن ينهي "العدوان على الشعب الفلسطيني الذي استمر لفترة طويلة جدا". وقال إن "هذا النص ليس مثاليا، لكنه يقدم بصيصا من الأمل للفلسطينيين، لأن البديل هو استمرار القتل والمعاناة للشعب الفلسطيني".
وشدد على أن "استمرار الهمجية التي تمارسها قوات الاحتلال لن يؤدي إلا إلى المزيد من الوفيات غير المبررة، كما شهدنا هذا الأسبوع في مخيم النصيرات للاجئين"، مضيفا إن "مثل هذه الجرائم ضد الإنسانية" لا يمكن أن تمر دون عقاب.
ونبه إلى أنه إذا لم يتم تنفيذ أوامر محكمة العدل الدولية ولم تتم محاسبة المسؤولين عن ذلك، "فإن إبادة جماعية جديدة تلوح في الأفق". وقال بن جامع "من الواضح أنه ما لم يتم التعامل مع الأسباب الجذرية بشكل صحيح، فإن المآسي والكوارث الجديدة والمزيد من المعاناة أمر لا مفر منه"، مشددا على أن الهدف يجب أن يكون إنهاء الاحتلال.
في حين قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا إن بلاده، التي امتنعت عن التصويت على القرار، لديها عدد من الأسئلة بشأن مشروع القرار الأمريكي "الذي يرحب باتفاق معين، لا تزال معالمه النهائية مجهولة لأي أحد، ربما باستثناء الوسطاء".
وأشار إلى أن المعلومات المتداولة بشأن الاتفاق في مختلف المصادر المتاحة متناقضة للغاية، وأنه لم يتم اطلاع مجلس الأمن على تفاصيل ذلك الاتفاق.
وأضاف إنه لا يوجد حتى الآن وضوح بشأن "وجود موافقة إسرائيلية رسمية، كما جاء في القرار، على الصفقة التي اقترحها الرئيس الأمريكي جو بايدن، وسط تصريحات عديدة من إسرائيل حول موضوع استمرار الحرب حتى النصر الكامل على حماس".
وقال السفير الروسي: "نحن على اقتناع بأنه ليس من المناسب أن يوقع مجلس الأمن على اتفاقات بدون ضمانات ليس فقط بتنفيذها على الأرض، بل وأيضا بدون فهم واضح على الأقل لموقف الأطراف أنفسها منها". وأكد أن بلاده لم تصوت ضد القرار "لأنه يحظى بتأييد العالم العربي"، مضيفا إنه "في الوقت نفسه، تظل جميع الأسئلة التي حددناها قائمة وتتطلب إجابات".
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: الأمم المتحدة إطلاق النار مجلس الأمن النار فی فی غزة على أن
إقرأ أيضاً:
قطر تدعو مجلس الأمن لدور فاعل في تنفيذ اتفاق وقف النار بغزة
دعت قطر مجلس الأمن الدولي إلى القيام بدور فاعل لضمان تنفيذ وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتزام إسرائيل ببنود الاتفاق.
جاء ذلك في بيان قرأته علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن، بشأن تطورات الشرق الأوسط بما فيها القضية الفلسطينية، في مقر المنظمة بنيويورك، وفق بيان للخارجية القطرية، الثلاثاء.
وفي 19 يناير/ كانون الثاني الجاري، بدأ سريان وقف لإطلاق النار يستمر في مرحلته الأولى 42 يوما، يتم خلالها التفاوض على مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.
وقالت علياء أحمد إن بلادها "تطالب مجلس الأمن بتحمل مسؤوليته في القيام بدور هام وفاعل لضمان أن يحقق اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة النتائج الإيجابية المتوخاة منه، من خلال اعتماد قرار ملزم يدعم الاتفاق ويؤكد على تنفيذه الكامل".
وأكدت أنه "من الضروري رفض أية إجراءات تقوض الحل المستدام للقضية الفلسطينية، بما في ذلك محاولات ضم الأراضي الفلسطينية وانتهاك المقدسات الدينية".
وشددت على أهمية دعم الوفاق الفلسطيني في المرحلة القادمة، مشيرة إلى أن إدارة قطاع غزة بعد الحرب هو شأن فلسطيني بحت.
وفيما يخص سوريا، ذكرت المندوبة الدائمة لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، أن "الوضع الإنساني الراهن يتطلب دعم المجتمع الدولي، وضرورة رفع العقوبات، لما لها من آثار سلبية على الشعب السوري، وباعتبار أن أسباب فرضها قد زالت".
وفيما يخص لبنان، قالت: "تؤكد قطر أنها ستواصل وقوفها الدائم إلى جانب لبنان، وتجدد موقفها الداعم لوحدته وسيادته وأمنه واستقراره".
وجددت الترحيب باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، معربة عن تطلع بلادها إلى التزام جميع الأطراف به، والتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 1701، وأن يمهد الاتفاق لتوافق أشمل يحقق السلام الدائم والاستقرار.
ومنذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، يسود وقف هش لإطلاق النار أنهى حربا اندلعت بين إسرائيل و"حزب الله" في 23 سبتمبر/ أيلول الفائت، وبموجبه تنسحب إسرائيل تدريجيا من الأراضي اللبنانية خلال 60 يوما، مع انتشار الجيش اللبناني على طول الحدود بالمنطقة الجنوبية.
والجمعة، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن إسرائيل تنتهك القرار الأممي 1701 باستمرار احتلالها بمنطقة عمليات قوات حفظ السلام "يونيفيل" وتنفيذ عمليات عسكرية داخل الأراضي اللبنانية، مشددا على ضرورة أن يتوقف ذلك.
وفي 2006 اعتُمد القرار 1701 بالإجماع في الأمم المتحدة بهدف وقف الأعمال العدائية بين "حزب الله" وإسرائيل، ودعا مجلس الأمن إلى وقف دائم لإطلاق النار على أساس إنشاء منطقة عازلة.
وبموجب القرار، قرر المجلس اتخاذ خطوات لضمان السلام، منها السماح بزيادة قوة اليونيفيل إلى حد أقصى يبلغ 15 ألف فرد، من أجل مراقبة وقف الأعمال العدائية، ودعم الجيش اللبناني أثناء انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، وضمان العودة الآمنة للنازحين.