هل تستطيع إيكواس التدخل عسكريا ضد قادة انقلاب النيجر؟
تاريخ النشر: 5th, August 2023 GMT
هدد زعماء إيكواس بالتدخل عسكريا ضد قادة الانقلاب في النيجر وإعادة الرئيس محمد بازوم إلى السلطة
ناقش وزراء دفاع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) خلال اجتماعهم في العاصمة النيجيرية أبوجا الخميس (3 أغسطس/ أب) إمكانية التدخل العسكري في النيجر عقب الانقلاب الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد بازوم وذلك في حالة فشل الجهود الدبلوماسية لإعادته إلى السلطة.
واليوم الجمعة (الرابع من آب/أغسطس 2023)، قال عبد الفتاح موسى مفوض الشؤون السياسية والسلام والأمن في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) إن قادة الدفاع في دول غرب أفريقيا وضعوا خطة لتدخل عسكري محتمل في النيجر للتصدي لانقلاب الأسبوع الماضي وإن الخطة تتضمن كيفية وموعد نشر القوات. وأضاف موسى أن المجموعة لن تكشف لمدبري الانقلاب متى وأين ستكون الضربة، مضيفا أن القرار سيتخذه رؤساء الدول.
فما مدى احتمالية إقدام المجموعة على إرسال قوات إلى النيجر؟
يرى المحلل الجيوسياسي أوفيغوي إيغيغو أن احتمالية التدخل العسكري "مرتفعة للغاية بسبب وجود عوامل كثيرة"، مضيفا أن الولايات المتحدة سوف تدعم أي تدخل، لأن النيجر شريك مهم في منطقة الساحل في الحرب ضد الإرهاب.
وأشار إلى سبب آخر يتمثل في أن حالة عدم الاستقرار في النيجر سوف توفر فرصة لروسيا لتعزيز نفوذها في منطقة الساحل التي شهدت سلسلة انقلابات عسكرية أتت بحكومات ابتعدت عن الغرب وتحالفت مع موسكو.
الجديد بالذكر أن مجموعة إيكواس تواجه إشكالية في احتواء التراجع الديمقراطي في منطقة غرب إفريقيا عقب سلسلة الانقلابات، حيث تعهدت بعدم التسامح مع أي انقلاب جديد عقب بعد الانقلابات العسكريةفي ثلاث دول أعضاء في المجموعة وهي: مالي وبوركينا فاسو وغينيا خلال العامين الماضيين.
بدوره، يعتقد الخبير الأمني فاهرامان كوني، مدير مشروع الساحل في معهد الدراسات الأمنية البحثي المعني بالقضايا الأمنية في أفريقيا، أنه من المرجح حدوث تدخل عسكري في النيجر في ضوء إصرار الرئيس النيجيري الجديد بولا تينوبو، الذي تتولى بلاده رئاسة الإيكواس، على استعادة زعامة بلاده لمنطقة الساحل. وقال كوني، الخبير المقيم في مالي، إن تينوبو "يريد إعادة تأكيد قيادة نيجيريا للمنطقة عسكريا وماليا ودبلوماسيا"، مضيفا أن هذا ظهر جليا من خلال تصريحاته في الاجتماع الطارئ لمجموعة إيكواس حيث قال "سنقف مع شعبنا في التزامنا بسيادة القانون".
قال وزراء دفاع دول إيكواس إنهم سيجتمعون على الفور في ظل احتمال شن عمل عسكري ضد قادة الانقلاب في النيجر
تهديدات الإيكواس السابقة
ولا يعد هذا التهديد الأول الذي تطلقه إيكواس التي تضم 15 دولة، إذ أصدرت تهديدات سابقة وقامت بتنفيذ وعيدها حيث أرسلت عام 2017 قوات إلى غامبيا عندما رفض رئيس البلاد آنذاك يحيى جامح التنحي بعد خسارته الانتخابات.
فعلى وقع احتشاد 7000 عنصر من قوات إيكواس بقيادة السنغال على حدود غامبيا، وافق جامع على الخروج من البلاد والعيش في المنفى بدولة غينيا الاستوائية. ولا يزال حوالى 2500 جندي من السنغال وغانا ومالي وتوغو ونيجيريا يشاركون فى عمليات حفظ السلام فى غامبيا.
