علماء الآثار الروس يعثرون على أجزاء من هيكل قديم في البحر الأسود
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
أعلن المكتب الإعلامي لجامعة سيفاستوبل الروسية أن علماء الآثار عثروا في البحر الأسود على بقايا هيكل قديم وقطع أثرية قبالة سواحل أبخازيا.
ويشير المكتب، إلى أن العلماء يعتقدون أن الهيكل والقطع الأثرية التي عثروا عليها على عمق يتراوح من 1 إلى 60 مترا في ديسمبر 2023 قبالة سواحل أبخازيا باستخدام أجهزة خاصة وبمشاركة الغواصين تعود للقرون الوسطى.
ووفقا لفيكتور ليبيدينسكي، الأستاذ المشارك في جامعة سيفاستوبول، إن الاكتشاف المثير للاهتمام، عثر عليه في خليج سوخومي، عند مصب نهر بيسليتكا، حيث يعتقد أن مدينة ديوسكوريا القديمة كانت قائمة في هذه المنطقة.
ويقول: "عثر هنا في أعوام 1970- 1980، على لوحة قديمة معروضة حاليا في متحف سوخومي الحكومي، وفي نفس المنطقة، اكتشفنا على عمق 2.4 متر، بقايا بناء نصف دائري هو برج ذو جدران متصلة، مبني من الحصى الكبيرة والملاط الجيري، مع وجود قطع سيراميك في البناء".
وبالإضافة إلى ذلك عثر علماء الآثار قبالة سواحل مدينة غوداوتا (جمهورية أبخازيا) على عمق 48-50 مترا، على عدد كبير من الأواني الفخارية تعود إلى العصور القديمة والعصور الوسطى، يعتقد أنها كانت على متن سفينة غرقت في هذه المنطقة.
ووفقا له، حدد علماء الآثار باستخدام السونار 11 جسما تحت الماء من المحتمل أنها سفن غارقة وسوف تدرس بمساعدة الغواصين مستقبلا.
المصدر: نوفوستي
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: اكتشافات البحر الأسود معلومات عامة علماء الآثار
إقرأ أيضاً:
وادي بلي وطريق الملح بالبحر الأحمر.. كنز جيولوجي وسياحي يروي تاريخ التجارة القديمة
تشتهر محافظة البحر الأحمر بتضاريسها الوعرة وأوديتها الجبلية التي تحمل بين طياتها أسرارًا جيولوجية وتاريخية، ويعد وادي بلي، الواقع شمال الغردقة خلف جبل أبو شعر، من أبرز هذه الأودية، حيث يتميز بتكوينات جيولوجية نادرة تشكلت على مدار 600 ألف عام، مما جعله مقصدًا مهمًا لعشاق الجيولوجيا والسياحة العلمية والمغامرات.
لم يكن وادي بلي مجرد ممر جبلي، بل لعب دورًا محوريًا في التجارة قديماً، حيث كان جزءًا من "طريق الملح" الذي استخدمته القوافل لنقل الملح من البحر الأحمر إلى محافظات الصعيد. فقبل نحو 150 عامًا، ازدهرت تجارة الملح في المنطقة، وكانت القبائل تنقله على ظهور الجمال من ملاحة "أم اليسر" جنوب رأس غارب و"رأس البحار" الواقعة بين الجمشة وجبل الزيت، على بُعد 70 كيلومترًا شمال الغردقة.
كانت القوافل تحمل "السكايب" المملوءة بالملح وتسلك طريق "وادي القطار"، المعروف آنذاك بطريق الملح، مرورًا بوادي بلي، وصولًا إلى الصعيد. وظل هذا الطريق شاهدًا على حقبة زمنية ازدهرت فيها تجارة الملح، قبل أن تتغير مسارات النقل الحديثة.
بفضل موقعه الفريد، جذب وادي بلي اهتمام علماء الآثار الذين افترضوا أن الاستيطان البشري الحديث في الوادي ما هو إلا امتداد لمراحل استيطان قديمة. وقد أكدت الاكتشافات الأثرية صحة هذه الفرضية، حيث تم العثور على أدوات حجرية ومشغولات يدوية وبقايا عظام لحيوانات تعود إلى إنسان العصر الحجري، لا سيما داخل كهف وادي بلي، الذي يُعتقد أنه كان مأوى للإنسان القديم.
إلى جانب أهميته الأثرية، يتميز وادي بلي بتكويناته الجيولوجية النادرة، مما جعله وجهة مفضلة للباحثين والدارسين من مختلف دول العالم. حيث تنظم إليه رحلات جيولوجية دورية لاستكشاف طبقات الصخور الفريدة التي تكشف عن تاريخ المنطقة الجيولوجي العريق.
لم تقتصر شهرة وادي بلي على الأوساط العلمية، بل أصبح أحد أبرز الوجهات لمحبي رحلات السفاري الجبلية. تنظم وكالات السياحة رحلات خاصة إلى الوادي وفق أنظمة محددة تلبي احتياجات عشاق الطبيعة والمغامرات، حيث يوفر الوادي تجربة استثنائية تجمع بين سحر التضاريس الجبلية وتاريخ المنطقة العريق.
يظل وادي بلي، شاهدًا على عصور متعاقبة، من تجارة الملح القديمة إلى الاكتشافات الجيولوجية الحديثة، ليؤكد أن البحر الأحمر لا يقتصر على شواطئه الخلابة، بل يخفي في أعماقه وبين جباله كنوزًا لا تزال تروي قصص الماضي وتلهم المستقبل.