كذلك تمتلك إيكواس قوة عسكرية تتمركز في غينيا بيساو، حيث أعادت نشر حوالي 600 جندي من نيجيريا والسنغال وساحل العاج وغانا في أعقاب محاولة انقلاب شهدتها البلاد في فبراير/ شباط العام الماضي. وكانت إيكواس قد شكلت قوة حفظ سلام لإعادة الحكم المُنتخب في ليبيريا وسيراليون، فيما نشرت قوات في ساحل العاج عام 2003.
يقول خبراء إن أي تدخل عسكري في النيجر سوف يعتمد على نيجيريا
ما هو قوام قوات إيكواس؟
يرى مراقبون أن أي تدخل عسكري من قبل إيكواس في النيجر سوف يعتمد بشكل كبير على نيجيريا التي يتألف جيشها من 223 ألف فرد فضلا عن امتلاكه طائرات ومقاتلات حديثة. ويقول خبراء: إن أهمية نيجيريا لا تعود فقط إلى قدراتها العسكرية فقط، بل لأن لها حدود بطول 1600 كيلومتر مع النيجر أيضا.
وعن المواقف الأخرى لدول إيكواس، قالت السنغال إنها ستشارك إذا قررت المجموعة التدخل عسكريا في النيجر حيث أكدت وزيرة خارجية السنغال عيساتا تال سال أن بلادها سوف تنفذ قرارات الإيكواس. لكن على النقيض من ذلك، أعلنت عدة دول أعضاء في إيكواس عدم دعم استخدام القوة في النيجر.
وفي ذلك، قال عبد الموموني آباس، الخبير في الحركات المتطرفة، إنه "بعيدا عن موقف نيجيريا، لا أعتقد أن دولا أخرى في إيكواس سوف تشارك بقوات، لأن موريتانيا والجزائرومالي وبوركينا لا توافق وبنين لن تهاجم النيجر".
من جانبه، أشار المحلل الجيوسياسي أوفيغوي إيغيغو إلى أن الجيش النيجيري "منهمك" في محاربة حركة "بوكو حرام" وجماعات مسلحة اخرى تنشط في 30 من أصل 36 ولاية في نيجيريا، مضيفا أن إقدام نيجيريا على قيادة أي تدخل عسكري في النيجر سيمثل تحديا كبيرا لجيشها في الوقت الراهن.
ما هي فرص نجاح التدخل العسكري؟
ويعتقد خبراء أن أي تدخل عسكري من قبل إيكواس في النيجر سيكون مختلفا عن العملية العسكرية التي قادتها في غامبيا، لأن الأخيرة تعد أصغر دولة غير جزرية في أفريقيا ولا تمتلك جيشا قويا. في حين أن النيجر تعد بلدا كبير المساحة يقع في قلب منطقة الساحل ويمتلك جيشها خبرة في القتال وحصل على تدريبات من الجيش الأمريكي الذي ينشر 1100 جندي في النيجر فضلا عنتمركز حوالي 1500 جندي فرنسي.
ومن هنا يرى آرثر بانجا، الخبير الإيفواري في الشؤون العسكرية، أن "حجم النيجر والعدد الكبير لقوات جيشها سوف يصعب أي تدخل عسكري، لكن في حالة الإعداد والتخطيط الجيدين، فقد يتم ذلك مع وضع كافة الخيارات في الاعتبار."
ويضاف إلى تعقيدات المشهد، إعلانمالي وبوركينا فاسو في بيان مشترك أن أي تدخل عسكري ضد قادة الانقلاب في النيجر سيعتبر "إعلان حرب" ضدهما. وحذّرت سلطات مالي وبوركينا فاسو المنبثقة عن انقلابين من أن "أي تدخل عسكري ضد النيجر سيؤدي إلى انسحابهما من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا وإلى اتخاذ تدابير في إطار الدفاع المشروع لدعم الجيش والشعب في النيجر".
وشدد أوفيغوي إيغيغو على أنه رغم ترجيحه الشروع في تدخل عسكري في النيجر، إلا أن الأمر يحمل في طياته "مخاطرة كبيرة للغاية، إذ قد يؤدي ذلك إلى اندلاع حرب حقيقية".
كيت هيرسين / م. ع
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: تدخل عسکری فی النیجر قادة الانقلاب أی تدخل عسکری منطقة الساحل ضد قادة دول غرب
إقرأ أيضاً:
تدفق الأسلحة المهربة بمنطقة الساحل الإفريقي إلى نيجيريا يزيد من تفاقم الأوضاع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت نيجيريا في السنوات الأخيرة تصاعداً كبيراً في العنف والصراعات المسلحة، حيث أصبحت الأسلحة غير المشروعة أحد أبرز العوامل التي تغذي هذه الأزمة.
و يتزامن هذا الارتفاع في التسلح مع تدفق الأسلحة المهربة من ليبيا ومنطقة الساحل، ما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في البلاد.
فبعد انهيار النظام الليبي في 2011، أصبحت ترسانات الأسلحة الضخمة في البلاد مصدراً مهماً للجماعات المسلحة في شمال نيجيريا، بالإضافة إلى الإرهابيين في مناطق أخرى من الساحل.
و في هذا السياق، يبرز دور الأسلحة الثقيلة التي نُهبت من ليبيا، والتي أسهمت في تعزيز قدرات الجماعات الإرهابية، مما يزيد من صعوبة القضاء على التمرد والإرهاب في المنطقة.
اجتياح شمال نيجيرياوكشف مسؤولون في وزارة الدفاع النيجيرية، أن الجماعات الإرهابية التي تجتاح شمال نيجيريا تتسلح بأسلحة تم تهريبها من ليبيا.
وبحسب تقرير مشروع مسح الأسلحة الصغيرة، فإن تجار الأسلحة في نيجيريا يستغلون حالة عدم الاستقرار في منطقة الساحل، ولا سيما في النيجر، التي أصبحت من أبرز نقاط عبور الأسلحة المهربة من المخازن الليبية إلى دول الساحل بما في ذلك نيجيريا.
وقال اللواء إدوارد بوبا في تصريح إعلامي مؤخراً: "عندما نتحدث عن انتشار الأسلحة، يجب أن نعود إلى ما حدث في ليبيا منذ سنوات وما جرى في منطقة الساحل".
فقد سمح ذلك للأسلحة بالوصول إلى أيدٍ غير أمينة، ومن ثم تسربت إلى بلادنا، مما زاد من تعقيد قضية التمرد والإرهاب التي نواجهها".
إعدام 2400 قطعة سلاحوفي أواخر أكتوبر الماضي ، قامت السلطات النيجيرية بإعدام 2400 قطعة سلاح كانت قد صودرت من مجرمين في أنحاء مختلفة من البلاد.
وأوضح السيد جونسون كوكومو، المدير العام للمركز الوطني لمكافحة الأسلحة الصغيرة والخفيفة، أن نيجيريا لن تتساهل مع الاتجار غير المشروع بالأسلحة.
وأضاف كوكومو أثناء عملية إعدام الأسلحة في أبوجا، "تؤكد هذه الإجراءات على ضرورة التحلي بالشفافية في توثيق الأسلحة المصادرة والتخلص منها بشكل مسؤول، لضمان عدم عودتها إلى أيدي العناصر الإجرامية".
وتم وصف الأسلحة غير المشروعة التي تتسلل إلى نيجيريا بأنها "متوافرة كالأرز في السوق"، وأشار كثير منها إلى أنها خرجت من ليبيا.
وفي مقال له على موقع «ذا كيبل»، قال المحلل داكوكو بيترسايد: "لقد أصبح انتشار الأسلحة غير المشروعة في نيجيريا بمثابة وباء يهدد الأمن القومي، إذ يعزز من العنف والجريمة وفقدان الاستقرار في البلاد".
ومع انهيار النظام الليبي بقيادة معمر القذافي في 2011، تركت العديد من المخازن العسكرية بلا حماية، وأشارت تقديرات الأمم المتحدة في عام 2020 إلى أن ليبيا كانت تمتلك نحو 200,000 طن من الأسلحة حين انهار نظامها، لتتفاقم المشكلة بسبب الحروب الأهلية المستمرة التي عرقلت تأمين المخازن.